ذو الفقار
وزراء وسفراء الزمن الأغبر/١٨ حصريا لمجلة الگاردينيا
عندما تجد مجتمعا يؤمن بالخرافة والاساطير، فمن السهولة ان تجد فيه عبيدا يتبعونك. الشعوب التي تتمسك بظل السياسيين لن تحصل على شيء. يوجد دواء وعلاج لكل الامراض، ولكن لا يوجد دواء او علاج لمعالجة الحماقة او التخفيف من شدة وقعها.
كانت الفترة المظلمة لوزارة الخارجية في عهد الوزير الخبل إبراهيم الجعفري، ومن الصعب فهم كيف وافقت الولايات المتحدة وبريطانيا على رجل مريض نفسيا وفق تقارير طبية، وسبق له ان تلاعب مع الحكومة البريطانية عندما طلق زوجته شرعا وليس قانونا من خلال المحكمة، لكي يحصل كل منهما على شقة. ومع انه خريج كلية طب الموصل فهو لم يمارس شهادته في بريطانيا لأنه فشل في الاختبار، ولم توافق الحكومة البريطانية على معادلة شهادته، والاغرب منه انه على الرغم معيشته في بريطانيا ما يزيد عن ثلاثة عقود لكنه لا يتكلم اللغة الإنكليزية وكان يستعين بمترجم عند لقائه مع نظرائه الغربيين،
والسبب في ذلك انه قضى وقته في بريطانيا في الحسينيات يلقي المواعظ القمقمية والماردية، عمل حملة دار من بريطانيا الى السعودية خلال موسم الحج. وسواء في بريطانيا او عودته الى العراق لم يغادر مارد القمقم والعفاريت عقله الصدأ.
فؤاد حسين وزير الخارجية الحالي مرجعيته الولايات المتحدة، وهو مسؤول عن تمشية المصالح الكوردية فقط، ولا علاقة بالسياسة الخارجية للوزارة. المسؤول الحقيقي هو محمد حسين بحر العلوم، الذي كان ممثل العراق في نيويورك وسبق ان برر قتل ثوار تشرين بكل وقاحة وسفالة. وبحر العلوم هو من اصدر البيان في الرد على مسألة الذيل قاضي القضاة فائق زيدان وعن فساد المحكمة العليا وتبعيتهم الى ايران، مدافعا باستماته عنه، مع ان فائق زيدان مطلوب قضائيا في قطر بتهمة غسيل الأموال. وهذا الذيل الدبلوماسي الدمج مرجعيته السياسية ايران والكويت، وقد رحبت به الكويت سابقا كسفير للعراق معتمدا فيها.
عود على بدء
جاسوسة في مكتب الوزير طارق عزيز
قال قريبي الدبلوماسي: بسبب الحصار الاقتصادي تم تحديد عدد الكادر الدبلوماسي، وبعد اشتداد الحصار أغلقت العديد من السفارات، واقتصرت بعض السفارات مثال السويد على موظف دبلوماسي واحد او إثنين فقط كما في دول أوربا الشرقية، وفي نهاية الثمانينات كانت في الوزارة موظفة ادارية فارعة الطول يزيد طولها عن مترين، قدمت طلبا للرئيس العراقي لغرض نقلها الى أحد السفارات الأوربية، لأن طولها غير طبيعي وتشعر بحالة أشبه بالتنمر، وكانت جميلة ورشيقة القوام، وهي كردية الأصل، وافق الرئيس على نقلها الى جنيف، وبعد مدة تعلقت بشاب مصري يناسبها في الطول الفارع، وقيل انها تزوجت منه بدون موافقة الوزارة، كما تقضي توجيهات الوزارة، صدر أمر نقلها الى ديوان الوزارة، لكنها لم تلتحق، وبقيت في جنيف. ومما زاد الأمر سوءا بالنسبة لاستبعاد الكادر الدبلوماسي النسوي العمل في البعثات العراقية في الخارج، هو تورط موظفة ادارية في مكتب ذاتية الوزير طارق عزيز تدعى (بولين كوركيس توما) لصالح مخابرات روسيا، وقد اعترفت وقدمت معلومات مهمة للمخابرات العراقية عن دورها التجسسي، فصدر أمر بإعدامها، ولكن نظرا لتعاونها خفف الرئيس الحكم الى السجن المؤبد، بعد الاحتلال الأمريكي تم اخلاء سبيلها، وتمت إعادتها الى وزارة الخارجية، وفي عام 2004 رشحت الى دورة في المانيا حول التفاوض، لكن في عمان أصيبت بنوبة قلبية، فأمر الطبيب بعدم سفرها، وبقائها في الأردن، خشية من تطور حالتها. ويبدو ان الوزارة نقلتها في حالة غريبة للعمل في سفارة العراق في موسكو.
سكرتير الرئيس والوكيل عبد الجبار الدوري
قال قريبي الدبلوماسي: في أحد أيام الأيام في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، كنت خفرا في مكتب السيد الوزير محمد سعيد الصحاف، وكان الوزير موفدا للخارج بمهمة رسمية، كان واجبي مساءا من السابعة لغاية الثانية عشر ليلا، واحيانا أقل، واحيانا أكثر، رن الهاتف الحكومي، وكان المتصل السيد عبد حمود سكرتير الرئيس صدام حسين/ بدأ السلام، وهو دائما يبدأ كلامه بالسلام اولا، وفي قمة الأدب معنا، وهكذا الحال مع بقية الوزراء سيما طارق عزيز ومحمد مهدي صالح و عبدالغني عبد الغفور، لكن الأجلاف كانوا (طه الجزراوي، ورئيس المجلس الوطني ( سعدي صالح)، فلا يبديا بتحية ولا ينهيا المكالمة بالسلام. سألني عبد حمود: أهاتف عبد الجبار الدوري ولا جواب، فقلت له: أستاذ لم يصل بعد الى الوزارة. فقال: اتصل به في البيت أريده فورا. قلت: حسنا أستاذ. اتصلت بجبار الدوري في البيت فأخبروني انه خرج في طريقه للوزارة، بعد نصف ساعة، اتصل ثانية عبد حمود وقال: هل وصل؟ قلت كلا أستاذ! اتصلت به قبل نصف ساعة، وقالوا انه خرج في طريقه الى الوزارة، فقال: هذا وين يدوح؟ أخبره حالما يصل ان يتصل بي. بعد حوالي ربع ساعة، وصل الدوري واخبرته بطلب السيد عبد حمود، فقال سأتصل به، ولم أعرف ما وراء الحاح السيد السكرتير بمحادثة الدوري.
حقيقة وكيل وزارة الخارجية عبد الجبار الدوري
قال قريبي الدبلوماسي: الحقيقة من العجائب ان يعين عبد الجبار الدوري وكيلا لوزارة الخارجية، والرجل لا يمكن مقارنته بأقطاب الوزارة مثل رياض القيسي، نزار حمدون وسام الزهاوي، ولا بمستوى أقل. أحيانا ينام على الأريكة في مكتبة، بتأثير الخمر وإن سألت عنه، تزعم سكرتيرته (نجاح الدوري) بأنه مشغول. معلومات الدوري الدبلوماسية والثقافية تلامس الصفر، أما خطه والعياذ بالله، في أحد الأيام جلبت للوزير الصحاف كتابا همش عليه عبد الجبار الدوري على الحافة اليمنى من الكتاب وبعشر كلمات ملأ هامش الورقة على طول الورقة، فنظر الوزير الى تهميش الدوري بعصبية وقال اين أهمش بمذهبه، ملأ خطه الجانب الأيمن من الصفحة؟ ثم همش الوزير على ورقة لاصقة صفراء. صحيح ان لا يصلح مطلقا كوكيل للوزارة، لكنه كان كريما مع موظفي مكتبة، ومتعجرفا مع غيرهم. لذا لم تجد له يوما لقاءا صحفيا، او كتابة مقال، او تعليق، او حوارا تلفازي، او صحفي، ولا يحضر المؤتمرات المهمة في الوزارة وخارجها.
تعرض محاسب السفارة العراقية الى الاغتصاب
قال قريبي الدبلوماسي: في منتصف الثمانيات من القرن الماضي، حدثت حالة في قمة السفالة من قبل المخابرات السورية مع موظف إداري (محاسب السفارة)، فقد كانت صداقة بين محاسب السفارة واحد السوريين، وكان العلاقة وثيقة بينهما، ولم يدرك المحاسب العراقي ان صديقه من المخابرات السورية، في أحد الأيام، تسامر الاثنان وشربا الكثير من الخمر، ويبدو ان المحاسب العراقي فقد إدراكه، ونام على الأريكة، فقام صديقه السوري باغتصابه وصور العملية بالفيديو. وفي اليوم التالي فاتحه صديقه السوري بالتعاون مع المخابرات السورية والا سيفضح أمر اغتصابه. فقال له المحاسب: امهلني أيام لأفكر بالموضوع. ولكن حسه الوطني تغلب على كرامته الشخصية، ففاتح السفير بالموضوع وارسلت برقية جفريه الى وزارة الخارجية، وتم نقل المحاسب فورا الى المركز، وبعد فترة قصيرة نقل الى وزارة أخرى.
988 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع