سعاد عزيز
سياسة إسترضاء ملالي إيران على حافة الهاوية
على أثر الفوز الساحق الذي حققه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية فإن أربعة سنوات عجاف بالغة المرارة تنتظر نظام الملالي ولاسيما وإنه قد ذاق سياط السياسة المتشددة لترامب عندما فاز بالرئاسة في عام 2016، لأربعة أعوام بحيث لم يصدق إنه خرج من تحت وطئتها سالما في عام 2020، لکنه يجد نفسه مرة أخرى أمام تلك السياسة التي قد تصبح أکثر تشددا ضده ولاسيما بعد أن وردت معلومات في واشنطن إنه کان يخطط للقيام بنشاطات إرهابية في أمريکا من ضمنها محاول إغتيال ترامب نفسه!
سياسة الاسترضاء التي عادت إليها الروح بعد فوز بايدن في إنتخابات 2020، حيث إنکفأت على نفسها وتراجعت وأصابها الوهن کثيرا خلال عهد ترامب، فإنها وبعد فوزه في إنتخابات 2024، فإن الاعتقاد يسود بأن هذه السياسة ستسير نحو حافة الهاوية وهذا يعني مٶشرا بالغ الخطورة بالنسبة للنظام وتطورا نوعيا من حيث الإيجابية بالنسبة للنضال الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام.
سياسة الاسترضاء التي کانت على الدوام في خدمة النظام وحتى إنها من أهم أسباب بقائه وإستمراره، حذرت منها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية ودعت البلدان الغربية لإنهائها بإعتبارها تتعارض والنضال المشروع الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإنها تساهم في منح النظام أسباب القوة والبقاء، لکن الملاحظة المهمة هنا والتي يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية البالغة، هي إن أوضاع نظام الملالي خلال هذه الفترة بالغة السوء وليس في وسعه تحمل المزيد من التطورات السلبية بالنسبة له ولذلك فإن فوز ترامب يعني إن على نظام الملالي إنتظار مستقبل مجهول بحيث لا يمکنهم معرفة الى أين ستقودهم الاحداث والتطورات.
المثير والملفت للنظر، إن نظام الملالي کان دائما يراهن على الاحداث والتطورات الخارجية والدولية، في حين إن المقاومة الايرانية کانت ولازالت تراهن على قدراتها الذاتية وعلى دعم وتإييد الشعب الايراني لها، وهي وخلال أحلك الظروف وأکثرها صعوبة إستمرت في نضالها ومواجهتها ضد النظام، وهي دائما دعت ولازالت تدعو الى وضع حد لسياسة الاسترضاء ومسايرة نظام الملالي لأن هذه السياسة کانت دوما بمثابة خنجر مغروز في ظهر الشعب والمقاومة الايرانية وتجعل النظام في وضع وموقف يمنحه القوة ولکنه وبفقدانه لهذا الامر ولاسيما وإن الظروف والاوضاع الحالية التي يمر بها هي الاکثر سوءا في تأريخه، فإن الايام القادمة ستحمل الکثير والکثير من الاحداث والتطورات غير السارة له.
874 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع