د. عبدالرحيم الرفاعي
سلامة العراق من التهديدات الاسرائيلية ..
اذا افترضنا أن العراق يسير بأتجاه الحرب المباشرة مع اسرائيل و أن اسرائيل أدعت بأنها حددت اكثر من سبعين هدفا تنوي تدميرها بينها بنى تحتية اساسية تمس حياة الناس لمعاقبة العراق و أثارة الرأي العام ضد السلطة و هذه التهديدات الاسرائيلية التي سبقتها اسرائيل بشكوى ضد العراق لدى الامم المتحدة مدعية أن صواريخ و مسيرات الفصائل العراقية الموالية لإيران تهدد أمنها ، هذا الادعاء الاسرائيلي إن صح فحواه يضع العراقيين في حيرة من أمرهم فأن أعترضوا على تلك الفصائل يضعون انفسهم في صف اسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية التي تستفيد من دعم تلك الفصائل و أن وقفوا مع تلك الفصائل و أيدوا استهدافهم لاسرائيل فأنهم يقفون مع ايران و يدفعون العراق اكثر بأتجاه الحرب مع اسرائيل .. فما الحل ؟
من وجهة نظري المتواضعة بأن الحل يكمن بالخلاص من منظومة الحكم في العراق التي جعل ضعف ادائها العراق رهينة للصراع الاقليمي و هيمنة دول جوار العراق و امريكا على مقدرات العراق و لكن عملية تحشيد الجماهير و الشروع بانتفاضة و عصيان مدني يتطور الى ثورة شاملة يجب أن يكون امتداد لثورة تشرين العظيمة و تحت غطائها بعد أن سقطت كل ادعاءات النظام بعدم مشروعية تشرين و سقطت كل الذرائع و الاكاذيب و التهم التي الصقت بتشرين و بات الشعب على يقين تام بأن ثورة تشرين كانت ثورة شعب نقية بريئة من كل التهم التي رميت بها في حينها و إلا أي تحرك جماهيري جديد بعيد عن غطاء تشرين سيواجه بنفس الاتهامات و اكثر بل سيواجه باتهام النظام و المتربصين بأي حراك جماهيري بأن المنتفضين عملاء لاسرائيل . و لكن هناك تساؤل لابد من التوقف أمامه وهو : ما هو موقف ( الحليف ) الامريكي الذي نصت المادة الثالثة من اتفاقية الاطار الستراتيجي على مسؤولية امريكا عن حماية العراق من أي عدوان خارجي ؟ و هنا نتسائل هل اسرائيل خارج نطاق هذه الاتفاقية ولها ما ليس لغيرها ؟ و لعل القارئ يستغرب من هذا التسائل لأنه بات معروف بأن اسرائيل خارج نطاق القوانين الدولية منذ عقود من الزمن و هي تحتل اراضي العرب و تقتل و تبيد الشعب الفلسطيني بلا رحمة و تضرب كل قرارات مجلس الامن الدولي و المنظمات الدولية الاخرى عرض الحائط تقتل من تشاء تقصف اي بلد بلا رادع و قت ما تشاء ، اذن يجب ان لا نضع كثيرا في حساباتنا الاعتماد على ( الحليف ) الامريكي لمنع الهمجية الاسرائيلية من الاعتداء على بلدنا و هناك تساؤل آخر : هل الحكومة العراقية التي نخرها الفساد بكل اشكاله قادرة على التصدي للعدوان الاسرائيلي إن وقع و هل ستهب جارتنا زعيمة المقاومة الدولية للدفاع عن اتباعها في العراق و حمايتهم أم كالعادة تسارع الى التبرئ منهم و تدعي بأن دورها لا يتجاوز عن كونه داعم لحركات التحرر و أن تلك الحركات تمتلك قرارها بنفسها و هنا اعود مرة اخرى لأخرج بأستنتاج أظن بأن الجميع يتفق عليه وهو أن الحكومة العراقية لا تمتلك من أمرها شئ و لا سلطة لها على الفصائل المسلحة و لا تمتلك القدرة على كبح جماحها و بناءا على ذلك هل سينفعنا شئ التنديد بعجز الحكومة عن حماية بلدنا من المخاطر بعد أن تمادت بأضاعة هيبة العراق و بددت ثروات شعبه و تعرض سلامته و مستقبله للخطر ؟ لا بد للشعب أن يشحذ الهمة و يهب منتفضا في صفحة جديدة من صفحات تشرين الخالدة على أن يكون شعار السلمية مدروسا و لا يعني الاكتفاء بدور الضحية مقابل عنف النظام و مليشياته التي كعادتها ستستأسد على المنتفضين و الأيغال بقتلهم و خطفهم و القضاء على انتفاضتهم بل يجب دراسة كل التفاصيل لحماية الانتفاضة و تطويرها الى عصيان مدني ثم ثورة شاملة تقتلع هذا النظام الفاسد من جذوره للانتقال بالعراق الى الحياة الكريمة الحرة بعيدا عن الدكتاتورية و التبعية و النهب و التخريب و العراق لا يستحق الا ان يكون حرا شامخا و هذا لا يتم الا بثورة تشرينية باسلة ...
760 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع