عبد الرضا حمد جاسم
الراحل علي الوردي و الانحراف الجنسي عند أطفال العراق
مقدمة: كتب الراحل الوردي في صفحة 326 من دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/1965 التالي: [إن أكثر الأطفال لم يبلغوا الحلم، ولكنهم يمارسون اللواط بدافع الفخار. فالفاعل يفتخر بما فعل ويعتبره من قبيل الغلبة اما المفعول به فهو مغلوب ومستضعف لا يستطيع ان ينظر الى الناس بملء عينه وهم بذلك يصفونه بأن "عينه مكسورة" ان كسر العين في الازقة من أعظم مظاهر التغالب بين الأطفال] انتهى
تعليق: الحقيقة استغرب ليس من طرح الراحل الوردي هذا لأني كما تابعته وجدت من هذا القبيل الكثير حيث تَعَّوَدَ على ذلك وتَمَيَزَ به... لكن استغرب من الذي قرأ الوردي وسكت عن هذه ال "...."...اين وجد الوردي ذلك؟ أكثر أطفال العراق لائط و مليوط به من حتى قبل ان يبلغوا الحلم؟ انها مأساة المثقف العراقي وبالذات ذلك الذي قرأ للوردي وبالذات منهم من كتب بانبهار عن الوردي وما ترك...
لم يترك الراحل الوردي صفة معيبة شائنة لم يلصقها بالشعب العراقي والفرد العراقي والمجتمع العراقي رغم عدم تمكنه من تقديم أي دليل على تلك "المعيبات"
أتعرفون لماذا ذكر هذا المقطع وتوابعه؟
الجواب: سبب غريب ألا وهو أن الوردي يريد ان يقول ان صفة "التغالب" بدوية اكتسبها المجتمع العراقي من البداوة وهي جزء من صراع البداوة والحضارة...ليجد شيء يسند به هذه "الحكاية" فذهب الى أطفال العراق المساكين...
أين وجد الوردي هذه الكثرة في الكاظمية مثلاً وهو الذي عاش طفولته فيها؟ ام وجدها في زقاق مظلم من ازقة بغداد؟ والأصح هو: هل كان الوردي في طفولته فاعلاً أم مفعول به ...أي غالباً ام مغلوباً "مكسورة عينه"؟؟؟؟ هذه الاسئلة يجب على من قرأ الوردي ان يجيب عليها!!!!.
*في ص55 من كتاب|:دراسة في طبيعة المجتمع العراقي:1965كتب الوردي: [إني اميل الان الى فرضية في هذا الصدد ولعلني سأغير رأيي فيها بعد الانتهاء من طبع هذا الكتاب ومهما يكن الحال فاني أرى بان محور الثقافة البدوية او طابعها العام يمكن اجماله بكلمة واحدة هي "التغالب"] ثم يقول في نفس الصفحة: [وفي رأيي ان مركبات الثقافة البدوية هي ثلاثة:
1ـ العصبية.
2ـ الغزو.
3ـ المروءة.
والملاحظ ان طابع "التغالب "موجود في جميع هذه المركبات الثلاثة] انتهى.
لطفاً انتبه عزيزي القارئ لكلمة او مفهوم "التغالب" المهم في مسيرة الراحل الوردي. مع الانتباه لطفاً الى انه ربما سيغير رأيه!!!
هل يفهم الوردي ما كتبهُ؟ هل يفهم الوردي ان ما سَّطرهُ في هذا الكتاب سيكون مصدراً لكتابات أخرى و لا ينفع عندها ان غير الوردي رأيه ام لم يُغَّيرهْ؟ هل فَهِمَ أم لم يفهم كل من قرأ هذا الكتاب انه مشمول به عندما "لم يبلغ العقل"؟؟ اقولها و بقوة ان كل من اقتنى هذا الكتاب او اطلع عليه او استعار منه او اقتبس منه او شجع على قراءته و لم يرد على الوردي الرد الملائم كان في صغره/طفولته اما غالب / فاعل /لائط او مغلوب/مفعول به/ مليوط به مهما كان موقعه العائلي و الوظيفي و الاجتماعي و السياسي و العلمي و الديني...واحمد الله / العقل/ المجتمع اني سأقابلهم برأس مرفوعة واثقة لأني بعد اكثر من ستة عقود كنتُ و لا أزال أول من رد على "ترهات" الوردي بخصوص أطفال العراق وغيرها وتلك التي حاول لصقها ب "المجتمع العراقي"
وعن وعاظ السلاطين والانحراف الجنسي: ورد في ص8 / الهامش من كتاب وعاظ السلاطين/1954 التالي: [ويبدو أن وعاظنا يستسيغون انتشار الانحراف الجنسي بين الناس ولا يستسيغون انتشار السفور ولعلنا لا نغالي إذا قلنا إن الانحراف الجنسي منتشر بين الوعاظ أنفسهم أكثر من انتشاره بين غيرهم وهذه هي عاقبة من يغفل أمر الطبيعة البشرية ويعظ بما يخالفها] انتهى
.................................
بهذا المقطع تبدأ التالية تحت عنوان: علي الوردي: وعاظ السلاطين و الانحراف الجنسي
428 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع