ئه مير الرشيد
الرقابة الهاتفية وما أدراك ما الرقابة الهاتفية!
في احد ايام سنة 1959 استدعى الزعيم عبد الكريم قاسم المقدم (لطفي طاهر ) الرقيب العسكري المشرف على برامج الاذاعة والتلفزيون و نشراتها الاخبارية والتعليق السياسي المعبر عن الراي الرسمي للحكومة العراقية فساله بغضب من كتب التعليق السياسي بالامس ، وهنا ارتبك الضابط لانه بطبيعة الحال يعرف كاتبها ولكنه اجابه ، سيدي ساتحرى الامر وساجيبك وبعد سكوته لثواني قال له لاداعي ! ولكن احذركم ان لا تسيئوا الى ( مصر ) كارض وشعب فعلى الرغم من اختلافنا مع حاكمها فاننا نود شعب مصر ونشيد بحضارتها وعليكم ان تضعوا في ضمائركم ومشاعركم ان مصر تعني (الاهرامات وتعني طه حسين وتعني أحمد شوقي وتعني ام كلثوم) !.
في احد الايام كان احمد شوقي في بيته جاءه صديق ويبدو عليه التوتر فساله شوقي قلقا مستفهما قائلا له ..ما بك ؟ هل فاض النيل او زلزل الهرم ؟! ..فاجابه ..بل ادهى واعظم !.
عندها صاح به ( ويحك ) ! اذن قد مات سعد وانطوى العلم -----هو( سعد زغلول )اشهر رئيس حكومة وطنية مؤثرة في العهد الملكي في مصر..
قد يستغرب الكثير من القراء ان كانت هناك عادة او سياق مشترك بين الرئيسين جمال عبد الناصر وصدام حسين وهو شغفهم بقراءة نصوص المكالمات ضمن المراقبة الهاتفية المنقولة على الورق للاغلبية القادة السياسين ضمن منظومتهم وبينهم وزارء مهمين وقادة عسكريين كبار في مواقع مهمة وكانت تتضمن تلك المكالمات بالاضافة الى الشؤون الشخصية والعامة اضافة الى المسائل الخاصة جدا منها العلاقات (.....) بينهم بين ( الخليلات ) بمختلف المستويات وفيها احاديث وعبارات لا يمكن الاشارة اليها وفي بعض الأحيان حينما كانت المكالمة مثيرة كان يطلب الكاسيت للأستماع اليها بشكل مباشر وحي لذلك كانت هناك مقولة لدى الكثير من العراقيين قائلين ان صدام ذكي ويعرف شخصية القادة والوزارء جيدا ولكنهم لم يكونو يعلمون بمصدر تلك المعرفة وكانت اجهزة التنصت الحديثة تلك متطورة جدا المستوردة من ( المانيا الغربية ) هي المستخدمة في تسجيل تلك المكالمات وكان المركز هو الطابق الاخير من بناية الاتصالات الواقعة في ( السنك ) وكان لا يحق لا لوزير الاتصالات والمواصلات وكذلك لرئيس المؤسسة الصعود الى ذلك الطابق وكانت درجة السرية والحصانة فيها منظمة وشديد بحيث تحوي على موقعي استعلامات في نفس الطابق للحصانة الامنية على الرغم كون المراجعين هم رجال امن يراجعون لاستلام الكاسيتات او اشياء ذات العلاقة..
اما الرئيس جمال عبد الناصر وعن لسان وزير شؤون مكتبه ( اشرف مروان ) ان الرقابة الهاتفية كانت تحصل بين فترة واخرى وتتفرع الى هواتف اصدقاء وصديقات المشير ورئيس مخابراته ( صلاح نصر وعدد اخر من المسؤولين وكذلك فنانات مشهورات !
1701 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع