صديق المجلة ـ بغداد
العراق والكويت حقوق مغتصبه منذ عشرات السنين الجزء الاخير
نتائج واستنتاجات
لقد بات واضحا ان هناك عمليه سريه تم التخطيط لها منذ فتره وهي عدم السماح بظهور اي قوه عسكريه في منطقة الخليج العربي وخاصة بعد انهاء حكم الشاه محمد رضا بهلوي ولايمكن ان يعاد السيناريو نفسه ليعود شاه جديد ومن العراق هذه المره ليتبعه الاعراب مخيرين او مجبورين ولتتكرر عملية ايقاف ضخ النفط والتهيؤ لتحرير فلسطين وغيرها من الشعارات التي يستذوقها الشارع العربي والتي تأتي اؤكلها لدى قادة البلدان العربيه وعليه كان لزاما ان تتم عملية تدمير العراق اقتصاديا وان لم تنجح العمليه يصار الى تدميره عسكريا وخنقه قدر المستطاع وهذا ما حصل فعلا في غياب الدبلوماسيه العراقيه المرنه التي تستقرأ الاحداث وتقدر المواقف مسبقا والتعامل مع الازمات بقدر من المسؤوليه والمرونه .
لم تنجح خطة الملك حسين في عقد قمة عربيه مصغره عندما اذاعت مصر ( مبارك ) بيانا تدين فيه الغزو العراقي للكويت وعندها شعر الملك حسين ان مساعيه قد فشلت بمؤامره عربيه يقودها حسني مبارك وخاصة ان بيان الخارجيه المصريه جاء بعد ساعة واحده فقط من اتصال تم بين الملك ومبارك حول موضوع القمه المصغره الامر الذي اصاب الملك حسين بخيبة امل كبيره .
طلب جورج بوش اجتماعا اخر في منتجع كامب ديفيد وكان الهاجس العسكري يسيطر على جو الاجتماع وتحدث كولن باول وكان يبدو عليه التردد وكان خائفا من الامور التاليه :
1 . عدم وجود القواعد الكافيه في المملكه العربيه السعوديه لاستيعاب القوات الامريكيه .
2 . ارتفاع درجات الحراره فوق الخمسين درجه مئويه .
3 . احتمالات استخدام العراق للسلاح الكيمياوي .
4 . احتمال ابادة القوه الاماميه التي ستؤسس راس الجسر لباقي القطعات الامريكيه من قبل العراقيين قبل وصول الاسلحه والقطعات السانده .
5 . احتمالات قيام الحرس الجمهوري العراقي ( النخبه ) باجتياح السعوديه قبل تكامل القوات الامريكيه وفق الخطه 1002 \ 90 التي اقرها كارتر للدفاع عن السعوديه و طلب مناقشة استخدام القوات الخاصه للقيام بعمليات داخل العراق وضد صدام حسين شخصيا وخلخلة النظام .
لم يتوصل الفريق المجتمع لاي قرار وطلب بوش تقرير مفصل منفرد من كل فرد حضر الاجتماع حول الموضوع .
موقف الاتحاد السوفيتي كان مائعا وسبق ان وصفت موقف كل من (روسيا والصين اليوم اشبه بخراف ينتظرون البرسيم الاخضر الامريكي ) بالرغم من محاولة وزير الخارجيه الرفيق ادور شيفرنازده بيان بعض الصلابه تجاه زميله جميس بيكر عندما طلب منه ان يكون النقاش خارج لغة المدفع ضد العراق وكان رد بيكر ان ذلك لن يحدث الا اذا تعرض مواطنون امريكان الى الخطر ورد شيفرنازده قائلا اي كان الموقف يجب ان لايكون هناك عمل عسكري , ولكن تبين ان ذلك كان مجرد كلام لاينفع وبيع العراق الحليف القوي للاتحاد السوفيتي بمبلغ تافه في دهاليز السياسه ..
بعد صدور الادانه من قبل الخارجيه المصريه والتي اعقبها ادانة الجامعه العربيه التي وافق عليها 14 عضوا من اصل 21 ورفض القرار 7 هي كل من ( الاردن , منظمة التحرير الفلسطينيه , جيبوتي , العراق , ليبيا , السودان , اليمن ) وقد اعترف معظم الوفود بالضغوط الامريكيه الهائله التي تعرضوا لها لاصدار هذا القراروعلى غرار الضغوط التي مارسها جون كيلي على الخارجيه المصريه طيله ذلك النهار حتى صدر القرار الذي تضمن ادانة العراق ومطالبته الانسحاب الفوري من الكويت ,,
هذا الامر قوض كل الاتفاقات التي سعى الملك حسين فيها لانهاء الازمه وقد شعر الملك بخيبة امل من ان هناك مؤامره تشترك فيها السعوديه ومصر والتي كانت تدفع باتجاه التدخل الاجنبي الذي سوف يجلب الكوارث الى المنطقه ولن يحل الازمه لعدم معرفة الاجانب باحوال العرب وظروفهم .
الغيت القمه المصغره التي كانت قد اتفق عليها وتعنت الرئيس العراقي في الموضوع كما وعد الملك حسين وفعلا اعلن اعتبار الكويت محافظه عراقيه واعطيت الرقم 19 ضمن محافظات العراق ,, اوفد السيد عزة الدوري الى السعوديه لتهيئة اجتماع القمه الذي قوضته قرارات الجامعه العربيه واصبحت القمه بحكم الملغيه .
تواترت الانباء وصور الاقمار الصناعيه من ان القوات العراقيه دخلت المنطقه المحايده بين السعوديه والكويت واصبحت على بعد مئات الامتار عن السعوديه وقد بالغ الامريكان في هذه المعلومات وبنوا عليها احتمالات اجتياح العراق للسعوديه ووضعوا الاهداف المحتمله منها الظهران والرياض وهذا الامر استخدم كورقه ضاغطه في المباحثات مع الملك فهد وتخويفه من عمل ضد السعوديه لم يكن في تفكير ولا تخطيط القياده العراقيه مطلقا .
الاستنتاجات
1 . لقد ثبت من خلال الاحداث ان الولايات المتحده التي خططت منذ عام 1975 للاحتلال منطقة الخليج واهم مافيها هو العراق وانشأت قوة الانتشار السريع لم يكن عبثا بالتاكيد وانها كانت تخطط لمدى ابعد
بكثير مما كان العرب يفكرون وان العراق قد جر الى الحرب جرا بسبب قصور في رؤيته السياسيه البعيده .
2 . خسارة العراق لجميع ما حصل عليه ومنه قسم كبير حصل عليه بالدم ولم يتمكن من الحفاظ عليه ولم يستثمر النجاح الذي حصل عليه بعد الحرب العراقيه الايرانيه لكي يكون القوه الاقليميه الكبرى في الخليج وظل تفكير القياده محصورا بقضايا ثانويه كان يمكنه الحصول عليها لاحقا كتحصيل حاصل منها السيطره على الخليج والتحكم في تجارة الكويت بما لايؤثر على مصالح الدول العظمى او عمل المخابرات في داخل الكويت او دعم المعارضه الكويتيه ومدها بما تحتاج او افتعال الكثير من الازمات والاحداث وغيرها بدلا من التوجه كليا الى مشكلة الكويت.
3 . كان يجب حساب وتقدير الموقف بشكل دقيق وعلى القياده العراقيه ان تعي ان مجابهة دوله عظمى في غياب القطب الموازن امر خطأ وغير مجدي بل يؤدي الى كارثه وهذا ما حصل بل الاعتماد غير الموثوق من الحليف امر قاصر وغير صحيح .
4 . ان الولايات المتحده لاتزال تعاني عقدة فيتنام ولذلك نرى التردد الامريكي باجتياح بغداد بعد النجاح في الكويت وهذا يتكرر الان في سوريا وهذا التردد يشجع الاخرين على التمادي في افعالهم دون الالتفات الى رد الفعل الامريكي وهذا ما استغله النظام العراقي ولكن في الوقت الخطأ والمكان الخطأ .
5 . لقد كانت عملية الكويت من الناحيه العسكريه عمليه فريده وسريعه ومتقنه من ناحية التخطيط والتنفيذ وتدل على كفاءه عاليه للقوات العراقيه ولكنها في نفس الوقت كانت تأسيس لعلاقه جديده في التعامل العربي غير مسبوقه في العلاقات العربيه وادت الى بداية انفراط عقد العرب ودخول المنطقه في متاهات الفوضى وما يسمى بالربيع العربي والاتي اعظم مما شهدنا لحد الان .
6 . قصور واضح وكبير في الدبلوماسيه العراقيه والمقصود في السياسه الخارجيه التي لاتزال تعاني من هذا القصور لحد الان وعزو السبب في كل الاجراءات الى السياسه القاصره والمشوره غير الصحيحه التي كانت تقدم الى المسؤول الاعلى ليتخذ القرار .
7 . نجاح العراق في ادارة الصراع لاحقا وخاصة الحصار الذي فرضته امريكا عليه ولكنه في المقابل ضحى بالكثير من الانجازات التي كان قد حصل عليها من مكافحة الاميه والرعاية الصحيه والتعليم والفساد المالي والاداري وتلف الاخلاق وانحراف الشباب وتخلف القوات المسلحه وغيرها .
8 . لايمكن لما حصل من مكاسب تمتعت بها دويلة الكويت على حساب العراق ان تستمر الى ما لانهايه كأمر واقع واتوقع ان تكون هناك منازله اخرى مع الكويت لاسترجاع الحقوق وهذا امر لابد منه وان طال الزمن او قصر .
9 . لابد من الاقتناع بان الاشخاص والانظمه والسياسات هي عوامل متغيره تتبدل تبعا للمصالح ولايمكن ان تبقى على حالها الا لفتره زمنيه مؤقته ثم يتغير الحال وتبدأ مرحلة استعادة الحقوق ومحاسبة المعتدي والسارق وهذه سنة الحياة .
10 . الحرب عمليه ليست سهله لانها مجازفه بالبلد والشعب والمصير والموارد والسمعه وكل الانجازات والقرار عليها يجب ان يكون آخر العلاجات كما يقول فلاسفة الحرب والسياسه ( الحرب هي اخر وسيله لحل النزاعات ).
11 . ثبت بان الولايات المتحده الامريكيه لاتجازف في خوض حرب الا بعد ان تنهك العدو المفترض حتى لو استغرق ذلك عدة سنوات وهذا ما حصل مع العراق وما سيحصل مع الاخرين لاحقا .
كلمة اخيره
لااعتقد ان ماحصلت عليه الكويت من المكاسب ولاتزال تحصل عليها يوميا سوف تدوم والسبب بسيط جدا وهو ان الحقوق لايمكن ان تضيع مهما طال الزمن وان الظروف الدوليه تتغير والسياسه تتغير والاشخاص يتغيرون فأن كان اليوم من يقود العراق مجموعه من فاقدي الوطنيه والضميرواللصوص فهؤلاء لن يستمروا الى الابد ولابد ان يأتي من رحم العراق رجال يعيدوا للعراق مكانه الطبيعي ويعيدوا الكويت الى حجمها الطبيعي ولهذه اسباب :
اولا . ان العراقيين لايزالون يطالبون بحقوقهم المغتصبه ولن يثنيهم من جاء على دبابات المحتل .
ثانيا . ان في العراق من الموارد والامكانيات والاحتياطيات سوف يجبر الدول الكبرى ونتيجة لمصالحها ان تفتح للعراق منفذا بحريا كبيرا وواسعا يتلائم مع امكانياته واحتياجات تلك الدول .
ثالثا . موضوع اغتصاب الحقوق وان طال به الزمن فقد ثبت بالملموس ان اصحابه سيستعيدون حقوقهم يوما ما قرب ام بعد .
رابعا . لااعتقد ان الكويت سوف تهنأ بما سرقت واغتصبت وانها سوف يؤرقها ما فعلت وسوف يظل هاجس العراق ماثلا امامها يوميا وكل ساعه بل وسوف تعيش الخوف العراقي مدى الحياة .
خامسا . لابد للمغتصب والسارق ان يتذكر ان قرارات الامم المتحده ليست كتاب منزل من الله سبحانه وتعالى ولكم في جدار برلين ويوغسلافيا وغيرها الكثير من العبر والدروس .
وهذه الساعه القادمه سوف لن تكون كسابقتها لانها سوف تستعيد جروح الماضي كلها وآلام العراقيين وخاصة البصراويين وسيكون الحساب مختلفا وان الالغام والقنابل الموقوته التي زرعت في المنطقه بين العراق والكويت والتي كانت الكويت وبدون ادنى تفكير بالمستقبل تغويها عنجهيتها وغطرستها لتحصل على اراضي ومكاسب حرام هذه القنابل الموقوته لابد ان تنفجر يوما ما وسيكون انفجارا يغير خريطة الخليج .
الى هنا انتهي من المقال بأجزاءه الثمانيه آملين ان نكون قد وفينا حق العراق علينا وقدمنا ما ينور افكار شبابنا الذين لم يدركوا تلك الاحداث ..
واقدم شكري واعتزازي لكل الاخوه الذين شاركوا وطنهم في محنته وساهموا في تعليقاتهم ومداخلاتهم دعما للعراق وللحق المسلوب والذي لابد ان يعاد بجهود الخيرين من العراقيين الشرفاء ويا مكثرهم .
واقدم اعتذاري عن اي هفوه او نسيان او عدم تدارك والعتب على العمر راجيا للجميع طول العمر والعافيه ..
صديق المجله / بغداد
للراغبين الأطلاع على الجزء السابع .. النقر على الرابط أدناه:
http://www.algardenia.com/maqalat/6678-2013-10-04-09-42-00.html
712 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع