علي السوداني
1
ثمةَ مَن يفتتح مكتوبَهُ معك ، بمزلقة " صديقي الجميل " ، وينهيه بختمة " تقبّل محبّتي " وما بين البدء والمنتهى ، يكون قد عملَ لك حشوةً لغوية ، تنام على طعنة ، وتفزُّ على دسيسة .
2
ثمة وزير مستوزر في الحكومة ، مثل قطعة ديكور مكمّلة ، يدري أنّ الحاكم دكتاتور فاسد ، والذين معه ، مثله وعلى شكله واقعون ، وإذ تريد منه أن يطهّر نفسه ، ويشرد من فوق دكة الفرجة والفضيحة ، سيُجيبك بعَصَبٍ باردٍ ثلجٍ مثلّج ، انّه موجود فقط من أجل إطفاء النار .
3
ثمة أديب ، أنت تعرفه وتعرف بئر لغته والغطاء ، يكتب تلغيزات وطلاسم وأحجيات ، تبلبلُ الناس القارئين ، وساعة تطلب منه ، وتتوسّل إليه بحقّ الدم الطهور ، أن يكتبَ نصّاً مشعّاً واضحاً ، يسمّي الغزاة بأسمائهم ، ويرسم الحرامية بصوفة حمراء تكاد تصيح وتهلهل ، سيقول لك قولاً خسيساً ناقصاً ، مستلّاً من خزنة الوزير ، المدقوق قبل ستة سطور ، أن ابعدْ عن الوضوح ، وغنِّ له .
4
ثمّة مسرحيّ مبدعٌ خلّاقٌ يعرفه رائد محسن ، زعلَ علينا ومريدوه وعشّاقه الذين نحن منهم ، لأننا نفرنا وتقززنا ولعبتْ نفسُنا ، من نفرتهِ المشهورة ، بين حبل زبيبة صدام حسين ، وحبل ليلة مقتل الصدر .
5
يقتلكَ اسمٌ مستعار ، ويفتح عليك باباً من بيبان الجدل ، فتقترح عليه أن تذهبا معاً ، صوب عتبة الجدل بالتي هي أحسن ، فيوافقُ متلمّظاً متمطّقاً متحمّساً . في ثالث محاولة مبروكة ، لفكّ الاشتباك ، وتبيّن الخيط الأسود من الأبيضِ ، سيفِحُّ بوجهك فحيح حيّة عطشانة ، ويدسُّ بكأسك العاري ، سمَّ الكلام .
6
ثمة كائنٌ بشريٌّ افتراضيٌّ مصوَّرٌ ، يتمنطقُ بحزامٍ ناسفٍ عاصفٍ ، ويُيَمّمُ خلقتهُ الزفرة ، صوب مدرسة أطفال أغضاض ، ما زالوا يَحبَون عند عتبة دار دور ، نار نور . يحوم حول صفّ الأغضاض الحلوين ، بعينين ذئبيتين كارهتين ، وجسدٍ مصنوعٍ من خلطة حيامن ، لا تُدرى منابعها ، وإذ تستوي الصبحيةُ على ميقات رَفعة العَلَمْ ، يسلتُ من بعض خاصرته ، سرَّ الحزام ، فيقع العصفُ ، وتتطاير الأرواح المفرفحة ، وتكتمل لوحة الشيطان . أظنّني سمعته قبل العصفة ، يبسملُ ويحوقل ويكبّر . هذا لم يكن حلُماً . إسألوا تلّعفر لعلّكم تنهضون .
7
من باب الوضوح الذي أُكرِهْنا على رسمهِ وتفصيلهِ ، نقول ونكتب ونشهد :
لعنةُ الله على كلِّ سنّيٍ رجيم ، قتلَ أو هجّرَ شيعيّاً ، بسببٍ من شيعيّتهِ .
لعنة الله على كلِّ شيعيٍّ رجيم ، قتلَ أو هجّرَ سنّيّاً ، بسببٍ من سنّيّتهِ .
لعنة الله على أمريكا الوغدة ، التي إذا دخلتْ بلدةً أفسدتْها . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عمّان حتى الآن
697 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع