رسسالة سيّدنا ألهبَتْ مشاعِرنا

                                        

                             نزار ملاخا



"خاهه عما كلذايا"

بعد النداء الذي وجَّهَهُ غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان الكاثوليك المسيحيين في العراق والعالم، تلقينا ذلك النداء بفرح لأن هناك بصيص أمل يدعونا للعودة إلى لعراق، وبألم لأن هذه الدعوة غير مضمونة وغير مشروطة، في دعوة غبطته أفراح وآمال وكذلك لم تخلو من الآلم، يذكّرنا فيها بمآسينا، كما أن غبطته نكأ جِراح مضى عليها مدة من الزمن، وكادت أو هي في طريقها إلى الإندمال، وقد حفظتها الذاكرة في قسم النسيان، لذا فقد نشطت قريحتنا لهذا الألم وصدر منها أنيناً يشبه الشعر في كلماته،لم نترك العراق بمحض إرادتنا بل مجبرين على ذلك : ـــ

غَصْبَن عْلَى الروح عْفناك يا عْراگ ( عراق ) .....

والغُربة ما تنراد ودمع الفراگ ( الفراق ) .

اقول لكل إنسان حنين لبلده، ولكل إنسان معاناة في بلده، وإلا لَما تَرَكَهُ بَطَرَاً، ونحن سطّرنا معاناتنا في مقالّينِ سابقين، واليوم نستكمل شرح المعاناة المريرة مع الهجرة واللجوء على شكل كلمات سجع أقرب هي إلى الشعر الشعبي من النثر،

سيّدنا صاحب الغبطة البطريرك الجليل

نحن لنا الحق، ولكن نفتقر إلى القوة، فلا ميليشيا تسندنا، ولا عشيرة مسلحة ممكن أن تدافع عن حقوقنا ( اقول هذا في غياب سلطة الحق والقانون في العراق اليوم، فالغَلَبَةُ للأقوى ) ولا دولة ذات سلطة ولا قانون ذو قوة ، فالحق اليوم نائم تحت البساط، صح نصرخ مع الرصافي أن الغَلَبَة للحق، ولكن متى ؟ وأين ؟

يا فاتح القُدس خَلِّ السيفَ ناحيةً ،،،،،، ليسَ الصليبُ حديداً كانَ بَل خَشَبا

أدركتَ أن وراءَ الضَّعْفِ مَقدرةً ,,,,,,  وإن للحقِ لا للقوةِ الغَلَبا

فمتى ما أدرك حكامنا أن الغَلَبَة للحق وليس للقوة، حينذاك يكون من العيب على كل عراقي مهما كان لونه وجنسه أن يبقى خارج العراق. ولكن لماذا رحلنا ؟ هذا السؤال يجب أن يجيب عليه كل ذي شأن في العراق، ولكن إجابتي لهذا السؤال هي بهذين البيتين من الشعر : ـــ

وآرْحَلْ إذا كانتِ الأوطان مَضيَعَةً ,,,, فالمَنْدَلُ الرَّطْبُ في أوطانِهِ حَطَبُ

نحن عراقين يا سيدنا، ونبقى محافظين على أصولنا وتقاليدنا وعاداتنا ولغتنا وهويتنا القومية وقبلها الوطنية،

شاب الگلب يا عراگ وأبْيَضَّت العين ,,,,, والغربة بالدلال صارت سچاچين

ويبقى حب العراق يكبر وينمو في قلوبنا

گَلبَك وين وَدّيتَه ,,,, وگلبي لوَحْدَه خَلّيته

يا ريت الخَذَك منّي ( ونقصد العراق )  ....... يموت وينهجم بيتَه

( للضرورة الشعرية أحكام )

ونبقى نرنوا إلى ذلك اليوم الذي فيه نحضن تراب العراق بكامل حريتنا، لا مجبرين ولا مكرهين ولكن حنواً ومحبةً وإعتزازاً

سَهْمَك نِبَت بچلاي كَمّل عَذابَك ،،،،

يَمْتَه أرد يا عراگ وأحضن أترابَك ,,, ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 يا غريب

يا غريب شلون عايش ؟ هَم إلَك بالغربَة بيت ؟

يا سيدنا صَح الغربَة صَعْبَه، والأصعب منها ,,, يوم من أهلي مشيت

تسألني ياسيدنا وتگلّي  ليش تركت أهلك وهاجريت ؟

وما سألتني هل  عائلتك مطشّرة لو شملها لميّت ؟

تدري أنت، آنه بالعراق أحلى ذكريات خللّيت !!!!

ومن هاجرت وتركت العراق صار لي بكل وطن بيت!!!

وبكل دولة أوصلها، صارت لي قصّة ويسألوني منو أنت ومنين وليش إجيت ؟

يا سيدنا الغربة صعبة... الغربة مُرّة ,,, الغربة,,, آخ من الغربة آنه بنارها أنچويت

أسمع قصتي وهم أنت بمثل حالتي مرّيت  !!!!!!

هاي قصتي لأول مرة أحچيها ترى  لو ما دَعوتك ما حچيت

بعد ما سوّيت جولة بعدّة دول ، آنه بالدنمارك صفيت

وبعدها بسنة تخابرني مَرتي وتگلي آنه ( بفلان دولة ) بقيت

أصثلي وأصرخ يا ربي شلون بلوة أبتليت

بعدني ما صاحي من الصدمة لَن أبني الزغيّر يخابرني ويكللي يابَه ترَه آنه باليَمن سوولي بيت

يا إلهي آنه من الهجرة أشحصلّليت ؟

آنه بروحي شسوّيت !!! وشلون بلوة ابتليت

المّرّة وأطفال أثنين بال.... والزغيّر باليمن وآنه بالدنمارك ... وبعدني ما صاحي من هالمآسي

يرنّ الموبايل ولَن أبني الچبير يخابر من الأردن ويگول إقامتي خلصَت وآنه للعراق ردود ردّيت

... آه ياربّي ,,, آه يا إلهي ... ماكو غيرك وألك ألتجيت

طبعاً راح تگلّي هذا اللي زرَعْتَه جنيت

وما سألتني شلون الغربة ومنو عندي وليش آني بقيت ؟

وهَم إلي أُم تنَشّف دمع عيني لو مَرّة بچيت ؟

وتگلّي هنيالك بأوروبا عايش وأهْلَك ورَبْعَك نسيت

بس أبشرك يا سيدنا لسّه جنسيتي عراقي ، لسّه جنسيتي عراقي حبيت أذَكَرك لو نسيت

سيدي غبطة البطريرك الجليل

الغربة صعبة جداً ، وهنا كل عمل يعمله الفرد لا يقلل من قيمته مطلقاً، نحن أخترقنا حدود بلدهم، وجئنا بطرق غير قانونية، ولكنهم أحترمونا ووفروا لنا سبل العيش الكريم، أجلسونا في بيوت ومنحونا رواتب، ولكن البعض منا اراد العمل، فلم يتمكن، لذلك وجد عند البعض من أبناء وطننا ممن يمتلكون محلات ومعامل، فرصةً للعمل، ولكن الجشع يلعب الدور الكبير، فابن وطني يريد أن يحلبني حلباً، يمتص دمي ويعطيني فتافت عيشه، لذلك اقول ( وهنا التعبير مجازي )

يا سيدنا ،،، السبع البينا گام يغسل صْحونه ( مواعين )

والعنده شهاده ما أعترفوا بيها وماقبلوا يشغلونه

يا سيدنا ليش ما تجونا ,,, اتزورونا ؟؟؟

تره أحنه ما نسيناكم يا سيدنا بس خاف أنتوا اللي نسيتونا

عاش العراق العظيم وعاشت أمتنا الكلدانية العظيمة

المجد والخلود لشهداء العراق جميعاً وشهداء الكلدان

18/10/*2013

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

722 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع