عبد يونس لافي
رسالةُ ملكِ المملكةِ الميتانية
من شمال وادي الرافدين الى حكّام كنعان
جوازُ سفرٍ لرسول
PASSPORT FOR A MESSENGER
من مُجمَل ما عُثِرَ عليه من رسائلَ في
تلِّ العمارِنة، ما يخصُّ رعايةَ الرُّسلِ
او الحصانةَ الديبلوماسية، التي كان
يتمتَّعُ بها رُسلُ الملوك او سفراؤُهم.
والرسالة تمثل نموذجًا لتلك السياسة.
انها من الملك تُشْراتا (Tushratta)
ملكِ مملكةِ ميتاني (Mitanni) الى
ملوك كنعان، وهو يرسل رسولًا له
اسْمه أكيا (Akiya)، في مهمةٍ عاجلةٍ
الى ملك مصر، عبرَ الاراضي الكنعانية.
لقد تمتَّعت المملكةُ الميتانيةُ بقوّةٍ
عظمى نافست قوةَ مصر إبّانَ حكمِ
الفراعنةِ، ثقافيًّا وتجاريًّا وعسكريًّا.
نشأت هذه المملكةُ وعاصمتُها
واشوكاني (Waššukanni)
حول منابع الخابور، احدِ روافد
الفرات، لتشمل مناطقَ من
شمال العراق وسوريا وتركيا،
وحكمت قرابةَ 250 عامًا
بين القرن السادسِ عشر
والرابعٍ عشر قبل الميلاد.
ومملكةُ ميتان هذه هي مملكةٌ
حورية، سكانُها يتكلمون اللغة
الحوريَّة، واللغةُ الحوريَّةُ
(Hurrian Language)،
كما ذكرت في رسالةٍ سابقةٍ
هي لغةٌ غيرُ ساميَّة.
يوصي هذا الملكُ نُظراءَهُ من
ملوك كنعان بأنْ لا يتعرضَ
رسولَه لأيِّ عارضٍ يؤخِّرُه او
يُؤذيه، معاملةً او احتجازًا او
تأخيرًا، وان تُسهَّلَ مهمة دخوله
مصر عبر مسؤول من مسؤولي
الحدود المصرية، وألّا يتعرَّضَ
الى أيِّ أذًى صغُر ام كبُر .
والآن الى نصِّ الرسالة:
رسالةٌ إلى جميع ملوك كنعان،
رعايا أخي (ملكِ مصر).
هكذا (يقول) ملكُ ميتاني (Mitanni)
أُرسِلُ هنا رسولي أكِيا (Akiya)
إلى ملك مصر، أخي،
في مُهِمَّةٍ عاجلةٍ
(مُسافرًا) بسرعةِ شيطان.
لا أحدٍ يجب أن يَحتجزَه.
أدخِلوه بسلامٍ إلى مصر!
(هناك) يجب أن يُسلَّم إلى
مسؤولِ حدودٍ مصري.
وينبغي ألّا يَمَسَّه أحدٌ
بسوءٍ لأيِّ سبب.
الخلاصة:
لغةُ الرسالةِ تعكسُ قوّةَ الملك،
وقوّةُ الملكِ هي من قوّةِ مملكتِه،
وقوَّةُ المملكةِ هي من قوّةِ
شعبِها الساندِ لها.
556 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع