د.هاني عاشور
احاديث العيد المقبل ستكون مختلفة عن احاديث العيد الذي انتهى امس ، ولكنها ستشترك في اصدار الاحكام على الوضع العراقي ،
فأحاديث هذا العيد كانت عن احتمال تأجيل الانتخابات او اجرائها في 30 نسيان المقبل من عام 2014 ، والاحاديث تضمنت استذكار الحزن عن ضحايا المفخخات التي اصبحت منهجا يوميا دون استثناء ومن اقصى بغداد الى اقصاها ، او اقصى العراق الى اقصاه ، واحادث العيد هذا تناولت الفشل اليومي في الامن والخدمات وصفقات الفساد وخيبة الناس بعد مرور اربعة اعوام من مسلسل الخيبات المتتالية ، وغير ذلك من حديث يتشعب ما اجتمع عراقيون على مائدة عيد او تحت سقف لتبادل تهاني العيد .
اما حديث العيد المقبل الذي سيطل علينا بعد رمضان من العام 2014 وفي شهر تموز والذي تفصلنا عنه عشرة اشهر ، سيكون مختلفا تماما عن حديث العيد هذا ، وستكون الانتخابات قد اجريت والناس يومها تناقش تشكيل الحكومة الجديدة والوزراء واسماءهم او من يصلح ان يكون وزيرا اذا لم تكن الحكومة قد تشكلت واحتاجت لاشهر للتشكيل كما هو الحال في الانتخابات الماضية ، حيث ظل العراق ينتظر حكومته الجديدة انذاك عشرة اشهر حتى خرجت عليه باعجوبة اربيل وما زالت تتابع مسلسل الفشل في صناعة الاستقرار والامان والخدمات وعدم القدرة على مكافحة الفساد الذي يتحكم بكل تفاصيل الحياة اليومية .
حديث العيد المقبل سيكون عن وزراء غادروا الحكومة وبدأت ملفات فسادهم تظهر ويتداولها الناس ويتحدثون عن هروب الوزير الفلاني وثروات الوزير العلاني ، وسيكون الحديث على حلقات ، لان الاخفاق لا يكتمل الحديث عنه مثل النجاح بساعات ، وسيتطرق الناس الى الوزراء الجدد وملفاتهم وهم قد وصلوا كراسيهم قبل اشهر او اسابيع حينها ، سيكون هناك الوزير المكرر الذي يتضاعف الحديث عنه ، كما سيكون هناك الوزير الجديد الذي لا يخفي الناس تاريخه الطويل في بعض المحطات التي تتطلب الوقوف عندها وهو في بداية عهده.
الاحاديث في العيد المقبل حتما ستكون غير احاديث هذا العيد عمقا وحماسة وخيبة ، لكنها ستكون احاديث منتقاة تليق بمرحلة جديدة سيتنازل الكثير من الناس فيها عن اصرارهم على بعض ارائهم التي اثبتت فشلها ، او تصوراتهم التي خابت وجاءت بعكس ما كانوا يتمنون ، واعلانا لسوء الاختيار عما اقترفته ايدهم التي اخطأت في انتخاب فلان من فلان ، ولكن في كل الاحوال مهما تغيرت المواضيع بين العيدين فانها ستبقى للاسف تشير الى ان هذا البلد اصبح من الصعب ان ينهض ، وان لا حيلة او ( جارة ) للتتغير وان الخيار هو التسليم بان البلاد عادت الى الوراء الف عام وان كل الكلام الذي سمعه الناس عن احلام وردية كان سوادا فاحما ، هذا الحديث واليأس هو وحده الذي لن يتغير بين العيدين .
697 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع