قامات شاهقات هجرت دفء أحضان العراق ، وأسماء كبيرة ابتعدت عن سماء الإبداع العراقي.. وطيور هجرت أعشاش الأدب والفنون والجمال الى مساحات الغربة.. تنتظر من ينتشلها ويعود بها الى وطنها الأم... لتستقر وتنعم وتعيش أجوائها ، وسط محبة ولقاء الأهل على رائحة الشاي العراقي وخبز التنور ولكن ..
دار الشؤون العامة ورأس الهرم فيها الشاعر نوفل أبو رغيف صياد الإبداع العراقي سفير المبدعين في الغربة..أتجه منطلقاً من أرض خصبة وقوية ليعود للعراق بصيد ثقافي ثمين وكبير.. ليعطي للإبداع حقه وسط أحتضان كبير من طباعة ونشر وأحتفاء ، وليس بغريب على الشاعر ابو رغيف أن يمتلك تلك الروحية المغيبة عن الكثير من الأشخاص ... مغيبة حتى عن روحية المؤسسات الثقافية المدنية منها والحكومية والتي يمثل احدها كمديرعام...فهو يمتلك روح الأنفتاح على الآخر وبصورة غريبة دون النظر الى العرق والجنس أوالأنتماء الا الى العراق ومبدعيه...صائد من طراز خاص يعرف من أين تؤكل كتف التميز والجمال الحقيقي ليعلن في كل مرة الإحتفاء بقامة عراقية مائزة مثقفة متنوعة المعالم .
أنطلق بشعار يليق بالمحتفى به ليكون...(( بين قلم الأديب وحبر السياسة ))
أقامت دار الشؤون الثقافية العامة وبرعاية الشاعر نوفل أبو رغيف مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة أصبوحة إحتفاء بالكاتب والمفكر الكبير الدكتورعبد الحسين شعبان بمناسبة صدور كتابيه (الجواهري وسعد صالح) اللذان اصدتهما الدار .
ارتقى منصة الدار الاستاذ منذر عبد الحر ليدخل بكلماته الفضفاضة والجميلة باحة قلوب الحضور المثقف دون استأذان ليعلن أن الأحتفاء جاء بثلاثة عمالقة وليس بواحد في ثلاثية كل من ...
(( الجواهري وسعد صالح جريو وعبدالحسين شعبان))
ابتدأ الحفل بالنشيد الوطني العراقي... ومن ثم لتستذكر الدار قراءة سورة الفاتحة على الكاتب المسرحي قاسم مطرود لتعطى بعدها أدارة الجلسة للدكتور عقيل مهدي الذي أفاض على الجالسين برقة وطيبة كلماته وقد شكر الدار والشاعر نوفل على مثل هكذا مبادرات ليطلب من الشاعر نوفل ابو رغيف مدير دار الشؤون والدكتور عبدالحسين شعبان الحضور الى منصة الجلسة.
ليفتتح الشاعر نوفل ابو رغيف الجلسة بكلمة جاء فيها ..
وحين تكون المعرفة هاجسا رئيساً
وحين يصبح البحث عن حقيقة الأشياء ملاذاَ دائما في دوامة الصخب المتصاعد بأزاء الحياة وأسئلتها الكبرى .
وحين تكون الثقافة بوابة لعالم مأهول بالجمال والأمل والحب ..عندها ستلتمع مفاتيح الدخول الى مدائن الصبح وجمهوريات الشمس .
ولكن من ذا الذي يملك القدرة على شدّك الى هذه المدائن؟
ومن ذا الذي يقنعك بأن الأسماء هي وحدها التي تمكث في نهاية المطاف ؟ ومن ذا سيسلمك الى بلاد تعصم من الخوف او جبل نأوي اليه في موعد مع الناس ؟؟
ولا شك في ان من يثير تلك التساؤلات ، هو نفسه من يملك الاجابة عنها.. انه وحده المثقف.. ولا سيما حين يكون المثقف صنو نفسه ونسيج وحده وفضاء من المعرفة لا يملؤه سواه.. كما هي الحال تماما مع من نحتفل في هذه اللحظة بمنجزه ونتأمل في ملامح تجربته ، وهو يفتح للتسامح أفقا جديداً مكتنزاً بالحوار وبالآخر وبالقادم ، على وفق قراءة تعيد انتاجه بما يلبي دعوة واقع عربي / إسلامي/ شرقي يكاد يطبق على الناس.
ولكن.. ماالذي ينبغي ان نقدمه ونحن نفتتح معلما جديدآ من معالم الكتاب ونفحص بالتأمل اثراً آخر في زمن التحول الحرج، في تجربة يتشابك فيها الادب بالتاريخ ، والقانون بالاجتماع والصحافة بالسياسة.
ولا شك في انها اسئلة تفتح التأمل وتشح بالجواب الوافي.
فهي بأزاء تجربة كتابية فكرية ،تاريخية قدمها الدكتور شعبان ..مؤرخا راكزآ، وسياسيا مخضرما وصحفياً وناشطاً، يجيد فهم الحياة ويتقن اسرارها.. اسمحوا لي ان تكون هذه الشهادة كما تشكلت.. هكذا من دون مراجعة او استعداد، لتكون لحظة قراءة نقية وزمنا صادقا للاحتفاء ..فلا اصدق من مشاعر ينحتها الصدق والاعجاب.. ولي ان اتأمل في ذلك باستحضار لحظة مما تناثر في الفضاء الذي تسبح فيه هذه الاصبوحة.
فغالباً.. عندما ينطفيء النهار.. ونعود محملين بما تبقى من القلق المزمن.. مثقلين بصمت التعب واصوات الاخرين..
أتذكر كل مرة ان هناك ما سأقرأة في نهاية المساء..
وكالعادة فان من بين ماادخره لتلك اللحظة وقفة جديدة مع الدكتور شعبان.. ورقة او رؤية او موقف من الحياة يطل علينا من نافذة تتسع كل يوم لمزيد، وتنفتح على مواقع الثقافة وخرائطها فالتاريخ ممزوجا بالوفاء للجذور الاولى ولشركاء المشوار..، والادب منصهراً في تفاصيل الذات واصدائها وحضورها ، والرؤية السياسية ممهورة بتجارب نحتتها عقود من الانتظار والتأمل والمراجعة، لغة علمية ذكية تحكم افقة الاقتصادي المتوازن، وانثيالات شعرية تعكس موقعه المائز في تضاريس الادب الذي يطلع من رائحة النجف الاشرف ليطوف العالم على جناحي يراع طالما سافر في سوح العلاقات الدولية وابعادها.
أنك لا تشعر بحدود اللغة او اسوار الكلمات ومفازاتها.. كيف لا ؟ وأنت تقرأ ما يندر أن يجيء سوى بقلم الدكتور شعبان في برنامج متصل متواصل من البحث والكتابة والتأمل بهاجس المسؤولية.. والرسم بالافكار..
وعلى صعيد العلاقة كان اللقاء بالدكتور شعبان لحظة عراقية مميزة عند ضفة من ضفاف القاهرة الساحرة.. كان معي صديقنا الناقد خضير ميري في نهاية امسية شعرية اقيمت لكاتب السطور في ((اتيليه القاهرة)) ..
كان لقاءاَ مكتنزاً مفعماً بأسئلة الأهل وجذور البدايات وهموم الوطن.. فكان مفتاحاً لما بعده من وصل حميم وتواصل تمهره هوية الثقافة بمعناها الأرفع فأقف اليوم في هذه المناسبة معبراً عن تفاؤلي بعودته لاحضان بغداد معرباً عن سعادتي به وحرصي على أمتداد هذا الحضور..
وهكذا فقد كانت وزارة الثقافة العراقية محظوظة وهي تقدم عبر مؤسستنا الرائدة دار الشؤون الثقافية العامة جدلاً شعبانياً من طراز خاص حين اعدنا قراءة الجواهري بطبعة مميزة في بغداد، ليطل علينا (جدل الشعر والحياة ) من جديد، متناً يتلاقى عنده الادب بالتاريخ والمواقف بالقصائد والشعر بالسياسة ، وفي شأنه هذا الكتاب يجدر القول ان من المفارق ان يكون الاهتمام بالجواهري الشاعر والظاهرة واسع الحضور في المشهد الثقافي فضلاً عن الاعلامي في عراق ما بعد انهيار الدكتاتورية.. في رد فعل حضاري على سنوات القمع التي حاصرته في عراق الامس.. ولكن هذا المشهد لا يكاد يستأثر بجزء من دينه على ارضه التي حرم ترابها وناسها في اغلى محطات عمره وفي لحظة وداعه الحزين وخلا الكتابات النقدية والبحوث الاكاديمية.
لم يستقبل المشهد الثقافي عملاً متكاملاً جديراً بتمثيل الحضور المؤثر للجواهري شعراً وتأريخاً ومواقف على نحو كلي.
فلم تجد (الشؤون الثقافية) مما احاط به افق اطلاعها منذ التغيير- على الاقل- ماهو اكثر قربا وتمثيلاً لحضور شخصية الجواهري الكبير مقروناً بالاحتفاء بقامة ثقافية معاصرة يمثلها صاحب الكتاب وهو القلم البارز والناشط في مجال الدراسات الثقافية والانسانية والنقد. واغني الدكتور عبد الحسين شعبان وهو يقدم الجواهري من زاوية لم يألفها القارىء كثيراً بلغة لها خصوصيتها التي تعرض تضاريس هذه الشخصية من قرب وعن دراية في حواراتها وفيما تعكسه اراء الاخرين فيها من قريبين او من ناظرين عن بعد فكان امتزاج ساحة المولد (النجف الاشرف) وسوح النضال على اختلافها، في تعرية الدكتاتورية على تعدد محطات الغربة وعلى اختلاف موانيء السفر المفتوح في أفق الثقافة لبث آثار التنوير والهاب مشاعل الحرية ،افقاً اخر يلتقي فيه الشاعر من جهة والمؤرخ والسياسي من جهة ثانية في النظرة الانسانية للحياة على النحو الذي نجده ماثلآ في هذا الكتاب.
اننا اذ نحتفل اليوم بتوقيع كتابه الجديد ( سعد صالح – الضوء والظل – الوسطية والفرصة الضائعة فإنما نؤشر موقفاً واعياً في محطة اخرى يؤتثها قلم الاديب الذي يمتح من محبرة السياسة وقد صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة دراسات التي تعني بمناقشة ظواهر مختلفة ونشاطات جادة في انساق الثقافة المتنوعة تقدم دراسات تسعى الى كشف عن موضوعات هامة في مجالات تستحق الوقوف عندها والنظر اليها بأفق جدير بالتأمل والافادة، حيث يتصدى فيه المؤلف للكشف عن شخصية عراقية وطنية اجتمعت فيها ثلة من الصفات والخصائص النادرة التي لا يتسنى لباحث ان يرجح احداها على الاخرى بيسر ، فجاء كتابه جهداً ثقافياً جامعاً لهذه الجوانب بأمتياز ، وهو يتناول رجل دولة من الطراز الأول وموضفاً إدارياً يراكم الخبرة من أجل أداء مختلف ، متصرفاً مبادراً، سياسياًوصانع قرار، ووزيراً مجدداً .
أما لغة ( سعد صالح) الأدبية – كما يرى الدكتور شعبان- فهي تشبه قصيدته العمودية التي أمتازت بالعذوبة والعمق ، وتحقيق صور الجمال والشفافية بتأثير بالغ ...وكان الأكثر ميلاً الى الجديد ليس على صعيد الأدب فحسب بل على صعيد الفكر والممارسة والحياة.
مرحباً بالجميع في رحاب الثقافة العراقية ..وشكراً لأنها منحتنا هذا الحضور البهي .
جمال وعذوبة ومتانة المفردة واللغة العالية التي تناول بها ابو رغيف جلسة الأحتفاء جعلت من الحاضرين يتسابقون الى منصة الشهادة ولتشد من حماس الحضور ولتعطي الجمالية في المتن الأدبي لمثل هكذا أحتفاليات ، ليعتلي المنصة الدكتور عامر حسن فياض عميد جامعة النهرين قائلاً:
بين قلم الأديب وحبر السياسة هنالك عقل وهو عبد الحسين شعبان النتاج الفكري والمعرفي الثقافي ...هو من له الحق في التحدث ، ولدى عبد الحسين شعبان ولائم فكرية وثقافية تفتح شهية العقل ، كما يمتلك عبد الحسين شعبان مسطرة وهي مسطرة الحقوق ليكون مستقيماً في هذا الجانب .
ليكون للأديب حميد المختار كلمة في حضرة باحة الدار... بعد أن شكر وأثنى على الشاعر ابو رغيف في هذه الألتفاته الرائعة للمبدعين حيث قال:
حسناً فعلت دار الشؤون الثقافية حين احتفت بالباحث والمفكر العراقي المهم عبد الحسين شعبان، وهذا الامر يؤكد توجه الدار الذي صارت تحتفي برموز العراق الثقافية والفكرية بغض النظر عن المرجعيات والتوجهات واختلاف الافكار.
والمفكر عبد الحسين شعبان ذو التوجهات اليسارية هو واحد من رموز الفكر في العراق الجديد الذي استطاع أن يلم بكثير من التخصصات وهو من أوائل الذين طرحوا مسألة الحوار بين المثقفين والنخب الفكرية والسياسية من
الأُمم الأربع: العربية والفارسية والتركية والكردية وهي مسألة تتعلق بمستقبل العلاقة بين شعوب ودول وأمم المنطقة، كما أنه والحق يقال طرح في أكثر من محفل إشكالية العلاقة الشائكة بين السياسي والمثقف، حيث جالس السياسيون والحكام على وجه الخصوص - كما يقول السيد شعبان - المثقفين وأحاطوا انفسهم بهم لإدراكهم أن الثقافة سلطة أخرى موازية للسلطة السياسية والعسكرية والبوليسية وحسب فرانسيس بيكون ـ والكلام للسيد شعبان ـ فإن المعرفة سلطة أي أن سلطة المثقف هي معرفته ووسيلته الإبداعية لنشر ثقافته وبسط سلطانه.
دار الشؤون الثقافية اذ تحتفي بهكذا مبدعين فانها تثبت لنا مرة أخرى أهميتها وقدرتها على قيادة راية الثقافة العراقية بكل جدارة ومسؤولية، فقد فتحت هذه الدار أبوابها لمثقفي العراق وقادت طلائع المثقفين لحمل رسالة العراق الثقافية والحضارية من خلال بصيص الضوء الذي انفلت من كوة الظلام وأصبح شمساً لهذه الثقافة العريقة.. وينبغي على المؤسسات الثقافية الأخرى أن تحتذي حذو هذه الدار وتحاول الخروج من أحاديتها وانحيازها الواضح لأبناء خندقها المنتمين للأهداف والمرجعيات السياسية ذاتها .. إننا أمام رهان كبير وعلى الجميع أن يعبر هذه الخنادق وإلا فستبقى الثقافة العراقية في مهب الريح والرغبات المتقاطعة .
ليتكون كلمة علي حسين عبيد حاضرة وبقوة في هذه المناسبة قائلا:
بين النجف وكربلاء صلة قرابة متعددة الأبعاد، لا أحد يستطيع إنكارها أو محوها، وبيني وبين المفكر عبد الحسين شعبان صلات تتعدى القرابة إلى ما هو أعمق بكثير، إنها صلة تقارب الأفكار، صلة الاعتدال، صلة الالتزام والعصامية، صلة الوضوح، صلة التمسك بالحق وتحمّل الخسائر مهما كانت فادحة، قرأت الدكتور شعبان بمحبة وعمق ورغبة، قرأته مفكرا سياسيا وأديبا وناقدا، وقرأته إنسانيا، واكتشفت (كما يقول هو عن نفسه) بأنه (حالم، بل مستغرق في أحلامه، وكاتب لا يزال يكتب بشغف.مشاغب تستهويه المشاغلات الفكرية، عالمه فسيح لأنه يسبح في فضاءات الحرية التي لا يريد أن يتنازل عنها لأي سبب كان، ينتمي إلى العقل وقيم السلام واللاعنف ويميل إلى التسامح ، لا يريد أن يرضي أحداً، لأن النقد سلاحه المفضل، ولم يوفّر ذلك مع نفسه أيضاً، يضع مسافة بينه وبين الآخرين حتى وإن كانوا من أقرب المقرّبين)
يشكو الدكتور شعبان كما أشكو أنا وتشكون أنتم كمثقفين وأدباء ومفكرين، من شحة الحريات لدى العرب، مقابل تضخّم في القسوة والتكميم والحيف الذي يطال الكلمة والفكر، ثنائية الصراع بين المثقف المفكر وبين الحاكم السياسي، لا أحد منا يعرف متى ستنتهي أو كيف، السياسيون يخافون المثقف، ولكن يوجد من ينتمي إلى المثقفين ويصطف إلى جانب السلطة الحاكم القمع، أما المثقف المعافى فهو يأبى أن يحابي السياسي ويوافقه على الخطأ، والنتيجة شحة متواصلة متنامية في الحريات، والخسائر كبيرة وفادحة، ليس على المثقف فقط أو السياسي، بل على الشعب برمته، لذلك يقول المفكر عبد الحسين شعبان:
ما زال العالم العربي يعاني من شح الحريات.( فالمثقف يحتاج إلى حرية التعبير التي ما زالت محدودة في البلدان العربية في كثير من المجالات، في البحث العلمي، في السياسة، في الإدارة، في التعليم... وهذا ينعكس انعكاساً سلبياً على المثقف. فالحرية هي المدخل الأول للنهوض بالثقافة. فهناك مثقفو السلطان الذين يروجون إيديولوجيا القمع، ومثقفون منكفئون تحولوا إلى حرفيين لبيع بضاعتهم دون ملامح محددة بحجة أنهم غير سياسيين ومثقفون اضطروا إلى المنافي وابتعدوا عن مشكلات أوطانهم ولكن هذا لا يعني أن الساحة الثقافية خالية من رموز قاومت في الداخل والخارج في إطار مشروع نهضوي جديد من أجل الحرية والتنمية الشاملة والاستقلال وقيم العدالة الاجتماعية وتحقيق المواطنة الكاملة).
ثم جاء دور الاستاذ الدكتور عكاب سالم الطاهر ليستذكر اتصاله بالدكتور عبد الحسين عندما كان في سوريا وكيف اتصل ليقدم كتابه الذي كان تحت الطبع معرجاً على شخصيته الأدبية والأجتماعية ...
ثم أعتلى المنصة الدكتور أثير محمد شهاب وقد عبر ببعض من الكلمات الرائعة والجميلة في هذه الأحتفالية شاكراً الشاعر الاستاذ نوفل مدير الدار على هكذا مبادرات تصب في رافد الحركة الثقافية .
ليعتلي المنصة الشاعر جليل شعبان والذي اتحف الحاضرين بقصيدتين الأولى كانت مهداة الى الجواهري والأخر الى سعد صالح جريو بعد أن نوه الى ان سعد صالح جريو وليس سعد صالح جبر .!!!
الدكتور فائز الشرع والذي افاض بعبارته الأدبية الممشوقة وغزارة فيض العبارات التي كشف فيها عن كيفية ما تتبناه الدار من أنفتاح على كل مثقفي العراقي لتعبر اسوار الوطن وتحتضن مبدعيه حيث ما كانو ، وأضاف قائلاً هنا في حضن الثقافة العراقية دار الشؤون الثقافية العامة. فقد منحتنا فرصة اللقاء بالعديد من قامات الثقافة العراقية ومنهم الاستاذ الروائي الكبير جمعة اللامي والدكتور عبد الحسين شعبان والدكتور علاء الجوادي. نأمل أن تأخذ بقية المؤسسات الثقافية دورها في رفع شأن الثقافة العراقية بعد أن دمرتها الحروب والسياسات الخاطئة. وأضافة أن دار الشؤون تتعامل مع جميع المثقفين العراقيين دون تميز ولا ترفض من نختلف معها بالرأي والموقف وتعتبر أحترام الرأي والرأي الاخر هو خيط النجاة لتحقيق الاهداف المرجوة والتي تخدم الجميع.
وقال أن الدكتور عبد الحسين لم يكن مثقفاً أيديولوجياً. عكس بقية المثقفين ولم يكن أحادي وقد أمن بفكرة الجدل. والانفتاح ، وخير شاهد على ذلك كتابه الشاعر الكبير الجواهري وأثر شعره وسيرته أنه منفتح على تجارب العالم السياسية وفكرة حوار الحضارات.
وأخيراً كان للدكتور علي المهرج كلمة حيث عبر عن أسف لعدم استعداده حيث جاءت الدعوة له بصورة مفاجئة ... ومع ذلك وعد الحضور بدراسة معمقة عن هذا الأديب الثر والمفكر الرائع..
وكان ختامها مسك لمن أحتفي به... المفكر والأديب الدكتور عبد الحسين شعبان حيث قال:
أشعر أني مرتبكاً وقلق من كلمات قيلت بحقي استحقها أو لا استحقها تحياتي للشاعر نوفل ابو رغيف مدير الدار والى الجواهري والى سعد صالح ، لم يكن ببالي ان أكون متحدثاً خصوصاً وقد تحدث كوكبة من المسرحيين والفنانين والأدباء والمثقفين ...
لم أتوقع أن أكون اما هكذا أصبوحة شكري وتقديري لمدير دار الشؤون الثقافية السيد نوفل ابو رغيف على هذه الجهود المبذولة بطبع كتابي على الرغم من صدور كتابين عن سعد صالح واقامة ندوة عنه في جامعة الكوفة في عام 1997 وبرعاية كريمته الدكتوره ضحي سعد صالح واستذكاره خلال السنوات المصرمة الا ان الجيل الجديد وربما الجيل الذي سبق ظل يجهل الى حدود غير قليلة اراء وافكار سعد صالح كان سعد صالح من السياسيين اديباً ومع الادباء سياسياً وحسب المثل الفرنسي فقد كان يلبس القبعتين ويحمل هموم السياسة والثقافة ولا يمكن احتسابه على أي منهما وتعكس لفته الجميلة ومقالاته وخطبه ونثره نموذجاً متقدماً من الادب السياسي فضلاً عن وجدانيات وقصائد جميلة ولعل قصيدته الاشباح لوحدها تشكل ملحمة شعرية...
وفي نهاية الحفل تقدم السيد مدير دار الشؤون الثقافية العامة ليختتم هذا الكرنفال البهي بتقديم درع تذكار ومحبة الى المفكر والأديب الدكتور عبدالحسين شعبان معبراً له وبكل مشاعر الصدق التي يحمله مدير الدار بأن يكلل مشواره بخدمة العراق والعراقيين من خلال نتاجاته الفكرية والثقافية حيث قدم الدكتور عناد درع الدار ، وقدم الاستاذ عبد علي الروضان الشهادة التقديرية... وسط دعوة السيد الشاعر البهي نوفل ابو رغيف الجميع ليكونوا على المنصة من أجل تسجيل لحظات تذكارية جميلة تحت خيمة الثقافة العراقية الكبيرة دار الشؤون الثقافية العامة برأس الهرم فيها الشاعر نوفل ابو رغيف .
يعقوب يوسف عبدالله
839 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع