وزراء وسفراء الزمن الأغبر/٥٢ الدبلوماسية العراقية من الهيبة الى الخيبة

ذو الفقار

وزراء وسفراء الزمن الأغبر/٥٢ الدبلوماسية العراقية من الهيبة الى الخيبة

مقدمة
عطفا على مقالاتنا السابقة، نستكمل الحديث عن الدبلوماسية العراقية بعد الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق بعد ان استعرضنا الدبلوماسية العراقية في اوجها الباهر خلال الحكم الوطني السابق، وما افرزته من سفراء ودبلوماسيين لامعين كانوا مصدر فخر واعتزاز على المستوين العربي والعالمي، مثل وسام الزهاوي، ونزار حمدون، وعبد الجبار الهداوي، ووهبي القره غلي، ووداد عجام، ورياض القيسي، واكرم الوتري، وفؤاد الراوي والعشرات غيرهم، نجوم لامعة في سماء الدبلوماسية العراقية بريقها مستمر حتى بعد وفاة من مات منهم رحمهم الله تعالى. اما سفراء الاحتلال فهم اضحوكة أمام بقية السفراء، وزير الخارجية الخبل إبراهيم الجعفري يجمع السفراء ليتحدث لهم عن أهمية زواج المتعة، وسفير عراقي يسأل سفير عربي عن زوجة بابا الفاتيكان (البابا لا يتزوج)، وسفير يعلم سكرتيرته قيادة السيارة وهي في حضنه، وسفير يهرب السكاير والمشروبات الكحولية، وسفير في لبنان يمسك قاذفة (آر بي جي سفن) معلنا تضامنه مع حزب الله، وسفير في اليوم الثاني من اعتماده يرتكب فضيحة جنسية، وسفير يسمي السفيرة (مستر)، وسفير في بولندا يسلم أمور السفارة الى عشيقته العراقية المتزوجة من رجل بولندي، وسفير يستقبل الضيوف بالشحاطة، وآخر يخرج للقاء الجالية بالدشداشة .. وهلم جرا، انهم سفراء دمج. وفي القائمة الحالية، احد السفراء من محافظة الديوانية محكوم بجريمة جنائية (فضيحة جنسية)، وسفير يعمل مع زوجته عارضين أزياء في اسبانيا، وسفير عمله جايجي ( يعد الشاي).
في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي اثار سفير العراق لدى الأمم المتحدة، موجة من الاستهجان بعد ظهوره وهو غير قادر على التعبير عن موقفه بوضوح، وبدأ متلعثما ومرتبكاُ، بالله عليكم هل هذا الامي يمثل العراق لدى الأمم المتحدة مثلما كان يمثله طالب شبيب، عبد الحسين الجمالي، عصمت كتاني، وسام الزهاوي، اكرم الوتري، رياض القيسي، نزار حمدون، عبد الأمير الانباري، سعيد الموسوي، محمد الدوري..

 عندما تحمي العشيرة اللصوص والفاشونستات
في واحدة من عجائب القرن في مجال الدبلوماسية، تقوم مستشارة عراقية تعمل في السفارة العراقية في عمان (المستشارة زينب عكلة الساعدي) بسرقة مقتنيات من غرفة إقامتها في فندق فيرمونت بالعاصمة الأردنية عمّان، في حادثة وُصفت بأنها فضيحة دبلوماسية والمسروقات مناشف حمام وجهاز تحكم عن بعد واشياء أخرى، عند قيام المستشارة تسجيل مغادرتها الفندق، انطلق جهاز الإنذار الأمني بسبب حقيبتين تابعتين لها. وطلب موظفو الفندق تفتيش الحقائب، لكن الدبلوماسية رفضت بعصبية وأثارت فوضى في المكان، مستغلة حصانتها الدبلوماسية لتجنب التفتيش.
وفي الوقت الذي تعامل الفندق بشفافية مع الدبلوماسية العراقية، لكنها تكلمت معهم بصلافة ووقاحة ولسان بذيء، وجهاز الفندق لا يمكن ان يخطأ، فالمسروقات مبرمجة على جهاز الإنذار، ولو كانت الدبلوماسية صادقة لسمحت لأمن الفندق بتفتيش حقائبها، وطالبت الفندق باعتذار رسمي وتعويض عن الضرر الذي الحق بها، ولكنها دبلوماسية دمج لا معرفة لها في العمل الدبلوماسي، وهذه واحدة من مساوئ وزارة الخارجية التي تعين من هب ودب في سفارة مهمة مثل الأردن.
من المعمول به في الأعراف الدبلوماسية انه في حال وجود مثل هذه الحالة او غيرها، يفترض ان تتصل الدبلوماسية بالسفارة العراقية في عمان لحضور الشخص الثاني في السفارة، وفي نفس الوقت تطلب من الفندق الاتصال بوزارة الخارجية الأردنية لمجيء احد الدبلوماسيين من دائرة المراسم لفتح الحقائب، ومعرفة الحقيقة، لكن الدبلوماسية المغفلة بدلا من ان تقلب الطاولة على الفندق وتطالب بتعويض او اعتذار على اقل تقدير، تصرفت بحمق وجلبت الضرر لنفسهاـ ولوزارة الخارجية العراقية والعراق. ليست الساعدي حالة فريدة في وزارة الخارجية، فقد سبق ان تحدثنا عن حماقات وفضائح لا يمكن تصورها، لقد اصبح الدبلوماسيين العراقيين محط شبهات وفضائح، فصاروا مسخرة ما بعدها مسخرة.
المسألة الأخرى تتعلق بسطوة العشيرة وسطوتها على مقدرات العراق، فقد صارت جزءا مكملا للميليشيات في تكوين الدولة العميقة التي تذعن لها الحكومة والبرلمان والقضاء، الغريب ان القضاء العراق لجم لسانه كالعادة، والمدعي العام غارق في سباته، ولا احد يوقظه ويبين له مسؤولياته، نام ونام معه ضميره وشرفه ودينه ان كان له دين ويعرف الله.
اقرءوا ما يقوله الشيخ محمد بلاسم، أحد مشايخ عشيرة السواعد في العراق " أن المستشارة زينب عكلة الساعدي، لا تثمل عشيرة السواعد انما تمثل بلد كالعراق له تاريخ وحضارة"، وهنا تكمن الطامة الكبرى يا شيخ العشيرة، فقد لوثت ابنتكم اسم العراق، وليس العشيرة فقط.
وأضاف الشيخ بلا أدنى حياء في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "عشيرة السواعد نظمت اليوم وقفة احتجاجية على محاولة استهداف وتسقيط ابنتهم المستشارة في وزارة الخارجية زينب الساعدي، لمطالبة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بالتدخل والتحقيق بشكل عاجل بعد الاتهامات الباطلة التي استهدفت ابنتنا المستشارة". واستطرد" اليوم كانت لنا وقفة احتجاجية بحضور شيوخ العشائر وهي رسالة واضحة إلى الحكومة ووزارة الخارجية للاستجابة لمطالب المستشارة زينب عكلة الساعدي، والتحقيق بالقضية والاتهامات الباطلة التي وجهت إليها". أقول للشيخ كيف برأتها من جهة وتطالب بالتحقيق من جهة أخرى، فقد حكمت بالبراءة قبل التحقيق. الأغرب منه ان الشيخ يهدد الحكومة بقوله أن "الحكومة إذا لم تستجب لنا والاستماع إلى المستشارة زينب، والتحقيق بالقضية بشكل عاجل وشفاف، فإننا كعشيرة سيكون لنا موقف ومظاهرات أمام وزارة الخارجية". فعلا عشائر الزمن الأغبر، بدلا من ان يلملم الفضيحة، يهدد الحكومة، ويسكب البنزين على نار الفضيحة المشتعلة.
لم تتوقف فضائح دبلوماسية الدمج على فضيحة زينب الساعدي فحسب، فقد نشرت صحيفة (ليبرتيتا الرومانية) فضيحة دبلوماسية اخرى " بعدما قدمت سيدتان رومانيتان شكوى لدى السلطات القضائية ضد قنصل السفارة العراقية في بوخارست بسبب تعرضهما لـتحرشات جنسية".

دبلوماسية العائلة والاقارب
الدبلوماسي ياسر ابن خضير الخزاعي يشغل منصب الملحق التجاري في السفارة العراقية في الكويت.. وابنه الثاني وابنته وزوجها في السفارة العراقية في كندا. شقيقة المجرم بيان جبر صولاغي تعمل في السفارة العراقية في أبو ظبي. خال عمار الحكيم الاصفهاني يشغل منصب سفير العراق في الفاتيكان. محمد الفيلي القيادي في حزب الدعوة يشغل منصب سفير العراق في واشنطن. نسيب الإيراني علي الأديب يعمل في الملحقية الثقافية في لندن. نجل خالد العطية يعمل في السفارة العراقية في لندن، ابن عم القيادي في المجلس الأعلى همام حمودي في السفارة العراقية في واشنطن. نسيب سعدون الدليمي يعمل في الملحقية الثقافية في لندن. شقيق علي الدباغ يعمل في السفارة العراقية في بوخارست. ابنة الخبل رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري وزوجها يعملان في السفارة العراقية في لندن. علماً ان كلاهما يملكان الجنسية البريطانية.

المحكمة الاتحادية الولائية
ردت المحكمة الاتحادية العليا في 30/9/2025 دعوى الطعن بدستورية تعيين سفراء جدد من قبل الحكومة الاتحادية، كانت المحكمة قد حددت اليوم الثلاثين من شهر أيلول الماضي موعداً للنظر في دعوى المطالبة بالحكم بعدم دستورية تعيين عدد من المرشحين بدرجة سفير تقدم بها (13) عضوا في مجلس النواب العراقي. وذكر النائب السلامي " تم رد الدعوى المقدمة بعدم دستورية التصويت على قائمة السفراء وذلك لعدم وجود مصلحة"ز وهذه ذريعة قانونية تافهة تخالف ما ورد في قرارات للمحكمة نفسها. منها القرار المرقم (89 لسنة 2019) الذي أكد على استقلالية التعيينات الإدارية العليا عن أي تدخل حزبي أو سياسي، باستثناء ما يتعلّق بالوزراء كسلطة تنفيذية. والمادة (16) التي تنص على أن تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين، والمادة (9/أ) التي تحظر التمييز الوظيفي على أساس الانتماء السياسي أو الطائفي أو القومي. والمادة (93) من الدستور، التي تمنح المحكمة الاتحادية صلاحية الرقابة على دستورية القوانين والقرارات، خاصة تلك التي تمس العدالة الاجتماعية، ومبدأ تكافؤ الفرص، والمساواة في تولي الوظائف العام.
نسأل المحكة الاتحادية الولائية التي صارت احكامها تتنافي مع الدستور بل وقوانينها وشرف المهنة: اليس النائب هو الممثل الشرعي للشعب؟ اليس من حقه ان يراقب عمل الوزارات ويقف بوجه أي انتهاك للدستور؟ اليست قائمة السفراء تتعارض مع مصلحة الشعب، اليس عدم اكتمال النصاب القانوني في البرلمان يخالف الدستور؟ هل توجد مصلحة شخصية للنواب في الطعن بقائمة السفراء؟ هل طريقة التصويت " غصبا عليكم"، كما قال رئيس مجلس النواب محمود المشهداني تمثل انتهاكا كبيرا للدستور وتطعن في شرف البرلمان؟
سفراء العراق الديمقراطي الجديد:
تخصص الهندسة (14) سفيرا (معمارية، كيمياوية، نفط ومعادن، كهربائية، حاسبات، زراعية)
تخصص الطب: (6) سفراء (طب بشري وبيطري)
تخصص العلوم: (9) سفراء (فيزياء، كيمياء، رياضيات)
تخصص إدارة اعمال (2) سفير. (محاسبة وإدارة اعمال)
تخصص علوم سياسية وقانون: (6) سفراء
والتخصص الأخير هو المعمول به في وزارة الخارجية. ولا افهم ما علاقة الطب البيطري بمنصب سفير، هل ستعامل السفير العراقي مع حيوانات البلد المعتمد فيه مثلا؟

تشرين اول 2025

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

985 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع