علي الزاغيني
لم تخلى نشرة الاخبار في كل يوم من حدوث عمليات ارهابية بمختلف الوسائل لتجعل من صباحنا ملون بلون الدم وهذا يولد لدى المواطن شعور بالغضب والياس من عدم وجود حلول جديدة تلوح بالافق لتوقف نزف الدم العراقي مع تزايد العمليات الارهابية التي اصبحت تطول جميع مدن وطننا دون تميز لتحصد الابرياء بلا ذنب سوى انهم عراقيين .
نلاحظ دوما ان هناك تغيرا ملحوظا في خطط الارهابيين وتنوعا في استخدام كافة المواد المتفجرة في محاولة لايقاع اكبر عدد ممكن الضحايا وزرع الخوف والفتنة وهذا ما يجعل المواطن يتسائل عن الحل السريع ويتطلب رد سريعا من الاجهزة الامنية وتغير خططها باستمرار وبما يتلائم مع الوضع الامني وعدم الاعتماد على الخطط القديمة والاستفادة من المعلومات الاستخبارية وتحليلها بالصورة الصحيحة حتى تتمكن الاجهزة الامنية من الوصول الى الخلايا الارهابية قبل تنفيذ عملياتها الارهابية .
هروب السجناء الارهابين مسلسل اخر من واقع الخرق الامني او الفساد الاداري الذي اصبح بلا حل ويتفاجئ المواطن بين فترة واخرى بخبر هروب جماعي لعدد كبير من الارهابيين من سجون محصنة وتحت حراسة شديدة وهذا ما يجعلنا نتسائل عن سر هذا الهروب وكيفية الحد منه ولا سيما ان جميع الذين يهربون هم من اخطر الارهابيين الذين تلطخت ايديهم بدماء ابناء شعبنا , يبقى السؤال لماذا نحتفظ بهكذا اعداد من السجناء في سجون غير محصنة ونبقى ننتظر هروبهم باي لحظة وكان من الاجدر بان ينال كل متهم جزائه وعدم ترك الامور هكذا معلقة , كان بالامكان بناء سجن مركزي محصن ومحمي افضل بكثير من سجون كثيرة ليست محمية وغير محصنة وهذا يشتت الجهد الامني ويقلل من اساليب الحماية ويجعل عملية الهروب سهلة .
خلال زيارتي لاحد الاصدقاء الذين اصيبوا بالتفجيرات الارهابية اوضح ان الارهابي الذي ركن سيارته المفخخة لايتجاوز عمره العشرين سنة وهذا يدل على هناك ايادي خفية تجند هؤلاء الشباب وهذا يجعلنا بان نجري دراسات وبحوث على اسباب الاعمال الارهابية و منافذ تمويلها وكيفية تجنيد المغرر بهم وعمليات غسل افكارهم بتلك الافكار المجنونة وخصوصا من الشباب وكيفية منحهم فرص تجعل منهم مواطنين بخدمة وطنهم وعدم تركهم اداة بيد الارهاب من خلال اقامة
الندوات التثقيفية في المدارس والمجالس المحلية وتقديم كل وسائل دعم الشباب وقتل الفراغ باقامة دورات تثقيفية ومسابقات رياضية وثقافية وورش عمل في كافة المجالات و عدم ترك فرص للمتربصين بشابنا بمنحهم مغريات ووعود مزيفة بالجنة وغيرها من المغريات التي تجلب الشباب العاطل عن العمل والذين هم بحاجة الى المال من اجل لقمة العيش .
بجب على الساسة ترك الخلافات جانبا والصراع على المناصب فدماء ابناء الشعب ازكى واطهر من كل مناصبهم التي يتصارعون من اجلها وعليهم ان يعوا خطورة الارهاب على وطننا فهو مرض خبيث يجب استئصاله قبل ان يصعب القضاء عليه ويكون اداة تنال من شعبنا ورقم صعب في اللعب على وتر الطائفية والقومية مما يعيد الوطن الى المربع الاول ونحن في غنى من ذلك بعد ان اصبحت الديمقراطية طريقنا الوحيد من اجل وطننا .
تبقى مسالة تعويض ضحايا الارهاب مسالة مهمة ويجب ان لا تاخذ الكثير من الوقت وتقع في فخ الروتين والمماطلة والابتزاز حتى تنال عوائل الضحايا حقوقهم ويجب ان ينالوا استحقاقهم قبل ان تضطر عوائل الضحايا الى طرق باب المسؤولين والوقوع في مسالة الشكوى وهذا ياخذ وقتا طويلا من اجل ينالوا حقوقهم التي سنها القانون .
630 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع