الذكرى الأربعون لحرب تشرين ( اكتوبر) 1973

    

         الذكرى الاربعون  لحرب تشرين( اكتوبر) 1973

          

                

      اللواء الطيار الركن الدكتور/علوان حسون العبوسي
                      6 /10 /2013   

     

عام

تمر علينا اليوم الذكرى الاربعون لحرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 هذه الذكرى عزيزة على قلوب العراقيين عسكريين ومدنيين ، انها شوط وسفر خالد مهم من تاريخ جيشنا العراقي الحبيب في مواجهة اعداء امتنا العربية المجيدة ، نعم لم تكن المواجهة الاولى فقبلها كانت حرب  1941 ،و1948 ، و1967 ، ولكن هذه الحرب كان لها مذاق وطعم خاص اثبتت ان العراق تواق وصادق ومتعجل لاي مساهمة مع اخوانه العرب ضد الكيان الصهيوني المغتصب لارض العروبة في فلسطين في اعادة الحق الى نصابه ، اميزها بالمذاق والطعم الخاص كون العراق ساهم بها في اكثر من ثلثي قواته البرية والجوية وبوقت قياسي دون ان يعلم بها الا في وقت اعلان الخبر بالاذاعة المصرية والسورية عصر يوم 6 اكتوبر 1973 باختراق الطائرات المقاتلة المصرية في عمق سيناء والسورية هضبة الجولان وعليه لم تكن هناك اعمال تقادير موقف واوامر حركات و استحضارات واوامر انذارية كما جرت العادة في الحركات التقليدية العسكرية للتخطيط لواجب محدد مسبقاً ، وهكذا حرب بطبيعة الحال تحتاج الى جهود سياسية وعسكرية حثيثة لكي تحقق اهداف المشاركة فيها  باسرع وقت ممكن .

                                    


في مساء 6 اكتوبر1973  اجتمعت القيادتين  السياسية والعسكرية العراقية برئاسة رئيس الجمهورية احمد حسن البكر وبعد التشاور مع القيادة السورية  أصدرت قرار المشاركة في الحرب  وأوعزت للسربين التاسع والحادي عشر ميج/ 21  متصديات التوجه فورا إلى سوريا كما أوعزت إلى اسراب المقاتلات القاذفة (الأول والخامس  والثامن سوخوي/ 7 و السابع ميج/ 17 ) التوجه تباعا إلى سوريا ، في ذات الوقت أنذرت ألفرقة المدرعة الثالثة بقيادة العميد الركن محمد فتحي امين (ألويتها  لواء مدرع/ 12،  ولواء مشاة ألي/ 8 ،  ولواء مدرع/ 6  )  التهيىء للحركة  باسبقية اولى الى سوريا ، والفرقة المدرعة السادسة بقيادة العميد الركن دخيل علي الهلالي  (ألويتها  لواء مدرع /30 ، ولواء مدرع /16 ،  ولواء مشاة /25) كاسبقية ثانية  واللواء الآلي /20 من فرقة المشاة الاولى  بقيادة العقيد الركن سلمان باقر ...

            

واللواء المشاة الخامس من الفرقة المشاة الرابعة بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون...

                 

الفوج الثاني قوات خاصة بقيادة الرائد الركن قوات خاصة نزارالخزرجي بالاضافه الى صنوف الفرق الاخرى كالمغاويروالمدفعية والدفاع الجوي والهندسة العسكرية والصنوف الادارية والفنية  . وكبادرة حسن النيه اعاد العراق العلاقات الدبلوماسية  مع ايران ودعوتها الى حل المشاكل القائمة بين البلدين بالطرق السلمية وعن طريق المفاوضات  ، وذلك لتامين الجبهة الشرقيه للعراق . وقد اصدر مجلس قيادة الثورة العراقي بيانا بهذا الصدد جاء فيه  (ولما كان العراق يتحمل مسئولية قومية المعركة فانه يتوجه إلى الجارة إيران بالدعوة إلى اعادة علاقات حسن الجوار والتعاون وحل المشكلات القائمة وفق روح الجيرة وروح الروابط الاسلامية التي تجمع بين الشعبين العراقي والايراني ومصالحهما المشتركة) …. وقد اصدرت الحكومة العراقية في 7 تشرين اول (اكتوبر) قراراً بتاميم حصة امريكا في شركة نفط البصرة ، نظراً لموقفها المؤيد لاسرائيل .

       

 دور القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي في حرب تشرين 1973
كان دور القوة الجوية العراقية عظيماً كعادته قوياً بارادته عصياً بعناده في انتزاع النصر من الاعداء وكل اعداء الامة العربية ، تجسد هذا الدورفي حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1973  باشتراكها من جمهورية مصر العربية  ومن الجمهورية العربية السورية ، ساركز ذكرياتي في هذا الحدث على اشتراك  القوة الجوية من سوريا باعتباري احد المساهمين فيها من هناك لكني ساوجز دورها من مصر الذي استقيته من الاخ اللواء الطيار الركن سالم احمد ناجي احد المساهمين من هناك ايضاً .

  

ففي اوائل آذار (مارس)1973 زار السيد رئيس جمهورية العراق  أحمد حسن البكر  ومعه وزير الدفاع حمادي شهاب وآمر قاعدة الحبانيه حميد شعبان السرب السادس المجهز بطائرات ( هوكر هنتر) المقاتلات القاذفة  وابلغ آمر السرب الرائد الطيار الركن يوسف رسول وطياري السرب قرار الحكومة العراقية ارسالهم مع السرب التاسع والعشرون المجهز بنفس نوع الطائرات  الى جمهورية مصر العربية...

         

بناءً لطلب قائد القوة الجوية اللواء الطياراركان حرب  حسني مبارك وذلك للتعرف على طبيعة  عمل اسراب القوة الجوية المصرية واحتمال مشاركتهم باي مهمه قد توكل اليهم من قبل القيادة الجوية المصرية ، حدد يوم الجمعة 6 نيسان ( إبريل) 1973موعد  اقلاع طائرات السربين المذكورين باتباع   خط الرحلة ( الحبانية –  مطار النظائم الثانوي العراقي –  قاعدة  تبوك في السعودية – جزيرة النعمان – عبور البحر الاحمر-  ميناء القصير –  مطار الاقصر- مطار قويسنا) ، اقلعت التشكيلات  المؤلفة من ست عشر طائرة في الساعه 1500   وهبط الجميع في مطار النظائم الثانوي  ، وفي اليوم التالي اكملت التشكيلات رحلتها الى مطار قويسنا في دلتا مصر، وقد الحقت اربع طائرات اخرى ليصبح المجموع 20 طائرة ، استقرالسربان فيه حتى عودتها الى ارض الوطن بعد وقف اطلاق النار .
 كانت الفترة مابين نيسان(ابريل)لغاية 6 تشرين الاول 1973 عبارة عن تدريب اعتيادي  للطيارين وتعرف على طبيعة المهام المحتمل تكليفهم بها وقد اتضحت الصوره والغاية من قدومهم الى مصربعد حين وهو انتظاراً لليوم الموعود لاسترداد ارض سيناء التي اغتصبها  العدو الاسرائيلي في  حزيران 1967 بالمشاركه مع اخوانهم المصريين في الضربة الجوية الشاملة الاولى ضد الاهداف الاسرائيلية ،  اطلق تسمية السرب (66) على الجهد الجوي العراقي في مصر .وقد بلغ اجمالي الطيارين في هذا السرب  20 طيار هم كلا من (الرائد الطيار الركن يوسف رسول آمر السرب ،الرائد الطيار ناطق محمد على ، النقيب الطيار عماد احمد عزت ، النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ،الملازمين الاوائل الطيارين كلا من  سالم احمد ناجي ، باسم محمد كاظم ، سامي فاضل ،  دريد عبد القادر ، عبد القادر خضر ، اسماعيل ابراهيم الهايس ،  ابراهيم محمد علي ، هاشم القدو ،الملازمين الطيارين كلا من فهد عبد الباقي ، زهير عبد حسون ،ضياء صالح جواد ، صباح كشموله ، جبار حماد الدليمي ، ليث زاهد المدرس ،  عامراحمد القيسي ) بالاضافه الى الضباط الفنيين والمسيطرين الجويين والاداريين واعداد من ضباط الصف الفنيين (100-120 فرد).
بعد استقرار السرب 66   لمدة كافية  أصبح جاهزاً لاي مهمه قد توكل اليه ، في آب (اغسطس) اطُلعت قيادة القوات الجوية المصرية آمر السرب على الاهداف المخصصة لسربه ضمن الضربة الجوية الشاملة ضد الكيان الصهيوني بسيناء  في اي تعرض مقبل ، وقد تم اعداد الخرائط  وخطط الطيران الازمه  لهذه الاهداف وتمت المصادقة عليها في قيادة القوات الجوية المصرية ثم جرى التدريب عليها باهداف مشابهة تقريباً
 6 تشرين الاول ( اكتوبر) اليوم الموعود ، هذا اليوم الساعة 1200 تسلم آمر السرب مضروفاً هو عباره عن تاكيد لما خصص  للسرب 66 العراقي من اهداف في العمق الاسرائيلي ، سارع  الفنيين تجهيز الطائرات وفي الساعة 1400 باشرت الطائرات العراقية ضرباتها الجوية ضد الاهداف المخصصة لها  ، وتم معالجتها بشكل دقيق جداً وعادة كافة طائرات الضربة الجوية وهكذا استمر الطيران العراقي مع الطيران المصري توجيه ضرباته الجوية ضد العدو الاسرائيلي في سيناء وحتى  يوم 15 اكتوبر  حيث توقف طيران السرب بسبب تعقد  المواقف الارضية بعد تطويق الجيش الثالث الميداني من قبل العدو الاسرائيلي .
كانت حصيلة خسائر السرب 66 العراقي  مع العدو الاسرائيلي كما يلي(ثلاثة شهداء هم النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ، الملازم الاول الطيار سامي فاضل ،الملازم الطيار عامر احمد القيسي  ،ثلاثة طيارين اسرى هم النقيب الطيار عماد احمد عزت ، الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر ، الملازم الاول الطيار دريد عبد القادر، اثنان قذفوا من الطائره هم الرائد الطيار ناطق محمد علي ،الملازم الطيار ضياء صالح ) اما خسائر السرب من الطائرات بلغت ثمان طائرات من مجموع عشرين طائره هنتر .

        


في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) 1973 اوعزت قيادة القوة الجوية العراقية بعوده السرب الى العراق بحكم موافقة مصر وسوريا على قرار مجلس الامن 338 في 22 تشرين الاول ( اكتوبر) 1973  وهكذا اسدل الستار على دور الاسراب السادس والتاسع والعشرين في هذه الحرب بعد ان قاما  بالدور البطولي الذي اوكل لهما على اكمل وجه وقد اشاد بهذا الدور  كلا من السيد رئيس الجمهورية انور السادات والسيد قائد القوة الجوية المصرية اللواء حسني مبارك بعد ان قلد ابطاله باعلى أوسمة الشجاعة المصرية .


دورالقوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973 من سوريا
كنت قد انهيت دورة اختصاصية في الطيران والتحقت بدورة تطويرية اخرى لاغراض الترقية في بغداد بجناح الدورات الجوية ، كانت هذه الدورة مؤجلة منذ فترة لانشغالي بتدريب الطيارين الجدد على طائرات السوخوي/ 7 الروسية وقد اعتبرتها بمثابة اجازة اقضيها مع عائلتي في بغداد .

        

                               خط بارليف


 مساء  6 اكتوبر كنت مع عائلتي نتجول بسيارتي الخاصة في شوارع بغداد الحبيبة نستمع الى اذاعتها ، فجاةً قطع البث الاذاعي التقليدي لتحل محله  الاناشيد الوطنية الثورية ثم بثت بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة  المصرية معلنتاً هجوم 200 طائرة مقاتلة وقاصفة على الاهداف الاسرائيلية في  سيناء وعبور الجيش المصري الى الضفة الشرقية من قناة السويس بعد اجتيازها خط بارليف المحصن  ،وكذلك اختراق حوالي 100 طائرة من سلاح الجو السوري الاجواء الاسرائيلية بالتزامن مع خمس فرق آلية ومدرعة من القوات البرية لمعالجة الاهداف في العمق الاسرائيلي ، التفت الى زوجتي قائلا  انا اعتبر  الدورة المنسب اليها قد انتهت وسوف التحق الى وحدتي غداً انشاء الله يعني ذلك ان اجازتي معكم انتهت .

          

في صباح  7 أكتوبر التحقت في  جناح الدورات الجوية  وكانت كتب التحاق كافة طلبة الدورة  الى وحداتنا الجوية قد هيئت بعد صدور قرار القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية  باشتراك العراق في الحرب الى جانب سوريا وتم  تنسيبي إلى السرب الخامس مقاتلات قاذفة  سوخوي/ 7 في قاعدة (الحرية )كركوك الجوية آمره الرائد الطيار سالم سلطان البصو يعاونه الرائد الطيار حازم حسن قاسم  ونسبت أنا آمراً للرف الأول في هذا السرب .
 ودعت عائلتي والتحقت في  السرب مساءً  ومعي اخي الرائد الطيار موفق سعيد عبد آمر السرب الثامن الذي اقلني بسيارته الخاصه ( شوفرليت موديل 1959 ) كما التحق معنا النقيب الطيار يوسف محمد يوسف آمر احد اسراب السمتيات في جناح طيران K1 القريب من قاعدة الحرية وهما ايضاً كانا في احدى الدورات الحتمية  المفتوحه بجناح الدورات الجوية .

    

صباح يوم 8/10/1973  حضر الى قاعدة الحرية بطائرة خاصة الرائد الطيار هشام عطا عجاج واوجزنا بمهمة القوات الجويه العراقيه في سوريا موضحاً خط رحلة اسراب المقاتلات القاذفة  المنطلقه من قاعدتي كركوك وابي عبيده واوضح لنا من ان اسراب المتصديات قد تم ارسالها منذ صباح يوم 7 منه ، وقد اوصانا بالصمت الاسلكي اثناء الطيران  كجانب امني مهم لسلامة تشكيلاتنا  .
مبدئياً الضباط الطيارين المشاركين من المقاتلات القاذفة من السرب الخامس هم ( المقدم الطيار صباح صالح آمر جناح طيران المقاتلات القاذفة في سوريا  الرائد الطيار سالم سلطان عبد الله والرائد الطيار حازم حسن قاسم والنقيب الطيار علوان حسون العبوسي و النقيب الطيار شامل سلمان القباني والملازمون الاولون الطيارون وهم كلا من   فيصل حبو شعيب ، احمد الجبوري ، محمد احمد مطلوب ، محمد عبد المحسن السعدون ، حسن عبيد ، عماد لفته والملازمين الطيارين وهم كلا من علي راجي علي ، هيثم عبد المجيد العزاوي ، وليد يونس ، سعد الاعظمي ، شامل صالح وسام متولي ومن السرب الاول (مقاتلات قاذفة ) من قاعدة ابي عبيدة الجوية (الكوت) النقيب الطيار خلدون خطاب الطائي والنقيب الطيار محمد عبد الاميرالرويشدي  والنقيب الطيار موفق العاني والملازمين الطيارين  سلام محمود ايوب ، عبد الستار الشيخلي ، هشام اسماعيل بربوتي ، نوبار عبد الحميد الحمداني ، محمد حميد طه ،  يوسف ، عصام جانكير ، رضا جميل ، قيس عبد الرحمن والملازمين الطيارين  رمزي شاكر شعبان ، ابراهيم كاظم ، عزام عبود  ،  ومن السرب الثامن ( مقاتلات قاذفة)من قاعدة ابي عبيده الجويه أيضاً ، الرائد الطيار سامي حسين الالوسي والرائد الطيار موفق سعيد عبد والرائد الطيار صبري يعقوب والرائد الطيار غصون عبد الوهاب والرائد الطيار جودت النقيب  والنقيب الطيار مظهر محمد الفرحان والملازم الاول الطيار اسامه المهداوي والملازم الاول الطيار قيس باقر وتوت ، ومن السرب السابع مقاتلات قاذفة ميج/17 من قاعدة فرناس الجويه ( الموصل) وهم كلا من الرائد الطيار محمد لفته والنقيب الطيار عبد الهادي محمد والنقيب الطيارعلي حسين وآخرين لااتذكرهم ،اما طياري المتصديات للسربين التاسع والحادي عشر فهما كلا من المقدم الطيار محمد سلمان حمد والمقدم الطيار نجدت النقيب والرائد الطيار كوركيس هرمز والرائد الطيار نامق سعد الله والنقيب الطيار شهاب احمد محمود والنقيب الطيار كامل سلطان الخفاجي والنقيب الطيار خالد مسلط والنقيب الطيار صبحي الكبيسي والملازم الاول الطيار يلدرم حسن والملازم الاول الطيار فائز محمد باقر والملازم الاول الطيار اسعد حسين دكسن والملازم الاول الطيار غازي الجبوري  والملازمين الطيارين متعب حسن واحسان ورياض وعدي الخرساني ومعن رشيد الاوسي...وآخرين لااتذكرهم)
كان الجو لطيف والسماء صافية خالية من الغيوم ، بدأنا  بالتنقل  إلى سوريا من قاعدة كركوك الجوية  في الساعه  1000 من نفس اليوم و على شكل مجموعات رباعية بفاصل خمسة دقائق بينهما ، كان معي بالتشكيل الرباعي كلا من الملازم الاول الطيار فيصل حبو شعيب والملازم الاول الطيار حسن عبيد والملازم الاول الطيار محمد عبد المحسن السعدون ، بعد الاقلاع وانتظام التشكيل تسلقنا الى ارتفاع 6000 متر(حوالي 20 الف قدم ) باتجاه قاعدة الوليد الجوية ، بعد مدينه حديثه بدئنا  بالانحدار التدريجي تحسباً للكشف الاسرائيلي الممتد عبر الاراضي العراقية لحين وصولنا مدينة الرطبه بارتفاع 100 متر، تم انتظمنا للهبوط  بقاعدة الوليد الجوية (500 كلم غرب بغداد ) التي ازدحمت  باسراب السوخوي/7 والميج/ 21 والطائرات السمتية والنقل وكان امر القاعدة العقيد الطيار الركن زهير القيسي يشرف بشكل شخصي على هبوط واقلاع الطائرات القادمة لقاعدته ومنها الى سوريا تحسباً للحوادث التي قد تحدث بزخم الطيران العالي الذي لاتستوعبه القاعدة بالاضافة الى الوهن الذي قد تتعرض له اذا ما هوجمت من قبل اسرائيل في هذه الاثناء ،  بعد تناول وجبه طعام خفيفه اقلعت تشكيلاتنا  مره اخرى باتجاه سوريا على ارتفاع منخفض جداً 30 -50 متر حيث تقرر هبوط السرب الخامس في قاعدة بلي الجوية (جنوب دمشق 50 كلم ) ، قبل وصول القاعده اتصل بنا  المقدم الطيار  نجدت النقيب  محاولا اعطاء بعض الدلالات لهذه القاعدة وفعلا كانت مفيده  لنا ، في اقل من 5 دقائق من وصولنا القاعده هبطت طائراتنا فيها بسلام  وادخلت الطائرات فوراً داخل الملاجىء المحصنه ، اما  السرب الأول فهبط  في مطار ( دمشق الدولي ) والسرب الثامن في مطار  الضمير وسبق أن هبط  السربان التاسع والحادي عشر (ميج 21 ) في مطاري سيكال والناصرية أما السرب السابع فهبط في مطار الضمير ، في المساء التقى بنا آمر قاعدة بلي الجوية المقدم الطيار هشام ... واوجزنا بمناطق طيران القاعدة   وما حولها  وسياقات العمل المتعارف عليها في سوريا واسلوب التنسيق مع الدفاع الجوي ، ثم التقينا بالرائد الطيار العراقي سمير زينل وهو احد طياري طائرة الهنتر العراقية ومشهود له بالكفاءة سبق له مغادرة العراق الى سوريا  لاغراض سياسية ونسب آمراً لاحد  اسراب الميج/ 17 السورية  وكان قد شارك بالعديد من الطلعات منذ اليوم الاول للمعركة في الضربة الجوية الشاملة ،كما التقينا بعدد من الطيارين ممن كانوا معنا في الاتحاد السوفيتي بدورة على الطائرة سوخوي /7 بمنطقة (لوكفايا)عام 1967 ، المهم جرى توزيع الخرائط علينا وتسليمنا للكلمات الجفرية التي اعتاد السوريين العمل بموجبها في الجو وجرى دراسة المنطقة جيداً وفق هذا الوقت القصر على خرائط مجسمة تظهر طبيعتها الجغرافية ، بعد تناول وجبة عشاء خفيفه ولشدة تعبنا هذا اليوم خصصت لنا اسرة للمنام  داخل مقر السرب التعبوي المحصن تحت الارض وقررنا بدء  الطيران ضد الاهداف الاسرائيلية  مع الطيارين السوريين غداً 9/10/1973  انشاء الله .
لقد  ساهمت طائرات النقل نوع (انتونوف 12 و 24 ) بنقل مستلزمات كل  الأسراب المساهمة رغم ظروف الحرب الصعبة  كما ساهمت طائرات الهليكوبتر بأعمال إعادة التمركزات لوسائل الدفاع الجوي والأسراب وفقا للموقف الجديد ، لم يبقى في العراق سوى السرب 14 لحماية بغداد وبعض مفارز من طائرات السوخوي والميج 21 لاعادة تاهيل الطيارين المتواجدين في كليه القوه الجوية وكلية الأركان بغرض زجهم بالمعركة  بعد ذلك .

   


في 10 أكتوبر أصبح موقف القوة الجوية العراقية في سوريا  ماياتي:  (40 طائرة سوخوي/7 مقاتلات قاذفة  و24 طائرة ميج/21 متصدية  و8طائرة ميج 17 ) ،  اما تنفيذ الواجبات فكان كما يلي :
• باشر السربان التاسع والحادي عشر متصديات الطيران مع الطيران السوري منذ اليوم الأول لوصولهم في 7 أكتوبر  واستمر حتى وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر  واستطاع كلا من الطيارين التالية أسمائهم اسقط 3 طائرات اسرائيلية( المقدم الطيار  محمد سلمان حمد والرائد الطيار الشهيد نامق سعد الله والنقيب الطيار  شهاب احمد  ) .
•باشرت أسراب الهجوم الأرضي 1 و 5 و 8  و 7  الطيران منذ 9 أكتوبر وحتى  وقف إطلاق النار .
•لقد واجهت أسراب المقاتلات القاذفة ظروف صعبة بسبب قلة الاستحضارات  وعدم  التعرف على المنطقة بشكل جيد  بعد زجها بشكل مباشر في المعركة أدى إلى وقوع خسائر غير مبررة بالطيارين  خاصة ان امكانية الطائرات الروسية القتالية  آنذاك لم تكن بالصورة  التي  عليها ألان فالطائرة تحتاج إلى طيار يقودها إلى الهدف على عكس الطائرات الغربية حيث الطائرة هي التي تقود الطيار إلى الهدف  بواسطة ما تحتويه من أجهزه ملاحيه  وقصف  دقيقه وهذا ماتصفت به الطائرات الاسرائيلية ، ولما كانت المعلومات غير متوفرة والطيارين لم يسبق لهم ممارسة الطيران في سوريا قبل هذا الوقت  لذلك كانت الخسائر غير  مقبولة في المفهوم التعبوي  ومع ذلك فقد أعجب الطيارين السوريين بكفاءة الطيار العراقي رغم كل الظروف التي أشرت إليها أنفا وقد أفدناهم في الفترة القصيرة معهم بامور  الاستخدام القتالي  أثناء تنفيذ الواجبات مما ساهم في تقليل نسب الخسائر بالطيارين وأصبحوا يقولون لو كنتم معنا قبل هذا الوقت لأبلينا بلاءا حسنا  معكم .

ماهية واجبات القوةالجوية السورية
• التخطيط للواجبات لم يكن بمستوى تخطيط العدو الإسرائيلي  فقد تمكن من كشف الخطط السورية مبكرا ومن ثم نصب كمائن في طريق ذهاب الطائرات إلى أهدافها وإسقاطها بل العدو كان يعلم بالخطة أساسا(السبب أن خرائط الطيارين كان قد ثبت عليها كل الأهداف المعادية وأسلوب الذهاب والعودة إلى الهدف وعند  قذف الطيار من الطائرة بسبب اصابة طائرته من قبل الدفاعات الجوية الاسرائيلية  يلقى القبض عليه او يكون شهيداً يستولي العدو على هذه الخرائط يستدل منها على الخطط التعبويه للاستخدام .
•اقتصرت ألخطط الجوية على عمليات الإسناد الجوي  القريب وبعض أهداف التجريد الجوي  لمواقع التحشد والتموين  وقد خلت الخطة من أهداف الحركات الجوية المقابلة لأهميتها القصوى في المعركة .
•الأهداف كانت ضمن المناطق الاتية  ( القنيطرة ،تل عنتر ، سعسع ، مجدل شمس ، منطقه طبريه ، جسر بنات يعقوب  ، تل الشعار ، كفر ناسج ، كفر شمس ، الصنمين ،  ارتال متقدمة ،  تجمعات القوات الاسرائيلية  ، إسناد القوات ألبرية السورية أثناء انسحابها من الأهداف التي احتلتها في بداية الحرب ، اسناد جوي للقوات العراقية المشتبكه مع العدو الاسرائيلي ..الخ) .
•استمر زخم  طائرات المقاتلة القاذفة العراقية حتى يوم 10 أكتوبر .... بعدها أشتد زخم الطيران الاسرائيلي على الجبهة السورية لخطورة هذه الجبهة ( بعد ان انهت القوات المصرية مرحلتها الاولى وتوقفت على عمق 10- 15 كلم وبدأت بتهيئة مواقعها الجديده في سيناء -وقفة تعبوية-  للتتهيئ للمرحلة الثانية باتجاه المضائق )   بعد أن استعادت سورية كافة أراضيها التي احتلتها اسرائيل في 1967 ،  ففي الهجوم المقابل الإسرائيلي  كان العدو يقوم منذ الصباح الباكر واعتبارا من 10 أكتوبر شل  كافة القواعد  الجوية السورية  بعد تلغيمها بالقنابر الموقوتة لزمن طويل نسبياً  لكي تتفرغ في  هجومها المقابل تجاه القوات السورية.
• كان الطيران العراقي والسوري يعانيان من ذلك كثيرا خاصةً وان القوات السورية بدأت بالتقهقر بعد استعادة اراضيها المغتصبة تحت ضغط الطيران والدروع الاسرائيلية الذي بدأ يحقق نتائج جيدة لصالحه  ، وقد أوعز السوريين ذلك الى النقص بالقوات وتأخر وصول الجيش العراقي حتي 11 أكتوبر .


قرار القيادة الجوية  العراقية في سوريا
نتيجة للخسائر الكبيرة بالطيارين والطائرات السورية والعراقية في مهام ليست ذات تاثير على الواقع التعبوي اقترحت القيادة الجوية  العراقية في سوريا المؤلفة من المقدم الطيار محمد جسام الجبوري والمقدم الطيار صباح صالح والمقدم الطيار نجدت النقيب وآمري الاسراب وبعد استشارة قيادة القوة الجوية في بغداد حول  تعديل الخطة الجوية السورية بما ينسجم ومتطلبات الموقف الجديد ( وقد تزامن ذلك مع أكتمال وصول الفرقه  السادسة والالوية الاخرى المستقلة ومجاميع القوات الخاصة العراقية للفتره 11- 20 تشرين اول) تضمنت  على أهداف استراتيجية مهمة بغرض شل القوة الجوية الاسرائيلية والقيام بهجوم مقابل أخر بالمساهمة مع القوات البرية العراقية المشار اليها آنفاً ومهما كانت الخسائر، من حيث المبدأ وافقت القيادة العسكرية السورية  على الخطة ولكن وقف القتال في 22تشرين الاول ( اكتوبر)1973 حال دون تنفيذها ، من المهم ان اذكر ان الهدف من ارسال القيادة السياسية والعسكرية العراقية كل هذه القوات لم يكن بمثابة نزهه الى سوريا وانما كان بغرض انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي التي احتلتها عام 67 والذي لم يتحقق سوى عبور القوات المصريه لقناة السويس والتوغل بعمق 10 – 15 كلم في سيناء ، وعليه لقد انزعجت القيادتين السياسية والعسكرية العراقية  اشد الانزعاج بعد ان خسرت قواتها خسائر جسيمه دون نتنائج جيدة في هذه الحرب واطلقت عليها ( حرب تحريك وليس حرب تحرير) .


خسائرالقوة الجوية العراقية  في سوريا  
 بلغ إجمالي خسائرالقوة الجوية العراقية في سوريا فقط عشرة طيارين هم كالاتي(الرائد الطيار نامق سعد الله ، النقيب الطيار كامل سلطان الخفاجي ، الملازم الطيار متعب علي الزوبعي،الملازم الاول الطيار سلام محمود ايوب ، الملازم الاول الطيار عصام جانكير،الملازم الاول الطيار رضا جميل ، الملازم الاول الطيار قيس عبد الرحمن ، الملازم الطيار ابراهيم كاظم  والملازم الطيار اسماعيل ) وكان لنا من السرب الخامس اسير واحد هو الملازم الطيار سعد الاعظمي وطيار آخر قذف من السرب السابع وعاد الى سربه سالماً قبل أسره هو النقيب الطيار علي حسين ، و 15 طائرة سوخوي/ 7  وطائرتان ميج/ 17 و5 طائرات ميج/ 21 ، كما بلغت عدد الطلعات ألمنفذة بطائرات المقاتلات القاذفة  حوالي 200 طلعة وضعف هذا العدد بالنسبة للطائرات المتصدية.

  


العودة إلى العراق
في 14 أكتوبر  قرر الرئيس المصري أنور السادات تطوير الهجوم شرق قناة السويس  إلى المضائق بالرغم من ممانعة القادة العسكريين المصريين وعلى راسهم الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس اركان القوات المسلحة المصرية مما أدى إلى تحرك القوات المصرية ومعها وسائل الدفاع الجوي  باتجاه الشرق سبب ذلك من حدوث ثغره في الكشف الراداري  المصري  وقد استغل ذلك من قبل إسرائيل   تسللت عبرها مجاميع من الطائرات الاسرائيلية باتجاه الغرب وبالتالي إيجاد منفذ لعبور القوات الاسرائيلية غرب القناة في منطقة الدفرسوار  وتطويقها الجيشان الثاني والثالث وتهديد منطقة الاسماعيلية والسويس  مما أدى وقوع خسائر كبيرة بالجيش المصري.  قررت كلا من مصر وسوريا وقف القتال بناء على قرار مجلس الأمن 338 ....اقترح العراق استمرار المواجهة إلا أن سوريا رفضت ذلك  ، عادت  القوة الجوية العراقية إلى قواعدها في العراق   بعد 23 أكتوبر وهي بذلك تسجل أروع صفحة من صفحات البطولة في تاريخها الحديث المشرف نفتخر به على مر الأجيال ولا يجب أن ننسى هذا الدور لكون الذي حدث في ظروف غير طبيعية من السكون إلى الحركة مباشره وثم الاشتباك مع العدو دون معرفة تفاصيل الخطط وقبلنا بالخسائر من اجل المبادىء  وإحياء اللحمة العربية  تجاه كيان غاصب متعجرف.

   

سرد عام شخصي حدثت معي اثناء حرب تشرين 1973
جرى التطرق بصوره موجزة للاحداث الاساسية العامة في اشتراك القوة الجوية العراقية من سوريا في حرب تشرين (اكتوبر)1973 ساتطرق الان لبعض التفاصيل العامه التي حدثت معي شخصياً كذكريات اعتز بها اذكرها بفخر دائماً  :
في 9/10/1973 اليوم الثاني لوصولنا ، كان الموقف لايزال لصالح مصر وسوريا ونشاط الطيران الاسرائيلي ضعيف تجاه الجبهة السورية والقوات البرية قد استعادة اراضيها المغتصبة في الجولان ووصلت بحيرة طبرية ، عليه يجب ان نستغل ذلك من اجل فرض وجود الطيران السوري على جبهة الجولان وتشتيت جهد الطيران الاسرائلي مابين مصر وسوريا ، في منتصف النهار وبعد قراءة الخرائط المجسمة والتعرف على بعض المعالم السورية منها  جرى الاتفاق ان تكون طلعات الطيران الاولية  لنا تحت قيادة الطيارين السوريين للتعرف على المنطقة بصورة عامة لاهمية هذا الموضوع تجنباً للاخطاء والحوادث المحتملة الغير مقبولة في ظروف الحركات الفعلية، صدر امر ضربة جوية بست طائرات سوخوي/ 7  على تجمع لدبابات العدو في الجولان على ان يقود التشكيل المقدم السوري عبد الرحمان ابو عوف والباقي من الطيارين العراقيين ، تالف التشكيل من الرائد الطيارسالم سلطان البصو وانا النقيب الطيار علوان العبوسي و الملازم الاول الطيار فيصل حبو شعيب و الملازم الاول الطيار عماد لفته والملازم محمد احمد مطلوب ،تداخل اثناء الايجاز قبل الطيران الرائد الطيار سالم سلطان مع قائد التشكيل المقدم عبد الرحمان بوضع لمسات تعبوية سبق العمل  بها في القوة الجوية العراقية  من حيث اسلوب السحب والانقضاض على الهدف باقل وقت ممكن لكي نضيع الفرصة على العدو في المسك والاصابة ،تمت عملية التشغيل بصمت لاسلكي تام باستخدام الاشارات فقط واحياناً الكلمات الجفرية التي اتفق عليها ( عباره عن قائمه من الكلمات مع اعضاء التشكيل ومع الدفاع الجوي ) ، اقلع التشكيل كما يلي ، عبد الرحمن ومعاه عماد انا ومعي فيصل حبو وسالم ومعه محمد مطلوب ( نوع الحموله 4 قنابر x 500 برشوتيه وبعض الطائرات 4 x 500 عنقودية )،كان الاقلاع  على شكل تشكيل  ثنائي مفتوح ، بعد الاقلاع ورفع العجلات بصورة غير طبيعية ( دفع الطائره الى الامام وزيادة السرعه بشكل مباشر) والبقاء على ارتفاع 20 متر، بعد الاقلاع شاهدنا في الامام والى الخلف متصدياتنا  المرافقه لنا كحمايه ضد المتصديات الاسرائيلية والتي تشعرك بالامان من التهديد الجوي ولو بنسبه مقبوله ،لم يمضي وقت طويل حتى دخلنا الحدود الاسرائيلية ومنذ لحظتها بدأت الاسلحه ضد الجو تنهال علينا بشكل لايصدق ولم نعتد عليه سابقاً فهذه هي اسرائيل وما الحل المناسب سوى البقاء على ارتفاع واطي وسرعه عاليه 900 كلم / ساعه والمناوره اذا اقتضى الامر عند توفر الوقت لذلك ولكن الوقت الى الهدف لم يستغرق سوى  15 دقيقه عليه استقر التشكيل على شكل  تشكيل صحراوي مفتوح  ، قبل الهدف شعرت بصاروخ ارض جو قد يكون محمول على الكتف متوجه نحوي وبسرعه دفعت عصا القياده الى الامام ولم يكن لدي سوى امتار قليله كادت طائرتي تصطدم بالارض ( حوالي 5 متر ) عندها شعرت مروره باعلى طائرتي بامتار قليله ثم انفجر فوقي محدثاً اهتزاز شديد بالطائرة ولكن الحمد لله لم تصب طائرتي باذى ، دقائق ونكون فوق الهدف ، نادى قائد التشكيل ( الهدف في الساعه 1100 يسار اجابه الجميع بضغط عتلة زر الراديو دلاله على الاتصال بالهدف بالرؤيا ( الهدف عباره عن دروع متخندقه داخل ملاجىء محصنه واخرى خارج الملاجىء في منطقة القنيطرة )سحب شديد الى الاعلى بفواصل زمنيه 2 ثانية بين طائرة واخرى والانقضاض بدرجه 10 – 15 ْ ثم القاء القنابر والانسحاب خارج الهدف بحارق خلفي وزيادة السرعه الى 1100 كلم / ساعه بارتفاع 10 -15 متر،نادى قائد التشكيل تفرق  والعوده الى القاعدة كل طائرتين على حده وما هي الا دقائق محدوده حتى وصلنا القاعده وهبط تشكيلنا بشكل فردي وادخلنا الملاجىء بسرعه لحتمال ضربة جوية على طائراتنا من قبل اسرائيل ، كان الوقت المستغرق حوالي 35 دقيقه ، استقبلنا المقدم الطيار صباح صالح وباقي الطيارين بالاحضان مهنئينا على سلامة الوصول ، تم اشعار السرب ان الاصابات كانت مؤثرة جداً دُمر فيها عدد غير قليل من الدرع الاسرائيلي ( من الامور التي افتخر بها موقف المقدم الطيار صباح صالح هذا الرجل كانت عيناه تنطق لما في دواخله من حب وتقدير لنا سواء بعد التنفيذ او قبله فهو يُشجع الجميع على الطيران ، وفي احدى المرات اخذ طائرة ومعه احد الطيارين السوريين وقام يتنفيذ واجب الا ان القيادة الجوية السورية اعادة التشكيل بعد اقلاعه لكون شعرت ان هناك تهديد من المتصديات الاسرائيلية  فوق الهدف وعند نزوله من الطائره انزعج جداً وقال انا روحي ليست اعز من باقي  الطيارين لماذا اعادونا ولم ننفذ الواجب  وكان يعتقد ان هناك تعمد في اعادة تشكيله ولكن فعلا كان هناك العديد من المتصديات الاسرائيلية فوق الهدف المكلف به ، كان هذا الرجل كتله متقده من الحماس الوطني وهكذا هو دائماً رغم كبر سنه ، كان عباره عن صورة حية حقيقية تنطق بالوطنية واسترخاص الروح من اجل المبادئ التي تربى عليها وربانا عليها اثناء التدريب ، عندما تنظر اليه تقول انا اطير بدلا عنك سيدي وكان لايقبل بذلك طالما هو طيار عليه ان يطير رغم عدم مطالبة القياده له بالطيران ... ) .
انتهى يومنا الاول في سوريا وقد نفذ معظم طيارينا عدد من مهام التجريد والاسناد الجوي القريب يقودهم الطيارين السوريين  لتعريفهم على اسلوب تداول المهام القتالية ، كما ان الموقف البري لايزال بصالح سوريا لانشغال اسرائيل بالجبهة المصرية ، علمنا في المساء استشهاد الملازم الاول الطيار سلام محمود ايوب من السرب الاول اثناء احد المهام قرب جسر بنات يعقوب ، هذا الرجل تربطني معه روابط صداقة اعتز بها الى يومنا هذا يتصف بالالتزام والانضباط العالي والشجاعة في تنفيذ اي واجب يكلف به ، كان قد اكمل تدريبه الاساسي في الباكستان ، ثم  اشرفت انا  ومعي الاخ خلدون خطاب وآخرين على تدريبه عندما التحق معنا في السرب الاول عام 1970 بقاعدة الوليد الجوية ، تالمت كثيراً على فقدانه بهذه السرعة ولكن هذه هي حياة الطيارين المقاتلين اليوم معك وغداً عند الرحمن الرحيم في عليين .

ما جرى يوم 10/10/1973
بعد يوم صعب من الطيران نفذه الطيارين العراقيين ، انذرتنا غرفة عمليات القوات المسلحة احتمال قيام العدو شن ضربات جويه على كافة القواعد والمطارات السوريه يوم 10/10/1973 لكونه قد تضرر في الايام السابقه من اجل احداث التوازن الذي اختل على الجبهتين المصريه والسوريه في محاوله لتغييره ليصبح لصالحه خاصة بعد ان اكتمل حشد الاحتياط الاستراتيجي الاسرائيلي ....استيقضنا صباح هذا اليوم قبل الضياء الاول وارتدينا ملابس الطيران وجلست واخي الرائد الطيار حازم حسن قاسم في غرفتنا نتداول الحديث بمجريات امور الطيران  وطريقة اشتراكنا في  الحرب بهذه السرعه ولكن ما العمل وهذا هو واقع الحال حيث المفروض من القيادة السورية التفكير ملياً قبل الحرب وتقوم باستدعاء  بعض الطيارين العراقيين وبعض قادة الجيش الاخرين للتعرف على ظروف عملهم ريثما تبرز الحاجه لهم في المستقبل وان لانكون بهذا الموقف المحرج ننقاد ولا نقود ، على اية حال ونحن في هذا النقاش دوت صافرة الانذار معلنه بقدوم غارة جوية اسرائيلية ، خرجنا مسرعين خارج مقر السرب الحربي باتجاه الملجأ القريب المحصن جيداً وتكدس الجميع فيه ، وفي اقل من 5 دقائق استهدف طائرات العدو نوع سكاي هوك  مقرنا الحربي  بشكل مباشر وجعلته ركاماً واثراً  بعد عين ولله الحمد كان الجميع خارج المقر ولم يصب احداً منا سوى تدمير حاجياتنا الشخصية وكل ما موجود بالمقر، كما استهدفت الغارة المدرج الرئيس وبعض ملاجئ الطائرات واكداس العتاد،الموقف  بعد انتهاء الغاره ، انفجارات شديده للقنابر والصواريخ  المنتشره هنا وهناك ، قام العدوا بتلغيم المطار بالقنابل الموقوته التي باتت تنفجر بين الحين والاخر مما شلت اي حركه في المطار ، تدمير3 طائرات سوخوي /7 داخل ملاجئ الطائرات ، استمر بقائنا اكثر من 3 ساعات داخل الملجأ بعد ذلك تم نقلنا الى غرفة عمليات القاعدة الموجوده في عمق احد الجبال المحيطة بها استمر بقائنا فيها  حتى نهاية الحرب  ، لم يتم تنفيذ اي واجب للطيران من قاعدتنا  حتى يوم 13 /10 بسبب استهداف المدرج في كل يوم لشل اي حركة جوية قد تصدر من هذه القاعدة  مما اضطر بعض الطيارين السوريين الانتقال الى مطار دمشق الدولي للتنفيذ من هناك  ، علمنا هذا اليوم  باستشهاد كل من الملازمين رضا جميل وعصام جانكير والمقدم الطيار السوري عبد الرحمن بعد طيرانهم من مطار دمشق الدولي اضافه الى بعض الطيارين السوريين وهي خسائر غير مقبوله بسبب سوء الادارة والتخطيط السوري لمهام غير ذي فائدة وتاثير مع العدو الاسرائيلي ، في يوم 11/10/1973 بدأت طلائع القوات البرية العراقية بالوصول الى دمشق اولها اللواء المدرع 12 بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الامامي ، وقد زج فوراً بالقتال ، اما باقي قواتنا البرية فقد اكتملت في 20 /10/1973 بعد وصول الفرقة المدرعة السادسة دمشق .
استمر العدو الصهيوني بالتعرض على قاعدتنا  للايام 10 ،11،12، كما اشرت حيث ايقن ان الاسراب العراقية  لاتزال نشطه وبامكانها احداث متغيرات ومفاجآت جديده قد تؤثر على مجرى العمليات القادمه ، في هذه الايام وبعد اشتراك القوات البرية العراقية بالمعركه بدأ العدو هجومه الشامل على القوات البرية السورية مما ادى الى تقهقرها من المناطق التي احتلتها في بدايه المعركه والتي استرجعت  كافة اراضيها في  الجولان  ، لقد كانت حالتنا النفسيه سيئه بعد سماعنا الاخبار عن زحف القوات الاسرائيليه باتجاه دمشق الهدف السوقي  الخطير، اما السرب السوري المتواجد معنا في بلي فلم يبقى منه سوى النقيب كمال عبد الله وعدد محدود من الطيارين السوريين الجدد وعليه شددنا الاحزمه وطلبنا من مجموعة تصليح المدرج الاسراع باعدادته  للطيران وفعلا بعد ظهر هذا اليوم اصبح المدرج جاهز للطيران وتم توزيع الواجبات على الطيارين وكانت حصتي مع احد الطيارين السوريين لقصف القوات الاسرائيلية المشتبكة مع القوات السورية على محور القنيطره – دمشق والتي يشاغلها اللواء المدرع 12 من الفرقة الثالثة العراقية ، كانت طلعتنا الاولى على المدرج الذي لم يجف تصليحه ولم اتمكن من مشاهدة قائد التشكيل بسبب الغبار الا بعد الاقلاع حيث توجهنا للواجب المكلفين به وبه دقائق محدوده شاهدنا الدروع الاسرائيلية وهي تتقدم على المحور المشار اليه آنفاً وتم معالجتها بالقنابر العنقودية باصابات مباشره وعدنا ادراجنا الى القاعدة والمتصديات الاسرائيلية تلاحقنا حتى وصولنا القاعده الا ان المتصديات السورية ادت دورها ببساله في مواجهتها وثنيها عن واجبها ، كان نزول التشكيل مساءً ، استقبلني زملائي بالترحاب على راسهم المقدم الطيار صباح صالح والرائد سالم سلطان والرائد حازم حسن وآخرين ، استمر طيراننا لهذا اليوم حتى غروب الشمس وكان الهدف هو ايقاف زحف القوات الاسرائيلية نحو دمشق وقد ابدع اللواء الثاني عشر المدرع العراقي في تصديه لهذه  القوات ومنعها من التقدم نحو دمشق .
 الموقف لايبشر بخير ابداً  والقوات الاسرائيلية باتت قريبه من دمشق بعد ان دمرت القوات البرية السورية ، كنا في اشد حالات الحزن والاكتئاب ونحن نشاهد من قمة الجبل الذي يطل على ارض المعركه الانفجارات وتقهقر القوات السورية  ، اقترحت ومعي الرائد حازم حسن قاسم  على الرائد سالم البصو فكرة الطيران الليلي  خاصة نحن جاهزين لمثل هذه الواجبات وفعلا درس هذه الفكره وطرحها على السوريين ولكن يبدوا ان القاعدة غير مجهزه لهذا الغرض ومع ذلك كنت انتظر اي امر بهذا الخصوص  طوال  ليلة 13 /14 ولم تاخذ عيني النوم حتى الصباح  ، الموقف خطير جداً حيث يحتمل احتلال المنطقه التي كنا فيها لقربها  من منطقة العمليات البرية ، كانت الاخبار التي تردنا باستشهاد عدد آخر من الطيارين العراقيين المتواجدين في مطار دمشق الدولي ومطار الضمير والسيكال حيث بلغ تعداد الطيارين العراقيين ممن استشهدوا حوالي ثمان  طيارين حتى هذا اليوم  ، الايام 14 ،15 كانت معنوياتنا محبطة تماماً  ونحن جالسون نسمع الاخبار دون فعل يرفع من معنوياتنا  المحبطة.

           

مدير حركات القوة الجوية يزورنا في سوريا
كان تلفزيون العراق قد عرض صور للطيارين الذين استشهدوا في المعركه منهم الشهيد سلام محمود ونامق سعد الله وكامل سلطان ورضا جميل وعصام جانكير وابراهيم كاظم واحمد صالح واسماعيل احمد سليمان وآخرين وصور للاسرى من مصر منهم الملازم الطيار عبد القادرخضر والنقيب عماد عزت والملازم دريد عبد القادر وآخرين ايضاً وقد اثار هذا الموضوع شجون الشارع العراقي واهالي الشهداء ، في يوم 12 /10/1973 زارنا العميد الطيار حميد شعبان التكريتي مدير الحركات الجوية العراقي موفداً من قبل قائد القوة الجوية العراقية اللواء الطيار الركن  حسين حياوي التكريتي لتفقد احوالنا  ، وقد فوجىء باوضاعنا الادارية المزرية منها موضوع السكن بعد ان قصف مقر السرب الحربي وايوائنا جميعاً في غرفه لم تتجاوز مساحتها الكليه 30 م2  وهي مليئه بالاسرة المتراصه مع بعضها البعض فهي لاتكفي سوى 5-7 اشخاص بينما نحن اكثر من 20 شخص معنا الضباط  المهندسين والفنيين ، وملابسنا وسخه ولحانا قد طالت بسبب فقدان ادوات الحلاقة وملابسنا اثناء قصف المقر ، وعلى الفور صرف مبلغ 1000 دينار الى آمر السرب لشراء الاحتياجات الضرورية من ملابس داخلية وبيجامات للنوم  وادوات حلاقة ومعاجين اسنان واحذية وغير ذلك وقد تم تشكيل لجنه من الفنيين برآسة الملازم الفني مهند عبد الرزاق لتامين ذلك وكذلك شراء مواد ووجبات طعام للفنيين الذين اصبحوا في العراء بعد قصف ملاجىء الطائرات التي كانت تاويهم ، وقد اثنى حميد شعبان على الجهود المبذوله من قبلنا وابلغ الجميع تحيات قائد القوة الجوية  وحثنا على التحمل والصبر واشار انه ستردكم بعض الاوامر في الايام القادمه لعلها تحدث تغييراً لهذا الواقع ، وقد تسائلنا ماهي هذه الاوامر واعتقد انها  الخطة الجوية  العراقية الجديده لاسلوب العمل المقترح للواجبات القتاليه للمرحلة القادمة والتي اشرت اليها في مطلع ذكرياتي آنفاً .
العراق يستلم طائرات سوخوي /20 فائقة القدرة القتالية عن الطائرة سوخوي /7
كان العراق قد استلم وجبة من طائرات سوخوي /20وعلى وجه السرعة قام الخبراء الروس تهيئتها للطيران ، علماً ان سوريا سبقتنا بالاستلام واستخدمت هذه الطائرة في القتال ضد العدو الاسرائيلي ، اما عن الاوامر التي وعدنا بها مدير الحركات فكانت تتضمن جلب هذه الطائرات الى سوريا للمشاركة بالمعارك القادمة وفق الخطة الجوية  الجديدة التي اعدتها قيادة القوة الجوية العراقية  بدلا من الاستخدام الغير مقبول من قبل السوريين الذي لايتحقق من خلاله سوى الخسائر بالطيارين والطائرات دون الاهداف المطلوبة ، في حينها اقترح ارسال نخبة من الطيارين للطيران على الطائرة الجديدة والطيران بها الى سوريا وقد تقرر اعادة الطيارين الاتية اسماؤهم الى العراق ( النقيب الطيار علوان العبوسي  والنقيب الطيار غالب محمد علي كمونه  والملازم الاول الطيار محمد نبيل احمد والملازم الطيار رمزي شاكر شعبان والملازم الطيار شامل صالح) .
في 15/10/1973 وبعد تنفيذ احد مهام الاسناد الجوي القريب الى اللواء المدرع/12 العراقي وهو يدافع عن دمشق ابلغني آمر السرب الرائد الطيار سالم سلطان بتهيئة اموري للطيران الى قاعدة الوليد الجوية ومعي الملازم الطيار شامل صالح ومنها في اليوم التالي الى كركوك ثم الى قاعدة الرشيد الجوية حيث تهيئ طائرات السوخوي/20 لجلبها الى سوريا باسرع ما يمكن ، في الساعه 1730 اقلعنا انا وشامل صالح  من مطار بلي  باتجاه قاعدة الوليد الجوية بعد ان انتظرنا خلو الجو النسبي من الطائرات المعادية التي محتمل ان تطاردنا حتى الحدود العراقية ، طلب منا الدفاع الجوي السوري الطيران الواطي الى اقل ارتفاع ممكن تجنباً للتهديد المعادي الذي قد يظهر في اي لحظه ، استمر طيراننا بارتفاع 100 – 50 متر حتى مسافة 100 كلم عن قاعدة الوليد ، وفي هذا الوقت نادى الدفاع الجوي كلمة بركان التي تعني تهديد معادي وطلب منا اجراء مناورة المقص ( SCISSORS) قمت بمنادات شامل (BRACK) يعنى دوران شديد  الواحد باتجاه الاخر وتغيير الاماكن لكل منا والاستمرار بهذا الاجراء لحين التاكد من عدم وجود التهديد المعادي وفجأة لفت انتباهي صاروخ جو – جو قد انزلق من بيننا ثم انفجر امام طائراتنا بعد ارتطامه بالارض بسبب ارتفاعنا الواطي جداً في تلك اللحظه ، اتصلت بالدفاع الجوي لاخبرهم بما جرى وقد تبين لي ان من اطلق علينا صواريخه هي طائرة ميك 21 يقودها الملازم الاول الطيار( أ . د ) من مسافه قريبه دون ان يميز طائراتنا عندها صرخت به !!! هل انت اعمى الم تشاهدنا وتميز طائراتنا وقد شاهدته انا وهو يبتعد عنا باتجاه سوريا ولم يجبني ، لقد كان حدثاً فريداً كان يمكن ان يستشهد احدنا بسببه  دون ان يدقق احداً ذلك  وتسجل للطيار المهاجم اصابه على انها طائرة اسرائيلية ويمنح وسام شرف بذلك، المهم وصلنا قاعدة الوليد الساعه 1815 وكان قد سبقنا النقيب الطيار غالب كمونة والملازم الاول الطيار محمد نبيل احمد الذين انطلقوا من مطار دمشق الدولي ، وقد علموا بما حصل لنا في الجو من قبل طائراتنا قلت لهم اين ملازم طيار رمزي شعبان قالوا انه في بغداد الان ، قضيت ليلتي في قاعدة الوليد حيث نمت نوماً عميقاً بعد حوالي10 ايام ، ولكن اصوات انفجارات يوم 10 /10 لاتزال تدوي  في اذناي وبقيت هكذا زمناً طويلا ، صباح يوم 16 /10/1973 اقلعنا بطائراتنا الى  قاعدة  كركوك الجوية وهناك استقبلنا المقدم الطيار الركن واثق عبد الله آمر القاعدة مهناً بسلامتنا  ، في اليوم التالي اقلتنا طائرة نقل خفيف الى بغداد – قاعدة الرشيد الجوية وهناك استقبلنا المقدم الطيار حاكم الاعرجي المسؤول عن اعداد وتهيئة طائرات السوخوي /20 حيث اسكننا في فندق القاعدة وطلب منا التهيئ للطيران بعد اكمال فحصها من قبل الطيارين الروس ،في مساء هذا اليوم قمت بزيارة عائلتي بمنطقة الكرادة الشرقية وتراب الجولان لايزال عالقاً في بدلة طيراني وقد فرحوا بسلامتي بعد الاخبار ما طرق سمعهم استشهاد العديد من الطيارين العراقيين في مصر والجولان .
في 17/10/1973 استدعيت من قبل مديرية الحركات الجوية وطلبوا مني استصحاب من معي من الطيارين العائدين من الجبهة والطيران الى كركوك لتدريب عدد من الطيارين تاركي الطيران على الطائرة سوخوي/7 بغرض تاهيلهم للقتال في سوريا ، وعلى الفور خصص لنا طائرة نقل صغيرة نوع (دوف) من مطار المثنى اقلتنا الى قاعدة الحرية (كركوك) الجوية وهناك التقينا بعدد من الطيارين ممن يعملون في كلية القوة الجوية والبعض الاخر كان يعمل في القيادة ووحدات التدريب الاخرى حيث هيئنا لهم منهج طيران تعبوي من نوع خاص ( هجوم ورمي باقل واسرع وقت ممكن تجنباً للدفاعات الجوية الاسرائيلية) ، وخلال ثلاث ايام اصبحو جاهزين للذهاب الى الجبهة ،اخبرت مديرية الحركات الجوية جاهزيتهم وقد شكروني ومن معي من الطيارين وطلبوا عودتنا الى قاعدة الرشيد لممارسة الطيران على الطائرات الجديدة .
توالت احداث الحرب وبعد  وصولنا قاعدة الرشيد الجوية في بغداد اعلن عن وقف اطلاق النار بين مصروسوريا واسرائيل ، في ذات الوقت اقلتني طائرة نقل الى سوريا وشاركت باعادة الطائرات المتبقة الى العراق ثم ساهمنا بتاسيس السرب الاول الجديد المجهز بطائرات سوخوي /20 .
هذا موجز سريع حاولت ايجازه قبل ان تفوتني مناسبة الذكرى الاربعين لحرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 ارجو ان اكون قد وفقت في هذا المسعى مع تقديري واعتزازي .
لايفوتني ان اترحم على ابطال  سلاحنا الجوي الابطال الذين مهدوا الطريق لقوتنا الجوية لتصبح اقوى واعظم قوة جوية بمنطقتنا العربية كانت قد ارهبت  اعداء العراق من فرس واميركان وصهاينة حتى جعلوها اثراً بعد عين باساليب جبانة رخيصة لاتمت للمواجهة الشريفة باية صلة كونهم لم يتمكنو من مواجهتها .
كل عام والجميع بالف خير

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1070 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع