الرياض – العربي الجديد:لا يحبّ البعض تناول اللحوم الحيوانية، فيما يجد آخرون أنفسهم مجبرين على التقنين من استهلاكها بسبب إصابتهم بأمراض مثل الكوليسترول والنقرس وغيرها. في حالات مماثلة، ينصح الطبيب السعودي المتخصص في التغذية البروتينيّة بنوعَيها الحيواني والنباتي، صلاح الهاجري، هؤلاء باللجوء إلى اللحوم النباتيّة المصنوعة من فول الصويا أو الفطر، خصوصاً أنها خالية من الدهون.
ويوضح الهاجري أن الذين يعانون من نقص في أنزيم "جي 6 بي دي" يتناولون اللحوم النباتيّة المصنوعة من الفطر، ويتجنبون تلك المصنوعة من فول الصويا، لافتاً إلى أن الأخير يُضاف إلى معظم منتجات اللحوم مثل "البرغر" وغيرها، من دون الإشارة إلى النسبة. فعادة، يُضاف مستخلص بروتيني من البيض إلى اللحوم النباتية بهدف تعزيز قيمتها الغذائية، خصوصاً وأنها تفتقر إلى بعض الأحماض الأمينية المتوفرة فقط في اللحوم الحيوانية مثل "الآيسين".
تجدر الإشارة إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم النباتيّة لا يتجاوز خمسة ريالات سعوديّة (1.3 دولار أميركي)، وينتشر بشكل كبير في الدول الآسيوية. وتعمد شركات إنتاج "البرغر" في السعوديّة إلى إضافة اللحوم النباتية إلى منتجاتها من دون توضيح مقدار النسبة التي تضاف على الرغم من أهمية ذلك.
يتابع الهاجري أن "ثمّة دراسة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تقول إن المياه لا تكفي لسد حاجة العالم المتزايدة للغذاء، وتستخدم الولايات المتحدة حالياً الذرة المعدلة وراثياً والهرمونات لإنتاج اللحوم. وثمّة ستة هرمونات تسمح منظمتَا الصحة العالميّة والتجارة الدوليّة بها لإنتاج اللحوم. وعلى الرغم من أن السعوديّة تمنع استعمال الذرة المعدلة وراثياً والهرمونات في الإنتاج الحيواني، فإن هذا النوع من اللحوم يصلنا عبر الاستيراد عن طريق شركات تسعى إلى الربح والمنافسة. كذلك، تعدّ منافساً قوياً للمنتج المحلي الذي لا يستعمل مثل هذه المواد".
في هذا الإطار، تبحثُ المنظمات الدولية عن حلول لتفادي أزمة جوع عالميّة قد تحدث في السنوات العشرين المقبلة، بحسب إحصائيات ودراسات حول عدد سكان الأرض والطاقة الإنتاجيّة لموارد الغذاء. فمعدل ارتفاع عدد السكان لا يقابله ارتفاع في إنتاج المواد الغذائيّة.
وبناءً على معدّل النموّ الحالي لعدد السكان، أوصت "الفاو" بزيادة إنتاج الغذاء لتلافي النقص المحتمل، وهذا لا يناقض الدين ولا نصوصه بأي شكل من الأشكال. كذلك، أوصت بزيادة كفاءة إنتاج الموارد الغذائيّة العالميّة، بهدف إنتاج كميّة أكبر وأفضل من الغذاء، إذ لا يستطيع البشر أن يزيدوا مساحة الأرض الزراعيّة ولا كميّة المياه.
735 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع