مدينة في التاريخ .. لم يبقَ شيء من شناشيل سوق الشيوخ

  

مدينة في التاريخ .. لم يبقَ شيء من شناشيل سوق الشيوخ
    
المشرق / إبراهيم الدهش:عندما تبحر في أعماق تاريخ مدينة سوق الشيوخ تجدها مليئة بالجواهر التي يعتز ويفتخر السومري في اقتنائها ويتباهى في بريقها بين الحضارات والأمم.

هذه المدينة التي اذا أردنا التحدث عن تاريخها الأدبي فتعجز الألسن في وصف ونقل تلك الصورة الأدبية لما تمتلك من بحور في الأدب والثقافة والشعر ممتدة من سلالات قديمة لها شأن في الماضي والحاضر وحتى المستقبل أما التاريخ السياسي فيشهد له التاريخ لما فيه من إنجازات وأدوار مرت وهي تنسج لنا خيوطا هندسية تجذب البعيد قبل القريب اما نضالها فهو معروف ومختوم في جباه جبال حمرين وهو ممتد من ثورة العشرين والخامس والثلاثين وحتى الواحد والأربعين من القرن الماضي. وهنا لا بد إن نتوقف مع احدى الصور الجميلة من لوحات هذه المدينة السومرية ونتحدث عن جمال الشناشيل والأبواب التاريخية التي لم يبقَ منها إلا الأطلال بعد إن حاول غبار الزمن إن يمحو اجمل معلم تاريخي موجود في القضاء الذي وللأسف أصبح بعض منه محلا لنفايات البيوت المجاورة. هذا الفن المعماري الجميل الذي ننجذب له من خلال هذا النحت كان في السابق يعمل بأيادٍ عراقية بحتة ومن قبل ابناء المدينة انفسهم يعملون هذه الفنون التي لم ابالغ اذا قلت صرحا فنيا رائعا، حيث عمل فيه (عباس مازونة وسالم أمان) وكانوا نجارين ماهرين من قضاء الشطرة ومن الناصرية يقومون بهذا العمل وكذلك كان هنالك (اسطوات) من بغداد والنجف والبصرة التي كان من خلالها يأتي لنا الخشب الجاوي بعد استيراده من مدينة (جاوة) في الهند الذي يسمى الخشب الجاوي اضف الى خشب الصاج والجام الذي يدخل في تشييد وعمل الآراسي او الأرسي الذي تكون الشناشيل الواجهة الامامية له والتي تعطي له جمالية وجاذبية والأرسي كلمة معربة. اما الغريب في عمل الأرسي او الشنايل في المسامير العريضة ومسامير من نوع آخر تسمى (عادية) التي تنسج هذا العمل وبصناعة محلية بحتة، أي منذ اكثر من قرن كان هناك ابداع فني قل نظيره. والأراسي سابقا كانت في داخل الدور او في مقدمة او واجهة المنازل في الطابق العلوي الغاية منه تهوية المكان والبعض الآخر من اعتبر هذا العمل الفني لأجل (الكبارية) أي ليس كل شخص يستطيع ان يعمل الأراسي إلا البيوتات المعروفة والشخصيات الاجتماعية في المدينة واصحاب الدواوين الذين يؤم اليه القريب والبعيد لأجل حل المشاكل او لتبادل النقاش ولتعزيز الروابط بين ابناء المدينة. فكان الأرسي او الشناشيل معروفة في محلة البغادة في مسكن العلوان والطلقاني والحاج شهيب. وفي منطقة النجادة في مسكن الحميضي والخميس والكرادي ومنطقة الحضر في مسكن العطر والسنيد وفي الحويزة كانت الاراسي في داخل الدار اي للراحة بما يسمى اليوم (الهول) فكان عند السادة ال دهش وعند مسكن الشميسي. وهنالك بيوتات اخرى في اغلب المناطق الاربع لا يسع المقام بذكرها.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

722 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع