الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكردية... الجزء الخامس
حزب رزكاري كورد (الخلاص).
تبلورت فكرة تكوين جبهة وطنية كوردية من الكتل السياسية التقدمية، من جميع القوى الوطنية في كوردستان العراق، في أواخر سنة 1944 وبداية سنة 1945، لأجل حق تقرير المصير وتحرير كوردستان الكبرى ومكافحة الاستعمار والرجعية والإقطاع، وكانت النتيجة تبلور فكرة تحقيق الجبهة الوطنية الكوردية، تبنى حزب شورش وبعض الكتل اليسارية والعناصر التقدمية الأخرى المتبقية من حزب هيوا، مع بعض العناصر المخلصة من المستقلين والمثقفين والطلبة، ومن الجمعيات الكوردية الصغيرة في ذلك الوقت، فقد تم بمبادرة هذه العناصر التقدمية ونضالها الدائب إلى تأسيس حزب سياسي كوردي،هو الجبهة الوطنية الكوردية الموحدة في العراق وتحت اسم (خلاص الأكراد)، وبعد ذلك تغيّر اسمه إلى حزب رزكاري أي تحرير الكورد.
شكلت لجنة منتخبة متكونة من عدة أشخاص، ووضعت القيادة من ممثلي حزب شورش هم السادة: صالح الحيدري نافع يونس، نوري شاويس، ونوري محمد أمين، ومن باقي الكتل السياسية والعناصر التقدمية الأخرى وهم السادة: الدكتور جعفر محمد كريم، رشيد باجلان، طه محي الدين، علي مجيد، علي مهدي، وكانوا هؤلاء من المستقلين،كما (ضم الحزب ممثلي الطبقة العاملة والبرجوازية الصغيرة الكوردية) طبقا للمعلومات التي ذكرها صالح الحيدري احد أعضاء الحزب البارزين.
أما منهاج الحزب الاجتماعي فقد أكد على نشر المعارف وأحياء تاريخ الأدب الكوردي، وأصدروا بعد ذلك جريدة سرية باسم رزكاري وكانت هذه الجريدة ناطقة باسم الحزب، وكان هذا الحزب يناضل في سبيل تحقيق أهداف الشعب الكوردي ونيل الحكم الذاتي له في العراق، ووجهوا نداء إلى هيئة الأمم المتحدة يطالبون فيه بحقوق الاكراد وتحقيق الحكم الذاتي له في العراق.
مختصر ما جاء ببيان حزب رزكاري كورد الصادر عن الهيئة التأسيسية هدفه (إلى توحيد وتحرير كوردستان الكبرى، وتحرير العراق من أيدي الاستعمار وتعميم استعمال اللغة الكوردية في كافة الدوائر والمدارس ضمن المناطق الكوردية والحصول على الاستقلال الإداري في العراق لكوردستان، وتقوية العلاقات مع الأحزاب الكوردية في الداخل والخارج لأجل الوصول إلى الهدف النهائي والسعي للقيام بحل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك شرح القضية الكوردية للعالم ومكافحة خطط الاستعمار والرجعية وتأييد حق تقرير المصير للشعوب التي تناضل في سبيل حقوقها المشروعة. كذلك جاء في البيان أن الحزب يؤكد تأييده لنضال الأكراد في تركيا وفي إيران وكذلك يعمل على تحرير العراق من أيدي الاستعمار البريطاني ويناضل في سبيل حقوق الشعب الكوردي بما فيه الحكم الذاتي لكوردستان العراق)، وقد أصدر مجلة رزكاري حيث كانت هذه المجلة سياسية أدبية تاريخية أسبوعية تصدر في بغداد وباللغتين الكوردية والعربية حيث كان صاحب امتيازها صالح الحيدري ورئيس تحريرها ومسئولها المحامي فؤاد جواد، وانتهت حياة الحزب بعد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب الديمقراطي الكوردي في 16 / أب / 1946 وانخرطوا في صفوفه، وقد انشأ فروعاً له مدن كوردستان.
الحزب الديمقراطي الكوردستاني
كان الأستاذ حمزة عبد الله قد بلور فكرته في إيران حول تشكيل الحزب الديمقراطي الطليعي في كوردستان العراق بالاتفاق مع السادة مير حاج احمد، مصطفى خوشناو، سيد عزيز الشمزيني، وبعض الوطنيين الآخرين، شكلوا هيئة مؤسسة برئاسة ملا مصطفى البارزاني حين كانوا لاجئين سياسيين في مهاباد، وعقدوا سلسلة من الاجتماعات حضرها كل من السادة مير حاج احمد ، علي حمدي، نوري احمد طه ، مصطفى خوشناو ، محمد قدسي، عزت عبد العزيز، عزت عبد القادر، خير الله عبد الكريم، واغلبهم كانوا من ضباط الجيش وأسفرت تلك الاجتماعات عن تأسيس الحزب البارتي الديمقراطي الكوردي، وأصدر البارزاني بياناً دعا فيه جميع المواطنين الأكراد إلى الانخراط في صفوف الحزب، وأرسل ملا مصطفى البارزاني مستشاره حمزة عبد الله إلى العراق، لكي يتصل بالأعضاء ورؤساء الأحزاب والجمعيات السياسية الكوردية وخاصة الحزبان شورش ورزكاري وبعد سلسلة من الاجتماعات وافق الأعضاء على عقد المؤتمر التأسيسي في بغداد سراً في 16/أب/1946 بعد أن حضرها أعضاء من حزب شورش وهم السادة صالح الحيدري وعلي عبد الله وغيرهم، وأعضاء من جمعية بعث كوردستان التي انحلت وأصبحت فرع الحزب الديمقراطي الكوردستاني / فرع السليمانية، والذي كان يترأسه عندما كانت جمعية بعث كوردستان إبراهيم احمد وكذلك حضر المؤتمر أعضاء حزب رزكاري وهم السادة الدكتور جعفر محمد كريم والمحامي رشيد باجلان وعلي حمدي بعد اندماجهم بالحزب، حيث أصبح حمزة عبد الله سكرتيراً للحزب لكنه عجز عن أدارته بسبب طبيعته الانحرافية واستمراره إدخال بعض الملاكين أمثال الشيخ لطيف ابن الشيخ محمود الحفيد، وكاكا محمد زياد اغا، في القيادة مما أدى إلى الانشقاق بين أعضاء حزب شورش ذات الاتجاه اليساري الماركسي والذي حل نفسه بعد انضمام أعضائه إلى بارتي الديمقراطي الكوردستاني،وقاد الانشقاق كل من صالح الحيدري وجمال الحيدري ونافع يونس وحميد عثمان وعلي بيشكوتن، وانضموا إلى الحزب الشيوعي العراقي مرة أخرى.
أما السادة علي عبد الله وكريم توفيق وعبد الصمد محمد ونوري محمد أمين ومحمد أمين معروف ورشيد عبد القادر فقد انضموا إلى بارتي الديمقراطي الكوردستاني. لكن جماعة صالح الحيدري انضمت مرة أخرى إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبسبب افتضاح أمر هذا الحزب لدى السلطات التي اعتقلت اكثر الأعضاء القياديين في الحزب، اغتنم أعضاء الحزب الشيوعي (شورش) الذين انضموا إلى بارتي الفرصة حيث دخل الأكراد الشيوعيون ونجحوا بما يملكونه من ثقافة في الوصول إلى المراكز القيادية فيه.
بعد ذلك استلم ملا مصطفى البارزاني قيادة الحزب، بسبب مكانته الاجتماعية وقيادته العسكرية باعتباره من قادة الثورة الوطنية ولكن مع هذا كان الحزب الوطني الديمقراطي ذا علاقة مع بقية الأحزاب السياسية، وقد أصدر الحزب جريدة رزكاري باللغتين الكوردية والعربية الموسومة بـ (رزكاري) لسان حال للحزب الديمقراطي الكوردستاني فدعا إلى تحقيق الأخوة الكوردية وإجراء الإصلاحات الاجتماعية والزراعية والصناعية وجعل اللغة الكوردية اللغة الرسمية في الدوائر الحكومية في كوردستان واستمر نشاطه حتى ثورة 14 تموز 1958 .
بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 صدر قرار العفو ورجع ملا مصطفى البارزاني مع جماعته إلى الوطن، وبعد فترة زمنية قدم الملا مصطفى البارزاني ورفاقه الذين يتكون من السادة:
إبراهيم احمد، المحامي صالح عبد الله يوسفي،ملا عبد الله إسماعيل، حلمي علي شريف، إسماعيل عارف، شمس الدين المفتي، طلباً إلى وزارة الداخلية للموافقة على إجازة حزبهم وأرفقوه بمنهاج الحزب الذي تضمن في المادة الثانية منه أن (الحزب الديمقراطي حزب ثوري يمثل مصالح العمال والفلاحين والكسبة والحرفيين والمثقفين والثوريين في كوردستان العراق) أما المادة الثالثة فتنص على أن الحزب (ينتفع في نضاله السياسي وفي تحليلاته الاجتماعية من النظرية العلمية الماركسية اللينينية).
أما المادة الرابعة فتنص(على أن الحزب يناضل من اجل صيانة الجمهورية العراقية وتوسيع وتعميق اتجاهها الديمقراطي على أساس الديمقراطية الموجهة التي تضمن إطلاق الحريات الفردية والعامة).
يناضل الحزب من اجل صيانة السلام والسير على هدى قرارات مؤتمر باندونك، وميثاق الأمم المتحدة ومواصلة السير على انتهاج سياسة وطنية معادية للاستعمار، وتصفية بقية الاتفاقيات والمعاهدات المخلة بسيادة العراق واستقلاله وتقوية علاقاته مع دول العالم كافة، وخاصة المعسكر الاشتراكي وانتهاج سياسة أخوية مع دول الجامعة العربية، وإسناد حركة التحرر الوطني التي تخوضها الشعوب من اجل استقلالها وحق تقرير مصيرها، كما يناضل من اجل تعزيز الاخوة والصداقة بين الشعبين العربي والكوردي وسائر الأقليات القومية، وتعزيز الوحدة الوطنية وتوسيع الحقوق القومية للشعب الكوردي، على أساس الحكم الذاتي ضمن الوحدة الوطنية و إقرار ذلك في الدستور الدائم، وفي المادة الثالثة والعشرين من المنهاج تأكيد على أن الحزب (يساند نضال الشعب الكوردي في مختلف أجزاء كوردستان للتحرر من النير الاستعماري والرجعي)، (ودعا الحزب إلى إجراء عدد من الإصلاحات الاجتماعية للشعب الكوردي مثل جعل اللغة الكوردية رسمية في بعض الدوائر الحكومية وقد ظل منهاج الحزب الاجتماعية دون مستوى طموح الشعب الكوردي لكون كان خاليا من معالجة قضايا الفلاحين والإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين).
جمعية المعلمين في أربيل
تأسست هذه الجمعية في سبيل رفع مستوى التعليم ونشر العلم، وكانت يضم المعلمين فقط، وقد أصدرت هذه الجمعية مجلة(هه ولير) في 16 / كانون الأول / 1950 باللغتين الكوردية والعربية، وكان يشرف عليها هيئة مكونة من السادة جميل رشيد ئاميدى صاحب الامتياز وحسين الرشواني وعز الدين فيضي واستير سعيد وجمال جميل مديرة الإدارة، وفي المؤتمر التأسيسي انتخب السيد عز الدين فيضي رئيساً للجمعية وذلك في عام 1949 ـ 1950 .
اتحاد الشبيبة الديمقراطي الكوردستاني
أن هدف هذا الاتحاد هو أحياء الفنون الكوردية، ونشر الثقافة الفنية والرياضية، وتوعية الجماهير الكوردية بصورة عامة وقد عمل هذا الاتحاد في سبيل القضاء على الأمية، وأحياء الفلكلور الكوردي. وقد أصدر هذا الاتحاد مجلة (هه لاله)حيث صدر في مدينة(بوكان) عددها الأول في21/مايس/ 1946 وكان يشرف عليها الأستاذ حسن قزلجي ولعب السادة الأعضاء التالية أسماؤهم دوراً نشيطاً فيها، وهم كل من (حسين الهوراماني ودارا توفيق ومحمد حسين ملا و قادر الحاج طاهر و محمد صالح ديلان و عبد الرحمن فرج، وجهان صديق شاويس).
جمعية النساء الكوردستانيات (كومه لا ئافره تاني كوردستان)
تأسست هذه الجمعية في كوردستان إيران عام 1946 بمبادرة وتشجيع من الحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران،وهي أول جمعية تضم نساء كوردستان.ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية في فترة وجود جمهورية مهاباد،باعتبار الجو السياسي كان ملائماً لظهور مثل هذه الجمعية،وضمت هذه الجمعية المثقفات الكورديات
وقد أسستها زوجة القاضي محمد عندما كان رئيساً لجمهورية مهاباد ورئيساً للحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران حيث كان للقاضي محمد دور كبير أيضاً في تأسيس هذه الجمعية ولم تدم هذه الجمعية طويلاً فقد انهارت بعدما انهارت جمهورية مهاباد وبعدها دخلت في العمل السري أي لم تنحل ولا تزال موجود ولكن عملها سري،وقد نشرت هذه الجمعية منهاجها ونظامها الداخلي في كراس خاص وكان لهذه الجمعية مجلة تهتم بالنواحي الثقافية والاجتماعية،وتوعية النساء والقضاء على الأمية بين النساء الكورديات وخاصة نساء البارزانيين حيث كانت هذه الجمعية تمد لهن يد المساعدة باعتبارهن لاجئات سياسيات وكانت هذه الجمعية تقوم بتربية الأطفال والعوائل الفقيرة وتوزيع هؤلاء الأطفال على العوائل الموسرة والغنية وقد قامت هذه الجمعية بفتح مدرسة للبنات في مهاباد، وكان التدريس فيها باللغة الكوردية ومن أهم أعضاء هذه الجمعية كل من خه جيجي ملا حسين مجدي وهي زوجة صديق الحيدري أحد وزراء قاضي محمد في فترة جمهورية مهاباد وزوجة مصطفى خوشناو، أما رئيسة الاتحاد فقد كانت مينا احمد المشهورة بـ (مينا إسكندري) وهي زوجة قاضي محمد، وغيرها من النساء الكورديات. وفي العراق تقول السيدة زكيه إسماعيل حقي بأنها كانت ممثلة اتحاد نساء كوردستان وهي من مؤسسيها والتي سميت بـ(يه كيتي ئافره تاني كوردستان ـ اتحاد نساء كوردستان) وتم إنشاء هذا الاتحاد عام 1952 وبأمر من الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق.
نكمل في الجزء السادس
طه محي الدين معروف : (1924- 2009)، هو سياسي عراقي كردي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية العراقي منذ عام 1975 وحتى الغزو الأميركي للعراق في مارس عام 2003، وكان عضوا في مجلس قيادة الثورة.
ينحدر من أسرة كردية ثرية، ما زالت تمتلك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة قرب المنطقة الصناعية في السليمانية، وتنتمي أسرته لعشيرة (البرزنجة) ، شقيقه ألأكبر (قادر آغا) كان رئيس مجلس بلدية السليمانية وهو خريج جامعة فقد التحق بكلية الحقوق جامعة بغداد، وتخرج منها في 16-8-1946 استهل طه معروف نشاطه السياسي مع إبراهيم أحمد وحمزة عبد الله وآخرين فقاموا بتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
وفي الستينات صار طه معروف عضوا في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى البارزاني ابان الستينات واحد ابرز وجوه الجناح المنشق عن الحزب والذي سمي في حينه (جناح المكتب السياسي )، واحد اهم مرشحيه لنيل المناصب في حكومة البعث بعد انقلابه اواخر الستينات.
وفي عام 1968 انضم طه معروف إلى حزب البعث ولانضمامه الى حكومة البعث صار من مرشحي ـ البارتي / جناح المكتب السياسي وحمل حقيبة وزارة ألأشغال ، وفي سنة 1970 أصبح سفيراً بالخارج بعد (بيان آذار 1970 ) فشغل مناصب سفير العراق في إيطاليا وفي مالطا وفي ألبانيا.وأثبت أنه دبلوماسي ناجح لإجادته لغات عديدة .
في مارس 1974 انهارت المفاوضات بين الجانب الكردي والحكومة العراقية ،وبعد فشل الثورة الكردية التي قادها البارزاني عام 1974 وفي سنة 1975 تم تعيين طه معروف بمنصب (نائب رئيس الجمهورية) وظل كذلك منذ عام 1975 ولغاية سقوط النظام العراقي بالغزو الخارجي سنة 2003. وكان منصباً رمزياً ، في حين اقتصرت مهام (معروف) على الحضور الى جانب صدام في المراسم الشرفية مثل تسلم اوراق اعتماد السفراء لدى بغداد . والمطلوب رقم ( 9) ضمن قائمة المطلوبين من رموز النظام السابق. اعتقل من قبل القوات الاميركية بعيد سقوط بغداد عام 2003 ، لكنها اطلقت سراحه بعد فترة وجيزة . توفي في أحد مستشفيات العاصمة الأردنية عام 2009 .
رشيد باجلان :اسمه رشيد ابن إسماعيل اغا ابن عزيز اغا ابن جليل اغا ابن حسين اغا باجلان، ولد سنة 1920 في قرية تازه شار باشر رشيد اغا بدخوله المدرسة الابتدائية سنة 1930 واکمل الصف الخامس ابتدائي عام 1935 في خانقين، واکمل الصف الخامس الثانوي في بعقوبة عام 1940 وبعد ذلك دخل جامعة بغداد واکمل كلية الحقوق عام 1944 تدرج في عدة وظائف حكومية بعد اکمال دراسته في كلية الحقوق سنة 1946 أصبح عضوا في نقابة المحامين في خانقين وبدا يمارس المحاماة لغاية سنة 1960 جرى تعيينه للمرة الأولى کمعاون في دائرة تسوية الاراضي في اربيل عدة اشهر سنة 1948 ومن ثم نقل وظيفته إلى مندلي ولکنه طرد منها بسبب مشارکته في مظاهرة ضد غلاء الاسعار وعدم توفر المواد المعيشية مع عدد من اصدقائه ومعارفه منهم السادة (عبد لله قرة داغي، إسماعيل المعلم وحسن محمد زهاوي، وإسماعيل المصلاوي)، حيث تم اعتقالهم لمدة اسبوع وأطلق سراحهم لعدم وجود ادلة لإدانتهم واعتقل مرة أخرى بدعوة من احد اليهود (موشي حاي) لعدم قناعته في براءتهم إلا أن محكمة جزاء خانقين افرجت عنهم فعاد بعدها وباشر المحاماة من جديد.
وفي السنوات الأخيرة من العقد الثالث من القرن المنصرم شکل مع السادة (عزيز بيشتوان، محمد امين ومجموعة مخلصة من الکورد) حزبا صغيرا باسم (براية تي) ولکن لم يستمر الحزب طويلا، بعد ذلك انضم إلى صفوف حزب هيوا کقائد نشيط وفعال، وبعد اضمحلال حزب هيوا کان من احد القادة البارزين الذين ساهموا في المؤتمر التأسيسي لحزب رزکاري وانتخب في المؤتمر الأول کعضو في اللجنة المرکزية عام 1945 وفي اليوم السادس عشر من الشهر نفسه ساهم في المؤتمر الأول للحزب الديمقراطي الکردي وانتخب کعضو في اللجنة المرکزية للحزب المذکور.
الدكتور جعفر محمد كريم: كان رفيقاً للبارزاني واحد المؤسسين للحركة التحررية الكوردية، الى جانب (حمزة عبد الله وصالح اليوسفي ورشيد باجلان) وغيرهم من الرواد الذين اثمروا مسيرة العطاء الكوردي بنضالهم ضد الظلم، بدأت حياة الدكتور جعفر من زرباطية وكانت ولادته وسط عائلة وطنية كوردية فيلية، نشأ وترعرع في بغداد، ووالده احد الشخصيات الاجتماعية المعروفة واحد مؤسسي جمعية الكورد الفيليين في العاصمة بغداد عام 1946 حياته المهنية كانت تعبيراً عن التواضع، فقد عرف بتواضعه ومحبته للفقراء، وقد كان يصف العلاج لكثير من مرضاه مجاناً مراعاة لحالتهم المعيشية عندما كانت لديه عيادة طبية في محلة (باب الشيخ)، وقد استمر على عمله كطبيب حتى بعد استقراره في العاصمة الايرانية طهران، حيث كان يفتح عيادته يومين في الاسبوع مجاناً، وقد انضم الدكتور الى منظمة (هيوا )في كوردستان العراق، التي كانت تمثل في ثلاثينيات القرن الماضي طموحات المثقفين والشباب الكورد، وقد ساهم بشكل رئيسي في جريدتي (شورش) و (رزكاري) في عام 1945 وكذلك انخرط في صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) الذي كان قد فتح مرحلة جديدة في نضال الشعب الكوردي، وقد انتخب الدكتور جعفر عضو في (المكتب السياسي) في المؤتمر التأسيسي المنعقد ببغداد في 16 / 8 / 1946 ، وقد عرف بأنه من ابرز مثقفي الحزب ، والتحق بصفوف ثورة البارزاني وعمل في مهاباد ، وربطته علاقات وثيقة مع (قاضي محمد) رئيس جمهورية مها باد ، ومن جهة اخرى كان للدكتور نشاط بارز في الحياة السياسية الوطنية العراقية وعلاقاته كانت وثيقة مع الحزب الوطني الديمقراطي وخاصة رئيسه المرحوم (كامل الجادرجي) ونتيجة لنضاله الدؤوب فقد تعرض الدكتور (جعفر) الى الاعتقال والمضايقات مرات عدة، منها اعتقاله في اربيل عام (1942) بسبب انتمائه الى منظمة هيوا وارسل من اربيل الى معتقل العمارة ، كما وأسقطت عنه الجنسية العراقية عام ثمانية وأربعين بذريعة التبعية الايرانية، رغم انه عراقي الولادة مما اضطره ذلك للانتقال الى طهران والإقامة فيها، وفي طهران ايضا اعتقل لمدة ثلاث سنوات، لأنه ساهم في خدمة جمهورية مهاباد، وأطلق سراحه بعدها ثم عاد ليعتقل مرة اخرى بعد سقوط حكومة محمد مصدّق الوطنية وتعرضه لعمليات تعذيب طويلة في المعتقل الشاهنشاهي ، بعد قيام ثورة تموز عام(1958) في العراق اصدرت حكومة عبد الكريم قاسم قرارا بإعادة الاعتبار للمناضلين العراقيين من العرب والكورد، الذين انتهكت حقوقهم المدنية وذلك عن طريق منحهم الجنسية العراقية التي اسقطت عنهم ، ورغم الحاح العديد من الاصدقاء عليه رفض الدكتور (جعفر محمد كريم) الرجوع، لأنه افنى حياته كأحد الناشطين المعادين للوجود الاجنبي، ومن المطالبين بالحياة الديمقراطية والحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي ،وعموما فقد كانت عيادة الدكتور جعفر ملتقى للعراقيين، وبالأخص الكورد من كافة انحاء كوردستان فقط، وكان قبلة للمحبين وهكذا استمرت حياته الى ان توفي عام 2000.
مير حاج أحمد: بن طاهر العقراوي. ولد بمدينة عقرة سنة 1911 دخل المدرسة في مدينته وتخرج منها سنة 1924 وألتحق فيما بعد بالمدرسة المتوسطة في الموصل ثم أكمل دراسته في بغداد سنة 1931 ودخل هناك دار المعلمين الابتدائية وتخرج منها سنة 1934 وعُين معلماً في المدارس الابتدائية وبعد انتهاء السنة الدراسية استقال من وظيفته ليدخل المدرسة العسكرية في 15/9/1935 وتخرج منها في 16/10/1936 ومنح رتبة ملازم ثان.
انتمى الى حزب (هيوا) برئاسة الاستاذ رفيق حلمي في 7/5/1939 وأصبح عضواً نشطاً فيه، كلفه (حزب هيوا) في تلك الاثناء بالتوجه الى كوردستان ايران للاتصال بقيادة جمعية (ز.ك) (أي (ژيانه وه ى كوردستان أي بعث كوردستان)، التي اسست في مهاباد يوم 16/9/1942، لإيجاد تنسيق موحد بين الحركتين التحرريتين في كوردستان العراق وكوردستان ايران .
مير حاج عضواً في أول لجنة مركزية للحزب الديمقراطي الكوردي والذي غير أسمه في المؤتمر الثالث للحزب سنة 1953 الى (الحزب الديمقراطي الكوردستاني)، لجأ مع البارزاني الى الاتحاد السوفيتي السابق في 18/6/1947 ولما قامت ثورة 14 تموز 1958 في العراق، عاد مصطفى البارزاني الى وطنه ومعه مير حاج احمد واسعد خوشوي في 6/10/1958. اعيد مير حاج الى الخدمة العسكرية برتبة مقدم في 24/3/1959 بعد انقلاب 8 شباط 1963 اعتقلوه وأحالوه على التقاعد في 10/6/1963.
قاضي محمد:رئيس ومؤسس أول دولة كوردية في التاريخ الحديث، ويعتبره الكورد بطلا أسطوريا ورمزا للحرية والكفاح في تاريخهم، هو ابن القاضي علي بن قاسم بن ميرزا أحمد، ولد لأسرة غنية عام 1901 في مدينة مهاباد الإيرانية القريبة من مناطق الحدود الإيرانية مع الاتحاد السوفيتي (سابقا).
عُرف عن قاضي محمد اهتمامه بأمور العلم والشريعة والفقه الإسلامي، وإتقانه مع لغته الكردية الأم العربية والتركية والفارسية والفرنسية إلى جانب إلمامه بالإنجليزية والروسية.
عين مسئولا ثقافيا في مهاباد عندما افتتحت أول مدرسة بالمدينة، حيث شجع الناس على تعلم العلوم والفنون لمواجهة ما كان يوصف بالاضطهاد والظلم بحق الكرد، عارض القبلية بشدة وعرف عنه تواضعه واهتمامه بالفقراء. وتشير الكتابات الكردية إلى التأثير الكبير لشخصية قاضي محمد بين مختلف طبقات الشعب الكردي.
تأثر قاضي محمد بالأفكار الديمقراطية والوطنية، وانضم في ثلاثينيات القرن المنصرم إلى حزب خويبون الذي تأسس عام 1927. تمت محاكمة قاضي محمد أمام محكمة عسكرية فحكمت عليه بالإعدام في 23 كانون الثاني/ 1947 وأجل تنفيذ الحكم 66 يوما، حيث نفذ حكم الإعدام به وفي أخيه صدر قاضي و ابن عمه سيف قاضي في 30 آذار/مارس في ساحة جارجرا فجرا وهي نفس الساحة التي أعلن فيها الجمهورية.
صالح اليوسفي :(كانون الثاني/ 1918 - 25 حزيران/ 1981 م) سياسي كردي عراقي ووزير سابق وأحد الأعضاء البارزين في الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، كان اليوسفي أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية بروسك في سنة 1936 كما كان أحد الأعضاء المؤسسين للحزب الديمقراطي الكردستاني في سنة 1946. ثم أصبح مسئولا عن الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني بعد قيام انقلاب 14 تموز/ سنة 1958 م. وفي سنة 1967 ترأس صحيفة التآخي الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبعد إعلان بيان 11 آذار/ سنة 1970 تقلد عدداً من المناصب السياسية منها وزير الدولة ونائبا لرئيس جمعية الصداقة والتعاون العراقية السوفيتية، ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب الكورد، وعضو مجلس السلم والتضامن العراقي وغيرها من المناصب السياسية في العراق، وبعد التوقيع على اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران في سنة 1975 وصل به المطاف ليستقر في مدينة بغداد، وفي شهر أيار/ من سنة 1976 م قام اليوسفي بتأسيس الحركة الاشتراكية الديمقراطية الكردستانية، اغتيل اليوسفي بواسطة طرد بريدي مفخخ أرسل إليه في مقر إقامته بمدينة بغداد في 25 حزيران/ من سنة 1981 م.
ولد صالح عبد الله نجم الدين طه اليوسفي في بلدة بامرني الواقعة في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق في شهر كانون الثاني/ من سنة 1918 وهو الابن الثالث والأصغر، وقد توفي والده بعد ولادته بعدة شهور.
أكمل اليوسفي دراسته الابتدائية في بلدته بامرني، وأرسلته أسرته إلى بغداد ليكمل فيها دراسته الثانوية في ثانوية آل البيت وبعد تخرجه من منها عام 1938 م عين اليوسفي مدرسا في بلدة حرير. ثم توجه مرة أخرى إلى العاصمة بغداد وذلك لإكمال دراسته في كلية (الشريعة) سنة 1942 وحصل اليوسفي على درجة الامتياز فحصل على بعثة إلى جامعة الأزهر في مصر ولكنه اضطر للتنازل عن البعثة لظروف مادية وليعيل أفراد أسرته.
عُيِّنَ اليوسفي بعدها كاتبا في محكمة مدينة الموصل، في عام 1949 نقل صالح اليوسفي إلى مدينة سنجار أحد الاقضية
التابعة لمحافظة نينوى حيث عمل كاتبا أول في المحكمة. وفي سنة 1954 نقل اليوسفي مجددا إلى محكمة زاخو وبقي هناك إلى عام 1958 حيث نقل من مدينة زاخو إلى مدينة الموصل وعين مديرا لأموال القاصرين فيها.
دارا توفيق: الشخصية السياسية والثقافية والصحفية المرموقة ، رئيس تحرير جريدة التآخي للمدة من (1970-1974) ، كان عضوا في الجانب الكوردي المفاوض خلال السنوات الاربع التي تلت اتفاقية الحادي عشر من اذار، عين مديراً عاما للمنشأة العامة للنقل النهري لكونه مهندس مدني ، توجه الى دائرته كالعادة، ولم يعد دارا ظهرا الى البيت ولكن دائرته سجلت انقطاعه عن الدوام الرسمي بتاريخ 5/11/1980فقد اختفى من الوجود بفضل اجهزة النظام السابق.
ولد في السليمانية عام 1932م انتقل الى بغداد العاصمة ملتحقا بجامعة بغداد وفي القسم المدني بكلية الهندسة وله نشاط في مجال السياسة والثقافة عوقب بالفصل لمدة سنتين وعلى اثرها سافر الى انكلترا عام 1953م لتكلمة دراسة الهندسة في احدى جامعاتها وأصبح مهندسا عام 1957م وخلال وجوده هناك في انكلترا لم يترك العمل السياسي بل ازداد نشاطه بفضل المناخ السياسي الليبرالي والديمقراطي فكان من المساهمين النشطين في التحضير للمؤتمر الاول لجمعية الطلبة الكورد في اوربا، والذي انعقد في مدينة فيز باون الالمانية بتاريخ 10/8/1956 مع زملائه المؤسسين عصمت شريف قائلي، نور الدين زازا، سعدي حمدي امين دزه يي، تحسين هوراماني، ظاهر حسين، نهاد ماجد مصطفى.
المصدر :
الصوت الاخر :العدد 162 ـ 12 /9 / 2007
الويكيبيديا العربية الموسوعة الحرة.
الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكوردية، الدكتور عبد الستار طاهر شريف .
وثائق عن الحركة القومية الكوردية التحررية ،الدكتور عبد الفتاح علي يحيى .
مصطفى نريمان ، بيره وه رىيه كاني زيانم دار الحرية للطباعة (بغداد ـ1994).
د.شعبان مزيري التكوين السياسي والثقافي للأحزاب والجمعيات الكوردية .
د. شعبان مزيري :قراءة في كتاب مذكراتي، العراق،(جريدة) بغداد ، لسنة1995.
د.حسن الجاف :مطبعة الزمان،(بغداد ـ 1996).
د.عادل تقي عبد البلداوي: التكوين الاجتماعي للأحزاب والجمعيات السياسية في العراق .
عبد الجبار حسن الجبوري، الأحزاب والجمعيات السياسية في القطر العراقي 1908 ـ 1958، دار الحرية للطباعة.
3846 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع