شيء من التأريخ / مهمة إستطلاع طريق قصرالإخيضر– جديدة عرعر
1. المقدمة
تعتبرالتمارين التعبوية بقطعات بجانب واحد أو بجانبين بمختلف المستويات من أصغر مستوى الوحدات الفرعية السرية إلى أعلى المستويات الفوج ، الكتيبة ، اللواء ، الفرقة ، الركيزة الأساسية لتدريب الجيش وتأهليه لخوض المعارك في المستقبل ، وقد أعطى المسؤولين في مديرية التدريب العسكري سابقاً ودائرة التدريب في رئاسة أركان الجيش لاحقاً أهمية كبرى خلال إعداد مذكرات التدريب السنوية لتنفيذ عدد من التمارين التعبوية من قبل تشكيلات الجيش بمختلف صنوف الجيش.
أ. في تأريخ سابق نشرنا مقال بعنوان تمرين تعبوي بقطعات بمستوى لواء مشاة آلي في التقدم والهجوم السريع نفذه لواء المشاة الآلي الأول الفرقة الآلية الأولى في شهر تشرين الأول سنة 1976 في منطقة قصرالأخيضر في حينها وقع إختيار اللواء الركن عدنان أحمد عبد الجليل قائد الفيلق الثالث على السرية الأولى من فوج المشاة الآلي الثامن لمع 34 حيث كنت آمراً لها ، آمر لقوة العدو لهذا التمرين ، أدناه رابط التمرين .
https://algardenia.com/terathwatareck/14542-2015-01-18-17-40-48.html
ب. في مطلع سنة 1977 بعد عودة قيادة الفرقة والقطعات من منطقة إنفتاحها غرب الأنبار جرى تحليل للتمرين في قاعة السينما في دار الضباط في الديوانية مقر قيادة الفرقة الآلية الأولى ومن خلال التحليل إثيرت عدة نقاط حول طبوغرافية منطقة التمرين التي أثرت سلباً على
سيرتنفيذ التمرين لعدم إستطلاع هذا الطريق من قبل قيادة الفرقة الآلية الأولى والذي يقع ضمن قاطع مسؤولية الفرقة الجغرافي ،
وعليه إتخذ قائد الفرقة العميد الركن لطفي حمدي الدباغ قراراً بإستطلاع طريق ( قصرالإخيضر – النخيب – جديدة عرعر ) هذا الطريق لم يكن جرى تعبيده في تلك الفترة الزمنية ،
ورد كتاب من قيادة الفرقة الآلية الأولى بتوقيع قائد الفرقة بتكليفي شخصياً بإستطلاع الطريق .
خارطة سيرالرحلة الديوانية – النجف – كربلاء – الرزارة – قصر الإخيضر
2. الإستحضارات الإدارية لتنفيذ المهمة
أوعزت إلى ( ض أ س ) الفوج تهيأة خرائط المنطقة وتشبيكها لمسافة الطريق التي تبلغ أكثر من 300 كيلومتر و أوعزت إلى الضابط الآلي
تهيأة عجلة ماء حوضية وتعبأتها بالماء مع زمرة تصليح من مفرزة تصليح الفوج وأوعزت إلى الضابط الإداري بتهيأة أرزاق طوارئ لخمسة عشر شخص لمدة ثلاثة أيام كذلك أوعزت إلى ضابط مخابرة الفوج تهيأة جهاز لاسلكي مع عدة بطارايات للجهاز مشحونة جيداً تكفي لعدد أيام تنفيذ المهمة
مع عدد 2 مخابر لاسلكي وفتح محطة لا سلكي في معسكر الفوج لتأمين الإتصال معنا كل رأس ساعة ، وأوعزت إلى مساعد الفوج بتهيأة حضيرة مشاة مع أسلحتهم وقياس خط أول من العتاد لغرض الحماية ضد حالات الطوارئ مع خيم 180 باوند عدد 3 لغرض الإيواء خلال الرحلة.
مقياس الرسم للخريطة 1/ 1000000
واحد سنتيمتر على الخريطة يساوي 10 كيلومتر على الأرض
خارطة طريق (قصر الإخيضر – النخيب – جديدة عرعر) طريق الحج البري القسم الأول
في اليوم المقررللحركة تحركنا من مدينة الديوانية سالكين طريق ( الديوانية – الشامية – النجف – كربلاء - الرزازة – قصرالإخيضر- شثاثة ) .
حال وصولنا إلى قصر الإخيضر أمرت بتصفير عداد كيلومتر عجلة الواز وإنطلقنا في الطريق النيسمي الصحراوي ، كنت أمر بالتوقف حال مشاهدة أي عارضة تعبوية مهما كان نوعها وأسجل المسافة التي قطعناها بالكيلومترات من نقطة البداية وأوثق صلاحية هذه االعارضة وتأثيرها على الحركات العسكرية إتجاه القطعات المحتمل تقدمها من إتجاه الحدود العراقية السعودية بإتجاه قصر الإخيضر .
3. العوارض الطبوغرافية الموجودة على الطريق
أ. العارضة الأولى هو التل رقم 149 وهو مقدار إرتفاعه عن مستوى سطح البحر يصلح موضع تعويق لفصيل مشاة يبعد عن قصر الإخيضر بإتجاه الغرب مسافة 25 كيلومتر تقريباً .
ب. العارضة الثانية هو المنحني الأفقي الرقم 200 والذي هو أرتفاعه عن مستوى سطح البحرتصلح هذه العارضة موضع دفاعي لفوج مشاة يبعد عن قصر الإخيضر بإتجاه الغرب مسافة 45 كيلومتر تقريباً .
ج. العارضة الثالثة هو فيضة الفج ( وادي الفاج ) وهوعبارة عن منخفض مياه متكون نتيجة سيول الأمطار التي تسقط في موسم الشتاء واسع جداً ويكثر فيه شجيرات ( الطرفة ) التي تنبت في صحراء هذه المنطقة بكثافة والتي تساعد على الإختفاء ويصلح هذا الوادي لنصب الكمائن ضد العجلات وضد الأشخاص ويبعد عن قصر الإخيضر بإتجاه الغرب مسافة 50 كيلومتر تقريباً .
د. العارضة الرابعة هو التل رقم 282 وهو مقدار إرتفاعة عن مستوى سطح البحر ويقع يمين الطريق ويصلح موضع تعويق لفصيل مشاة يبعد عن قصر الإخيضر بإتجاه الغرب مسافة 90 كيلومتر تقريباً .
ه. العارضة الخامسة تليلات الزرق هي عبارة عن كثبان رملية ترتفع قليلا عن مستوى سطح الأرض يتقاطع جزئها الجنوبي مع الطريق تصلح موضع تعويق لسرية مشاة تبعد عن قصر الإخيضر بإتجاه الغرب مسافة 110 كيلومتر تقريباً .
و. العارضة السادسة هو التل الرقم 303 وهو مقدار إرتفاعة عن مستوى
سطح البحر ويقع يسار الطريق بمسافة تزيد على 2 كيلومتر يصلح كموقع رصد ومراقبة . يبعد عن قصر الإخيضر بإتجاه الغرب مسافة 120 كيلومتر تقريباً .
ز. العارضة السابعة هي فيضة الهبارية وهي عبارة عن منخفض واسع لتجمع مياه الأمطار في موسم الشتاء تتلاحك مع غدير السنوكي و وادي
الأبيض ويكثر فيها شجيرات ( الطرفة ) التي تنبت في صحراء هذه المنطقة بكثافة والتي تساعد على الإختفاء ويصلح هذا المنخفض لنصب الكمائن ضد العجلات وضد الأشخاص ويبعد عن قصرالإخيضر بإتجاه الغرب مسافة 150 كيلومتر تقريباً ويخترق هذا المنخفض طريق الكيلو 160 الذي يتجه نحو الشمال الغربي ليتقاطع مع الطريق الدولي الأنبار الرطبة.
ح. العارضة الثامنة هي مدينة النخيب تقع شمال خط التشميل 32 تبعد
عن قصر الإخيضر مسافة 160 كيلومتر تقريباً وهي مدينة صحراوية أغلب بيوتها مبني من الطين ( اللِِبنْ ) يقطنها رعاة الإبل والأغنام المنطقة المحيطة بها ينمو فيها العشب بعد سقوط الأمطار في موسم الشتاء .
ط. العارضة التاسعة هو التل الرقم 345 وهو مقدار إرتفاعه عن سطح البحر ويقع يمين الطريق بمسافة 2 كيلومتر تقريباً مقابل مدينة النخيب يمتد من شرقه على شكل لسان من فيضة الهبارية وادي أبو الغربان ومن جنوبه
وادي الأبيض يصلح كموقع رصد ومراقبة والوديان التي تحيط به تصلح لنصب الكمائن ضد العجلات و الأشخاص.
ي. العارضة العاشرة هو التل الرقم 358 وهو مقدار إرتفاعه عن مستوى سطح البحر ويقع يمين الطريق يصلح كموقع رصد ومراقبة ، يبعد عن قصرالإخيضر بإتجاه الغرب مسافة 200 كيلومتر تقريباً .
مقياس الرسم للخريطة 1/ 1000000
واحد سنتيمتر على الخريطة يساوي 10 كيلومتر على الأرض
خارطة طريق (قصر الإخيضر - النخيب – جديدة عرعر) طريق الحج البري - القسم الثاني
ك. العارضة الحادية عشر ، الدائرة المرسومة على الطريق جنوب غرب مدينة النخيب وهي (شقة النخيب) شقة لنزول الطائرات العسكرية للحالات الإضطرارية وهي لم تكن موجودة في حينها إنشأت بعد تعبيد الطريق خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي تبعد عن قصر الإخيضر 220 كيلومتر تقريباً ، ذكرتها لغرض الإيضاح.
ل. العارضة الثانية عشر وهي ( فيضة مخت ) وهي عبارة عن منخفض لتجمع مياه الأمطار في موسم الشتاء تتقاطع مع الطريق عند خط التشميل
30 يتفرع منها (وادي حمير) على شكل لسان الذي يتجه نحو الغرب بمحاذات الطريق من جهة اليسار بمسافة قريبة ويصل إلى مخفر حامر، يشكل الوادي موضع مشاغلة جانبي إتجاه القطعات التي تخترق خط الحدود وتتقدم بإتجاه النخيب ، تبعد عن قصر الإخيضر 260 كيلومتر تقريباً .
م. العارضة الثالثة عشر هو التل الرقم 463 وهو مقدار إرتفاعه عن مستوى سطح البحر ويقع يمين الطريق يصلح كموقع رصد ومراقبة ، يبعد عن قصرالإخيضر بإتجاه الغرب مسافة 280 كيلومتر تقريباً .
ن. نقطة إلتقاء الطريق بخط الحدود توجد عدة منخفضات جنوب وشمال الطريق متكونة نتيجة سيول مياه الأمطار في موسم الشتاء تنبت فيها شجيرات ( الطرفة ) وتشكل هذه المنخفضات مناطق مستورة لتحشد القطعات في حالة قيام حركات عسكرية في المنطقة من كلا الجانبين العراقي اوالسعودي .
س. كما شاهدت عدة مجمعات سكنية مبنية يمين الطريق مع أبار ماء إرتوازية بجوار هذه المجمعات بين النخيب وعرعر لغرض إيواء الرعاة في موسم الشتاء ، أعتقد الجهة التي قامت ببناء هذه المجمعات وحفرالأبار هي وزارة الزراعة لغرض تشجيع البدو الرحل على الإستقرار وتنمية الثروة الحيوانية الإبل والأغنام
4. الإيواء بعد الوصول إلى خط الحدود
أ.بعد سدول قرص الشمس وحلول الظلام بوقت قصير وصلنا إلى مخفر حدود عرعر ووجدنا قوة حماية المخفر منتشرة فوق سطح بناية المخفر
بوضع الإنذار لعدم توقعهم وصول مجموعة عجلات بهذا الوقت إلى المكان وتوقعهم مجموعة من المهربين .
ب. ضابط المخفر رحب بنا وأوعز بتهيأة غرفة لي ولضابط ( أ س ) الفوج الذي يرافقني والمراتب نصبو خيمتين 180 باوند بجوار جدران المخفر لغرض سكنهم بعد ذلك أعدو لنا وجبة عشاء من أرزاق الطوارئ مع أقداح من الشاي السنكين وتبادلت الحديث مع ضابط المخفر عن كيفية أداء واجباتهم وتأمين الأرزاق ، كان في المخفر ثلاجة تعمل على النفط لتأمين الماء البارد وحفظ الطعام الزائد إلى اليوم التالي . المحطة اللاسلكة أخبرت مقر الفوج في الديوانية بوصولنا إلى مخفرعرعرالحدودي بدون حادث .
ج. في صباح اليوم التالي إستيقضنا مبكراً و أوعزت بتسليم أرزاق الطوارئ الزائدة عن الحاجة إلى ضابط المخفر ليستفادوا منها أفراد قوة المخفر ، وبدأنا رحلة العودة وكذلك أوعزت بتصفير عداد الرحلة لعجلة الواز و بدأت تسجيل المعلومات والمسافة للعوارض التعبوية وتأثيرها على الحركات العسكرية التي أشرنا إليها أنفاً خلال المجيئ لكن بشكل معاكس بدأ من مخفر عرعر الحدودي إلى قصر الإخيضر .
د. العوارض التعبوية من إتجاه خط الحدود بإتجاه قصرالإخيضر
أولاً. التل الرقم 463 يبعد عن خط الحدود 20 كيلومتر.
ثانياً. فيضة مخت تبعد عن خط الحدود 40 كيلومتر.
ثالثاً. شقة النخيب تبعد عن خط الحدود 80 كيلو متر.
رابعاً. التل الرقم 358 يبعد عن خط الحدود 100 كيلومتر.
خامساً. التل الرقم 345 يبعد عن خط الحدود 140 كيلومتر.
سادساً. مدينة النخيب تبعد عن خط الحدود 140 كيلومتر.
سابعاً. فيضة الهبارية تبعد عن خط الحدود 150 كيلومتر.
ثامناً. التل الرقم 303 يبعد عن خط الحدود 180 كيلومتر.
تاسعاً. تليلات الزرق تبعد عن خط الحدود 190 كيلومتر.
عاشراً. التل الرقم 282 يبعد عن خط الحدود 210 كيلومتر.
أحد عشر. وادي الفاج يبعد عن خط الحدود 250 كيلومتر.
إثنى عشر. المنحني الأفقي الرقم 200 يبعد عن خط الحدود 255 كيلومتر. ثلاثة عشر. التل الرقم 149 يبعد عن خط الحدود 275 كيلومتر.
ه. حال الوصول إلى قصر الإيخضر سلكنا نفس طريق المجيئ ( الرزازة – كربلاء – النجف – الديوانية ) مع حلول الظلام وصلنا إلى مدينة الديوانية.
و. في اليوم التالي أعددت تقرير الإستطلاع معزز بالشفافات ورفعته إلى مقر الفرقة .
5. كما أعتقد بما لايقبل الشك رفعت قيادة الفرقة الآلية الأولى التقريرإلى
الدائرة المختصة في وزارة الدفاع .
6. في مطلع الثمانينات إنجز تعبيد هذا الطريق وكانت تسلكه عجلات النقل البري العسكرية والمدنية الثقيلة لنقل إحتياجات الجيش العراقي من المعدات العسكرية والذخيرة الثقيلة من (ميناء ضباء) السعودي على البحر الأحمر مروراً بمدينة ( تبوك – سكاكا - عرعر) الحدود العراقية كما أصبح طريق الحج البري الرئيسي بين العراق والمملكة العربية السعودية لنقل حجاج بيت الله الحرام العراقيين إلى الديار المقدسة .
7. وردت معلومات عسكرية غير متأكد منها ، تقدم على هذا الطريق أحد الأرتال العسكرية الأمريكية بالهجوم على العراق سنة 2003 .
اللواء فوزي البرزنجي
24 شباط 2018
4752 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع