ذكريات من عبق التأريخ العسكري البعيد /1

       

   ذكريات من عِبْقِ التأريخ العسكري البعيد...

                 

  

       
 
المقدمة
تََعُودُ بِنا الذاكِرة 50 سنة إلى مَطْلَعْ الستينات من القَرْنْ الماضي أي في سنة 1964

أَكْمَلْتُ الدراسة الإعدادية الفرع العلمي وتَقْدَمْتُ للقبول في الكلية العسكرية مَصْنَع الأبطال ، كان عدد المتقدِمين للقبول بالآلاف من الخريجين الجُدُدْ ، وبَدَأَتْ الفحوصات بالتتابع فَحِصْ اللياقة البدنية العنيف ، والفحص الطبي وعدد المتقدمين يَقِلُ أيْضاً شَيْئاً فشَيْئاً من يَفْشَلْ في إحدى الفحوصات يُحْذَفْ إسمه من قوائم  الفحوصات اللاحقة وقبل المقابلة إفترشنا مدرجات ملعب الكلية العسكرية الرياضي لغرض إمتحان التوجيه المعنوي وأخيراً فحص المقابلة الشخصية وهو الأصعب وبعد إنتهاء فحص المقابلة الشخصية بقى الطلاب المتقديمين يَتَرَقْبْون أسابيع بإنْتِظار إعلان أسماء الطلاب المقبولين.


إعلان نتائج القبول
أولاً. فورالإعلان بالمذياع طلب مراجعة الطلاب المتقديمين للقبول في الكلية العسكرية إلى إستعلامات الباب الشمالي القريب من قاعدة الرشيد الجوية للإطلاع على أسماء المقبولين..

  

تزاحم المتقدمين على باص نقل الركاب الذي ينطلق من ساحة النصر وسط بغداد إلى معسكر الرشيد ثم الرستمية على ما أعتقد الرقم 41 فور الوصول إلى السدة الشمالية التي تحيط  بمعسكرالكلية العسكرية يترجل المتقدمين من الباص متجهين إلى إستعلامات الكلية العسكرية ، ثُبِتَتْ قوائم الأسماء على لوحات إعلانات كبيرة حسب الحروف الأبجدية ، من يجد إسمه ضمن قوائم الأسماء المقبولين يتجه إلى لوحة إعلانات مجاورة  عُلِق فيها إعلان حُدِدَ فيه تأريخ الإلتحاق والمستلزمات التي يجب أن يستصحبها الطلاب المقبولين معهم عند الإلتحاق .

               


الإلتحاق إلى الكلية العسكرية
ثانياً. بتاريخ 17 / 10 / 1964 صباحاً إلتَحَقْ الطلاب المقبولين لِلْدَوْرة 44 إلى الكلية العسكرية قسم منهم حالقي رؤوسهم نمرة 4 و تَجَمَعَ الطلاب على شكل فصائل الوقوف بالنسق كل 45 طالب فصيل ، و تَم توزيع كل فصيلين على إحدى سرايا التدريب في الكلية العسكرية والمُسَمْاة على أسماء قادة جيوش الفتح الإسلامي وكان نصيبي ضمن الفصيل الرابع سرية سعد بن أبي وقاص ، بعد وَقْتٍ قصير تم الإيعاز إلى اليمين دُرْ ثم عادَةً سِرْ ، معظم الطلاب لايعرفون المسير العسكري ، حال وصولنا إلى قاعات منام الطلاب  تم توزيعنا على شكل حضائر كان نصيبي الحضيرة الأولى وتم توزيعنا على الأسرة ضمن قاعة منام الطلاب وبدأ ضباط الصف المعلمين يشرفون على عَدْ التجهيزات العسكرية الموضوعة في بطانية صوف لحين إكمال التجهيزات .
ثالثاً. بعد ذلك تم تجمعنا وذهبنا إلى مطعم الطلاب لتناول طعام الفطوربعد العودة من مطعم الطلاب ، بدأنا بإرتداء بدلات العمل الموزعة بشكل عشوائي لا يتناسب مع قياسات أجسامنا ، وتم التبادل فيما بيننا كل وبما يتناسب مع مقياسه ، بعد ذلك تجمعنا وذهبنا إلى صالون حلاقة الطلاب ، وتم حلاقة الجميع حلاقة نمرة 4 .
رابعاً. بعد تناول طعام الغداء جاء ضباط الصف الطلاب من دورة الصف المتوسط الدورة 43 آمري الحضائر لتسلم مهامهم في الإشراف على الطلاب ، ينبغي الإشارة هنا إن ضباط الصف  الطلاب من الدورات السابقة يتم إنتخابهم حسب مؤهلات الكفاءة في القيادة التي يتم تقييمهم من قِبَلْ آمري فصائل الطلاب ، مهمة هؤلاء ضباط الصف تأهيل الطلاب الجُدُدْ على تنظيم خزانة الطالب الحديدية وتنظيم سرير الطالب وفق نموذج موحد صيفاً وشتاءاً وتعليم الطالب كيفية الإعتناء بالقيافة العسكرية وتفتيش الحضيرة بعد بوق النهوض صباحاً و تدريب الطالب على تعليم المَشَاة في وقت الفراغ إن وجد خاصة في الإسابيع الأولى بعد الإلتحاق .
خامساً. يجب علينا ذكر أسماء الضباط وضباط الصف المعلمين وضباط الصف الطلاب الذين أشرفوا على تدريبنا وتعليمنا ألف باء العسكرية وهم :
النقيب عبد العال الياسري آمر سرية سعد بن أبي وقاص والملازم الأول صباح علي غالب آمر الفصيل الرابع  والملازم الأول ميسر إبراهيم الجبوري آمر الفصيل الثالث وضابط الصف المعلم الأقدم حسن معروف وضابط الصف المعلم جنديل لاتسعفني الذاكرة من تذكر إسم والده وضباط الصف الطلاب ن ع نضال عبد الحميد خورشيد و ن ع فاروق عبد الأمير و ن ع طارق أحمد العلي و ن ع عبد الستار حمادة و ن ع عادل مجيد ومن جناح التدريس معلم التعبية المقدم الركن فاضل الناهي ومعلم التخطيط النقيب ضياء الدين جمال والملازم الأول عبد الجواد ذنون و معلم التأريخ العسكري المقدم الركن إدريس إبراهيم ومعلم الجغرافيا العسكرية المقدم الركن فيصل عبد الحليم العاني ولم تساعدني الذاكرة على تذكر إسم معلم التحصين.
سادساً. دأبت الكلية العسكرية بِدْأَ من الدورة 43 على حَجِزْ الطلاب عند الإلتحاق فترة 45 يوماً لحين إكمالهم فترة تدريب تعليم المشاة الذي يعتبر الأساس في تعليم الطلاب وإتقانهم المسير العسكري والتحية العسكرية وتدريبهم على الصبر لمدة طويلة من خلال مفارقتهم للأهل والأصدقاء.

             

درس في الفراسةِ والنزاهة
سابعاً. خلال إفتتاح دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو سنة 1964 كانت الكلية العسكرية مشتركة في هذه الدورة بفريق رياضي متكامل وكان آمر الكلية رئيساً لهذا الوفد وخلال تواجده في طوكيو تم قبول 50 طالباً إضافياً جرت مقابلتهم من قبل معاون آمر الكلية المقدم الركن فوزي القزاز بعد عودة الوفد وفي صباح اليوم الثاني جاء آمر الكلية الى ساحة العرضات يتفقد تدريب طلاب الصف المستجد وبدأ يَسْتَخْرِجُ الطلاب الذين تم قبولهم وهو خارج العراق واحداً واحداً من الأرهاط الى أن بلغ العدد 50 طالباً من مجموع 400 طالب كأنَهُمْ كانوا مؤشرين بملابس حمراء  وأمر بإلغاء قبولهم وغادروا الكلية بنفس اليوم بعد تسليم تجهيزاتهم ، تبين لنا لاحقاً إنهم لا تنطبق عليهم شروط القبول في الكلية العسكرية ومقبولين بالواسطة .

        
  
فعاليات سنوية متنوعة
أولاً. الإحتفال بعيد تأسيس الجيش العراقي الباسل : دأبت الكلية العسكرية بإقامة إستعراض عسكري سنوي بمناسبة تأسيس الجيش العراقي الباسل في 6 كانون الثاني من كل عام ، يكون بمثابة واجهة إعلامية لإستقطاب الشباب للتطوع في الكلية العسكرية بصفة ضباط دائميين ،

 

لم تمضي على إلتحاقنا إلى الكلية العسكرية ثلاثة أشهر شارك طلاب الصف المستجد الدورة 44 في الإستعراض السنوي الذي أُقْيمَ بمناسة 6 كانون الثاني سنة 1965 في شوارع بغداد ، كانت نقطة الإنطلاق من ساحة الجسر المعلق جانب الكرخ مُرورَاً بشارع كرادة مريم الرئيسي أمام القصر الجمهوري  مُروراً بجسر الجمهورية فساحة التحرير ثم شارع الجمهورية حتى ساحة باب المعظم  يتقدم رتل المسير جوق موسيقى الكلية العسكرية يعزف المارشات العسكرية ويتناوب بالعزف جوق موسيقى القِرَبْ كانت بحق إحتفالية عسكرية رائعة يصطف أهالي بغداد على جانبي الشوارع التي يسير فيها رتل المسير السُداسي ينثرون الزهورعلى طلاب الكلية العسكرية والنسوة يزغردن إحتفالاً بهذه المناسبة الغالية على نفوس العراقيين.
ثانياً. المهرجان الرياضي السنوي : تجري الكلية العسكرية مهرجان رياضي سنوي في شهر نيسان من كل عام في ملعب الكشافة يتضمن إستعراض كراديس سرايا الكلية العسكرية ثم فعالية اللوح السويدي ثم فعاليات ألعاب الساحة والميدان ثم فعاليات البريد العسكري ويشارك فريق الجيش للقفز الحر بالمظلات في هذه المناسبة أيْضَاً ويكون هذا الإستعراض بمثابة الواجهة الإعلامية الثانية لإستقطاب الرياضيين خاصة الذي كان الجيش العراقي الباسل يولي إْهتِماماً بالِغاً بالرياضة والرياضيين.
ثالثاً. مهرجان الفروسية السنوي: يجري تدريب طلاب الكلية العسكرية بمعدل ثلاث ساعات تدريب بين إسبوع وآخر على ركوب الخيل كما يجري جناح الفروسية في الكلية العسكرية مهرجان سنوي في نيسان من كل سنة يتضمن عدة فعاليات رياضية منها سباق الخيل وسباق الإعلام وسباق السيف وسباق الكرة والصولجان ويحضر المهرجان طلاب الكلية العسكرية وجمهور غفير من محبي سباقات الخيل من أهالي بغداد .

                     
 
درس في قوة الملاحظة
رابعاً. في إحدى الممارسات التي تُجْرى في ساحة الكشافة شاهد آمر الكلية العسكرية إثنان من الطلاب غادروا ساحة الكشافة خِلافاً للأوامر وأمرهم بالعودة وإخبار آمري فصائلهم بذلك وبعد إنتهاء الممارسة  يتجمع طلاب الكلية في الساحات الخلفية للملعب ، علمنا لاحقاً إن آمر الكلية سأل آمري الفصائل عن أسماء الطالبين اللذين أمرهم بالعودة ولكن هؤلاء الطلاب  ظنوا إن آمر الكلية العسكرية كيف سيعرفهم من مجموع 900 طالب ولم يخبروا آمري فصائلهم
بما حصل وبعد تجمع طلاب الكلية بدأ آمر الكلية يتَفَقُدْ فصائل الصف المستجد البالغة 12 فصِيلاً وعددهم 360 طالباً وإستخرج الطالبين من هذا المجموع وأمر آمري سراياهم تبليغهم برسوبهم في صفهم لمخالفتهم الأوامر وعدم صدقهم.
خامساً. التدريب التعبوي السنوي ( التدريب الإجمالي ) تختم الكلية العسكرية سنتها التدريبية بتدريب تعبوي عملي في مناطق مختلفة من العراق ويكون هذا التدريب بمثابة التقييم لمعرفة مدى فهم الطلاب للدروس النظرية على مدار السنة التدريبية لمهنة الميدان والتخطيط والتحصين والتعبية ( القتالات الخاصة)الدوريات القتالية و الكمائن والهجوم على المناطق الحصينة ( المنعات ) وصفحات القتال التقدم والهجوم السريع والهجوم المدبر النهاري والهجوم المدبر الليلي والدفاع والإنسحاب المدبر، ينفذ هذا التدريب في الشهر الخامس والسادس من كل عام ، في سنة 1965 نُفِذَ هذا التدريب بِدْأً من باب الكلية العسكرية على قناة الجيش ثم طريق بعقوبة القديم ثم معسكر المنصور في منطقة المقدادية حيث نُصِبَتْ خيم معسكرطلاب الكلية في باب معسكر المنصور، جرى تدريب المرحلة الأولى في سلسلة جبل حمرين ثم إنتقلنا إلى منطقة جلولاء حيث جرى التدريب على الدوريات القتالية والهجوم على المنعات الحصينة على ما أتذكر كانت توجد منعة كونكريتية يمين الطريق العام السعدية – خانقين من بقايا آثار الحرب العالمية الأولى ، ثم جرى التدريب التعبوي المرحلة الأخيرة الهجوم المدبر النهاري والهجوم المدبر الليلي ثم صفحة الدفاع في سلسلة جبل دراوشكه المُشْرِفْ على مدينة خانقين التي كانت الأصعب من ناحية التحمل على العطش ، يزود الطالب بزمزمية ماء واحدة كل 24 ساعة ثم تطبيق صفحة الإنسحاب وبإنتهاء هذه الصفحة ينتهي التدريب التعبوي السنوي وتعود الكلية العسكرية إلى مَعَسْكرها الدائم .

           

درس في نكران الذات والعدالة
سادساً. كان طلاب الكلية العسكرية يُعاقَبونْ بعقوبات إنضباطية في حالة إرتكابهم مخالفات داخل الكلية كأَنْ يتأخر عن التجمع أو قِيافتِهِ غير مُعْتَنى بها أو حلاقة الذقن قبل بوق النهوض أو يُمْسَكْ مُتَلَبسْ بالتدخين أو وجود طعام في خزانته الخاصة ومخالفات خارج الكلية العسكرية أيام الخميس والجمعة منها التدخين أو سياقة سيارة أو الوقوف في أماكن ممنوعة وهذه العقوبات هي حرمان الإذن من النزول أيام الخميس والجمعة أو العطل الرسمية ويجري الضابط الخفر التعداد عدة مرات في أوقات مُخْتَلِفَة للتأكد من عدم مغادرة الطالب المُعاقبْ لمعسكر الكلية في الرستمية وعقوبة التعليم الإضافي يُحْسَبْ بالساعات وهو نوع من التدريب العنيف جداً يُنَفَذْ من قبل الضابط الخفر أيام الخميس والجمعة وفي أحد أيام ليل الخميس على الجمعة بينما ينادي الضابط الخفر بأسماء المعاقبين حرمان إذن أجابه أحد التلاميذ بنعم عن إسم شخص مُعاقبْ وهو غير موجود ومن سوء حظ الطالبين كان العريف الخفر من الطلاب قد مَيَزَ صوت الطالب الذي نادى كلمة نعم فعرفه وأخبر الضابط الخفر إن هذا ليس صوت الطالب المُعاقبْ وإنما صوت شقيقه أحمد وفي اليوم الثاني جرى التحقيق مع الطالبين وصدر أمر برسوبهم في صَفَهُم  كان الطالب المُعاقبْ تربطه صِلَةَ قرابة بأحد المسؤولين في الدولة فتعرض آمر الكلية الى ضغوط كبيرة وبينما كانت الكلية تُجْري ممارسة الإستعراض لتخرج دورة 42 في 14 تموز 1965 حضر آمر الكلية في عصر أحد الأيام الى ساحة العرض ووقف على قاعدة سارية العلم وتحدث بإمتعاض كثيراً عن الموضوع لتدخل المسؤولين في وزارة الدفاع بشؤون الكلية العسكرية و أصدر قراراً بإلغاء رسوب الطالبين اللذين سبق وأن أَصْدَرَ قراراً برسوبهما أثناء المهرجان الرياضي إسْوَةً بالطالبين الإخيرين تحقيقاً للعدالة كان بين الطلاب حاضراً الطالب قيس إبن الفريق عبد الرحمن عارف رئيس أركان الجيش رحمه الله.

سابعاً. الفعالية الأخيرة بعد عودة الكلية من التدريب الإجمالي : تُجْرى إمتحانات نهاية السنة النظرية والعملية ثم التدريب على تمارين الإستعراض العسكري الذي يقام بمناسبة تخرج الدورة المتقدم في 14 تموز من كل عام في مراسيم مهيبة يتم تسليم علم الكلية من الصف المتقدم إلى الصف المتوسط ثم يُتْلى المرسوم الجمهوري من قبل مدير إدارة الضباط بمنح الخريجين رتبة ملازم في الجيش ويحضر حفل التخرج رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وكبار ضباط  وزارة الدفاع  والملحقين العسكريين الأجانب في العراق ، في 14 تموز سنة 1965 تم تخرج الدورة 42 حيث كان عدد الطلاب لايتجاوز 200 طالباً.
ثامناً. بعد إنتهاء حفل التخرج للصف المتقدم الدورة 42 مُنِحَ طلاب الصف المتوسط الدورة 43 والصف المستجد الدورة 44  إجازة صيفية لمدة شهرين ونصف .

               

بداية السنة التدريبية الثانية ( 1965 – 1966 )
أولاً. بعد إنتهاء فترة الإجازة الصيفية في بداية شهر تشرين الأول سنة 1965 إلتحق طلاب الصف المتقدم الدورة 43  وطلاب الصف المتوسط الدورة 44  إلى الكلية العسكرية لتطبيق مناهج التدريب المقررة ، يجري تطبيق نفس الفعاليات التي  ذكرناها  آنِفاً ما عدى فترة  التدريب  التعبوي  ( التدريب الإجمالي ) يوجد إختلاف في مواضيع التدريب التعبوي للصفين المتقدم  و المتوسط .
ثانياً. إلتحاق طلاب الصف المستجد الدورة 45 قبل نهاية سنة 1965 إلى الكلية العسكرية.
معسكر التدريب الإجمالي في سنجار والبوسيف في الموصل
أولا. في الشهر الخامس من سنة 1966 خرج طلاب الصف المتقدم الدورة 43 وطلاب الصف المتوسط الدورة 44 إلى معسكر التدريب الإجمالي في سنجار لغرض التدريب التعبوي على الحروب الجبلية وكان هذا النوع من التدريب العملي يطبق لأول مرة على طلاب الكلية العسكرية في سنجار ، قام الفوج الثالث لواء المُشاة الثامن عشر بقيادة آمر الفوج المقدم دحام عبد القادر النعيمي بتطبيق تمرين تعبوي في التقدم والهجوم على ربايا متسلسلة محتلة من قبل متمردين في جبل سنجار إراءة إلى طلاب الكلية العسكرية الدورتين 43 و44 وبعد مشاهدة التمرين بدأ آمري السرايا وآمري الفصائل المعلمين تطبيق التمرين على سراياهم وفصائلهم.
ثانياً. أجرت الكلية العسكرية تمرين سباق التسلق لجبل سنجار من الأسفل إلى قمة جبل سنجار مرورا بمزار لأخواننا اليزيدين مبني في قمة جبل سنجار والعودة إلى الأسفل ، المعروف إن مدينة سنجار والقرى المحيطة بها موطن الأخوة اليزيديين .
ثالثاً. كما أجرت الكلية زيارة في أحد أيام الجمع إلى مدينة ربيعة الكائنة على طريق الموصل الحدود السورية بالقرب من المنفذ الحدودي العراقي السوري في تل كوجك.
رابعاً. بعد إنتهاء فترة التدريب المقررة على الحروب الجبلية عاد طلاب الصف المتقدم الدورة 43 إلى الكلية العسكرية في بغداد لغرض الإشتراك في دورة الصاعقة  ( كانت هذه تسمية الصنف بداية تشكيله ) ثم تغيرت التسمية إلى صنف القوات الخاصة التي أُضيفَتْ مناهج تدريب هذا الصنف حديثاً إلى مناهج تدريب طلاب الكلية العسكرية لكون هذا الصنف بدأ يتوسع بتشكيل أفواج قوات خاصة في الجيش.
خامساً. عاد طلاب الصف المتوسط الدورة 44 إلى معسكر تدريب الكلية العسكرية في البوسيف في الموصل لغرض تطبيق التدريب التعبوي على كافة صفحات القتال مع طلاب الصف المستجد الدورة 45 الذين وصلوا  تواً من الكلية العسكرية في بغداد إلى معسكر البوسيف في الموصل لهذا الغرض.
سادساً. كانت الكلية العسكرية تجري حفلة غذاء إلى الطلاب في نهاية الفترة التدريبية في معسكر البوسيف في الموصل وفي شهر حزيران من السنة 1966 بعد تناول طعام الغذاء وفي المساء حدث شئ غير طبيعي حيث أصيب جمع ضباط إدارة المعسكر والضباط المعلمين
آمري السرايا وآمري الفصائل وطلاب الدورتين المتوسط الدورة 44 والمستجد الدورة 45 بتسمم غذائي ، كان عدد دورات المرافق الصحية المُنْشَأَة في المعسكر لا يتناسب وعدد الطلاب الذين يرومون قضاء حاجاتهم في تلك الليلة مما أدى إلى قضاء حاجاتهم في العراء موقف لايمكن نسيانه .


العودة إلى الكلية العسكرية في بغداد
أولاً. بعد إنتهاء فترة التدريب الإجمالي في معسكر البوسيف في الموصل عاد طلاب الدورتين الصف المتوسط الدورة 44 والصف المستجد الدورة  45 إلى الكلية العسكرية في بغداد .
ثانياً. حال إنتهاء دورة الصاعقة  لطلاب الدورة  43 والذي كان يُجْرى  في مدرسة الصاعقة في معسكر الرشيد وعودة طلاب الصف المتوسط الدورة 44 وطلاب الصف المستجد الدورة 45 من معسكر التدريب الإجمالي في البوسيف في مدينة الموصل  بدأت إمتحانات نهاية السنة التدريبية النظرية والعملية للدورات الثلاثة وبعد إنتهاء الإمتحانات بدأت ممارسات مسير الإستعراض لحفل تخرج الدورة 43 .
ثالثاً. تطبق نفس السياقات التي شرحناها آنفاً خلال تخرج طلاب الدورة 42 على تخرج طلاب  الدورة 43 وبعد إنتهاء حفل تخرج الدورة 43 مُنِحَ طلاب الصف المتوسط الدورة 44  إجازة صيفية لمدة شهر واحد وَمُنِحَ طلاب الصف المستجد الدورة 45 إجازة صيفية لمدة شهرين ونصف .

                        


بداية السنة التدريبية الثالثة 1966

أولاً. بعد الإنْتِهاء من فَتْرَة الإجازة الصيفية وإلتحاق طلاب الدورة 44 وإنتقالهم إلى الصف المتقدم  تم  تقْلِيص مناهج التدريب النظرية المقررة للسنة التدريبية الثالثة 1966 تمهيداً لتقديم موعد التخرج من شهر تموز 1967 إلى شهر كانون الثاني 1967 .
ثانياً. إلتحاق طلاب الصف المتوسط الدورة 45 من الإجازة الصيفية بداية شهر تشرين الأول سنة 1966 ، لا يوجد تغيير على مناهج التدريب النظرية للدورة حيثُ كان طلاب الصف المتقدم الدورة 44 حسب السياقات المعمول بها في الكلية العسكرية يشرفون على طلاب الدورات اللاحقة طلاب الصف المتوسط الدورة 45 .
ثالثاً. إلتحاق طلاب الصف المستجد الدورة 46 في نهاية شهر تشرين الأول سنة  1966 إلى الكلية العسكرية ولم يبقى غير فترة قصيرة على تخرج طلاب الصف المتقدم الدورة 44 .
فعاليات التدريب العملي لطلاب الصف المتقدم الدورة 44

أولاً. بعد تقْليص مناهج التدريب النظري لطلاب الدورة 44 تصاعد التدريب العملي الذي شَمِلَ تطبيق تمارين الرمي السنوي بشكل مُكَثَفْ على كافة الأسلحة في ميادين رمي الأسلحة في بسماية.
ثانياً. تطبيق مُكَثفْ لمواضيع تدريب مهنة الميدان والتدريب الليلي وتمارين التعبية الصغرى بمستوى الحضيرة والفصيل في منطقة بسماية.
ثالثاً. التدريب العنيف من خلال دورة الصاعقة الذي أخذ بُعْدْاً جديداً حيث إنتقل جناح تدريب مدرسة الصاعقة إلى الكلية العسكرية وتم إسكان جميع الطلاب في جملون جناح الألعاب وتحت إشراف ضباط وضباط صف مدرسة الصاعقة ، يجب الإشارة إلى أن تأريخ بدْء دورة الصاعقة في الإسبوع  الأخير من شهر تشرين الثاني سنة 1966 لمدة ثلاثة أسابع لغاية نصف شهر كانون الأول سنة 1966  أي قبل تأريخ التخرج بفترة قصيرة جداً والجو بارد قارص جداً.
رابعاً. أهم وأعنف مواضع تدريب دورة الصاعقة هو القفز من العجلات خلال المسير بسرعة 40 كيلومتر/ ساعة والقفز من أعلى جسر الصرافية في نهر دجلة وتمرين الدوريات القتالية العملي وتمرين تطعيم المعركة بالعتاد الحي.
خامساً. ينبغي شرح تمرين الدوريات القتالية في دورة الصاعقة لِمْا فيه من صعوبات جَمْهَ حيث تنطلق الدوريات من نقطة البداية أسفل الموقع الأثري  لطاق كِسْرى في المدائن بعد الضياء الأخير متجهة إلى نقطة  تقاطع مشروع ري الوحدة مع طريق (الكوت – بغداد) ثم تتجه شرقاً لمسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات ، سُمِحَ لنا بإرتداء حذاء رياضة خفيف وكانت هذه الموافقة مدروسة بعناية حيث قطعنا مسافة قصيرة من نقطة الأنطلاق بعدها مرت الدوريات بأرض مَسْقِيَة بالمياه وخلال أول عشر خطوات غرزالحذاء الخفيف في الطين وبقت الجواريب فقط وبعد إنتهاء الأرض المسقية جاءت أرض محصودة من محصول الحنطة أو الشعير ويتخللها شوك بكثرة كانت هذه المسافة تزيد على عدة كيلومترات ملأت أقدامنا بالشوك وحال وصولنا إلى نقطة تقاطع مشروع ري الوحدة مع الطريق العام ( بغداد - كوت ) أجبرونا على الخوض في مشروع ري الوحدة ونحن في منتصف شهر كانون الأول حيث درجة الحرارة مُنْخَفِضَة وبعد الخروج من مشروع ري الوحدة كان ينبغي قطع مسافة ثلاثة كيلومترات وفي هذه المنطقة كانت منصوبة عدة كمائن معادية من قبل ضباط الصف المعلمين وكان خلال التدريب سبق أن حذروا الطلاب من الوقوع في الأسر وَفِعْلاً وقع الطالب زكي البرفكاني في الأسر وذاق أنواع التعذيب النفسي أولا خلع كافة ملابسهِ ومن ثم يقومون برمي مخزن عتاد حي بالبندقية كلاشنكوف لكي تُحْمى سبطانة البندقية بعدها يقومون بكي جسد الأسير بسبطانة البندقية كل هذا من أجل تعليم الطالب عدم الركون للوقوع في الأسرفي المستقبل .
الطلاب العرب في الدورة 44

كان عدد الطلاب العرب في الدورة 44 أحد عشر طالِباً إثنان من أرتيريا وإثنان من البحرين وإثنان من الكويت والبقية من فلسطين ، الطلبة الذين كانوا في فصيلنا الطالب راشد مال الله من البحرين والطالب إبراهيم على نور من أرتيريا.

           


حفل تخرج الدورة 44

بعد إنتهاء دورة الصاعقة  بدأت إمتحانات نهاية السنة النظرية والعملية وتَلَتْها المباشرة بالتدريب على مسير الإستعراض إستعداداً لحفل تخرج الدورة 44 وقد تأخر حفل التخرج من يوم 6 كانون الثاني إلى يوم 9 كانون الثاني 1967 ولانعرف سبب التأخير وقد حضر حفل التخرج الفريق عبد الرحمن عارف رئيس الجمهورية وإستعرضت كراديس الطلاب أمام رئيس الجمهورية وقُرِأَ المرسوم الجمهوري بمنح الخرجين رتبة ملازم في الجيش بعدها تجمع الطلاب في قاعة سينما الكلية...

                

وجرى توزيع الطلاب على الصنوف والفرق بطريقة القرعة لتحقيق العدالة وتلافياً للوساطات التي قد تحدث وقد كان نصيبي فرقة المُشاة الرابعة التي كان قائدها شيخ الجيش العراقي الباسل اللواء الركن عبد الجبار شنشل .


الخاتمة
كان طُلاب الدورة 44 من جميع محافظات العراق من البصرة جنوباً إلى الموصل شِمالاً ومن القوميات العربية والكردية والتركمانية ومن الديانات المسلمين والمسيحيين والصابئة لافرق بين واحد وآخر بل لايعرف الواحد قومية الآخر إلا من خلال لهجة اللغة فقط والطلبة من الديانات غير المسلمين نعرفهم من خلال مناسبات الأعياد حيث يُمْنَحون إجازات بمناسباتهم الدينية .
 
يتبع القسم الثاني
 اللواء فوزي البرزنجي
20 نيسان 2014
 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

3426 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع