العازف (الجراد) الذي لا يضطجع
Spillemann Grashoppe vil ikke legge seg.
ترجمة علي الكاش
حصريا لمجلة الگاردينيا
نحن الآن فصل الصيف في المروج، الشمس تغرب، وحلٌ الغسق مثل سجادة زرقاء جميلة فوق الرمال.
أسرعت جميع الحشرات الصغيرة، الذكية، المشغولة طوال النهار مع تفسها الى أماكن سكناها في الأزهار والأوراق.
لأن ازهار الأجراس الزرقاء بدأت تعلن بأنه حلق المساء، وعندما تدق الأجراس هنا في الصيف كما يحدث الآن، فإن جميع الساكنين في المروج يذهبون للراحة.
كل الحيوانات الصغيرة، تهتز، وتعرف ماذا تقول أزهار الجرس الزرقاء: (هي ازهار زرقاء اللون تشبه الجرس تماما).
دنغ، دونغ، إسمع أغنيتنا!
أيتها الدبابير والنحل، خذوا راحة.
ايتها النملات الذكيات، اتركوا العمود.
أيها العنكبوت، توقف عن عمل الشبكة.
أيتها البعوضة الراقصة توقفي عن اللعب.
ايتها النحلة العملاقة الطنانة، لا تتأخري.
ايتها الفراشة، طيري خفية.
أيتها الدعسوقة، نامي فأنت تفهمين.
إبتها الخنفساء، إذهبي فورا الى البيت.
يا ذبابة الفرَس، ويا ذباب، حطوا أرضا.
يا عازف الكمان على الذرة الخضراء أترك الكمان حالا.
دنغ، دونغ، في مرجنا (جمعها مروج وهي الرياض، ومزرعة) الجميع إخلدوا الى النوم!
....
ذهبوا الجميع الى الراحة الواحد تلو الآخر. الزنبور والنحلة كانا يطوفا طوال النهار
وكانا سعيدين بالخلود في السرير، والنملة الذكية كانت متعبة ومرهقة من العمل فنامت على الجذوع الثقيلة والعمود فوق التلة، وكانت مستنفذة القوة فنامت على الفور.
نسج العنكبوت شبكة كاملة خلال النهار وتمتع فعلا بالذهاب للراحة.
هكذا كان حال الجميع. البعوضة رقصت لحد ما تعبت.
والنحلة العملاقة جمعت العسل، وهناك خشونة تماما في ظهرها.
(الصرصار سيمن) واجه وقتا عصيبا، والفراشة والدعسوقة وذبابة الخيل والذبابة تثائبوا وناموا تقريبا على حافة السرير.
عازف الكمان (الجراد) فقط شعر بالحيوية والمرح، وبقي جالسا في الخارج مع الغسق الأزوق، عندما جميع سكان المرج خلدوا للراحة.
قال عازف الكمان لنفسه :كلا، وكلا، هؤلاء الحمقى جيراني.
معتقدا بأنهم يتحملوا الاستلقاء خارجا عندما يكون المساء جميلا. إنه يوم لطيف وجيد، وهذا الشفق الأزرق كأنه حلم.
لكن الواحد يعذر هذه المخلوقات الذين لا يروا هذه الحياة الجميلة، ولا يفهموا الموسيقى اكثر من الديدان الموجودة في عصير الفروالة.
لم يفكر عازف الكمان طويلا ويدرك بأنهم مضوا في عملهم حتى الإرهاق على غرار العديد من جيرانه.
كان قد اخذ غفوة للتو تحت الشمس وطرح الكمان، كانت جميلة النغمة التي تعلمها الآن.
كان قد كتب كلمات قصيدة ليلحنها، وكان بتمتم بالكلمات في داخله عندا كان يعزف الكمان.
في الحقيقة انه سوف لايأخذ الجذع الصغير(الكمان)
فقد تركه على الجانب الصحيح من الطريق واهتم بطريقه، حينما كان يتمتم ويغني الكلمات التي كتبها.
.....
(هذه هي كلمات الأغنية).
هنا ترى شيئا مسليا
هوبا لي أو لا ... هوبا لي او لا..
الموسيقى واللعب أهوى
هوبا لي او لا...
لكنه جلس يعزف في الخارج تماما حيث الصرصار سيمن يعيش.
كان (الصرصار) سيدا فضا، والآن بعد أن كان مستغرقا في النوم قد ايقظته الموسيقى، وكان عديم الرأفة.
صاح بغضب: توقف عن هذه الضوضاء! هل على الحشرات الحقيقية ان لا تتمتع بليلة هادئة؟
قال الموسيقار الجراد: تبا له، سلوك سيء وفظ، بدلا من ان يقول لي شكرا على الموسيقى الجيدة فإنه يلومني! فكر الموسيقار وتحرك بعيدا عن بيت الصرصار سيمن.
لكن لو كان هناك الف صرصار سيمنس غاضب، فانه سيواصل الغناء من حيث توقف.
لقد خُلق المساء للتمتع بالحياة واللعب.
ترك الموسيقار الجراد عظمة الكمان في جانب الطريق الصحيح واهتم بطريقه.
لكنه الآن مع الدبور الذي يعيش على قرب منه.
الدبور لا يحب ان يوقظه أحد عندما يكون غارقا في النوم.
صاح الدبور غاضبا: إبعد من هنا، خلاف ذلك سألسعك بألم، أيها اليعقوب الناحب!
فكر الموسيقار الجراد: فظ آخر! وغادر المكان على الفور.
الدبور ذو اللسعة لم يقصد بالضبط ذلك (أن يلسعه)، لكن لو كان هناك ألف دبور غاضب فأنه سيواصل (العزف) من حيث توقف.
استمر يعزف ويعزف، وينتقل من مكان لمكان، حين يحصل على كلمات عنيفة وإهانات من الحشرات النائمة.
كان الأمر الأسوأ مع النملة، عندما عزف قرب التلة التي تعيش فيها، حيث صاحت به: اذهب الى بيتك يا عديم الفائدة! خلاف ذلك سإهوي بالعصا عليك!
فكر الموسيقار: أغبياء، الكل في المرج أغبياء، على أي حال لا يتوقع الواحد بأن هؤلاء المتخلفين
يمكن ان يفهموا في الموسيقى، وقفز مبتعدا عنهم.
....
ليس أمرا ممتعا أن تأخذ عصا على رأسك، لكنه لم يستسلم، كان يدندن ويلعب الموسيقى ويدندن لحد شروق الشمس تقريبا.
ثم أخذ يترنح الى البيت متعبا، وانطرح نائما لفترة طويلة، وكان صفير الموسيقى يدوي في رأسه.
عندما ظهرت الشمس، بدأت أزهار الأجراس الزرقاء تدق مرة أخرى، كما يفعلن عادة صباح أيام الصيف، حيث يستيقظ كل الأحياء في المروج ليوم جديد.
الموسيقار الجراد كان غارقا في أرض الأحلام، ولم يسمع رنين أزهار الأجراس الزرقاء، لكن بقية الحيوانات الصغيرة إستمعوا لها وفهموا ما الذي يقوله الجرس:
دنغ، دونغ، إسمع أغنيتنا!
الشمس أشرقت، الى الخارج اقفزوا!
إنه الفجر، اخرجوا وطيروا!
الدبور والنحلة أخرجوا وأعملوا!
النملة الذكية اصعدي على العمود!
ايها العنكوت اسس الشبكة!
ايتها النحلة الطنانة، العسل يفيض، الأزهار مليئة وتتراقص!
ذبابة الخيل، والذبابت، ارفعا رأسيكما!
أيتها الدعسوقة، انه الرنين وانت تفهمين!
ايها الصرصار سيمن، حان الوقت!
أيتها الفراشة، طيري من مخبأك!
لكن الجراد العازف غير موجود!
إنه نائم، وسوف يضحك.
دنغ، دانغ، في مرجنا
الكل يغادر السرير!
......
بعدها بقليل، كانت جميع الحشرات مشغولة بالعمل. أما الموسيقار الجراد فقط كان نائما على إذنه الخضراء.
قال الحشرات: كلا، إنه خطأ كبير! سيبقينا هذا الموسيقار مستيقظين الليل كله، والآن نهار وهو نائم!
قالت النملة: نأمل فقط ان لا تكون ليلة سيئة!
قالت النحلة العملاقة: علينا أن نمضي وأن نوقظ المزعج الموسيقار.
قال الجميع: نعم، نعم! لنوقظ الموسيقار!
ثم ذهبوا وأيقضوا الموسيقار الجراد، قاموا بنهشه من قدمه، وصفروا بالأجنحة حول رأسه.
تثاوب الموسيقار وقال: أوه! هل أنتم مجانين تأتون لإيقاظي، أنا بالكاد نمت!
قالت النملة : أنهض وأعزف!
قال الموسيقار: لقد عزفت طوال الليل، وأنا متعب، وتثاوب مرة ثانية.
قال الصرصار سيمن: ستعزف طوال النهار أيضا!
لذا فقد أجبروا العازف، وهددوه ان لم يعزف.
إثنان، اثنان يتغيرون ويراقبوه، لذا لا يتمكن من التهرب والخديعة لينام قليلا.
أخذ يتأمل، ثم حركوا زغب الأزهار، لتدغدغته تحت الرقبة، وكان هذا أسوأ ما مر به الموسيقار الجراد.
ثم أخذ يعزف ويعزف، حتى اعتقد في بعض الأحيان بأن قصبة الكمان لابد ان تتهشم أجزاءا بسبب إستمراراه على العزف، وكان العرق ينضب منه بسبب الحر الشديد.
طوال اليوم كان يدندن ويعزف، وكان صوته يُسمع عبر المرج، وكل الحيوانات تشمت به وتضحك.
وحينما كانت أزهار الجراس الزرقاء تعلن مساء يوم جديد، كان العازف الجراد أول من ينام.
تمت الحكاية الأولى (كتاب قصص المساء الكبير للأطفال)، والى اللقاء في حتوتة ثانية.
961 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع