سألها الإعلامي وجدي الحكيم في حوار، «هل أنت متشائمة؟»، فأجابته قائلة «لا مش بتشاءم دايما، حتى في عز أزمتي، بتفاءل»، وهذا ما تفعله شادية في جمهورها، حيث ترتسم البسمة على شفاههم وتعلو البهجة وجوههم حال طالتها عيونهم أو سمعتها أذانهم.
نراها تتألق في شخصية «نعمت» الفتاة المتمردة الكارهة لحياتها برفقة والدتها الخادمة والمربية، وتقرر الهروب من المنزل في «التلميذة»، ثم تفاجئنا بدور «حميدة» في زقاق المدق، الفتاة الجميلة الثائرة التي تركت حبيبها وحارتها وخالتها، من أجل الشهرة والثراء، لكن في النهاية «سكة حميدة كانت أخرتها تأبيدة»، تقمصت دور «نور» في «اللص والكلاب» ببراعة، واعتبره النقاد من أفضل وأروع أدوراها، الذي مثل بداية مرحلة النضج الفني لها.
«فتوش»، «دلوعة السينما»، «معبودة الجماهير»، «قيثارة العرب»، و«صوت مصر»، ألقابا كثيرة حملتها شادية، التي تعتبر أهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ السينما العربية، وظلت نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن، لتختتم نشاطها الفني بأمسية دينية، غنت فيها «السيرة المحمدية» بمناسبة مولد النبوي الشريف، لتسدل الستار علي مشوار معبودة الجماهير، قائلة: «لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا»، ليتفق الجميع على أنها ضد النسيان، ورغم اعتزالها ظلت مكانتها وقيمتها دائما كما هي، وستظل منبع البهجة والفرح والمرح.
وفي عيد ميلادها، يرصد «المصري لايت» 16 موقفا في حياة فاطمة أحمد شاكر الشهيرة بشادية لن تنساهم.
16. الحبيب الأول شهيدا بالجيش
تحكي شادية لمجلة «سيدتي» عن أول قصة حب في حياتها، قائلة: «تعلقت في بداية حياتي بحب رومانسي لضابط شاب من أبناء الجيران اسمه أحمد، ولم يعلم أحد بأمره، ويوم عرض الفيلم الأول لي صفق لي الجمهور وناداني لأول مرة باسم شادية، وعند عودتي إلى منزلي مع شقيقي طاهر وشقيقتي عفاف، وأنا في شدة الفرح فوجئت بخبر مؤلم، فقد مات أحمد الضابط بالجيش الذي أحببته في إحدى المعارك بحرب فلسطين عام 1948، فبكيت بكاءً حارا ، فكان أحمد هو الشخص الوحيد الذي أحببته، والذي رفضت من أجله جميع من تقدموا لخطبتي».
وأضافت: «تعرضت لهزة عاطفية عنيفة بفقدان الشخص الذي أحببته، الذي كان حبي الأول، وبدأت أتفرغ تماما للفن عله يواسيني ويخفف من أحزانى، وبدأت انتشر في عدة أعمال سينمائية خلال سنوات قليلة خصوصا بعد أن كونت ثنائيا ناجحا مع كمال الشناوي، فقدمنا خلال 5 سنوات 12 فيلما».
15-حيلتها على والدها
ظهرت موهبة شادية وهي طفلة عندما كانت تغني أغاني ليلي مراد، لكنها وجدت أمامها صورة شقيقتها عفاف شاكر حين أرادت أن تسلك طريق الفن وموقف والدها الرافض لهذا الطريق، ولجأت شادية إلى الحيلة لتكشف بها عن موهبتها، وفي أثناء زيارة أحد أصدقاء والدها منير نور الدين، وكان ملحنا ومغنيا تركيا، طلبت شادية من جدتها أن تنادي عليها فقامت «فتوش» وغنت أغنية ليلى مراد «بتبص لي كده ليه» فحازت على إعجاب الجميع.
ونالت شادية إعجاب واستحسان الملحن صديق والدها، الذي تبناها وعلمها أصول المغني والطرب الشرقي، وأعطاها دروسا في كيفية نطق الألفاظ، ووصل بها إلى بداية الطريق لتمثل أول فيلم لها «أزهار وأشواك».
14-إعجاب أم كثوم وبدرخان
حكت شادية في أحد حواراتها أن من أهم المواقف في حياتها الذي لن تنساه طوال عمرها كان عند زيارتها مع والدها لمنزل أم كلثوم في صيف عام 1964 في حضور المخرج أحمد بدرخان، والغريب أنها لم تهب اللقاء والموقف وعندما طلبت منها الست أن تغنى غنت لحن القصبجي «بتبص لي كده ليه»، لتؤكد أم كلثوم أن البنت موهوبة، قائلة: «الخامة كويسة وبالاجتهاد والإخلاص ستنجح بالتأكيد.. صوت البنت يا بدرخان فيه حنان وشجن وإحساس.. ربنا معاكي يا بنتي».
ويسارع بدرخان بتوقيع عقد مع والدها على مشاركتها بالتمثيل والغناء لمدة ٥ أعوام وصرف راتب شهري قدره ٢٥ جنيهًا بعد نجاحها فىيمسابقة الوجوه الجديدة التي أقامتها مجلة «الدنيا» وتسجيل شريط صوت لفيلم «المتشردة» التي قامت ببطولته حكمت فهمي ومحسن سرحان.
وتمر الشهور ولم يستدع «بدرخان» شادية للتمثيل أو التصوير، وفي الوقت نفسه كان المخرج حلمي رفلة يستعد لتصوير فيلم جديد لمحمد فوزي، ويبحث في الوقت نفسه عن وجه جديد يغنى ويمثل، ويتذكر الوجه الجديد الذي شارك مع زميله «بدرخان» في اكتشافه من خلال مسابقة مجلة «الدنيا»، ويسأل صديقه عنها، فيخبره «بدرخان» بتأجيل مشروع الفيلم وبالتالي لم يستعن بالوجه الجديد شادية.
وتم الاتفاق بينهما أن يستعين «رفلة» بفاطمة شاكر في فيلمه الجديد، ويتنازل «بدرخان» عن العقد، ويدفع «رفلة» المبالغ المالية التي دفعها «بدرخان» طوال الشهور الماضية لأسرة فاطمة رغم تعديل العقد مع والدها ليصبح أجرها الجديد عن الفيلم الواحد ١٥٠ جنيهًا، ويختار لها اسمًا «فنيًا» جديدًا هو شادية، ويكون أول أفلامها من إنتاج «رفلة».
13-إهانة سناء سميح لها
اشتركت شادية في أول أعمالها «أزهار وأشواك» مع يحيى شاهين عام 1946، ولم تكن سوى كومبارس، حيث اشتركت بمشهد وحيد في الفيلم، ما دفع بالنجمة السينمائية آنذاك سناء سميح أن ترفض الجلوس بجانبها في «البنوار» الخاص بأبطال العمل، خلال العرض الأول، ما أصابها بحالة من الحزن والاكتئاب فقررت ترك السينما نهائيًا، خاصة أن الفيلم حقق فشلا جماهيريًا، لكن المخرج حلمي رفلة أعاد الاعتبار للفنانة الناشئة شادية، وأبدى إعجابه بأدائها ورقة ملامحها خلال عملية المونتاج، وقرر إسناد أول بطولة لها في العام التالي مع الفنان محمد فوزي وكان بعنوان «العقل في أجازة».
12-عماد حمدي وصفعة على وجهها
تزوج عماد حمدي من شادية، رغم أنه أكبر منها بأكثر من 20 عامًا، إلا أنها أصرت على إتمام الزيجة رغم رفض عائلتها، وتزوجا في حفل عائلي متواضع بدون «زفة».
وواجه «حمدي» في الأشهر الأولى من زواجه من شادية أزمة مالية شديدة، بسبب أموال النفقة الشرعية التي طالبت بها طليقته الفنانة المعتزلة فتحية شريف، وبلغت قيمتها وقتها ألف جنيه، وحاولت شادية مساعدة زوجها، لكنها لم تفلح في حل الأزمة.
وبدأت الأعباء المادية تزداد، ونشبت المشاجرات بين الزوجين، وتنبأ الجميع بانفصالهما، لكن استمر الحب بين عماد حمدي وشادية، حتى مرت تلك الأزمة بسلام.
لكن هذا الزواج لم يستمر طويلًا، حيث دبت الخلافات بينهما، بسبب غيرة «حمدي» الشديدة، وكانت النهاية في علاقتهما عندما صفعها أمام أصدقائهما في إحدى الحفلات، وبالفعل قررت شادية الانفصال رغم محاولات «حمدي» للرجوع اليها.
11-حبها لفريد الأطرش
بعد انفصال شادية، عن زوجها الفنان عماد حمدي، بفترة ارتبطت بالفنان الراحل فريد الأطرش، عاطفيًا، وكان لهذا الحب مفارقات كبيرة حيث أنها لم تكن من هواة أغانيه ولا تفضلها، لكنها عندما اقتربت منه وجدت فيه صفات أخرى شجعتها للتقرب منه.
الصحافة لم تترك شادية و«الأطرش» في حالهما، فكان مادة خصبة لهما، وقد رحب الاثنان بذلك ورافقته شادية في حلقات سباق الخيل وسهراته المشهورة، وبدأ الاثنان يفكران في الزواج وسافر فريد من أجل إجراء الفحوصات الطبية وكان يرسل لها البرقيات اليومية كعادة العشاق.
وبعد عودته من السفر مارس «الأطرش» هوايته في السهر والحفلات، ما أدى إلى انتهاء هذا الارتباط العاطفي لأن شادية كانت تحتاج إلى بيت هادئ ترجع إليه آخر النهار ولا تقدر على سهرات «الأطرش» اليومية.
كانت شادية تعيش في شقة بنفس العمارة التي يسكن بها «الأطرش»، ما جعل الشائعات تقول أنهما عقدا القران وانتهزت شادية سفر «الأطرش» لتبيع الشقة وتسكن في مكان آخر محاولة بذلك إسدال الستار على قصة لم تكتمل.
وبعدها لم تتعاون شادية مع «الأطرش»، في أي عمل فني، لكن بعد سنوات من الجليد بينهما تدخل بعض الوسطاء لعودة العلاقات مرة ثانية، حيث تطوعت مصممة الأزياء ليلى محمد صديقة شادية بذلك وسألتها في مكالمة هاتفية قائلة: «إيه رأيك تغني مع فريد؟»، لترد عليها شادية قائلة: «ما أنا قلت رأيي قبل كده مفيش أي مانع، فريد صديق عزيز»، فقالت لها «ليلى» طب خدي كلميه، وأمسك «الأطرش» السماعة وذاب جليد السنين وتم التفاهم في دقائق معدودة، وسافرت شادية إلى لبنان وغنت وأبدعت من ألحان «الأطرش».
وتقول شادية عن علاقتها بــ«الأطرش»: تعرفت عليه للمرة الأولى عندما رشحني المخرج يوسف شاهين للمشاركة في فيلم (ودعت حبك)، وهنا اكتشفت إنساناً آخر غير الذي كنت أعرفه من بعيد، فهو إنسان طيب وحنون جداً، وكريم إلى أبعد الحدود، قلبه أبيض كقلب طفل، كما اكتشفت أنه خفيف الظل على عكس ما كان يشاع عنه، ووجدته مثالاً للرجل الجنتلمان الذي يعامل المرأة باحترام ولا يبخل عليها بحنانه، وبدأ حب فريد الأطرش يملأ قلبي وحياتي بعد أيام وشهور البؤس والدموع التي أعقبت طلاقي من عماد حمدي».
10-فاتن حمامة و«ألوه..ألوه..إحنا هنا»
حكت شادية عن واحد من أجمل المواقف في حياتها مع فاتن حمامة، وقالت: «كنا أثناء تصوير فيلم (موعد مع الحياة) عام 1953 وبصعوبة بالغة حاول مخرج الفيلم أن يقنع فاتن بالغناء وكان ذلك من لزوم الدور».
وأضافت «شادية»: «وفي أحد مشاهد الفيلم أزف خبر نجاحي أنا وفاتن إلى والدنا الذي أدى دوره الفنان العظيم حسين رياض، رأى المخرج أن يزف الخبر بطريقة غنائية مرحة سعيدة من خلالي، ثم عاد وفكر في اشتراك فاتن في الغناء ميى وبعد محاولات عديدة لإقناع فاتن بدأ الملحن منير مراد تلحين الأغنية، وما أن انتهى من التلحين حتى عادت فاتن تتخوف مرة أخرى من خوض تجربة الغناء لأول مرة».
وتابعت «شادية»: «هنا أحسست بتخوف فاتن من الغناء فقمت بحفظ (الدويتو) كاملا من منير مراد، ثم بدأت أغني الأغنية عدة مرات أمام فاتن حتى استطعت بطريقة غير مباشرة أن أجعلها تحفظ اللحن، وتردده معي بتلقائية وبدون خوف في فترات الراحة من التصوير».
واستكملت: «وعندما بدأ منير معي جلسات محاولة تحفيظ اللحن لفاتن فوجئ في أول جلسة بأنها تحفظ اللحن كاملا عن ظهر قلب، وبمجرد دخولنا الأستوديو غنت فاتن معي، وكان (دويتو) (ألوه..ألوه..إحنا هنا….ونجحنا أهوه في المدرسة) من أنجح أغاني الأفلام».
9-منير مراد وطريق الشهرة
بعد أن بدأ منير مراد في العمل بالسينما وواجهته صعوبة في الدخول للعمل بالتمثيل، قرر التخلي عن هذه الفكرة وبدأ يتجه إلى التلحين مستخدماً موسيقى الجاز التي كانت رائجة وقتها في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية خاصة، لكن واجهته صعوبات أخرى في الترويج لها وإقناع المنتجين بها لأنهم وجدوها خارجة عن مألوف الموسيقى الشرقية التي اعتادوا عليها إلى أن وجد من يتقبل هذه الفكرة وهي شادية التي استقبلت بترحاب لحنه، وخرج سوياً بأغنية «واحد .. اتنين».
وأُذيعت تلك الأغنية وأعجبت كل الملحنين والمغنيين، وفتحت أمامه الطريق أمامه هو وشادية ليصبحوا فيما بعد متربعين على عرش التلحين والغناء، وعملا سوياً في بطولة الفيلم السينمائي «أنا وحبيبي» عام 1953، واستمرت تجربتهما معاً، فبلغ عدد الأغاني التي لحنها مراد لشادية 70 أغنية و«دويتو».
8-مشاكلها مع عزيز فتحي
عد فشل قصة حب شادية و«الأطرش»، فاجأت دلوعة السينما الجميع بزواجها للمرة الثانية عام 1958 من عزيز فتحي الذي كان يعمل مهندساً بالإذاعة، وكانت تعرفت عليه في سهرات «الأطرش» الذي كان يتردد عليها بصحبة خالتيه الفنانتين ميمي وزوزو شكيب.
وكان «فتحي» يصغر شادية بعدة أعوام، وابن أحد العائلات العريقة، فوالده المستشار محمد فتحي، وكانت بداية الحب بينهما على شاطئ ستانلي بمدينة الإسكندرية، وبعد فترة تعارف لم تزد على 10 أيام قررا الزواج، وباركت الأسرتان زواجهما.
ولم يمر وقت طويل حتى وقعت المشاكل بين شادية وزوجها، بعدما علمت أنه كان متزوجاً من أخرى قبلها، ولم يخبرها بذلك، وزادت المشاكل بسبب ضيق «فتحي» من شهرتها، وحاولت شادية الحفاظ على هذا الزواج لدرجة أنها حاولت فتح المجال لزوجها للعمل بالسينما وبالفعل أجرى اختبارين أمام الكاميرا، لكنه فشل فيهما، وأدى ذلك لرد فعل سيء عنده، وبدأ يتدخل في عملها، ويقيد من حريتها، فلم تجد حلاً سوى الطلاق، ورفض في البداية، لكنها أقامت دعوى قضائية استمرت بالمحاكم فترة طويلة، ولم تنته إلا باتفاق ودي بين والد الزوج ووالد شادية.
7-الحمل وطلاقها من صلاح ذو الفقار
رغم قرار شادية بالتفرع بشكل كامل لفنها، إلا أنها وقعت في الحب للمرة الثالثة، وكان البطل هذه المرة الفنان صلاح ذو الفقار، حيث تحولت قصة الحب الشهيرة بين «أحمد ومنى» في فيلم «أغلى من حياتي» لقصة حب حقيقية في الواقع، واندلعت شرارة الحب بينهما أثناء تصوير الفيلم، واستمرت قصة الحب شهوراً عديدة حتى توجت بالزواج.
عاشت شادية و«ذو الفقار» حياة سعيدة جداً، لكن حدثت الأزمة عندما شعرت شادية بالحنين للإنجاب، ورغم أن الأطباء أكدوا لها خطورة الحمل على صحتها، وأن جسمها الضعيف لا يقوى على احتمال الإنجاب، خاصة أنها حملت مرتان من قبل من زواجها من عماد حمدي وعزيز فتحي ولم يكتمل الحمل.
وأصرت شادية على الحمل، وكانت سعيدة مع الشهور الأولى لكن في الشهر الرابع يسقط الجنين لتعيش بعد ذلك في حالة نفسية وعصبية سيئة وينعكس ذلك على حياتها الزوجية ويتم الطلاق الأول بينهما، وبعد تدخل المقربين تعود المياه إلى مجاريها، وبعد عامين حدث الطلاق الثاني عام 1972، لتقرر بعدها عدم الخوض في تجارب الحب والزواج والإنجاب وتتفرغ لتربية أبناء أخواتها ومراعاة شئونهم الحياتية مع أختها «عفاف».
6-رفضت «الميني جيب والشورت»
اعتادت شادية على رفض المشاهد التي تلزم ارتداء «الشورت» أو «المايوه»، وكانت تمسك بالقلم الأحمر، وتشطب على تلك المشاهد في ورق السيناريو، وتقول إنه «إذا ما أصر المنتج أو المخرج أن ينفذ الفيلم بهذه المشاهد فسوف أبتعد عن تمثيل الفيلم نهائيا».
وذكرت مجلة «الموعد» في عددها 354 الصادر عام 1969، أن شادية عرض عليها أحد المنتجين بطولة فيلم لا يضم مشهدا فيه «شورت» وأعجبتها القصة، ووافقت على السيناريو ولم يبق على بدء التصوير سوى أيام قليلة.
وفى هذه الأيام القليلة اتصل بها مساعد المخرج لكي يرجوها أن تكون في اليوم المحدد للتصوير في الأستوديو وهى مرتدية فستان «مينى جيب»، لكنها رفضت بشدة.
وهرع المخرج إلى بيتها لكي يحاول أن يفهمها ضرورة ارتداء مثل هذا الفستان لأن الفيلم يصور عام 1969 وليس هناك فتاة في هذه الأيام لا ترتدي هذا النوع من الفساتين وإذا ما صور الفيلم بالفستان العادي فقد يعتقد الناس أنه فيلم قديم.
وزادت شادية في التصميم على الرفض، وقالت للمخرج قد تكون كل الأسباب التي أوردتها صحيحة، ولا جدال فيها، لكن هناك شيئا واحدا أصح من كل هذه الأشياء، هو أن شادية لها أزياء خاصة تراها منسجمة مع نفسها وأسلوبها، ولا تريد أن تخرج عنها في أي حال من الأحوال.
5-غضب محمد عبدالوهاب منها
في عام 1963 وأثناء وضع الخطوط الرئيسية للعمل بفيلم «زقاق المدق» لرائعة الكاتب العالمي نجيب محفوظ، تم الاتفاق أن يكون ضمن أحداث الفيلم أغنيتن، أحدهما من تلحين محمد الموجي وهي أغنية «نو يا جوني نو» والأخرى من تلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب وهي «البسبوسة».
ومع قرب نهاية أحداث الفيلم، وجد المخرج أن مدة الفيلم قد طالت ولابد من الاستغناء عن إحدى الأغنيتين، فعقد اجتماعا مع طاقم عمل الفيلم واقترحت «شادية» أن من الأفضل ولمصلحة الفيلم أن يتم استبعاد أغنية «بسبوسة» والإبقاء على أغنية «نو يا جوني نو» لأنها تتماشي مع أحداث الفيلم.
وعندما علم ذلك «عبدالوهاب» استشاط غيظا واعتبر ذلك انتصارا «للموجي» عليه، وأعلن يومها وقف التعامل مع شادية، وبذلك ظلت أغنية البسبوسة حبيسة الأدراج ولم تر النور إلا في السبعينات من خلال ميكرفون الإذاعة، أي بعد هذا الحدث بنحو 9 سنوات.
ويظل الخلاف قائما بين اشدية و«عبدالوهاب» بعدما كان ملحنها المفضل ومفجر طاقاتها وإبداعاتها فهو الذي لحن أوبريت «وطني الأكبر، والجيل الصاعد الذي شاركت فيهما، ولم تحاول شادية تقديم أي تنازلات لاحتواء الموقف، والحرص علي بقاء علاقاتها مع عبد الوهاب، وبررت ذلك وقتها بأن مصلحة العمل فرق كل اعتبار حتى وإذا أدى ذلك خسارتها للملحن عبد الوهاب ذو الصيت والسمعة الأشهر في الوطن العربي وبالفعل قطعت التعاملات معهما.
4-خشية «ذو الفقار» من تطليقها في فيلم «كرامة زوجتي»
كان «ذو الفقار» يخشى من أن يخسر زوجته شادية بسبب أحد المشاهد في فيلم «كرامة زوجتي» عام 1967، وكان «ذو الفقار» خائفا من أن يطلق زوجته شادية فعليًا، حيث كان من المقرر أن يطلق كلمة «أنتي طالق» على شادية، وهى في هذا الوقت كانت زوجته، وخاف من أن يحدث الطلاق بالفعل.
وتردد «ذو الفقار» كثيرًا قبل أن يقدم هذا المشهد، وألغاه، حتى أنه جلس مع شيخ من علماء الأزهر واستشاره في هذا الأمر، وأكد له الشيخ أن هذه الطلقة ستكون تمثيل ولم يأخذ بها في الشرع على الإطلاق وطمأنه، ولذا قرر «ذو الفقار» تصوير المشهد الذي أرقه لأيام طويلة خشية من وقوع الطلاق.
3-ابن زوجها عماد حمدي
حكى نادر عماد حمدي ذكرياته مع والده، وشادية الزوجة الثانية لأبيه التي يعتبرها أمه الثانية، في حوار له: «ماما شادية هي أمي الروحية، وأقرب إنسان لي في هذا الوجود، وتزوجت أبي في عام 1953، وكان عمري وقتها 4 أعوام، فالتقيتها في هذا العمر للمرة الأولى، لكنني لم أقترب منها كثيرا لحساسية العلاقة مع أمي، وحين أصبحت طالبا بمعهد السينما كان والدي مرتبطا بفيلم مع يوسف شاهين بعنوان «الناس والنيل»، عام 1972، وكان يشارك في بطولة الفيلم كل من شادية وصلاح ذو الفقار، وكان تصويره في أسوان، فاقترح علي والدي أن أسافر معه، لأقابل يوسف شاهين».
وأضاف «نادر»: « وداخل موقع التصوير وجدت فجأة نفسي أمام شادية للمرة الأولى بعد انفصالها عن والدي، وقدمني أبي إليها فلم تتمكن من التعرف إليَّ، وحين أخبرها أنني ابنه، وجدتها تحتضنني بلهفة الأم، وتسألني عن حال أمي، وخطفتني إلى غرفتها في الفندق الذي تنزل فيه، وفوجئت بها تطلب مني رقم تليفون والدتي، الفنانة فتحية شريف الزوجة الأولى لعماد حمدي، واتصلت بها، واعتذرت لها عن زواجها من والدي، وتعجبت أمي من موقف شادية، وسامحتها وصارتا صديقتين منذ هذا الوقت، وبعد وفاة والدتي أصبحت شادية هي أمي، وأصررت أن أظل أناديها بـ(ماما شادية) وهذا اللقب أقل بكثير مما تستحقه سيدة بقيمة شادية».
2-خناقتها مع حمدي أحمد
استمرت عروض مسرحية «ريا وسكينة» لمدة 4 أعوام بنجاح كبير وانطلقت المسرحية في جولات عديدة للعرض في بعض الدول العربية، وكان أبرزها عرضها في الكويت الذي شهد حادثا أصبح محور اهتمامات الصحافة الفنية في تلك الفترة.
ومن المعروف أن دور «الشاويش عبد العال» فــــــي بدايـــــة انطلاق المسرحية كان يقوم به الفنان حمدي أحمد الــــــذي طاف مع أعضاء المسرحية العديد من الـــدول العربيـــة التــــــي كانت تحتفي بشادية في المقـــــام الأول لدرجة أن الفنانـــــة سهيـــــر البابلي قالت في احـــــد لقاءاتهــــا إنهـــا كانت تعرض «ريا وسكينة» لجمهور شاديــــــة، فشاديـــــة أعطتنا جمهورها ونحن كنا ضيوفا على المسرحيـــة.
وعند عرض المسرحية في الكويــــــت تألقت شادية كعادتها وفي إحدى ليالي المسرحية استقبلهــــا الجمهور بشكل غير مسبوق واستمر التصفيق والصراخ باسمها لمدة تزيد على 10 دقائق من دون توقف وتكرر الأمر في ختام المسرحية، ما استفز «حمدي» الذي لم يستطع كبح غضبه فتمتم بصوت عال «على إيه كل ده خلصينا بقى».
فغضبت شادية كما لم تغضب من قبل، وأغلقت الستار وراحت تعاتب زميلها على هذا الكلام الذي لا ينبغي أن يصدر من فنان مثله تجاهها، وبدأ يصب كل غضبه عليها وتكلم معها بغرور مدفوع بالغيرة إليها مصغرا من شأنها، ومتباهيا بموقعه كعضو سابق في مجلس الشعب المصري، وهنا قررت شادية ألا تمر الليلة بسلام، وطالبت المنتج والمخرج بعدم استمرار «حمدي» الذي قرر هو الآخر الانسحاب من العمل، فما كان من المنتج والمخرج إلا أن أقنع شادية و«حمدي» بالاستمرار في العروض العربية وينتهي الأمر لدى عودة الفرقة لمصر، وبعدها تم استبدال «حمدي» بالفنان حسين الشربيني، وأحمد بدير، وتعتبر هذه المسرحية ميلاد.
1-الاعتزال والشيخ الشعراوي
رفضت شادية بعد الاعتزال إجراء أي مقابلات صحفية، لكن بعد عدة أعوام نجحت الإعلامية هالة سرحان في إجراء حوار نادر معها عام 1994، تحدثت فيها عن أسباب وملابسات قرار اعتزالها فقالت «هي جت في ثواني، بعد أغنية خد بإيدي قررت الاتجاه لهذا اللون، فأحضرت مؤلفين وملحنين وقعدنا نسجل أغاني في الريكوردر لأحقظها، فوجدتني مش عارفة أحفظ، مخي في الصلاة وقراءة القرآن، فقلت يارب أعمل إيه، آجي أحفظ مش قادرة».
وأضافت: «جريت وركبت سيارتي بعد صلاة الظهر تقريبا، وذهبت للشيخ الشعراوي، وقلت له أنا جاية أسألك في حاجة وأمشي، أنا بعد ما غنيت خد بإيدى، قلت يارب أنا هغني أغنيات دينية بس، وأنا دلوقتي مش قادرة أحفظ وعاوزة أتحجب»، فقال لها الشيخ الشعراوي: «انسي أنك شادية المغنية، فأنت الآن سيدة فاضلة عرفت طريق الحق تبارك وتعالى»، وبالفعل كانت هذه الكلمات بداية تحول شادية الحقيقي، ومنذ تلك اللحظة انقطعت صلة شادية تماماً عن عالم الفن.
ويحكي الدكتور محمود جامع في كتابه إن «اللقاء الأول بين شادية والشعراوي كان مصادفة في مكة المكرمة عندما خرجت من المصعد ودخله هو ولم يكن يعرفها، فبادرت بتحيته قائلة: (عمى الشيخ الشعراوي، أنا شادية)، فرحب بها، فقالت له: (ربنا يغفر لنا)، فقال لها: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك وأن الله تواب رحيم)».
وحين قرر مهرجان القاهرة السينمائي تكريمها وانتظر الجمهور رؤيتها اتصلت بالشيخ الشعراوي لتأخذ رأيه في حضور حفل تكريمها قال لها «لا تعكري اللبن الصافي»، فرفضت الحضور.
685 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع