المدى- بيروت/غفران حداد:فريدة مطربة المقام العراقي، صوت جميل أدت بصوتها أصعب المقامات العراقية وغنت على اشهر مسارح العالم العربي والعالم بحضور جماهيري غفير ومن يتتبع مسيرة هذه الفنانة، يدرك أنها كانت، ولا تزال، تذهب إلى الاختيارات الصعبة.. إلى المناطق التي يعجز الآخرون عن الوصول إليها، وأعني مناطق الغناء العراقي، فهي اختارت أن تدرس العزف على آلة العود في «معهد الدراسات النغمية» "الموسيقية" حاليا عام 1985 حيث ندر أن تختار فتاة دراسة هذه الآلة الصعبة وفي ظل وجود أستاذ هذه الآلة الموسيقار "الراحل" منير بشير.
ونجحت فريدة في هذا الاختبار إلى جانب اختبار آخر انفردت هي به دون غيرها؛ ألا وهو دراسة وأداء المقام العراقي؛ إذ عرف أن لهذا الفن التراثي الصعب فرسانه من الرجال أصحاب الحناجر القوية، وجاءت فريدة لتمنح بصوتها الأنثوي مسحة عاطفية أكثر رقة لأداء المقام، وسبحت ضد التيار الرجولي ونافستهم في عقر دارهم . . "أضواء المدى" اتصلت بقارئة المقام العراقي فريدة وحاورناها عن بعض من مشوارها الفني الطويل وجديدها وغيرها من المحاور في سياق اللقاء الآتي.
المقام العراقي له خصوصية قد لايتذوقها الجمهور الذي تعود اليوم على نمط معين من الاغاني والموسيقى فما هو سر نجاح السيدة فريدة في أدائه ..... وما الذي يميز الفنانة فريدة عن قارئات المقام القديمات اللواتي غنين المقام العراقي قبلكِ مثل السيدة سليمة مراد وزهور حسين وصديقة الملاية؟
- برأيي أن طريقة تقديم الفنان لفنه بشكل يحترم فيه فنه وجمهوره ، ضروري لكي يتحقق النجاح الذي يصبو اليه أي فنان . وكما هو معروف فالفن رسالة أنسانية ينفتح فيه الفنان على العالم ،وكون الموسيقى لغة عالمية مشتركة بين شعوب العالم ، يسهل من عملية الاتصال والتذوق لما نقدمه للجمهور من أعمال . فطريقة التقديم وأسلوب العرض الفني على المسرح أضافة الى دقة الأختيارت الغنائية ، وكيفية تقديمه الى الجمهور ، مع الأمكانيات في الأداء أضافة الى الأبداعات الآلية لمجموعة العازفين المبدعين والأكاديميين الذين تتشكل منهم فرقة المقام العراقي ، هو سر نجاحنا !
أما عن الشطر الثاني من السؤال بخصوص التمييز عن باقي المطربات أود أن أقول أن علاقة الصوت النسائي بالمقام العراقي تكاد تكون على مستوى ضيق جدا حيث هنالك عدد قليل جدا من الأصوات النسائية الذين يعدون على عدد أصابع اليد الواحدة اللواتي خضن تجربة اداء جزء من المقام ولكي أخط لنفسي طريقا خاصا في عالم الغناء وهو الطريق الصعب الذي أخترته لنفسي والحمد لله وبشهادة كبار المختصين أستطعت أن أقف اليوم في صدارة الأصوات النسائية ممن يؤدين هذا اللون .
ما هي أول أغنية لكِ ؟
أول أغنية كانت أغنية أحلى عتاب من كلمات الشاعر الراحل نزار جواد وألحان محمد حسين كمر عام 1985 وهي ملحنة من مقام الخنبات وبنكهة بغدادية أصيلة وهي من المقامات العراقية الجميلة .
تعاملتِ مع عدة ملحنين مثل الملحن طالب القرغولي ،عباس جميل فاروق هلال، حسن الشكرجي ، محمد حسين كمر، جعفر الخفاف روحي الخماش وأحمد الخليل وجميل جرجيس وعلي عبدالله وابراهيم خليل وعبد الحسين السماوي فما أكثر ملحن شعرتِ انه قدم صوتكِ الجميل بشكل افضل للجمهور وبصراحة؟
- بداية جميع هؤلاء الملحنين هم أساتذة كبار أجلّ لهم كل التقدير والأحترام وسعيدة جدا أنني تعاملت معهم وكل واحد منهم ترك بصمة في أمكانيات صوتي وأدائي لكن اكثر ملحن قدم صوتي وقدمني بخصوصية أداء الأغنية البغدادية الأصيلة والقصيدة الغنائية هو أستاذي وزوجي العزيز محمد حسين كمر فهو إضافة إلى أنه ملحن مقتدر فهو موسيقي أكاديمي عالم بأدواته الفنية وكان أستاذي في المعهد قبل أن يصبح زوجي إضافة إلى أساتذتي شيخ الملحنين العراقيين عباس جميل وطالب القرغولي وفاروق هلال.
لقبتِ ب "صوت الرافدين "و"سيدة المقام العراقي" فماذا تعني لكِ الألقاب و ما هي حكاية هذين اللقبين ؟
الألقاب التي حصلت عليها من قبل الأعلام والمتخصصين في الجانب الغنائي هي ثمرة للجهود التي بذلتها من أجل نشر هذا التراث الذي يمثل هوية العراق الغنائية إلى العالم بأبهى صورة اللقب الأول حصلت عليه في بداية غربتي من قبل المؤتمر الثقافي العراقي الذي أقيم في لندن عام 2000
أما اللقب الثاني فهو رائدة الغناء التقني للمقام العراقي للقرن العشرين وسيدة المقام العراقي حصلت عليه لأدائي أكثر من عشرين مقاما وهذا العدد من المقامات لم تصل اليه أية قارئة للمقام قبلي وقد منحها لي الدكتور حسين الأعظمي عندما كان مديرا لبيوت المقام مع نخبة طيبة من المتخصصين في الموسيقى العراقية
هل يمكن ان تعودين لبغداد وتغنين لجمهوركِ من جديد هناك.؟
- أود أن أزيدكم علما بأنني مع أعضاء فرقتي كنت أول من لبى النداء في المشاركة في مهرجان القبانجي الدولي الذي أقيم في كردستان العراق عام 2005 وقدمت حفلتين وأتمنى أن يعم الأمن والسلام وأن يكون هنالك أهتماما
ماجديدك الغنائي من اغانِ وحفلات لعام 2016؟
لدي مشاركات عديدة في مختلف أنحاء العالم واقرب هذه المشاركات في مهرجان فاس في المغرب لهذا العام وهذه هي المشاركة الثانية لي في هذا المهرجان العالمي الكبير ستكون حفلتي يوم 11-5 أضافة الى جولة فنية في كندا وأمريكا خلال ايلول القادم ومشاركة في دار الأوبرا السلطانية في دولة عمان نهاية هذا العام أما على الجانب الغنائي فقد أعد لي زوجي الفنان كمر مجموعة من الأغاني العراقية القديمة بأعداد موسيقي جديد قسم من هذه الاغاني للفنان فلفل كرجي وأغنية يابا يابا شلون عيون بأعداد وتوزيع موسيقي جديد
كلمة اخيرة تودين ذكرها لجمهوركِ العراقي من خلال حريدة "المدى"؟
تحية لشعبي العراقي العزيز الذي كان أول المشجعين لي في مسيرتي الفنية وأتمنى أن يعم السلام والخير أرجاء وطني وشكرا لاهتمامكم لتكي نكون في تواصل مع جمهورنا العزيز.
735 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع