فنجان قهوة - اميره الغضباني: وما دمت تنوي الخير، فأنت بخير!
للمرة الثالثة محطتنا تتوقف في تونس الخضراء واميرة البحر المتوسط لنلتقي بابنتها الفنانة.. مصممة الازياء.. الناشطة في مجال التراث الإنساني اميره الغضباني التي شقت طريقها منذ نعومة اضفارها بجد وتحد، وساعدها في ذلك وقوف اسرتها ودعمهم لها وهي الابنة الكبرى في العائلة وكذلك اصدقائها الاوفياء كما تقول.. في قلبها حب للتراث العربي وتسعى لتعريفه للعالم.. اميره عرفتها منذ مدة.. وجدتها طموحة ثابتة على مبادئها قوية الشخصية نجحت بتحقيق طموحها والدليل انتشارها عبر محطات تلفزيونية عربية كثيرة..
اول سؤال لي كان:
** كيف كانت البداية مع تصميم الأزياء العربية التونسية؟
ـــ في طفولتي كنت مغتربة عن بلدي تونس مع اهلي في ليبيا والجزائر ولبنان، وكنت امتلك مواهب متعددة كالرسم والتصميم والغناء والفنون التشكيلية، وقد شاركت في الحفلات المدرسية، ثم بعدها عدتُ مع اهلي الى تونس سنة 2000 فأكملت دراستي واخترت دراسة تصميم الازياء وعملتُ بتفوق بهذا المجال الممتع، ومع شركات أوروبية، فرنسية، إيطالية والمانية واكتسبت خبرة كبيرة بعملي على مستوى دولي.
** دراستك؟
ـــ دراستي الجامعية للفنون الجميلة (الرسم والفن تشكيلي) كانت في مدينة "نابل" التونسية، ثم درستُ في معهد خاص لتصميم الأزياء في نفس المدينة عام 2003, وبعد ان انهيت دراستي قررت السفر سنة 2011 الى لبنان للعمل وتحقيق طموحي الإنساني بين الشعوب، ثم استقريت في هذا البلد الجميل وانطلقت بتحقيق حلمي.
**حياتك الشخصية، ووضعك الاجتماعي؟
ــ حالياً غير متزوجة وكنت مخطوبة، لكن فسخت خطوبتي لأسباب عديدة منها كان رجلا نرجسيا متسلطا على طموحي وشخصيتي، بعدها سافرت للعمل سنة 2017 وثقت مشروعي مع الامم متحدة بدعمهم وتمويلهم بشراكة مع مؤسسة الصفدي اللبنانية في طرابلس شمال لبنان والعاصمة بيروت.
** ما ذا يعني التراث الإنساني من وجهة نظرك؟
ـــ التراث الانساني تجربة مهمه في توثيق فكرة بصمة مشروع (دمج التراث الإنساني الدولي)، لتدريب وتطوير السيدات اللاجئات من الحروب في الشرق الأوسط.
** هل الأزياء التراثية متقاربة بين الدول العربية؟
ـــ من خلال تجربة عمل مشروعي كما ذكرت (دمج التراث الدولي) اكتشفت تقارب وتنوع وخصوصا في تطريز وتصميم أزياء تراثية في بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
** العمل رسالة.. ماهي الرسالة التي تحب اميره ايصالها للعالم؟
ـــ رسالتي للعالم التي اكتسبتها من عملي الفني والإنساني هدفها القضاء على التنمر المنتشر بين الشباب العربي لزيادة لتقارب بين الشعوب أخلاقيا وتعاونا بمصداقية ومهنيا للتطوير والحفاظ على البيئة المستدامة لبناء أجيال تتمتع بالصحية الجسدية والفكر.
** ماهي الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك العملية وكيف تعاملت معها؟
ــ كوني شابة مميزة فكريا وأخلاقيا وطموحة لتحقيق وانجاز عملي الإنساني التنموي على ارض الواقع تعرضت للتنمر والخداع من أشخاص وثقت بيهم في العالم العربي، كانت صعوبات من المجتمع بكلا الجنسين، لكن كنت ولا أزل قوية العزيمة والثقة بالنفس ومستمرة في عملي بدعم من الأصدقاء الأوفياء محليا ودوليا.
** لو طلبت منك نصيحة تقدميها للفتيات.. فبماذا تنصحينهن؟
ــ أنصح الفتيات العازبات ان يركزن على نضج فكرها، مسؤولية اختيار تعليم مفيد في بناء قوة شخصيتها لتكون قوية في مواجهة المصاعب في المجتمع وتعيش مستقلة مستمتعة بنجاح اختيار عملها بعيدا عن الفشل المهني والإنساني.
** بماذا تحلم اميره بمجال عملها وحياتها؟
ـــ أحلم ان يحقق مشروعي دمج التراث الدولي والعمل الخيري لجمعية (أميرة قرطاج للتراث والتنمية الثقافية) بشراكة توأمة مع جهات من لبنان وأوروبا في مجال عروض الأزياء والطبخ والفن الإيجابي لتوعية مثمرة نحو الأفضل للتطوير والتدريب لإنتاج أجيال مرتاحة نفسيا وناجحة مهنيا ضد العنف اللفظي والفكري والجسدي.
** خطواتك القادمة في مجال تطوير عملك، ما هي؟
ـــ نستعد لتحضير حفل في باريس سنة2021 وهو حفل فني غنائي للأطفال بحضور نجوم العرب المشهورين من برنامج عربي معروف بشراكة مع سيد (منير بدوي) وهو رئيس جمعية "صور تراث وانماء" اللبنانية وجمعية فرنسية رئيستها (سونيا بن عطية)
"La belle vie" لدعم ضحايا انفجار بيروت 2020 وأطفال تونس في الأرياف.
** من يعمل في مجال التصميم والازياء، وخاصةً التراثية يحتاج الى وقت وصبر.. ماذا تقولين ذلك؟
ـــ نعم، لذلك نجاحي في مجال الأزياء والتراث اخذ مني الكثير من الوقت والصبر والسفر عدة بلدان وتحمل الظروف بقوة وعزيمة مع تحدي الصعاب ومعرفة الطريق الأفضل والأشخاص الأهل لثقتي ودعمي بهذا المجال الإنساني.
** حضرتك من تونس، والمعروف ان المغرب العربي عموما له تراثه الخاص والمميز في مجال الأزياء والحلي، حدثينا عنه؟
ـــ تونس معروف عنها جميلة تقع على البحر المتوسط غنية بثروات طبيعية صحية والتراث والحضارة من التاريخ الفينيقي والأمازيغي والروماني وكذلك العثماني وهؤلاء جميعا تركوا بصمة مميزة لحضور المرأة التونسية حيث انها قوية الرأي والانتماء تفتخر بتراثها أينما تكن، وهي أيضا محافظة على جمالها الطبيعي وتتميز باقتناء مجوهراتها التراثية في جميع المناسبات الاحتفالية، وكذلك الرجل التونسي فهو محافظ أيضا على ارتداء الأزياء التراثية الأنيقة. كما ان تونس من البلدان التي تحي مناسبة سنوية خاصة اللباس التراثي (16 مارس) فكل الشعب يرتدي في هذا اليوم اللباس التقليدي التونسي.
** نحن الان في زمن مختلف عن الذي صممت به الأزياء التراثية.. أي يجب وضع بصمة من التغيير في القطعة المصممة. فما هي بصمة اميره في تصاميمها؟
ـــ بصمتي هي مشروعي (دمج التراث الدولي) التي انجزتها ووضعت بصمتي على التطريز على الاقمشة نبيلة اللون والشكل والتي تليق بالسيدات الجميلات شكلا ومضمونا ولي بصمة أخرى وهي أزياء تراثية للأطفال.
** حدثينا عن عملك في مجال تطوير النساء المتضررات جراء الحروب والأزمات؟
ـــ كانت تجربتي مهمه لتدريب السيدات اللاجئات من الحروب في المخيمات اللبنانية، لمعرفتي معناتهن النفسية والاجتماعية وتركهن بلدانهم، قدمت لهن الدعم النفسي والفكري اثناء تدريبي لهن وتعليمهن خياطة وتطريز أزياء تونسية تراثية.
** ما مدى انتشار اميرة كمصممة أزياء؟
ـــ انتشاري دولي (الحمد الله) ومعروفة في الوسط الإعلامي سواءَ المقروء أو المرئي وعلى الوسط المهني لمصممي الأزياء، في الحقيقة لا اسعى للشهرة المتسرعة وانما اسعى لتحقيق مستوى عالِ في مجال الفن والتراث والازياء، وفي إطار مشاريع تنمية للأجيال وتعزيز علاقات دولية ناجحة.
مصممة الأزياء العالمية العراقية هناء صادق
** ما معلوماتك عن التراث العراقي والازياء الشعبية فيه؟
ـــ انا على صداقة وتواصل مع مصممة ازياء العالمية العراقية السيدة "هناء صادق" للعمل معا بمشروع عن (أزياء التراث العراقي) والازياء البغدادية الشعبية التراثية بشكل خاص، كذلك أزياء بعض الدول من شمال افريقيا والشرق الأوسط، انا شخصيا افتخر بعملها لأنها استاذة مثقفة في مجال الأزياء والحلي في التراث العربي.
سنة2020 وقعت شراكة مشروع فني مع منتج برامج ترفيهية فنية وافلام وثائقية أيضا هو السيد (Kamal Sarvast) من كردستان العراق (يسكن في اسبانيا) للعمل بمشروع التراث الكردي والاشوري والشركسي وأيضا أزياء الطائفة اليزيدية وكلها ازياء مميزة تبرز حضارة واصالة العراق للعالم. والعراق كما هو معروف له تاريخ في فنون أخرى كالبناء المعماري التاريخي العصري والذي عرفه العالم العربي والاجنبي من خلال المهندسة العراقية الراحلة "زها حديد".
** كلمة لمجلة الگاردينيا وفقرتي (فنجان قهوة)؟
(يعيشك)، وشكرا لك، لتواصلك معي وتقديرك عملي ولاستضافتي في مجلة الكاردينيا، دمت ناجحة وقد استمتعت من حوارنا الإيجابي في زمن الحروب وكورونا.
وكما أقول دوما نبقى في سعي متواصل لبناء نفسية قوية للتعايش ضد الأزمات والإحباط المنتشر لنحافظ على حقوق الإنسان وتوحيد الشعوب ضد فساد الأخلاق المنتشر ونحافظ على حقوق المرأة المكافحة والطفل في العالم العربي وشكري لكل صديق وصديقة في لبنان والعراق والعالم العربي والغربي لدعمهم لي (وما دمت تنوي الخير فأنت بخير).
1204 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع