حكاية صوره أيام الزمن الجميل

     

حكاية صوره أيام الزمن الجميل..الجيش العراقي بين زمنين

    

بقلم / غريب في الغربه
يأتي الضبط  العسكري على رأس أولويات الأدبيات والتقاليد العسكرية في الجيش العراقي وكافة جيوش العالم ، ويشكل مع الروح المعنوية والعمل بروح الفريق ثلاثية متداخلة تكون عادة السبب الأول لنجاح أو فشل أية مؤسسة عسكرية،وكونه الأبرز والأهم يعتبر وجوده في المؤسسة العسكرية حجر الزاوية في نجاح القيادة وفعاليتها نحو تحقيق أهدافها إذ أنه لايقتصر فقط على أساس محدد من الأداء الفني للخدمات والوظائف وتنفيذ المهام والواجبات بل يتعداها إلى السلوك الشخصي للأفراد والضباط ولذلك تتوقف قيمة أي وحدة عسكرية على مدى تحلي أفرادها بالانضباط والتقاليد العسكرية والخصال الحميدة والأخلاق الفاضلة . 

      

يعد الضبط  مظهراً أساسياً من مظاهر الحياة العسكرية وعلامة فارقة على الجدية في التعامل بما يظهر مدى الإحترام وحسن التصرف والولاء للسلطة القانونية واحترام وتقدير الرؤساء وتنفيذ الأوامر والتعليمات العسكرية بنصها وروحها بكامل الرضا دون أي حرج بما يكون نتيجته حسن أداء العمل والمهام، وهو طبع متقدم يغرس في النفس ويصقل بالتدريب المستمر ليكون إيجابياً قائماً على الإقتناع وليس سلبياً يقوم على الخوف من العقاب وتكون نتيجته تحقيق مستوى راقي من الأداء الفردي والجماعي في مختلف الظروف.
ليس الإنضباط بمفهومه الواسع حكراً على المؤسسة العسكرية بل أنه أسلوب عمل متبع في كثير من المؤسسات العامة المدنية بإعتباره نظام حياة مرتبط بتنفيذ اللوائح والقرارات الممزوجة بالقيم والآداب العامة والتقاليد ولذلك تقاس كفاءة المؤسسات والمنظمات مدنية كانت أم عسكرية بمدى ضبطها وإلتزامها بتعاليمها وتقاليدها التي تغرس فيها روح الطاعة والإلتزام وقدرتها على تنفيذ واجباتها، وخاصة عندما يكون الباعث على التقيد بمباديء الضبط هو الاقتناع والرغبة في العمل وليس الرهبة أو الخوف من العقاب.

      

*أسس الانضباط العسكري
يقصد بأسس الانضباط العسكري مجموعة العوامل التي تهدف إلى خلق القناعة لدى المقاتلين، وبالتالي ضمان قوة الانضباط في نفوسهم وضمان ثباته واستمراره وهذه الأسس هي :
* العقيــدة .(تطبيق العقيده العسكريه)
* حب الوطن والتفاني في سبيل الدفاع عنه .
*عدالة القضية ووضوح الهدف .
*الثقة المتبادلة بين القائد والمرؤوسين .
*تضامن الجماعة .
*التدريب على الاستمرارية في الانضباط العسكري .
*احترام الكرامة الإنسانية للفرد .
*العلم والمعرفة والقدرة على الإبداع .
هذه مقدمة متواضعه عن الأنضباط العسكري ،سواء في السلم والحرب وللتأكيد أن الضبط يبدأ منذ السلم لغرض تحقيق النجاح في زمن الحرب او الأزمات الآخرى .

  

اما حكاية صورتنا اليوم فهي العوده الى زمنين فيه جيشين مختلفين :
وانا عائد مع أحد الاصدقاء في حافلة النقل المحلي في يوم صيفي كان ينهمر المطر فيه بأحدى المدن الواقعة على حافة القطب الشمالي،،شاهدت صديقي وأخذ يتحسر لذكريات والده  ،قلت مابك ،أجاب أنظر لهذه الصور ،كانت الصورة مفاجئة ،وقفت على قدمي من هول شدتها ،تذكرت أيام الزمن الجميل بجيشه العريق ،البسمة على وجوه الجميع ،كأنهم عائلة واحده ،بملابسهم الأنيقه ،وغطاء رأسهم الشامخ ، ،شعرت وكأني حاضر بينهم ،وأن كانت الصورة تعود لنهاية ستينات القرن الماضي ،وقد عدت بافكاري الى أيام كانت حلوة لأهله وجيشه ،ثم حزنت وتبلدت مشاعري لاأقوى على التعبير ،وعندما فقت  من الذهول والتبلد ،تذكرت أن زمن الجيش العراقي قد رحل ،وجاء زمن غادر الجيش العراقي فيه التاريخ نحو اللاعوده ،حيث كان العراق قبلة ود ،بتلاحم جيشه وشعبه المبني على حب الوطن والأرض،ومساعدة الشعب في الكثير من الازمات ،أن الصورة التي أمامكم هي لضباط صف سرية أنضباط الفرقه الأولى التي كان مقرها في محافظة الديوانيه أيام كان العراق وأهله يعز جيشه وذويه ،واتركها لكم لتقارنوا (جيشين بين زمنين مختلفين)،وختاما ،أقول :
الرحمة على الأموات الذين غادرونا لجوار العزيز الكريم .
والشفاء للمرضى منهم .
والعمر المديد للباقين .
تمتعوا اعزائي القراء ب ( حكاية صورة أيام الزمن الجميل ،والجيش العراقي بين زمنين ) وأترك لكم ماترونه مناسبا
مع تحيات غريب في الغربه

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع