بيان المؤسسة العربية لحقوق الانسان حول حرب التطهير الطائفي ضد الفلوجة

           

إن إستمرار إنتهاكات حكومة نوري المالكي في العراق وإصرارها المحموم على تجاهل حق الحياة لمواطني الانبار والمحافظات العراقية الاخرى.

بات واحدا من ثوابت النهج الفاشي  وبرهانا مؤكدا على طائفية حربها الوحشية على الشعب العراقي،  ولعل هجمات قواتها ومليشياتها على الفلوجة وما ارتكبته  هذه القوات  من مجازر جماعية وتصفيات جسدية ضد المدنيين  في هذه المدينة الباسلة ؛ يعد خروجا على كل الاعراف والشرائع والقوانين ؛ إن قصف الاحياء المدنية بالطائرات وبراميل الموت المتفجرة  والتي جرى توثقيق وقائعها عربيا ودوليا، يضع العالم كله أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية لإيقاف هذه الحرب العدوانية ومحاسبة القائمين عليها أمام الهيئات القضائية الدولية .
لقد اوصل نوري المالكي البلاد الى الهاوية واصبح العراق ومنذ ثماني سنوات  بلدا  منكوبا جراء حرب همجية  لا يعرف لها  نظير في أسوأ النظم الاستبدادية في العالم ، فقد نفذت حكومة المالكي خلال الاشهر الستة الاخيرة عشرات المذابح وأودت بحياة آلاف المدنيين الابرياء إن المحق الدموي المتعمد تجاه الحراك السلمي للمحافظات الست والإبادة الجماعية  لمواطني الفلوجة يجعل حكومة نوري المالكي  حكومة حرب  ضد العراق كله إن الهجوم الاخير على الفلوجة  بهذا الحجم الكارثي من التعبئة العسكرية العامة وبكل أنواع  الأسلحة لضرب السكان المدنيين في عموم مدن وبلدات المنطقة الغربية للنيل من صمود الشعب المطالب بحقوقه المغيبة ؛ وبعد ان رفض  النظام الطائفي  الإستجابة  للمطالب  العادلة ؛ لم يجد سوى لغة القوة الغاشمة ، فحشد كل مالديه من أدوات الموت بعد أن أعلنها حربا شاملة ضد إنتفاضة الحرية ؛ فتسببت حملاته العدوانية في قتل وجرح آلاف من المدنيين بينهم اطفال ونساء؛ وقد أفضت  حرائق الحرب وتدمير الاحياء السكنية إلى  تهجير مايزيد على مليون  عراقي من سكان الفلوجة والرمادي الذين تركوا منازلهم  الى المدن الاخرى للبحث عن مأوى،  والنزوح  بهذه الكثافة العددية الهائلة  هي من دون أدنى شك كارثه انسانية  مساوية لإنتزاع الوجود الانساني، وعملا بربريا  بكل المقاييس الشرعية  والقوانين الدولية  .
بإزاء الفاجعة الكبرى التي حلت بالفلوجة وحيال حرب التطهيرالطائفي  ضد الانبار والمحافظات الاخرى فإن المؤسسة العربية لحقوق الإنسان إنطلاقا من إلتزامها الاخلاقي  ومسؤوليتها المهنية تجدد العزم بتأكيد وقوفها إلى جوار شعب العراق العربي في محنته الراهنة والدفاع عن حقوقه المغيبة وتعلن تضامنها مع أبناء مدينة الفلوجة الباسلة ، وتدعو المؤسسة العربية   كافة المنظمات الحقوقية في العالم  ومراصد حقوق الانسان العربية والدولية لان تبادر لاعلان تضامنها مع مدينة الفلوجة وتجديد مطلبها بإيقاف حرب الابادة ضد السكان المدنيين والتأكيد على ضرورة توثيق جرائم الحرب وكل اشكال الانتهاكات لفضح الممارسات اللاأخلاقية لحكومة بغداد .
المؤسسة العربية لحقوق الانسان
المشرف العام
الدكتور عبدالستار الراوي
العاشر من مايو /آيار 2014
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

783 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع