"لديها مخاوف من عودة داعش".. شروط أميركية لخروج قواتها من العراق

العربية نت:تواجه الولايات المتحدة والرئيس الأميركي جو بايدن بشكل خاص معضلة سياسية وأمنية في آن معاً وهي "العراق" فالأسابيع الأخيرة طرحت على الإدارة الأميركية هدفين متناقضين، الهدف الأول هو رغبة الأميركيين بالبقاء في العراق والهدف الثاني هو الخروج من دون خسارة ماء الوجه.

هجوم 4 ديسمبر

هاجمت الميليشيات الموالية لإيران مواقع يشغلها الجنود الأميركيون إلى جانب القوات العراقية وردّت القوات الأميركية بغارة قاسية في 4 ديسمبر الماضي قتل فيها قياديون في هذه الميليشيات.

كان غضب رئيس الوزراء العراقي واضحاً وإعتبرت الحكومة العراقية أن الردّ الأميركي تخطى الدفاع عن النفس وأنه خرق للسيادة العراقية وفي حين كانت هناك انتقادات قاسية لمن هاجموا القوات الأميركية طلب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رسمياً من الأميركيين البدء بالمحادثات الرسمية حول سحب القوات الأميركية من الأراضي العراقية.

منذ ذلك الحين تابع الأطراف ما يريدون فعله، فالميليشيات تقصف الأميركيين والأميركيون، يردّون وتأخّروا حتى يوم الخميس 25 يناير في الإعلان رسمياً عن بدء المحادثات الرسمية بشأن الوجود الأميركي في العراق.

الردّ العسكري الشامل
مسؤول في البنتاغون كان أكد لـ العربية والحدث أن الميلشيات تابعت هجماتها بكثافة على رغم المساعي والرسائل التي أرسلها بايدن إلى الإيرانيين مباشرة وبطرق غير مباشرة.

هذه الهجمات تسبب أرقاً حقيقياً للأميركيين، فالخوف من سقوط قتيل في صفوف الجنود الأميركيين يدفع المسؤولين الأميركيين إلى حافة التوتر، ويشعر المتحدث إليهم كم هم مصرّون على حماية جنودهم، لكنهم لا يعبّرون بوضوح إن كان الردّ الأميركي سيكون قاسياً أو كبيراً.

هناك معلومات عير مؤكدة أن الأميركيين ناقشوا احتمال القيام بحملة واسعة لضرب قدرات الميليشيات العراقية المؤيدة لإيران بعدما فشلت الغارات المحدودة بردع الهجمات وبعدما فشلت الرسائل بإقناع الايرانيين بعدم التصعيد.

مسؤول في البنتاغون أكد لـ العربية والحدث أن الأمر غير مطروح ولا يشبه العملية العسكرية في اليمن حيث تعمل الولايات المتحدة وبريطانيا على ضرب قدرات الحوثيين.

الشروط الأميركية
من الواضح أن الإعلان رسمياً عن بدء المحادثات حول المرحلة المقبلة كان مخرجاً جيّداً، وبديلاً عن تصعيد أكيد بين الجنود الأميركيين المنتشرين على الأرض في العراق، والميليشيات العراقية الموالية لإيران ولديها انتشار كثيف وتحظى ببيئة مؤيّدة أو أقلّه لا تعادي هذه الميليشيات ويمكن أن تنظر بعداء إلى الجنود الأميركيين.

كان من اللافت جداً أن مسؤولين مدنيين وعسكريين تحدّثوا إلى الصحافيين يوم الخميس ولم يستعملوا تعبير "الانسحاب" وشدّدوا على ذلك لدى سؤالهم واعتبروا أن المحادثات المقبلة ستكون حول العلاقات الثنائية وتحاشى المتحدثون الكلام عن مهلة زمنية. معلومات خاصة بـ العربية والحدث تشير إلى أن الأميركيين سيعتبرون أن الانسحاب مشروط ومربوط بظروف العراق وقال مسؤول في البنتاغون لـ العربية والحدث إن الأميركيين يريدون التأكد من قدرات القوات العراقية على حماية الأمن الوطني وصون سيادة العراق ومنع عودة داعش.

المعارضة الكردية
ستجري هذه المحادثات في ظل الضغوطات الميدانية وستجعل منها محادثات صعبة، وما سيزيد من صعوبتها أن حكومة كردستان العراق "لا تريد انسحاباً أميركياً".

وقد أكدت مصادر خاصة بالعربية والحدث أن حكومة الإقليم أبلغت الحكومة الأميركية بذلك، كما أنها أبلغت بغداد بعدم رغبتها في الانسحاب الأميركي.

أحد المتحدثين قال لـ العربية والحدث "إننا كأكراد نعتبر الأميركيين حماية لنا، وبدونهم سنكون في وضع صعب خصوصاً أننا نتعرّض لهجمات إيرانية مباشرة وكذلك هجمات الميليشيات التابعة لإيران".

الأميركيون لا يرغبون بالمغادرة
هذا الموقف من قبل الأكراد يأتي على خلفية انهيار ثقة الإقليم بالحكومة في بغداد منذ أمد طويل، كما أن الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنّته إيران منذ أسبوع على الإقليم بدّد أي شعور بالأمن لدى الأكراد، وباتوا يشعرون أنهم في موقف حرج ويحتاجون إلى كل حماية من الأميركيين.

الأميركيون أيضاً لا يريدون المغادرة، فالمبدأ الأساسي هو المحافظة على أي وجود أميركي في مكان ما من العالم كما أن الأميركيين يعتبرون أن العراق مهمّ لهم ويجب أن يجدوا طريقة للبقاء فيما تريد حكومة بغداد خروجاً أميركياً بالتفاهم.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

872 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع