ميدل ايست اونلاين/بغداد - قالت حركة النجباء العراقية المسلحة المدعومة من إيران اليوم الجمعة إنها ستواصل شن هجمات على القوات الأميركية حتى تنسحب من العراق وحتى تنتهي حرب غزة وذلك في موقف مخالف لما أعلنته كتائب حزب الله العراقية التي قررت وقف الهجمات بذريعة منع احراج الحكومة العراقية بعد هجوم استهدف الجيش الأميركي في الأردن وأوقع ثلاثة قتلى وعشرات الجرح في صفوفه.
وجاء في بيان للحركة التي يتزعمها أكرم الكعبي "لن نتوقف حتى تحقيق أمرين هما: إيقاف العمليات على غزة وانسحاب الاحتلال الأميركي من العراق".
ويأتي هذه الموقف المتشدد من قبل حركة النجباء رغم حديث عن جهود تقوم بها إيران لخفض التصعيد من خلال لقاءات مع قادة الميليشيات في العراق وسوريا بينما قررت سحب ضباط من الحرس الثوري من سوريا مع استمرار الهجمات الإسرائيلية وخوفا من ردود أميركية باتت قريبة وفق ما اكدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويبدو أن موقف حركة النجباء ياتي مخالفا هذه المرة للرغبة الايرانية وهو ما يشير الى حالة من التمرد من قبل هذا الفصيل للاذعان لقرار طهران بخفض التصعيد في الوقت الحالي تجنبا للغضب الاميركي واحتواء لصراع يمكن ان يتحول لحرب شاملة ليست في مصلحة النفوذ الايراني في المنطقة حاليا.
وتواجه الحكومة العراقية ضغوطا داخلية وخارجية فيما يتعلق بتصاعد التوتر وإمكانية تحويل الساحة العراقية لتصفية الحسابات في علاقة بالحرب على غزة.
وكان مصدر مطلع كشف لموقع " شفق نيوز العراقي الكردي" الأربعاء أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني اجرى زيارة إلى العاصمة العراقية بغداد اجتمع خلالها مع فصائل منضوية تحت لواء "المقاومة الاسلامية في العراق" بهدف خفض التصعيد العسكري ضد الجيش الأميركي بعد هجوم الأردن.
واضاف أن قاآني أجري زيارة غير معلنة الى بغداد قبل يومين عقد خلالها اجتماعات موسعة مع عدد من قادة الفصائل من أجل تهدئة الأوضاع الأمنية وإيقاف التصعيد العسكري ضد الجنود الاميركيين.
وكانت إيران خسرت العديد من المستشارين والضباط في الحرس الثوري في هجمات نفدها الجيش الإسرائيلي في علاقة بالحرب على غزة وتوعدت طهران بالرد عليها.
وتصر واشنطن على شنّ هجمات على مدى عدة أيام في العراق وسوريا على العديد من الأهداف تشمل عسكريين إيرانيين ومنشآت إيرانية، وفق ما أكده مسؤولون أميركيون مؤخرا.
وفي المقابل قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الجمعة إن بلاده لن تبدأ حربا، لكنها "سترد بقوة" على كل من يحاول أن يستأسد عليها في إشارة للتهديدات الأميركية.
وقال رئيسي في كلمة نقلها التلفزيون "لن نبدأ أي حرب.. لكن إذا أراد أحد الاستئساد علينا فسيتلقى ردا قويا".
وأضاف "في السابق، عندما أرادوا الأميركيون التحدث معنا، قالوا إن الخيار العسكري مطروح على الطاولة. والآن يقولون إنهم لا ينوون الدخول في صراع مع إيران".
وتابع رئيسي "القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية في المنطقة لا تشكل تهديدا لأي دولة ولم تكن كذلك أبدا. بل إنها تضمن الأمن الذي يمكن لدول المنطقة التعويل عليه والثقة به".
وقال أربعة مسؤولين أميركيين إن تقييم الولايات المتحدة يشير إلى أن الطائرة المسيرة، التي قتلت ثلاثة جنود أميركيين وأصابت أيضا أكثر من 40 شخصا، إيرانية الصنع.
وفي خضم تصاعد التوتر قُتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت فجر الجمعة محيط العاصمة السورية دمشق للمرة الثانية هذا الأسبوع، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن مصدر عسكري أنه "حوالى الساعة 4.20 فجر اليوم شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً عدداً من النقاط جنوب دمشق".
من جهته، أفاد المصدر السوري لحقوق الإنسان عن مقتل "ثلاثة من الميليشيات الموالية لإيران، هم إيراني وعراقي وثالث مجهول الهوية" في الغارة التي استهدفت "مزرعة تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني" في جنوب دمشق موضحا أنّ الموقع المستهدف يقع "على طريق عقربا-السيدة زينب".
كذلك، "طالت الغارات الإسرائيلية موقعاً كان قد أُخلي في وقت سابق في محيط بلدة الغزلانية على طريق مطار دمشق الدولي"، حسبما أضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار مصدر عسكري إسرائيلي إلى أنّ قوات الدفاع الجوي السورية "أسقطت بعض الصواريخ"، مضيفاً أنّ الغارات تسبّبت في "أضرار مادية".
وقُتل الإثنين ثمانية أشخاص في غارة إسرائيلية على قاعدة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في القطاع ذاته، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتعد منطقة السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات موالية لطهران. ولحزب الله والحرس الثوري الإيراني مقرّات فيها.
981 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع