إحدى الفصائل العراقية المسلحة
عصام العبيدي- إرم نيوز:أفادت مصادر في العاصمة العراقية بغداد، بتحرك بعض العشائر، للضغط على الفصائل المسلحة ، لإنهاء حالة التصعيد، والالتزام بالموقف الرسمي للحكومة والمرجعية الدينية.
وجاءت هذه التحركات التي كشفت عنها مصادر "إرم نيوز"، بعد تقارير تحدثت عن ضربة إسرائيلية وشيكة، للفصائل العراقية، بعد أن حددت تل أبيب أهدافًا ومواقع عسكرية تابعة للفصائل المسلحة، حسب ما كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
فرض هيبة الدولة
ومنذ أيام، تسعى الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى فرض هيبة الدولة على هذه الفصائل ومنعها من تنفيذ هجمات خارجية، غير أن تلك المجاميع صعدت من حدة هجماتها، ما دفع اسرائيل إلى مخاطبة مجلس الأمن بالضغط على الحكومة لوضع حد لهجمات تشنّها هذه الميليشيات.
وذكر مصدر مطلع، أن "شيوخ عشائر ووجهاء من محافظات بغداد والأنبار والبصرة وميسان، شكّلوا وفدًا رفيعًا، بعيدًا عن الظهور الإعلامي، والتقوا عددًا من قادة (محور المقاومة)، في العاصمة بغداد، وكذلك محافظة الأنبار، غربي البلاد، حاملين رسالة بضرورة الالتزام بالموقف الحكومي، حفاظًا على البلاد من أي استهداف خارجي".
وأوضح المصدر، لـ"إرم نيوز" أن "الوفد العشائري، كان يمثل مختلف أطياف المجتمع، وطالب بإيقاف العمليات العسكرية الخارجية بشكل نهائي، ونقل المقرات العسكرية من جميع المدن، بعدِّ ذلك يهدد أمن المواطنين".
ولفت إلى أن "قادة الفصائل تسلموا الرسالة دون مناقشة تفاصيلها مع الوفدين، تجنبًا للحساسيات الحاصلة، لانخراط الفصائل في الحرب الدائرة، وتجاهلها موقف المرجعية، وهو ما ولّد حالة من الغضب لدى العشائر".
ضمان سيادة القانون
وتلتزم أغلب العشائر العراقية بموقف مناوئ للفصائل المسلحة، وتطالب مرارًا بالحفاظ على استقرار البلاد وضمان سيادة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة كخطوة أساسية لإعادة الهيبة للمؤسسات الأمنية ومنع أي جهة خارجة عن القانون من تهديد الأمن المجتمعي.
وتزامنت تحركات العشائر في العراق، بأخرى مشابه في سوريا، حصلت مؤخرًا، حينما استنفر أبناء قبيلة "العقيدات" الممتدة على الجانبين السوري والعراقي، ضد الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، التي تسيطر على المنطقة، خاصة "الفوج 47"، احتجاجًا على ممارسات الفصيل تجاههم، ضمن أحداث كبيرة شهدتها المدينة.
وخلال السنوات الماضية، سعت الفصائل العراقية، إلى استمالة بعض شيوخ العشائر بوسائل متعددة، منها التقرب منهم، وتقديم امتيازات مادية ومعنوية لجذبهم إلى صفوفها، وصرف النظر عن ممارساتها.
التحرك العشائري الأول
ويعد هذا التحرك العشائري الأول من نوعه خلال الأزمة الراهنة، إذ ينذر بمزيد من المواقف المماثلة في حال استمرار التصعيد، وعدم التزام الفصائل المسلحة بالموقف الحكومي، خاصة أن أغلب المقرات العسكرية لتلك الفصائل تقع داخل المدن وبين المناطق العشائرية، ما يضع السكان في قلب الخطر مع أي استهداف خارجي محتمل.
بدوره، يرى الباحث في الشأن السياسي، نزار حيدر أن "رسالة إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي، تعد الأولى من نوعها بالنسبة للعراق، ما يوجب على المعنيين في البلد، ومن بيدهم زمام الأمور ومنظمات المجتمع المدني، وكذلك العشائر، وحتى الفصائل، إلى تغليب العقل والمنطق في التعامل مع المخاطر المحدقة بالبلاد".
وأوضح حيدر لـ"إرم نيوز" أن "النشاط الاستعراضي لا يخدم العراق أبدًا، وأن من واجب الدولة أن تبذل قصارى جهدها لوقف كل من يسعى للعبث بأمن الدولة عند حده، وليس صدفة أو من باب التهويل".
وعندما اندلعت الاحتجاجات الشعبية، في العراق عام 2019، وكان بعضها ضد الفصائل المسلحة، وقفت العشائر في العراق، إلى صف المتظاهرين، ولم يقتصر دعم الاحتجاجات على عشائر الجنوب، بل امتد ليشمل تضامنًا واسعًا من أبناء المناطق الشمالية والغربية في العراق، إذ شهدت أغلب المحافظات تأييدًا لافتًا من شيوخ العشائر، الذين أعربوا عن دعمهم لحركة الاحتجاجات ومساندتهم للمطالب الشعبية.
968 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع