المعمار المُوصلِّي عبودي طنبورجي: أجرتي من رب البيت
صدر في بغداد، مطبعة شفيق، للدكتورة الجامعية إشراق إحسان يوسف نبعة، كتاب: (المعمار الموصلي عبودي جرجيس عبد المولى طنبورجي، أجرتي من رب البيت)، والدكتورة إشراق هي حفيدة عبودي من ابنته آمنة الطنبورجي. والمرحوم عبودي هو شخصية مسيحية سريانية أرثوذكسية مشهورة ومعروفة في مدينة الموصل ب (عبود الطنبورجي)، ويذكرهُ الموصليون بفخر وطيب دائماً، حيث يعتبر رمزاً للتآخي الإسلامي المسيحي في المدينة، وقد كتب عنه الكثيرون، فهو صاحب القصة المشهورة في ثلاثينيات القرن الماضي عندما قام بترميم منارة جامع الحدباء، ولخطورة العمل طُلب متصرف الموصل تحسين علي بك والمسؤولون المسلمون عن ترميم الجامع من عبودي أخذ أجرته التي يطلبها ويحددها هو، لكنه رفض وقال جملته الشهيرة التي لازمة اسمه: (أجرتي من رب البيت)، وقد أطلق عليه الملك فيصل الأول (شيخ صنف بنائي الموصل)، وألبسه عباءة كدلالة للقب.
يقع الكتاب في 493 صفحة، نوع الكبير A4، ملون، ويتضمن سيرة الطنبورجي الكنسية والإنشائية والإدارية، فإلى جانب قصة منارة الحدباء، فقد شارك في بناء وترميم كنائس وجوامع أخرى، مثل: بناء مدرسة الرضوانية، ترميم جامع الرضوانية سنة 1921م، بناء المنائر الأربعة للجامع النوري الكبير، بناء كنيسة مريم العذراء للسريان في سنجار سنة 1925م، بناء وترميم دير مار متى وبهنام 1926-1929م، بناء وترميم كنائس قرقوش منها الطاهرة الكبرى سنة 1932م، بناء كنيسة قرية ميركي سنة 1946م، بناء كنيسة مار أفرام في كركوك، إلى جانب بناء مرافق حيوية مدنية كثيرة في العراق. مثل: عمارة توما جردق الشهيرة، فندق ومحطة قطار الموصل، عمارة الحكيم الشهيرة في كركوك، المساهمة والإشراف على البناء لمحطة قطار العراق الرئيسة في بغداد سنة 1948م، وهو الذي شَيَّد قبة البهو الكبيرة، معمل نسيج الموصل، عمارة الحدباء، دار اليوزبكي، قصر استرجيان، فضلاً عن عدد كبير من دور المواطنين في الموصل وأطرافها، وكل تلك الأعمال بقيت عالقة في ذاكرة المجتمع الموصلي إلى اليوم، ويتطرق الكتاب إلى الخبرة المتميزة للطنبورجي في استعمال المواد المحلية الموصلية، كالفرش والحلان والجص، والمحا فضة على الفن والطراز الموصلي العريق، كالسراديب والسقوف والرهرات وايونات وقبب وغيرها.
كما يتطرق الكتاب لمكانة الطنبورجي الكنسية والمدنية والإدارية، فقد كان عضواً في المجلس الملي الكنسي للسريان الأرثوذكس في الموصل، ووكيلاً مؤتمناً على كنيسة الطاهرة الداخلية في سوق الشعارين، وعضواً في الجمعيات الخيرية، وغيرها، أمَّا على الصعيد المدني الإنشائي فقد أسس سنة 1931م نقابة البنائين من 500 عضواً، وأصبح رئيسها، وكان عضواً في المجلس البلدي في الموصل تستشيره في تنفيذ الأعمال الإنشائية، وباعتباره نقابياً ورئيس صنف البنائين، فقد كان عضوا في لجنة البلدية لمنح أجازة ممارسة مهنة البناء، وغيرها، وندرج فهرس محتويات الكتاب والتعريف بفصوله.
997 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع