البنطال واللباس والسروال

             

             البنطال واللباس والسروال

          

              

                                           

من اكثر الملبوسات شيوعا واوسعها انتشارا في العالم وخاصة بعد الحرب العالميه الاولى  1914 هو اللباس الاوربي الذي جائت به قوات الجيوش الانكليزيه والفرنسيه والالمانيه والامريكيه ..

       

واكثر هذه الملابس كان هو البنطال او البنطلون او كما يسمونه اهل العراق بالبنطرون بالراء ولم اجد اصلاوتاريخا لهذا النوع من الملابس سوى انه تحوير للباس من ملبس داخلي الى ملبس خارجي شاع استخدامه كثيرا في امريكا واوربا والمقصود هو البنطرون الفضفاض الواسع وليس اللباس الفرنسي والانكليزي الضيق من الاسفل والواسع عند الفخذين وما شاع منه في ركوب الخيل والذي اطلق عليه ( البرجس ) ..

        

والبنطرون انواع عديده اكثرها شهرة هو بنطرون الجينز الذي شاع استعماله على صعيد دولي وسنأتي على قصة هذا النوع لاحقا ولكن البنطرون اقتصر على الرجال الى فتره قريبه من القرن العشرين اي في الربع الاخير من القرن العشرين بالنسبه الى بلاداننا العربيه..

     

حيث كان من النادر في ستينات القرن الماضي ان تشاهد امرأه او فتاة ترتدي بنطرون في الشارع

      

حتى مطلع السبعينات حيث بدأت بالظهور وخاصة عندما شاع موديل ( الشارلستون ) واليوم والحمد لله انواع من البناطير لاتعد ولاتحصى بل لايمكن ان نتصورها في ايامنا تلك التي مضت ..

                       

                                      

ومن الطريفه ان احد الاخوه الخليجين دخل الى كاليري في بيروت لغرض التسوق وسأله البائع عن ما يطلبه وظل الخليجي يتلكأ في الكلام ويحاول لفظ كلمة بنطرون ولكنه لم يفلح حتى قال في النهايه هو لباس طويل تدخل فيه من زرف واحد وتطلع من زرفين ....
واليوم تنتشر انواع تمتاز بانها بدون ورك اي متدليه الى الاسفل من الحزام حتى في حالات كثيره يظهر الظهر واسفل الظهر مما اضطر بعض النسوه الى لباس مايشبه الفانيله حفاظا على الممتلكات التي قد تؤدي الى التحرش الجنسي وهذا ماتردد في نقاشات الاخوه المصريين من سبب التحرش الجنسي يعود الى هذه الانواع من البناطير اضافة الى كونها ضيقه جدا بحيث تجسم الجسم بشكل مثير ,, ومن المتناقضات ان نجد هذه البناطير ترتديها فتيات ونساء محجبات وظهورهن مكشوفه ..

اما الشباب فانهم يرتدون هذا النوع ايضا ولكنه يشيع منظر غير مريح عندما يهبط الحزام الى الاسفل وكان لابس البنطرون يحاول نزعه في الشارع اضافة الى تحذير الاطباء من ان هذه الانواع تسبب العقم ..

               


في قديم الزمان وفي فترة الاربعينات والخمسينات كانت البناطير تمتاز بالوساعه والحزام يكون فوق اعلى البطن حتى في الكثير من الاحوال كان الرجال يرتدون شيالات مطاطيه حفاظا على مستوى البنطرون الى الاعلى الذي يمتاز بوساعته وطوله وكان يحتوي على حجل اسفل البنطرون وجيوب جانبيه عدد اثنين وخلفيه ايضا وفي بعض الاحيان واحد خلفي وجيب صغير للقداحه او المفاتيح في اعلى الامام من جهة اليمين ولم يكن السحاب معروفا بل كانت تستخدم الازرار في غلق البنطرون ..

               

وكانت البناطير بالوان غامقه عموما حتى دخلت الافلام الامريكيه وفيها الممثلين بملابس اشتهرت بها امريكا بالوانها البراقه وخاصة الممثل الشهير ( ايرو فلين ) و( كلارك كيبل )الذي كان يلبس البنطرون الابيض والجاكيت النيلي الذي جعل الرجال في بغداد يقلدونه مع حذاء ابيض واسود كما هو حال آل كابوني ,,
ملحقات البنطرون كانت الستره او الجاكيت عندما يشكل هذان الثنائي بدله رسميه وتحتها قميص وافضل ماركه في بغداد هي ( آروو ) التي كان حسو اخوان وكيلا لها مع اربطه ( اوريجنس ) المشهوره وفي الستينات من القرن الماضي دخلت الارزار النحاسيه التي تطلب ان يكون القميص فيه فتحات من جهتي المعصم لوضع هذه الازرار التي كانت بانواع واشكال مختلفه حتى قام البعض بصياغتها من الذهب وكانت تقدم كهديا في المناسبات ..

                     

بنطرون الجينس
بنطرون الفقراء الذي اعجب به الاغنياء
يرجع تاريخ ظهور الجينز لعام 1873م، وقد ابتكر قماش الجينز ليفي ستروس في أمريكا وارتبط عند ظهوره برعاة البقر الأمريكيين وبعمال مناجم الفحم والذهب ، وازدهرت صناعة الجينز، وبمرور الزمن اجتاحت موجة الجينز العالم بأكمله، وغزا واجهات المحال في كل البلدان، وأصبح موضة كل الأعمار، وفي السنوات الأخيرة انتقلت عدوى الجينز إلى كبار المصممين العالميين، تحوّلت فيها أقمشة الجينز إلى موضة رفيعة المستوى، بعدما أُدخلت عليها إضافات مميّزة من الدانتيل والشبك والتطريز. واليوم لايخلى دولاب ملابس في اي بيت من بنطرون جينز لجميع افراد العائله رجالا ونساءا شبابا وفتيات ..

      

نعود الى النساء في بغداد وارتداء البنطرون وخاصة في الاعوام السبعينيه عندما غزى( الميني جوب ) او التنوره القصيره وملاحقة لابسيها من قبل الشرطه في بغداد وصبغ ارجل الفتيات بالالوان ...

      

وتزامن ذلك مع ملاحقة الفتيان وحلاقة شعور رؤوسهم لاطالتها على غرار( البيتلز ) الخنافس وهي فرقه انكليزيه اشتهرت في نهاية الستينات فقد ادى ذلك الى الالتجاء الى البنطرون والذي كان يعتبر غريبا جدا ان ترتديه امراه ولكنه كان محدود الارتداء في مناطق معينه من بغداد مثل عرصات الهنديه وبعض النوادي مثل العلويه والفقير والمنصور وغيره.

                    

           

اللباس العربي
وهو اللباس او السروال الذي يلبس تحت الجلباب ( الدشداشه ) منعا من انكشاف عورة الرجل وقد استخدمته النساء منذ زمن بعيد ولكنه انحسر الان بشكل كبير لوجود البنطرون واصبحت صناعته من اختصاص الصين الشعبيه هوو الدشداشه والغتره واليشماغ والعقال ..
الشروال
الشروال هو السروال ومن الخطأ الاعتقاد انه يختص بالاخوه الكورد فقط بل هو شائع الاستعمال في المناطق الجبليه في كل البلدان مع بعض الاختلافات البسيطه التي لاتؤثر عل جوهر التصميم الذي يؤمن حرية الحركه وخاصة للارجل في تسلق الجبال ويعطي حريه واسعه لمنطقة الورك وقد تطور الشروال واصبح زيا تقليديا للاخوه الكورد واصبح يحتوي عل جيوب وتصاميم واخذ السروال منه هذه الميزه ولذلك نرى العمال يفضلون ارتداء اللباس اثناء العمل واقصد هنا اللباس شبيه الشروال بالصفات لانه يؤمن لهم سهوله الحركه ..
يعتبر البنطرون اليوم من اكثر الملابس استخداما وشيوعا وتصل اسعار البعض منه مبالغ خياليه وخاصة الجينز حتى تفوق سعر البدله الراقيه واكثر ولهذا يعتبر هو والملابس الداخليه والتي شير من اكثر الملابس استخداما على الاطلاق للرجال والنساء ولكافة الاعمار ..

مع تحياتي

عبد الكريم الجسيني

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

802 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع