الرئيس عبد السلام عارف و ام كلثوم
يوم الخميس 13 حزيران 2019 قمت و بصحبة صديقين بتلبية دعوة كريمة من الاستاّذ عصام البنية في داره الاثري العامر ( قصر شعشوع ) الكائن في الاعظمية \ الكسرة خلف نادي القادة ( البلاط الملكي سابقا ) على نهر دجلة الخالد .
و بعد القيام بجولة في القصر الجميل لاحظت ان اغلب ملحقاته مع الاسف ايله للسقوط و تشكو غدر الزمن و اهمال الدولة لهذا المعلم التاريخي المهم الذي شيد في عام 1906 ( وسكنه المرحوم الملك فيصل الاول ) على ضفاف نهر دجلة في موقع متميز يمكن من خلاله الاطلاع على قصور الدولة على شاطيء دجلة في الاعظمية و جسر 14 رمضان المعلق و من الناحية الاخرى جسر الصرافية الحديدي وشاطئء العطيفية المقابل للقصر و قد تاثر البناء نتيجة سقوط قذيفة على الجزء المطل على النهر عام 2006 ثم تاثره بتفجير جسر الصرافية , تمتعنا بالحدائق الغناء في القصر فتوجد حديقة امامية عند مدخل الدار و حديقة مطلة على نهر دجلة و يقوم برعايتهما شخصيا الاستاذ عصام البنية و تحتوي على نوادر من الورود و الابصال وبساط اخضر رائع .
بعد الانتهاء من الجولة داخل مرافق القصر و التي تحتاج الى مقال مخصص لتفاصيلها , انتقلنا الى مقر اقامة الاستاذ عصام ليطلعنا على ارشيفه من فديوات قديمة ( على جهاز الفديو كاسيت المهمل حاليا ) و البوامات الصور القديمة لفترة دراستة و اقامته في القاهرة و التي امتدت لاكثر من عشرة سنوات .
و خلال تصفحي للالبومات وجدت صورة للرئيس السابق عبد السلام عارف بصحبة عدد من اعضاء الوفد المرافق له و من ضمنهم الاستاذ صبحي عبد الحميد وزير خارجية العراق حينها مع السيدة ام كلثوم التي تجلس بجانب الرئيس عبد السلام .
استذكرت حديث الاستاذ المرحوم صبحي عبد الحميد تضمن على تفاصيل هذه الحادثة التي وثقتها الصورة المذكورة خلال لقاء جمعني معه و عدد من الاخوة في التيار القومي العربي الذي كان امينه العام و تم تدوين هذه الحادثة في مذكراته الموسومة ( العراق في سنوات الستينات 1960-1968 ) التي اهداها لي بتاريخ 29 كانون الاول 2009 قبل وفاتة بايام فقد توفي 10 كانون الثاني 2010 .
و ادون اقتباس بتصرف بسيط من مذكراته التي جاءت في الصفحة 248 حول اللقاء بين عبد السلام عارف مع السيدة ام كلثوم و التي وثقتها الصورة المرفقة مع المقال :
كنت مستشارا صادقا مع الرئيس عبد السلام عارف اقدم له الاستشارة التي اعتقد انها لصالح الوطن سواء كانت ترضيه او تزعجه .و كنت اكره النفاق و المداهنة وكيل المديح لارضاء من عملت معهم لذلك انزعج مني عبد الكريم قاسم عندما عملت معه بعد 14 تموز1958 ضابط لركن القيادة العامة .
و غضب علي عبد عبد السلام عارف لكثرة نصائحي وكثرة اعتراضي على بعض تصرفاته عندما عملت معه وزيرا واني لم اكن مشاكسا او متصيد اخطائه بل كنت مخلصا واحب له الخير وهو يقدر المواقف المحرجة التي انقذته منها
واذكر على سبيل المثال في احدى زيارتنا للقاهرة رغبة الرئيس عبدالسلام الذهاب الى نادي الجزيرة لحضور حفلة خاصة تحييها السيد ام كلثوم وفي خلال الاستراحة بين الاغنيتتين التي غنتها السيدة ام كلثوم تقدم رئيس النادي نحو الرئيس وكنت جالسا الى جانبه وعرض عليه اذا كان يرغب بالسلام على ام كلثوم فحاول الرئيس النهوض الى غرفة الاستراحة التي كنت تجلس فيها فمسكت يده ومنعته من النهوض بلطف وقلت لرئيس النادي فورا (اذا كانت السيدة ام كلثوم تود السلام على الرئيس فلتتفضل هنا ) – مداخله من قبلي ( ذكر لنا المرحوم الاستاذ صبحي عبدالحميد بأنه همس في اذن الرئيس عبدالسلام بأنك رئيس جمهورية ولايجوز ان تذهب اليها ويجب ان تأتي هي للسلام عليكم ) . فاحرجت بذلك رئيس النادي وذهب وعاد معه ام كلثوم وجلست بجانب الرئيس تسلم عليه .
وعندما غادرنا الحفلة شكرني الرئيس عبدالسلام وقال :- انت انقذت منصب رئيس جمهورية العراق من خطا بروتوكولي كدت اقع فيه دون وعي مني .
كانت هذه قصة الصورة اعلاه و التي دفعني مشاهدتها الى تذكر وتدوين الحادثة الطريفة.
4628 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع