عامل مكافح ليصبح متألقا في مجال السياحة
كلما اعود الى البيت او اذهب الى عملي يجلب نظري يافطة و بناية جميلة شيدت بأتقان من ذوي الأختصاص كتحفة جميلة ،قررت أكثر من مرة أن ادخل الى الداخل لأكتشف المزيد وخفايا هذه التحفة الجميلة.
وأخيرا قبل أيام عزمت على الزيارة ، حملت كامرتي ودفتر ملاحظاتي و دخلت كأية زبونة!.
مدخل البناية تقول لك أنك أمام صرح كبير حيث حدائق غناء تتوسطها و جوانبها نافورت بلون القوس القزح.
تجتاز الحديقة وأذا بباب كبير كأبواب الأفلام والقصص الأسطورية.
استقبلوني بأبتسامة وطلبوا مني أن أختار ما يناسبني من مكان ولكنني طلبت أن أقابل صاحب المكان وأخبرتهم بأنني مديرة مكتب مجلة الگاردينيا التي تصدر في سويسرا.
دقائق وجاء شاب في الأربعينيات من العمر قدم نفسه بأنه المدير العام و نجل صاحب المشروع.
طلبت قهوتي( قهوة البطم) مع ماء لاغير.
هذا الشاب بالرغم من كونه نجل صاحب المكان فهو يملك خبرة في مجال المطاعم و الأماكن السياحية ومتكلم في هذا المجال انه الأخ ( ولات هروري)*.
كان سعيدا باللقاء وابدى استعداده للأجابة على كل الأسئلة و الوقت مفتوح عالأخر والذي ادهشني أنه له أطلاع على مجلتنا وبذلك سعدت جدا.
بدأنا وكنت أتوقع مئة بالمئة بأنني احتاج الى وقت طويل من حوار والتجول في هذا المكان الساحر..وبدأنا الحوار:
- حدثنا عن اسم المطعم لأنني أرى الأسم غريب بالنسبة لي؟؟.
+ الأسم ليس غريبا ، هرور أسم قريتنا ومسقط رأسنا حيث ولد والدي هناك وكذلك نحن أيضا ..
والقرية تقع في أقصى شمال اقليم كوردستان والجميل انها تقع بين سلسة جبال و فيها عشرات من عيون المياه وكذلك انواع الأشجار..
يااه لجمال قريتنا.
-ممكن تحدثني عن والدكم السيد( محمد أمين هروري)؟؟.
+والدي كان عمره ثلاث سنوات حينما توفي والده عاش عيشة صعبة جدا.عام 1966 ترك القرية بسب حركات الشمال واستقر في الموصل ،عمل في مطاعم شعبية وهناك تعلم الكثير واحب المهنة وكان ولايزال مخلص ومتدين ويحب عمله..لذلك وفقه الله.
في عمر 17 سنة كان قد تعلم الطبخ وكان بأمكانه أن يدير مطعما شعبيا بكل جدارة.
التحق بالخدمة العسكرية وبعدها التحق بالحركة الكوردية(هيزي رزكاري)*.
عام 1975 بدأ بفتح مطاعم ولكن بأمكانيات متواضعة ولكنه قد اشتهر و كان له عدد كبير من الزبائن.
عام 1991 رحلنا الى تركيا وهناك اطلع على وضع السياحة و المطاعم والفنادق وبالتأكيد أخذ فكرة جيدة وأكيد هنالك فرق كبير بين وضع المطاعم هناك والعراق.
عام 1994 - 1999 افتتح مطعم جميل في زاخو تحت أسم مطعم برلمان.
وبعدها أفتتح مطعما بأسم مالطا في دهوك ومن هناك اشتهر اكثر على المستوى الشعبي والحكومي.
-مطعم مالطا اشتهر بشكل رهيب ، في احد الأيام جاء وفد حكومي كبير برئاسة السيد نيجيرفان برزاني حيث كان رئيس حكومة انذاك بصحبة عدد من الوزراء و قناصل عدد من الدول العربية والأجنبية وسبب الزيارة وضع الحجر الأساس لمطار دهوك الدولي.
تم اختيار مطعم مالطا لتناول الغداء.
الغداء كان شىء رائع لذلك طلب السيد نيجرفان من والدي ان يفتتح مطعم بمواصفات اكثر في العاصمة اربيل وقدم شكره واعجابه بالطعام والترتيب والضيافة وكان قنصل دولة الأمارات أكثر من الباقيين اعجابا ،وقبل الخروج أمر السيد بارزاني وزير البلديات تخصيص قطعة ارض في مكان مناسب ليشيد والدي مطعما هناك.
بعد مرور فترة طويلة وفي احد الأيام اتصل السيد الوزير وأخبر والدي بأختيارهم قطعة ارض مناسبة له وممكن الأطلاع عليها.
المكان كما ترون مناسب جدا ومساحته اكثر من ١٣متر مربع.
من اليمين مكي هروري ثم محمد أمين هروري
طلبنا من شركات تركية ومهندسين في اكثر من مجال ليقدموا الخرائط وكانت الكلفة كبيرة جدا لا تتناسب مع دخل والدي لذلك استنجد بأحد اولاد العم ( مكي هروري) وابدى استعداده بالمشاركة ماديا وكل التكاليف.
بدئنا العمل عام 2017 وفي نهاية 2019 تم كل شىء وافتتح المشروع.
نفذ المشروع من قبل شركة محلية بأسم ( شركة دارا) لصاحبها بن عم والدي وشريكه في المشروع السيد (مكي هروري) ، كان لوالدي بسبب خبرته ملاحظات عديدة في المشروع وكلها نحو الأفضل.
وكان لخبرة بن عمه السيد مكي هروري دور بارز في التصاميم.
تكلفة المشروع 12 مليون دولار.
حصلنا على اكثر من جائزة كأحد افضل وأجمل مطعم في الشرق الأوسط.
المطعم خمس نجوم.
يعمل في المطعم 200 عامل وموظف.
اكلاتنا شرقية وكوردية وأجنبية
لدينا صالات متعددة وقاعات للأجتماعات.
اكثر من مطبخ للطهي والأكلات البحرية والحلويات والمشويات والسمك العراقي المسكوف..والخرفان المشوية و الشاورما وصاله لمدخني الشيشة حيث شاشات عملاقة للتلفزة..
أسعارنا مناسبة تقريبا.
لدينا ستة قاعات مختلفة .
لدينا عشرات الكتب للشكر والتقدير ومنها من قيادت قوات التحالف وغيرهم.
-هل لكم طموح بأفتتاح فروع اخرى؟؟
+ نعم هنالك فكرة بهذا الأتجاه في المستبقل.
- هل لكم زبائن من خارج أربيل؟؟.
+نعم لنا زبائن من مختلف المحافظات وحتى من دول الخليج والدول الأوربية.
وحتى لا أنسى بأمكان الضيوف الكبار من (شخصيات سياسية و حكومية و دبلوماسيين و قادة عساكر أجانب)الدخول الى المطعم بواسطة مصعد من گراج السيارات الى الطابق العلوي حيث قاعات بمختلف الأحجام لهم و لضيوفهم.
- قلتم بأن لديكم ستة قاعات ، هل تتسع هذه القاعات لعقد مؤتمرات؟؟.
+نعم احدى القاعات تسع 400 شخص وهذا شىء مفرح.
- سمعت أنكم أول من زود احدى الخطوط الجوية بالطعام؟؟
+ وكيف عرفتم ذلك؟؟؟.. نعم زودنا الخطوط الجوية الأماراتية بالطعام وقد اعجبوا بذلك.
+هل لكم كلام أخر؟؟
-شكرا لكم و شكرا لمجلة الگاردينيا التي تصدر من سويسرا على جهودكم على هذه الألتفاتة بخصوص السياحة في اقليم كوردستان ، نتمنى لكم كل التوفيق..
+هذا أقل من الواجب بحقكم فأنتم وجه مشرق للسياحة في عموم العراق بالأخص في كوردستان ..اخيرا ممكن ان نقوم بجولة؟؟
- بكل سرور..سأرافقكم شخصياُ.
خصص السيد ولات اكثر من ساعة للتجوال داخل المطعم من قاعات ومخازن ومطابخ و حدائق برفقة اكثر من مسؤل وكانت جولة مدهشة ..والباري يوفقهم انهم وجه سياحي مشرق في المنطقة.
-------------------------------
*ولات : وطن.
*هيز رزگاري:احدى القيادات بالحركة الكوردية بحجم فيلق.
يسر رئاسة تحرير مجلة الگاردينيا أن تقدم لكم تعقيبا على الموضوع(عامل مكافح ليصبح متألقا في مجال السياحة )
الحياة كفاح
إنَّ الحياة كفاح، وكل من أحسن نجح وبلغ ما أراده فللنجاح أسباب، أوثقها وأبعدها أثراً الثبات، واستقبال المصاعب والمشاق بقلب هادئ وصدر رحب. فجاهد في عملك وثق بنفسك، تصل إلى ما تريده من عظيم الغايات وكبير الآمال.
ثم إنَّ الهدف أمل.. إنه أكثر من حلم. إنه حلم يراد تحقيقه والوصول إليه.
ولا يمكن عمل شيء قبل أن يعين المرء هدفاً يسعى إليه ويعمل له. وبدون هدف أو أهداف، يظل المرء ضالاً لا يدري ما يريد.
فالأهداف ضرورية للنجاح كالهواء للحياة ولا يمكن أن يبلغ أحد غاياته وينجح في حياته إذا لم تكن له أهداف معلومة، مقررة.
والشركات الكبرى الناجحة لها أبداً أهداف ترمي إليها وتسعى لبلوغها، بعضها يصل إلى أهدافه بعد سنوات، وبعضها في شهور. المهم أنَّ هناك هدفاً لكل عمل يراد نجاحه.
ذلك أنَّ أية شركة محترمة لا تترك مصائرها للظروف. إنها تنظم أمورها، وترتب أهدافها لعشر سنوات إلى الأمام. وكما تفعل الشركة على المرء أن يفعل. يجب عليه أن يرتب مستقبله لمدى سنوات و سنوات.
فإذا كان المرء يريد العمل موظفاً حكومياً فليختر وظيفة يلذ له العمل فيها لينجح ويظفر بالترقية.
وإذا كان يريد العمل في التجارة فليختر شركة قريبة إلى قلبه، حتى إذا انضم إليها عمل من قلبه وأحسن في عمله، فلفت الأنظار إليه، وقدره المسؤولون.
والواقع أنَّ جميع الناس يريدون العمل بنجاح ويرغبون في أن يتقدموا رفاقهم، أو أن يقودوا زملاءهم في العمل وخارج العمل.
إنَّ الحياة ليست لعباً ولا عبثاً إنها عبارة عن عمل متواصل، وهذا العمل المتواصل هو الذي يمد الإنسانية بهذه المواد الأولية التي تمكنها من الحضارة والعمران.
4583 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع