أمير الحلو يكتب عن قاسم وعارف
عبدالسلام طلب زيادة راتبه 20 دينار فرفض طلبه
عبدالسلام المنفذ الحقيقي لـ14 تموز وقاسم دوره ثانوي
بقلم: أمير الحلو
عبدالكريم قاسم يتحمل كل المسؤولية مهما كانت وجهة نظرنا عنه، ودوره ليس دوراً فعالا في ثورة 14 تموز، فهو مشارك في التخطيط ولكن عبدالسلام عارف هو المنفذ الكامل لهذه الثورة بالاتفاق مع عبدالكريم قاسم.
فقط أطلب شيئاً واحداً من القراء أن يمسكوا ورقة وقلماً ويكتبون ما هي مواصفات الدكتاتور؟ ليس لها علاقة به .. ولكن مواصفاتها الفردية ومنع الحريات والحروب والمجازر في بلده وعدم وجود حريات صحافة والتخلص من رفاقه بالعمل الثوري، وهذا يعني قائمة طويلة عريضة موجودة.. هذه مواصفات الدكتاتور، لذلك أطلب منكم فقرة فقرة ان تقرأوها ... وهل تنطبق على عبدالكريم قاسم ام لا؟
هذه التي ذكرتها لكم تنطبق عليه فعلاً، فعبد الكريم قاسم مسؤول عن كل ما حصل في العراق لأنه انفرد بالسلطات ...
وأنا كناصري أقول ان عبد الناصر وقع في الخطأ نفسه، فالذين يقومون بالثورات من العسكريين يجب أن يعودوا الى ثكناتهم والى مواقعهم بعد أن ينجزوا هذه الصفحة الرائعة في تخليص الشعب من نظام آخر، أما أن يكونوا هم بدلاء ويحكمون بدون أي قاعدة فكرية وبدون أي برنامج فهم طامعون في الحكم فقط، والذي ساعد عبدالكريم قاسم في تحقيق منجزات ثورة 14 تموز هم الوزراء الذين تخلص منهم مثل ابراهيم كبة وهديب الحاج حمود وعبد الجبار الجومرد وجابر عمر وغيرهم، اما محمد حديد فقد بقي معه وزيراً للمالية وقام بانشقاق جماعة الأهالي عن كامل الجادرجي فأبقاه معه، هذه من أساليب الدكتاتوريين يقوم بشق الحركات الوطنية الموجودة.
لو أعدد لكم القائمة وتعرفونها من الوزارة الأولى فكلهم تخلص منهم وجاء بأناس مثل محيي الدين عبدالحميد مع احترامي له فهو عسكري وجعله وزيراً للصناعة واسماعيل عارف آمر لواء 19 في بغداد وزيراً للمعارف ووزيراً للإرشاد، وهذا يعني انه لم يكن يختار اصحاب الخبرة وانما الولاء له، فكثير من الاخطاء ارتكبها الرجل الله يطيب ذكراه هو الذي جعل من الثورة ينتشر الخواء في داخلها .
وشهادة للتاريخ التقيت بإسماعيل عارف في عام 1973 في برلين الشرقية بالفندق وكنا جالسين في أحد مرافق الفندق فسألته، ما الذي حدث في الأيام الأخيرة لعبد الكريم قاسم؟ قال لي أوضح لك شيئاً فهو الذي كان يحكم كل شيء ولا يحكم أي شيء، قلت له العفو يمكن ان تفسر لي ذلك. قال لي نعم البلد ماشي ومؤسسات الدولة ماشية وكل شي ماشٍ ولكن هو كزعيم أوحد كل شي ولا يستطيع فعل شيء، يعني انه يعرف بان حكمه يصل للنهاية ولكن بمن يمسك وبمن يبطش وهذه شهادة اقرب الناس له في قيادة الدولة.
ــ هل نستطيع إن نقول أن جهاز الاستخبارات التابع له كان لا يعرف أي شيء؟
المقصود بعبارة كل شيء انه لايعرف ما يدور في الدولة.
وهل نشير الى عبد المجيد عبدالجليل او نشير الى الاستخبارات التي كانت غير موالية له أم القوميين الذين كانوا يعملون ضده، الى ماذا نشير في كل هذا؟
لقد كان يُعيّن ويُخرج بالمزاج ويدعي أنا منسجم مع فترته وأنه يعرف الانسان من عيونه ويعرف اتجاهاته وميوله كانت كل كتيبة الدبابات في أبو غريب يقودها بعثيون وعلى رأسهم خالد مكي الهاشمي، اذن ماذا يتوقع عندما يكون تاريخه حافلاً بالعداء مع البعثيين؟ فقد يكون هو الذي على حق حتى لا أقول شيئاً آخر لكن كيف ان تكون كتيبة دبابات كاملة كل ضباطها وقياداتها من البعثيين، وماذا كان يتوقع أن يحصل؟ فهذا هو الذي أقصده، هناك أمور فالتة من يده.
ــ اما وجهة نظري بقوة تأثير العامل الخارجي لا سيما الأميركي في انقلاب 8 شباط، فأنا هنا أشير الى نقطتين أولهما ما قاله علي صالح السعدي في مؤتمر الحزب في بيروت نحن جئنا بقطار امريكي ... وقد قالها عن 8 شباط 1963 وهذا غير مؤكد وقد يعود لخلافه مع الحزب. لا توجد الآن أسرار مكبوتة، المدخل الى هذا الحديث أقول شيئاً، ان الدول تبحث عن مصالحها ولا تبحث عن شخص، فعبدالكريم قاسم قد يكون ضد أمريكا ولكن أمريكا في ظل الصراعات الموجودة في المنطقة آنذاك كانت لا تريد أي شيء لصالح جمال عبد الناصر، أي عمل لصالح عبد الناصر أمريكا تقف ضده وتساند من يعادي عبدالناصر هذه معروفة مثل الانفصال الذي حصل في سوريا والكثير من الحوادث الموجودة، لذلك أنا لا أتهم عبدالكريم قاسم بوجود علاقات مع الولايات المتحدة الامريكية ولكن أمريكا تعتبر وجود عبدالكريم قاسم هو الصد الحاجز أمام أي توسع أو نفوذ لعبدالناصر أو قدرته على الفعل في المنطقة بالشكل الذي يؤثر على المصالح الأمريكية، لذلك أنا لا أعتقد بأن هناك علاقة بين عبدالكريم قاسم والولايات المتحدة الأمريكية..
أما الانقلابيون فأذكر بعض القصص التي قد تعطي جواباً لهذا الموضوع، نحن كحركة القوميين العرب وأنا عضو قيادة فيها كنا نتآمر لسببين على عبدالكريم قاسم:
الأول محاولة اغتياله في العيد الذي يحل في نهاية رمضان فيأتي عبدالكريم قاسم الى نادي الضباط المجاور لبيت الحكمة قرب الميدان ويلتقي بكبار الضباط وهذه عادة موجودة عنده، ونحن عيّنا ضابط هندسة اسمه مشعل عواد الساري ليلغم القاعة وعندما يحضر عبدالكريم قاسم يفجر المكان الذي يجلس فيه في القاعة، من الذي أوصل هذه المعلومة الى البعثيين حيث قاموا بانقلابهم يوم 14 رمضان ونحن كنا مجهزون حالنا. فهل هذا يعني اننا مخترقون؟ والجواب نعم .
الحادثة الأخرى هي أيضاً محاولة لاغتيال عبدالكريم قاسم فقد ارسلنا جماعة من التنظيم الى شمال العراق للتدريب على الاغتيال وكانت الزمرة جاهزة والموعد محدد، والبعثيون قاموا بمحاولتهم قبل محاولتنا لاجهاضها ولكني لا اعتقد بقصة ما يسمى بالقطار الامريكي او العلاقة بين البعث والامريكان
يتهم القاسميون كما التقينا بهم أنصار الزعيم عبدالناصر بالتأثير الاعلامي وبالذات المذيع أحمد سعيد بالدور الرئيس بالتآمر على حكم عبدالكريم قاسم منذ اليوم الأول، وانا من القوميين العرب وامتلك نظرة خاصة لجمال عبدالناصر، فكيف اعلق على هذا؟
من الصعب الحكم على مرحلة وفق مقاييس المرحلة الراهنة التي نعيش فيها ولا أستطيع أنا في 2013 أن أقيّم 1958 بنفس الموضوعية، لأنه كانت هناك ظروف أخرى وكثير من العوامل التي تجعل من تلك المرحلة مختلفة عما نفكر فيه الآن. الطرفان الرئيسيان في تلك المرحلة هم الشيوعيون والتيار القومي وكانوا على خطأ فلا القوميون طرحوا شعاراً موضوعياً وعلمياً وهو الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة وكان شعاراً خاطئاً وغير موضوعي، ولا الشيوعيون عندما طرحوا شعار الاتحاد الفيدرالي فقد كانوا غير جادين في ذلك. فقد خرجنا الى المطار لاستقبال كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة المصري ووزير التربية والذي جاء فقط ليوقع اتفاقية ثقافية مع وزارة التربية العراقية فمسكونا في الشواكة وضربونا ضرباً مبرحاً لمجرد أننا نستقبل وزير تربية مصرياً فكيف باتحاد فيدرالي؟ فذلك التفاف على شعار الوحدة بالاتيان بشعار هم لا يريدونه اطلاقاً فالمرحلة لم تكن موضوعية بالشعارات الموجودة فيها.
أول من بدأ، لست لأني قومي، بالعداء هم الشيوعيون والقاسميون وقد يكون جيلكم حاضراً أو غير حاضر فقد امتلأت بغداد وكل محافظات العراق بصور الرأس فيها جمال عبدالناصر والجسم جسم راقصة ملصوقة في كل شوارع بغداد وكل الشعارات المطروحة في مظاهراتهم كانت تشتم عبدالناصر، والمهداوي وأقول المرحوم المهداوي، يبدأ وكأنه يقرأ سورة الفاتحة فأول ما يبدأ المحكمة وهي موجودة ككتب بالأسواق واسمها وقائع محاكمات المهداوي يقول عبدالناصر هذا الدرنفيس الخسيس عميل الانكليس والفرنسيس .... الخ، ومن هذه السخافات التي كانت يبدأ بها المحكمة ويرمي الحبال على المتهمين ويقرأ شعراً وشتائم ... وهكذا اذن أنا باعتقادي ان الذي بدأ من العراق بدأ من العناصر الشيوعية والقاسمية التي تشتم جمال عبدالناصر فأيّ رئيس دولة يحترم نفسه وعبدالناصر كان قائداً وليس رئيس دولة ويقال له بأن صورك في كل شوارع بغداد ملصوق عليه جسم راقصة .. لا أعتقد أنه سيكون في حالة طبيعية لذلك فان دور أحمد سعيد والاعلام المصري، أنا باعتقادي وقد أكون خاطئاً هو رد فعل لما كان يحصل في العراق وبداية الهجوم على عبدالناصر وعلى الجمهورية العربية المتحدة كان من العراق..
يقال إن عبدالكريم قاسم لم يكن يسب جمال عبدالناصر في يوم من الأيام بشتيمة لكن كان هناك مكان آخر هو محكمة المهداوي، لماذا يشتمه؟
الرجل متبرع ويقضي يومياً ساعة او ساعتين يشتم عبدالناصر والأخت سعاد محمد خضر كانت متبرعة في كل جلسة تلقي خطاباً أمام المهداوي مليئاً بالشتائم على جمال عبدالناصر وكذلك حياة النهر و ابو اقلام تلقيان قصائد وكذا وكذا وكذا فإذن لماذا يحكي عبدالكريم قاسم عن جمال؟
ما ان حصل الانفصال في سوريا عام 1961 فإن أول عملٍ قام به أنه ركب الطائرة وذهب الى الرطبة لمقابلة ناظم القدسي رئيس جمهورية الانفصال للاتفاق معه على مستقبل العراق مع سوريا فيما بعد الانفصال.
إذاً كان فعلا متآمراً على عبدالناصر واعلامه فهل فعلاً اشترك بالمؤامرة من بدايتها حتى نهايتها على عبدالكريم قاسم.
العقلية الدكتاتورية
أنا قلت إن عبدالكريم قاسم أسقط نفسه بنفسه، كل المراحل حين بدأ بها كان عظيماً بدأ بالمليونيات كما يحدث الآن في بعض الأقطار وأنا كنت أشاهدها فعلاً وكانت الناس تخرج بمحبة بمليونية للهتاف له لكنه بدأ يفقد شعبيته بحكم العقلية الدكتاتورية التي كانت موجودة لدى بعض العسكريين التخلص من العناصر الكفوءة والتخلص حتى من الأحزاب فهل هناك أفضل من كامل الجارجي قائداً وطنياً ومع ذلك فقد شق حزبه.
الاخوان الشيوعيون لحد الان يصفقون لعبدالكريم قاسم في حين ان أول عمل قام به اتى بشخص اسمه داود الصائغ كان عضواً بالحزب الشيوعي وقال له أنت قائد الحزب الشيوعي وأعطاه نقوداً واستأجر بيتاً في منطقة البتاويين وأصدر جريدة باسم الحزب الشيوعي العراقي وشق الحزب الشيوعي وشق الحزب الوطني الديمقراطي، اذن هو كانت عنده الكثير من التصرفات التي جعلت القاعدة التي استند إليها في البداية والتي كانت تهتف كالزعيم الأوحد الأوحد الأوحد يجب ثلاثة اذا تقول واحدة فذلك انتقاص من قيمته فهو اصطدم مع كل العناصر التي كانت تسانده والاخوان الشيوعيون يساندون عبدالكريم قاسم وأنا أستطيع القول كمحترف قضى أكثر فترته بالسجون والمعتقلات بأني لم أدخل يوما أي معتقل أو سجن ان لم أجد نصف الموجودين هم من الشيوعيين، حتى مرّة في سجن بعقوبة اطلق سراحي يوم 14 تموز 1961 ذكرى الثورة فلما خرجت من السجن الشرطة استأجروا لنا سيارة فكان معي كمال عمر نظمي الذي كان شيوعياً و مسجوناً معنا ولكن هم في جناح ونحن في جناح ففي كل مكان كان الشيوعيون معتقلين، وبالتالي اعادة حرب الشمال والكثير من الأمور اضعفت شخصية عبدالكريم قاسم الأولى كقائد وزعيم ومحبوب بالنسبة للناس وقام بمشاريع لصالح الفقراء والكثير من المسائل التي يجب أن نعترف بها ولكنه بدأ تدريجياً يفقد قاعدته من خلال تخلصه من العناصر، وذكرت بان على الباحث ان يقرأ أسماء الوزارة الأولى ويقرأ أسماء الوزارة ليلة 8 شباط 1963 سيجد فرقاً كبيراً بين الكفاءات التي كانت موجودة في الوزارة الأولى وبين القائمة التي أنهى بها حياته. فقد كان السيد هديب الحاج حمود عن الحزب الوطني الديمقراطي وصديق شنشل عن حزب الاستقلال وفؤاد الركابي عن حزب البعث وجابر عمر من التيار القومي.
إضبارة عبدالكريم قاسم- قاسم لايتحكم بأعصابه:
أنا قد استطيع الكشف عن بعض الأسرار عن اضبارة عبدالكريم قاسم، أنا كنت ضابط احتياط فبدلاً من ان أقضي وقتي بالكلام في ادارة الضباط عن كباب الكاظمية وباجة الاعظمية وكذا وكذا أذهب الى الغرفة التي فيها أضابير الضباط وبدأت بنوري السعيد وقرأت أضابير كل قادة الجيش العراقي ومنهم عبدالكريم قاسم، وأقسم بالله العظيم أن أول ورقة في هذه الاضبارة وهذه لم يذكرها أحد كان قد قدم الى كلية الطيران ليصير ضابطاً طياراً، وذلك قبل أن يدخل الكلية العسكرية، وفحصته لجنة طبية من ثلاثة أطباء النتيجة كانت لا يصلح لأنه لا يستطيع التحكم بأعصابه ويشهد الله أنا قرأتها بنفسي وسقط بالامتحان لأنه غير قادر على التحكم في أعصابه ودخل الكلية العسكرية بعد ذلك بعد أن قضى فترة معلماً في الديوانية..
الشيء الآخر قرأت آخر تقرير سري عنه فهناك اجراء في الجيش اسمه التقرير السري السنوي يقدمه الأعلى من عندك يعني القائد المسؤول عن عبدالكريم قاسم وكان غازي الداغستاني الذي كتب اخر تقرير سري موجود باضبارته وأنا قرأته يقول بانه ضابط شجاع وصادق أمين وكل الصفات الحسنة، وكتب ملاحظة انه رجل متحرك لا يستطيع الجلوس في مكان واحد لمدة عشر دقائق، وقد قرأت هذه الملاحظة في التقرير السري السنوي.
الشيء الآخر المهم الذي أحب أن اذكره أن عبدالكريم قاسم الى جانب كل التقييمات السلبية التي تحدثت عنه فالذي أعجبني وجعلني أكتب هذا الموضوع أن حادثة غريبة حصلت وهو أن عبدالكريم قاسم في احدى الحروب مع الشمال كان آمر فوج مقدم ركن، ومعروف بالجيش انهم ينامون على الأرض ويأكلون طعاماً بسيطاً فأصيب بمرض جرى فحصه وقرر الأطباء ارساله الى بريطانيا للعلاج وكان الملحق العسكري هناك اسمه حسن مصطفى وهو من دورته وصديقه وعندما تجاوزت فترة العلاج 6 أشهر جعلها 8 أشهر حتى يشفى فلما رجع ظهرت عليه ديون بمقدار 500 دينار او أكثر من استحقاقه مصروفة فرئيس أركان الجيش طالب باستقطاعها من راتبه فبدأ بالشكوى بأنني كنت في واجب وهذا المرض الذي أصبت به خلال الخدمة وبالتالي فان الدولة مسؤولة عن علاجي وكان يكتب بقلم الكوبيا تتذكرونه الذي اذا تضع عليه ماء يتغير وكان نصف اضبارته شكاوى على هذه الحالة وسميت المقالة ما ضاع حق وراءه مطالب وظل مستمراً بحيث أنني بيني وبين نفسي اتساءل، لماذا هذه الشخصية تركض وراء المال بهذا الشكل حتى وجدت أنه بعد ثورة 14 تموز تسلم الحكم فكان أول كتاب أرسله الى مجلس الوزراء وهو رئيس مجلس الوزراء المطالبة باعادة هذا المبلغ الى الزعيم الركن عبدالكريم قاسم رئيس مجلس الوزراء الذي وافق بالاجماع لاعادة المبلغ واتذكر اشارته لحد الآن بالقلم الأخضر تتضمن أولاً يفتح حساب في مصرف الرافدين باسم منظمة التحرير الفلسطينية ثانياً يودع هذا المبلغ والمبالغ القادمة في هذا الحساب الذي يعود الى جيش التحرير الفلسطيني
أنا أكبرت لهذا الرجل الموقف بقدر استغرابي إلحاحه على هذا المبلغ فقد تصورت انه يبحث عن المال ولكنه عندما أمسك المال بيده وضعه في مصرف الرافدين، هو أول من اعترف بالجزائر كجمهورية عندما اعلنت الجمهورية الجزائرية فكان أول من اعترف بها كدولة العراق بأمر من عبدالكريم قاسم، أما موضوع المرض فأنا لست طبيباً ولكن شدة المرض وطول العلاج ومنطقة المرض قلت في آخر مقالي قد تكون قد أثرت على قدرته على الزواج والانجاب ولا أستطيع أن أجزم بذلك فهي ليست عفة منه بعدم الزواج ولكن عندما قرأت هذا التقرير الطبي المكتوب عنه توقعت ان السبب قد يكون نتيجة ذلك والله هو الأعلم بالحقيقة.
الحركة الاشتراكية العربية
أنا استغرب مما يكتب عندنا الآن في الصحف العراقية فاليوم احدى الصحف فيها ملحق كامل عن المرحوم الزعيم عبدالكريم قاسم جاء فيه إنهم وجدوا في جيبه خمسة دنانير فقط. أنا لا أحب عبدالسلام عارف ولا اعرف عبدالرحمن عارف ولا أحب البكر ولكن للأمانة وهؤلاء هم الذين جاؤوا من بعده كحكام وهناك تقليد في الجيش العراقي موجود أن القائد لا يسرق ولا يرتشي ولكن ذلك حصل في الفترة الاخيرة عبدالسلام عارف بقي في بيته بالاعظمية وهو بيت قديم، وهناك حادثة ذكرها لي الاستاذ عبدالاله النصرواي امين عام الحركة الاشتراكية العربية وكان حاضراً اجتماع للجنة العليا للاتحاد الاشتراكي فقد طلب زيادة 20 دينار على راتبه حتى يدفع للعريف الذي يوصل أولاده الى المدارس فانبرى له عبدالكريم فرحان وقال له أبو أحمد نحن حين قمنا بهذا العمل اتفقنا أن كل واحد يأخذ راتب رتبته العسكرية فعلى أي أساس نزيدك 20 ديناراً ورفض الطلب، كما حصل مع فيصل الثاني وهي حادثة معروفة كتبها نجدت صفوت في مذكراته أنه طلب من البرلمان شراء سيارة اعجبته شاهدها في لندن ويريد أن يشتريها وقدم الملك قدم طلباً للبرلمان ليشتري السيارة ولكن البرلمان رفض هذا الطلب فلم يحصل عليها...
كما ان صباح ابن نوري السعيد هبطت به الطائرة التي كان يقودها فتحطم ظهره فأرسلوه لبريطانيا وكلف بحدود ما قرأت في اضبارة نوري السعيد وهي موجودة كلف علاجه بحدود 800 دينار واول ما عاد غرموا نوري السعيد كل مبلغ علاج إبنه صباح مع أنه كان يقول إنه سقط أثناء الواجب.
عبدالرحمن عارف وزوجته ينتظران طابور السينما:
عبدالرحمن عارف وقلت ليست لدي علاقة به فقد كنا نذهب أنا وزوجتي الى سينما الخيام لنشاهد أفلاماً أجنبية بالفصل الأخير الذي يبدأ بالساعة 11 مساءً فنجد رئيس الجمهورية عبدالرحمن عارف مع زوجته يقف مع الناس بانتظار نزول الوجبة الأولى حتى يصعد مع الوجبة الثانية وأنا شاهدت هذه الحادثة مراراً.
حكى لي أحد الأشخاص من البعثيين أن راتبه لا يكفيه وهو يعرف أحمد حسن البكر فذهب اليه وقال له سيدي أنا كذا وكذا ورفيقكم ومعكم ولي دوري ولكن راتبي لا يكفيني والآن أنا جئت لك وليس عندي ولا فلس، ويقسم الرجل إنه مد يده الى جيبه الاعتيادي واخرج ما نسميه بـ الجزدان واخرج منه 5 دنانير وقال له هاك هذه 5 دنانير من عندي وبعد ما أريد أشوف وجهك، ما عندي منين أجيبلك آني وليس من مال الدولة فهذا سياق اتبعه اولئك الحكام وليس فقط أن عبدالكريم قاسم كان يأكل بالسفرطاس فمن من ضباط الجيش العراقي لم يكن يأكل بالسفرطاس؟ ومن من الضباط القادة من بعده كان عنده حماية مثلما كان يقال وأنا شاهدته بعيني فعلاً كانت حمايته بسيطة، المرافق قاسم الجنابي والسائق وهو يجلس خلفهما وكل ما ادخل بشارع الرشيد أراه ولما حدثت محاولة اغتياله أضاف فقط سيارة بيكب وراءه فيها رشاشة والذين بعده من كان لديه حماية اكثر..
عبدالسلام عارف او عبدالرحمن عارف لم تكن عندهم ارصدة بالبنوك فبنت عبدالسلام عارف في الأردن الآن تعيش على المساعدات والعراقيون كلهم يعرفون هناك فهذه تنفي ان قاسم مُنزلاً من السماء ... وخالي من العيوب فهي حالة ليست من صالحه.
قبل ذلك كشفت عن حقيقة وانا قومي بأن عبدالكريم قاسم ربما كان يخدم القضية الفلسطينية ربما أكثر من القوميين والمزايدين.
والجواب هو لم لا؟ ضباط تلك الفترة كانوا متربين تربية قومية عربية ومخلصين للقضية القومية خصوصا فلسطين.
لقد نجح ما حدث في 8 شباط نتيجة لعوامل عديدة، عوامل تعود للمرحوم عبدالكريم قاسم بنفسه لأنه كان كما قلت لك قد أفرغ نفسه من القوى التي كانت تحميه. من أين جاء عارف عبدالرزاق وهو قومي معروف ليصبح آمر القاعدة الجوية في الحبانية؟ ومن أين جاء منذر الونداوي الذي قصف وزارة الدفاع؟ ومن أين جاء خالد مكي الهاشمي وحاتم الياسين، ووجدي ناجي وعدنان خير الله الذين زحفوا في هذا اليوم بدباباتهم من أبو غريب الى وزارة الدفاع؟
اذن كان متناقضاً فهو من جهة لديه أفكار واتجاه معين لكن كل القوى القوية التي حوله والى جانبه هي قوي معادية له وضاربة وهي التي حققت عملية الانقلاب ولم تجر الاستعانة لا بجندي ولا باعلام ولا بأي شيء خارجي.
دبابات البعثيين اتت من معسكر أبو غريب وبعد ذلك أتت قوى أخرى لحقتهم وأول من قتل المرحوم الملازم وجدي ناجي أخو هلال ناجي وأخو عامر ناجي ولحقت الدبابات الأخرى. فاذن هو الذي أعطى الفرصة لاعدائه بأن يقوموا بالانقلاب عليه.
سقط بأدوات حكومته وبسياسته وبتراجعه، فعبدالكريم قاسم تراجع عن عبدالكريم قاسم والأدوات التي ضربت عبدالكريم قاسم جاء بها عبدالكريم قاسم، اي جاء بها الى السلطة والى مواقع القوة.
اما كيف كانت علاقة القوميين العرب التي انتسب اليها عشية الانقلاب مع عبدالكريم قاسم هذا من جهة وبالانقلابيين من جهة أخرى؟ فإن لحركة القوميين العرب صلة ما بالانقلاب بعد نجاح الجولة الاولى.
ذكرت في البداية بأنه كانت لدينا محاولتنا الخاصة وموجودة لدي تفاصيلها فكانت عندنا محاولتنا الخاصة وسبقنا البعثيون وقاموا بعملهم، وهناك قاعدة أنه عندما يكون خصمك مثل عبدالكريم قاسم وخصمه التيار القومي بأجمعه فعندما يقوم أي فصيل من هذا التيار القومي بأي عمل سيكون سلباً أو ايجاباً مؤثراً على القوى الأخرى ففي حالة فشل عملية البعثيين فان عبدالكريم قاسم سيحاسب الجميع ومن ضمنهم القوميون اي لم يكن ما كان يسمح لأنه كانت هناك تجارب سابقة كانت عمليات السجن والاعدامات لا أقول عشوائية ولكن عناصر ليست لها علاقة فقط بهذا الحزب أو بهذا قد عوقبوا بمعنى كالذين أعدمهم يوم 20 أيلول 1959 وأنا أقول للتاريخ في اليوم الذي وقع عبدالكريم قاسم على اعدام رفعت وناظم الطبقجلي وقع على اعدام عبدالكريم قاسم لأن الجيش العراقي لن يسمح بأن يعدم مثل هؤلاء القادة بقضايا ملفقة قد يكون الآخرون هم الذين قاموا بها لذلك كان التيار القومي يشعر ان لم يساند طبعا لم يساهم، ولكن في الصفحة الثانية يساند ومن يقرأ احداث يوم 14 رمضان والذي بعده يوم 15 رمضان فقد ألقي القبض على عبدالكريم قاسم بطريقة معروفه، فلما أوتي به الى الاذاعة ضربته احدى السيدات لا نريد أن نذكر اسمها وبصقت عليه وضربته بالكف يعني راشدي بالعراقي فسقطت سدارته والذي رفع السدارة واعتذر منه وقال له سيدي وعنف الفتاة هو المقدم الركن آنذاك صبحي عبدالحميد أحد أعضاء قيادتنا العسكرية وهذا يعني ان قيادة التيار القومي موجودة، فهادي خماس ومحمد مجيد ومحمد يوسف وآخرون هم الذين حاصروا قاعة الشعب في باب المعظم التي كان اسمها فيصل الثاني وموجودة لحد الآن لجأ لها عبدالكريم قاسم بعدما انتهت وزارة الدفاع وليس له أي مخبأ انتقل أواخر الليل الى قاعة الشعب وألقي القبض عليه هناك وقد أرسلوا له رئيس تحرير جريدة الثورة انذاك وكان صديقه وأقنعه بالخروج فخرج. الذين أمسكوا به ووضعوه بالمدرعات هو والمهداوي أشخاص آخرون لا تحضرني أسماؤهم الآن هم من القوميين، اذن القوميون شاركوا في الصفحة الثانية وفي اليوم الثاني للإنقلاب ولم يكونوا مشاركين في الصفحة الأولى أي في بداية الانقلاب ولكن أول عمل قام به البعثيون بعد ذلك وضعوا هؤلاء في السجون
1069 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع