علاء کامل شبيب
في العرف الدولي السائد، أن الوفود التي تذهب لزيارة دول أخرى، فإن لها هيبتها و مکانتها ولها حق الاخذ و الرد و الرفض و القبول و الاحتجاج و حتى قطع الزيارة و الانسحاب فيما لو جرى أمر يقتضي ذلك، وانني أتسائل:
ترى هل أن الوفود العراقية التي تتقاطر على طهران تتمتع بهذه المزايا؟! رجائي هو أن تفکروا في الامر بهدوء و روية من کل الجوانب قبل الاجابة.
مدحت المحمود، رئيس سلطة القضاء في العراق، أثناء زيارته"الميمونة"، لطهران، إلتقى بالعديد من المسؤولين و القادة الايرانيين، ومن بينهم صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية للنظام الايراني، وأثناء لقائات حامي و راعي سلطتنا القضائية بالمسؤولين، فإنه لم يکن سوى مستمعا ممتازا و متکلما ضمن حدود القضايا المطروحة من الطرف المقابل وقد کان يراعي دائما أن يکون إيجابيا و ميالا لطروحاتهم.
عند اللقاء"الاهم" مع صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية للنظام، فقد کان من المفترض أن يکون اللقاء ذو طابع مهني بإعتبار أن کلاهما يترأس السلطة القضائية لبلاده، وان يلتزم الطرفان او أحدهما على الاقل بالعهود و المواثيق الدولة التي وقع عليها البلدان و ضرورة أن لاتکون المسائل المطروحة بينهما تتعارض او تتناقض مع تلك العهود و المواثيق، ولهذا عندما طالب لاريجاني نظيره المحمود بإستعادة أعضاء منظمة مجاهدي خلق المتواجدين في العراق ليواجهوا العدالة(عديمة المثال)الايرانية، فقد کان حريا بالمحمود أن يبادر لإتخاذ موقف يلقم لاريجاني حجرا عبر تذکيره بأن ذلك يتعارض و القوانين الدولية ذات الصلة التي وقع عليها العراق و عليه الالتزام بها، لأن سکان مخيم ليبرتي هم أفراد لاجئون معترف بهم دوليا و محميون بموجب القوانين الدولية ذات الصلة، غير أن المحمود لم يحرك ساکنا و کان موقفه هذا عارا على القضاء العراقي الذي له تأريخ و سجل ناصع يشهد به الاعداء قبل الاصدقاء، بل واننا لانغالي او نبالغ إذا قلنا بأن مدحت المحمود قد تصرف أمام لاريجاني وکأنه ممثل دولة خاضعة للإحتلال في حضور مسؤولي الدولة المحتلة!
لاغرو أن المحمود کان يعلم جيدا أن لاريجاني يتکلم ستة بالشهر وان کلامه أقرب للتخريف و التهريج ولاعلاقة له بقضاء او قانون بالمرة، وليس بإمکانه أبدا أن يتجاوز او يتعدى حدود القوانين الدولية التي تحمي سکان ليبرتي، لکن المحمود الذي لم يکن سوى مجرد هيکل و وجه محفور عليه إبتسامة جاهزة کان يوزعها يمينا و شمالا للجميع، کان أصغر من أن يرد ردا يثبت أنه أبن ذلك القضاء العتيد لأنه ومنذ أن تولى منصبه فقد علق کل مبادئ و قيم و أعراف القضاء العراقي على شماعة تعيينه!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
510 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع