على بساط ِ الريح ِ
أحمل ُ ولدي على بساط الريح ِ
نمرُ على مدن ِ الاسمنت َ والصفيح ِ
حضاراتُ على مر ِ الزمان ِ السحيق ِ
أمم ُ صنعت لنفسها وجود ٍ وتأثير ِ
نطوف ُ أقطارا ً.. قارات ٍ.. محيط ِ
أحمل ُ وحيدي على بساط ِ الريح ِ
أبي إلى أين يحملنا بساط ُ الريح ِ ؟؟
رأيت ُ وجوهاً معفرة ً بالطين ِ
أناس ٍ ينعمون َ وسط َ الريش ِ
ملابس ُ لا تستر ُ أجساد َ العبيد ِ
أزياءُ جديدة ُ مرمية ُ على الطريق ِ
بيوت ٍ.. أكواخ ٍ.. أبراج ُ العصافير ِ
غابات يؤكل فيها الفقير َ والضعيف ِ
أحمل ُ ولدي على بساط ِ الريح ِ
لا تعجل َ بني الوحيد ِ
فقد لاحت الشمس ُ من بعيد ِ
ستلامس ُ خيوطـُها كما تلامس ُ الحرير ِ
تمشي هناك َ بين بيادر ُ الحنطة ِ والشعير ِ
تقطف ُ .. تفاحا.. عنبا.. برتقال ٍ.. لذيذ ِ
تأكل ُ التمر َ عند الفجر ِ والمغيب ِ
تركض ُ والصبية َ وسط َ البساتين ِ
نور عيني
هل ترى ذاك َ النهرُ الحبيب ِ؟
سنحط ُ على ضفافه عند الجسر ِ الحديد ِ
ها قد وصلنا الكرخ َ .. الكاظمية .. والشناشيل ِ
الاعظمية َ يلتقي فيها القريب ُ والغريب ِ
نقاءُ.. صدق ُ.. محبة ُ في أزقة ِ الطيبين ِ
هـــُـــــنا مجد ُ يعلو يشع ُ على العالمين ِ
هـــــُــــنا بـــــغــداد ُ.. هـــُنا بـــغدادي
حاضرة ُ الدنيا عاصمة ُ عراقنا الكريم ِ
أحمل ُ ولدي على بساط ِ الريح ِ
هات ِ يداكَ نعبرُ إلى عالم ٍ فريد ِ
هنا جسرُ مشى عليه شهداء ُ وشهيد ِ
قدموا أرواحهم لنولد َ من جديد ِ
قف بني
أستنشق َ من دجلة ِ الهواء َ اللطيف ِ
لننطلق َ إلى شارع َ الرشيد ِ
هذه َ المستنصرية أول ُ جامعة ٍ بالتاريخ ِ
درسوا الفن َ .. العلوم َ.. التشريح ِ
بين جدرانها ألف ُ عالم ٍ وطالبُ نجيب ِ
أحمل وحيدي على بساط ِ الريح ِ
أبي أرني أرني المزيد َ المزيد ِ
ندلف ُ شارعاً للمعرفة ِ .. الأدب َ.. وعلم ُ التنجيم ِ
تشم ُ رائحة َ الحرف ِ بالمتنبي .. وحبر ُ التنضيد ِ
كتب ُ فيها مسيرة ُ ميل ً وألف ُ ميل ِ
أبي أنا جائع ُ فأين غدائي المفيد ِ ؟
هيا ندخل ُ هذا المطعم ُ الصغير ِ
كبة ُ السراي بطعمها العجيب ِ
ثم نشرب ُ شربت الزبيب ِ
أحمل ُ ولدي على بساط ِ الريح ِ
أمُ كلثوم َ.. الغزالي ُ .. ميدان ُ المحبين ِ
مقهى الزهاوي حوارُ ُ وفكرُ سديد ِ
الرصافي ينتظر ُ البغداديين َ وأبن السبيل ِ
أبي أسمع ُ طرق ُ وضجيج ِ
أدخل َ بني لسوق الصفافير ِ
هـُنا الطرق ُ على معدان ٍ وتنعيم ِ
قدور ُ صفر ٍ تفوق ُ الحديث ِ
تـُحف ُ سجاد ُ أصيل ِ
أنظر هناك َ للحرية ِ نصب ُ رائع ُُ كبير ِ
تمتع بني بين أهلك َ ومجد ُ تليد ِ
بغداد ُ حبيبتنا بيتنا أهلنا والعشير ِ
ما طواك ِ البعد َ ولا هجر ُ الحبيب ِ
بغداد ُ السلوى في بلاد الجليد ِ
الحارث يسألني على بساط ِالريح ِ
أين َ نرحل ُ والفؤاد ُ عليل ِ ؟؟
أليست بغداد ُ العراق َ موطننا الأصيل ِ ؟
نعم سلمت .. صديقي..أخي.. وحيدي
لكن ... آه .. لا حيلة لنا إلا الرحيل ِ
عن بغداد َ مدينتنا عشقنا الوحيد ِ
نستودعها وأهلها أمانة عند الرب ِ الرحيم ِ
أحمل ولدي على بساط ِ الريح ِ
أعود ُ منكسر َ الروح ِ هائم ُ شريد ِ
فقد تركنا بغداد َ عند َ المشيب ِ
وما يبقى بأيدينا سوى الحلم ُ والنحيب ِ
مثنى عبيدة حسين
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ـ كتبت من وحي ذاكرة وأمل أن أسير يوماً مع ولدي في بغداد ليعرف كم هي جميلة عاصمة الرشيد ِ.
ـ مهداة إلى أهل بغداد وعشاقها العراقيون الاصلاء وهم أعرف مني بها لذا لم أكتب تعريفاً بالأماكن وما ورد في هذه الرحلة .
1/ 5 / 2012
434 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع