جلال چرمگا
الصحافة فن،ذوق،أخلاق ،أضافة للثقافة الأختصاصيه ( الأعلاميه ) وتتبعها الثقافة العامه وهي بمجموعها عوامل الواحدة منها مكملة للآخرى ،ويعزز نجاحها ايضا عوامل آخرى ،كالمعرفه بطبيعة وتحليل وتدقيق الحدث..
فهي ليست مجرد سرد معلومات توهم القارئ ومن ثم يكتشف زيفها ،وتنتج عدم ثقة القارئ بالأعلامي ،أو الصحيفة او المجله ) مقروءه،مسموعه،مرئيه)
ويعرف الاعلام من الناحيه العلمية الى أنه:
عمليه ديناميكيه تهدف الى توعية وتثقيف وتعليم وأقناع مختلف فئات الجماهير التي تستقبل المواد الإعلامية المختلفه وتتابع برامجه وفقراته ،ويجب أن تكون هناك فكره محدده يهدف مرسلها الى أيصالها لتلك الجماهير أن أي خبر يجب أن يمر بالمراحل التاليه:
-الجمع للمعلومة الخبرية
-التحليل الدقيق
-توزيع الخبر
لقد عملت في الصحافة لأكثر من أربعة عقود ،فكانت أيام زمان تنطبق على الأعلامي،الصحفي الضوابط التي أشرت لها في بداية الحديث ،وكثيراً ما تغير نقيب الصحفين لظروف متعدده كل حسب زمنه وتوقيته وتربطنا بهم علاقات أخويه وصداقات حميمة وتختلف كفاءة وقدره الواحد عن الآخر بحسب الظروف السياسيه او المهنية
أضطرتني الظروف الخاصه لعدم الأنتماء الى نقابه الصحفيين لأسباب لا مجال لسردها حاليا ،لكنني اختزن الكثير في ذاكرتي عن سلبيات منها
-مرئيه.
-مسموعه.
-مقروءه.
وبعد الجمع والتحليل نجد أن هناك سلبيات كثيره فمنذ عام ١٨٦٩ في منتصف حزيران الذي يعتبر فيه أنبثاق الصحافة وصدور اول جريده عراقيه ( الزوراء) بدأت ضوابط الصحافة واستمرت على أفضل حالة وبتغير الزمن والظروف المتعدده سواء سياسيه او أجتماعيه او ثقافية ،بدأ الأنهيار في الأنحدار نحو الهاوية ،فقد منحت النقابه هويات لأشخاص لا علاقة لهم بالمهنة او قد يكونوا خارجها ،وارتدى البعض غطاء ليتاجر بالمهنة مرتدياً بدلته ،وحاملا حقيبته الدبلوماسية ،ومعدات التصوير والتسجيل ،وقد أنتصب في سيره ووقع قدميه شبيها للديك الرومي عندما يريد الاستعراض أمام الآخرين ،يحاول تقليد الصحافيين او الإعلاميين المشهورين لكنه لا يستطيع لأن في داخل عقله خارج عن الحقيقه فهي مجرد تقمص شخصية زائفه،ولو أمعنا النظر في تاريخه ومسيرته الثقافية،والأجتماعيه لتجده أرذل القوم مع تقديرنا واعتزازنا للشرفاء والمثقفين الآخرين الذين هم قلة في هذا الزمن.
بعضا من أصحاب الأموال تقمصوا الشخصيه الصحفية وحصلوا على هوية نقابة الصحفيين بالنقود بغية تحقيق مصالح بعيدة المدى ،وكثيراً حقق مبتغاه ،أنها مأساة مضافة لما يمر به بلدي العراق فهي حالة استشرت في مجالات متعدده.
ولو عدنا بالزمن الى الوراء لم نجد صحفيا يمتلك سياره،اوبيت فارها،فقد كان صحفيوا أيام زمان لا يستطيعون سوى سد رمقهم في وجبة طعام متواضعة مع كوب من الشاي الساخن ليخفف عليه تعب يوم كان يسعى اليه .
من مفارقات الزمن الردئ أنني التقيت مصادفة مع احداهن تدعى أنها صحفيه وأني من يعرفها أكثر من غيري ،قلت لها ؟ما علاقتك بالصحافة؟؟
ضحكت ،لا ياسيدي فأن مؤهلاتي هي من اوصلتني لما أريد ، سكت ،تألمت ، فلولا عيبا لمزقت ثيابي مثل أم قتل ولدها امام عينها وهي ترى جراحه تسيل!!
بعد سجال طويل قالت لي:
أن أردت أن تنتمي فأنا من يزكيك
قلت
كيف تزكيني وأنا لم أعمل صحفيا او أعلاميا ولاعندي مايؤهلني للدخول لنقابتك !!!!!!!
سلمت الامر لله ،ولكن على نقيب الصحفيين أن يتدارك الموضوع كي لانشوه تاريخ مؤسسة عريقه لها دور متميز في تاريخ العراق
وللحديث بقيه...
جلال چرمگا
رئيس تحرير مجلة الگاردينيا
500 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع