إبراهيم الزبيدي
سقط الجميع في الرمادي. فؤاد معصوم زعيم الالتحام الكلي بإيران، ونوابه المستمتعون بالحماية وبالسجاد الأحمر ولقب (السيد النائب)، والعبادي ونائباه اللذان لا يطيق أحدهما الآخر، ووزراؤه، وإيران وأمريكا وتركيا والسعودية، والحشد الشعبي والمرجعية ونواب الأنبار الذين هربوا أبناءهم لكي يستريحوا ويتفرعنوا، دعما لـ (لمجهود الحربي)، في قصورهم بأربيل وعمان ولندن واسطانبول ودبي.
ومع كل هؤلاء سقطت الأحزاب كلها، حزب الدعوة والمجلس الأعلى والصدريون والفضيلة وحجافل هادي العامري والخزعلي وقاسم سليماني. وسقط حزب البعث والإخوان المسلمون والأخَوان نجيفي وأياد علاوي والمطلق والجبوري.
وسقط المعارضون الفضائيون رافع العيساوي وحاتم سليمان وأبو ريشة وشيوخ ألبو.... وألبو .... وألبو.... جميعهم.
سقط السنة في الرمادي، وسقط الشيعة، كذلك. وسقطت إيران وحرسها الثوري ومخابراتها، وسقطت أمريكا وسفارتها ونوابها وشيوخها. سقط الجميع في الرمادي، ولا شماتة.
ورئيس وزراء الدولة العراقية يستنجد بجحافل المليشيات والمتطوعين، مُقيلا وزارة دفاعه ووزارة داخليته من وظيفة الدفاع عن الوطن والكرامة والشرف والسيادة المنتهكة من زمان طويل.
وربما تحدث المعجزة وتتمكن الحشود من طرد الداعشيين من الرمادي ونينوى، فتصبح هي رئاسة الدولة المقعدة، ورئاسة حكومتها، وبرلمانها، ويغرق الوطن، من جديد في بحر آخر من الجماهير الهاربة رمضاء داعش لتقعد ملومة بغيضة على بوابة العاصمة في انتظار الفرج الذي لم يجيء.
دولة لها كل تلك الجيوش المجيشة، دفاعية وهجومية، برية وبحرية وجوية، تفر كلها من المعركة، لتخرج مولولة ناحبة باكية تناشد المحسنين الإغاثة والنجدة ولا تستحي.
https://www.youtube.com/watch?v=nRd-WJBUFdw
من رأى منكم الفيلم الطويل المثير الذي عرضته الفضائيات وهو يسجل فرار العشرات من المصفحات والدبابات وطائرات الأباتشي، وهي تسابق الريح خوفا من قرص بعوض الداعشيين وجرادهم. و(الهزيمة ثلثين المراجل)، لأن القائد الأعلى للقوات المسلحة لم يزود جنرالاته وعمداءه وعقداءه ونقباءه وجنوده الحقيقيين والفضائيين، بالمبيدات اللازمة، قبل فوات الأوان.
لقد كان فيلم الرمادي مثيرا ومشوقا بلا شك. عصابات من الأشقياء تباغت حكومة (الوحدة الوطنية)، فتهرب من أمامها دون قتال، ولكن بشرف واقتدار.
كل هذا يحدث واللجان البرلمانية ما زالت تحقق في أسرار فضيحة احتلال نينوى وديالى وصلاح الدين. والرئيس ونوابه ورئيس الوزراء ونائباه، والوزراء والنواب جميعُهم، منتفضون على شاشات التلفزيون، يتلاومون، ويتباكون على أبرياء ذبحهم داعش كانعاج، ويدقون ناقوس الخطر من احتمال تسلل داعشيين بثياب الهاربين من داعش، ويستنجدون بواشنطن وطهران للدفاع عن قصورهم، نيابة عنهم، وهم جالسون على أرائك من ذهب وفضة، بطائنهُا من إستبرق هم فيها خالدون.
هذه هي الدولة التي أفلست بما أنفقته على جيوش الوطن، وعلى إعداد خطط القتال والمواجهة والصمود، وعلى صياغة العهود والوعود.
وهنا نسأل بإلحاح، متى تسقط العاصمة، فنرى أعلام داعش ترفرف على أبواب القصر الجمهوري ورئاسة الوزراء والبرلمان؟.
أمريكا رفضت دخول الحشد الشعبي إلى نينوى لتطهيرها من داعش، ومن آخرين لا يحبهم هادي العامري وقاسم سليماني. إذن من أجل جر أذن نجيفي وعيساوي ونواب الكونغرس الأمريكي الذين بشروا بدولة السنة وفردوسها المفقود، تفر (الفرقة الذهبية) بعدتها وعديدها من المعركة، حتى قبل أن تبدأ، وبأوامر من القائد الأعلى نفسه، ولله في خلقه شؤون. يعني أن المعارك الطويلة القادمة في الأنبار بين داعش وقاسم سليماني على حساب العراق وأهله. بعبارة أوضح، إنها لعبة قط وقط، بعد هروب الفار. أما عوائل الرمادي الهاربة الهائمة على وجهها دون عائل ولا معين، فمعتقلة في جوامع فارغة على حدود العاصمة. أليست هذه مهزلة؟! ترى متى يستقيل هؤلاء العجزة جميعهم أو يقالون غسلا للعار؟
4743 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع