صبري الربيعي
مالذي يريده المجرمون من اقتحام احد مرافق العبادة ؟عائلات مؤمنة قصدت هذه الكنيسة من اجل قداس يبتهلون فيه الى السماء كي يحفظ الله العراق ,ويحيط هذه العائلات بالسلم والامان ..أناس بسطاء في الغالب , عجائز يتمتمن بالدعاء الذي لايختلف كثيرا بين دعاء مسلم او مسيحي انه توجه الى الله كي يتحقق للانسان مايصبو اليه من حياة كريمة ..لقد زحف هؤلاء المؤمنون بالله الواحد الاحد الى كنيسة ( سيدة النجاة ) ليسلموا قلوبهم وعواطفهم ومشاعرهم وأمانيهم وقلقهم وفراقهم لشبابهم المنتشرين في انحاء الارض.. زحفوا لاقامة قداس لادجل فيه ولايحض على العنف او الكذب او السرقة او خيانة الوطن فيجدون ان الاشرار الذين امتهنوا القتل وتدمير النفس البشرية اثمن ماخلق الله من بدائع ,قصدوا هذه الكنيسة الجميله التي كانت مثل شعاع في نفوس ويوميات المئات من المواطنين الساكنين في الكرادة المنطقة التي تعد نموذجا للعيش المشترك .
ان القلب ليعتصر من الحزن والالم للشهداء الابرياء الذين سقطوا في هذه الحادثة المروعة, التي ان دلت على شيء فانها تدل على خطورة الاوضاع التي يعيشها الشعب العراقي, حيث ان هذه الاخطار لاتقتصر على المسيحيين فحسب بل انها تشمل الشعب العراقي جميعا ..فقد فجر المجرمون المراقد المقدسة ذات المكانة الرفيعة في قلوب المواطنين بالاضافة الى المدارس والمستشفيات والوزارات والاسواق, ولاشيء اوقف هذه العصابات المتشدقة بالشعارات الخالية من المحتوى غير القوة المنظمة القادرة على هدم جحور الجريمة على رؤوس المجرمين .
المسيحون ابناءنا واخوتنا ورفاق العيش المشترك, وهم اولئك المبدعون المخلصون في شتى شؤون النشاط الانساني, الذين كانوا على الدوام عناصر للسلام والمحبة, وعاملون مخلصون لبناء صروح الثقافة والفن, وتشييد البنى الارتكازية في المشروعات الكبرى الهادفة الى التنمية والبناء ,ومدافعون اشداء عن العراق في الاوقات الحرجة .
ان اية اساءة الى المسيحيين لاتحسب الا على اساس الاساءة الى الشعب العراقي الذي ضحى ويضحي بالالاف من الشهداء الابرار في شتى سوح التواجد والنشاط الانساني .
لنا ان نتسائل ..مالذي يعنيه امتزاج دماء الاخوة المسيحيين مع دماء شهداء القوات الامنية ؟ لقد حاولت الاجهزة المعادية احداث الوقيعة بين القوات الامنية وفئات الشعب العراقي واليوم تنتج الصورة المثلى للعلاقة بين الشعب وقواته الامنية .
اقبل افواه الشهداء من المصلين الابرياء والقوات الامنية التي خاضت عملية بطولية اعربت عن استعادها لاداء واجباتها . ..وادفن رأسي في صدورهم لا لاأسمع نبضات قلوبهم, فقد توقفت القلوب النبيلة الكبيرة عن الخفقان, ولكن لاقول لهم انهم شرف للعراقيين ولاتظنن انهم لايسمعون! , بل انهم يسمعون من يخاطبهم بالمودة والكلمة الحسنة وهم شواهد الخير والسلام .
رحم الله شهداءنا. واللعنة على اولئك الذين اعتدوا على حرمة هذه الكنيسة الامنة بيت الرب ..والدعوة ان يوفق الله العراق ويحميه من جميع المجرمين العابثين وانا لله وانا اليه راجعون .
((( ارفعوا اصواتكم ضد اقرار الرواتب الخرافية لاعضاء مجلس النواب والوزراء )))
*المقالة اعلاه سبق وكتبها المرحوم ولم تنشر في حينها.. الف رحمة على روحه الطاهرة ومثواه الجنة بأذن الله ..
995 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع