الكتور مهند العزاوي *
يمتزج عنصري الاستراتيجية والاستشراف في نظر الجميع , وفي الحقيقة هناك اختلاف , وبالرغم من الفروقات بينهما وضرورة الفصل الا انهما الادوات الفكرية التطبيقية الرائدة في مجال العمل المؤسسي الذكي والتنموي , وتبقى معايير التخطيط السليم تعتمد على الاسلوب المنظم للتحليل الدقيق المتوازن باستخدام ادارة فكرية مرنة تحقق البساطة المقبولة بالتفكير والقبول , وترفض التعقيد المبني على التملك الفردي , ولعل العمل الجماعي سمة مميزة في الاستشراف الذي يشكل جلسات عصف ذهني متجانسة تنضح الكثير من الافكار والرؤى المنهجية التي من الممكن تطويعها لمنهجيات الاستشراف الذكي , ولعل ابرزها السيناريو المنضبط بدقة المعلومات وكذلك منهج دولاب المستقبل الذي يحقق منهجية استشرافية مجربة عالميا وتبقى القيم الاستشرافية الفكرية معيار الوصول الامن للتخطيط السليم للمستقبل .
إن كلمة التفكير، كما يشير كثير من الباحثين يعوزها التحديد سواء في لغة الحياة اليومية أو في لغة العلوم , وتشير إلى كثير من أنماط السلوك المختلفة والى أنواع متباينة من المواقف. لذا من الصعوبة بمكان تعريف التفكير أو اختيار تعريف معين له تتمثل فيه طبيعة التفكير ومهامه ووسائله ونتاجاته , وتحديد المظاهر التي يتجلى فيها, والتفكير بمعناه العام هو نشاط ذهني أو عقلي يختلف عن الإحساس والادراك ويتجاوز الاثنين معاً إلى الأفكار المجردة. وبمعناه الضيق والمحدد هو كل تدفق أو مجرى من الأفكار، تحركه أو تستثيره مشكلة أو مسألة تتطلب الحل كما انه يقود إلى دراسة المعطيات وتقليبها وتفحصها بقصد التحقق من صحتها، ومعرفة القوانين التي تتحكم بها والآليات التي تعمل بموجبها. [1]
الدائرة الفكرية
تمرعملية التفكير بمراحل تشبه الدائرة لذا أطلقت عليها (الدائرة الفكرية) حيث أن التفكير الإنساني ينجز مهام أو وظائف رئيسة هي:[2]
الوصف
التفسير
التقرير
التخطيط
التنفيذ
التقييم
التقويم
العناصر الذهبية للاستشراف
كافة العلوم المستقبلية والاستراتيجية والادرية , ومسارات المعرفة والتدريب المعني بالتنظيم والتخطط والتنسيق يخضع لعنصريين اساسيين هما
الانسان : كان فردا ام جماعة رئيس او مسؤول او قائد او مدير او عنصر فاعل ضمن فريق عمل او موظف فهو الانسان الذرة الاساسية في كيمياء الحياة
العقل : هو العامل المشترك الذي يجمع غالبية المخلوقات البشرية بكافة مستوياتها ويستخدم العقل لتطوير وترسيخ قيم النجاح والتمييز وبنفس الوقت الفشل والاحباط , ويتم من خلال العقل عبر المخزون المعرفي الذي يكون بمثابة الحاسوب الذهني الذي يؤمن صنع واتخاذ القرارات والسلوكيات وتنمية المهارات, بغية تحقيق التاثير في المحيط التفاعلي الوظيفي الداخلي والخارجي وباستخدام مقومات النجاح والتمييز العقلي وتنمية وتطوير القدرات والمرونة التفاعلية في مجال العمل واستخدام الذكاء الالكتروني والوجداني العاطفي برمتها تجعل مسيرة القيادة مميزة وفاعلة .
التحليل مدخل لاستشراف المستقبل
يشكل التحليل العمود الفقري للدراسات المستقبلية والاستشراف العلمي التطبيقي , نظرا لاهمية المخرجات التي يحصل عليها التحليل , وبكل الاحوال يعد التحليل ان كان فرديا يعتمد على المخزون المعرفي منتج الافكار او على نماذج التحليل المعتمدة بمثابة قاعدة البيانات المستخرجة والمعتمدة الواقع الفعلي والتطورات المصاحبة لها , ومن خلال بحث مدخلات التحليل سواء المعتمدة على العوامل المرتبطة بالبيئة الداخلية والخارجية التي تؤمن الرؤية الاستشرافية الدقيقة والتي تحقق التقرب التنبوئي الى نسب متقدمة تفوق نسب الاحتمال التي تقدر 50% وهنا لابد ان يكون التحليل منهج منظم ياخذ دوره في مسار الوظيفة والتخطيط والتنبوء القريب والبعيد الذي يحقق الاستشراف الدقيق والرؤية الفاعلة .
نماذج التحليل
في إطار الرؤية التي تود تحقيقها والاستشراف الذكي وكذلك المهام الرئيسة التي تؤديها لتحقيق رؤيتها ، اذ يتوجب على القيادات العليا والإشرافية بتكليف فريق الازمة او الاستشراف بتحليل الوضع الذي عليه المؤسسة حاليا للتمكن من التعرف على إمكانية تحقيق الرؤية من خلال معرفة جوانب الضعف والقوة والفرص والقيود التي تؤثر في الأداء المؤسسي سعياً لمعالجتها , وكذلك رسم الصورة الذهنية لواقع المؤسسة الحالي والتصورات المنطقية والموضوعية الواقعية لنقل المؤسسة الى المرحلة المستقبلية المطلوبة , وهنالك العديد من الأساليب والنماذج التي تستخدم في التعرف على فعالية المؤسسة أو المؤسسة ومنها:
نموذج تحليل بيست
نموذج تحليل بيستل
نموذج تحليل ستير
نموذج تحليل سوات
الفرق بين الاستراتيجية والاستشراف
استشراف المستقبل هو اجتهاد علمي منظم يرمي إلى صوغ مجموعة من التنبؤات المشروطة، والتي تشمل المعالم الرئيسة لأوضاع مجتمع ما، أو مجموعة من المجتمعات، وعبر فترة مقبلة تمتد قليلا لأبعد من عشرين عاما، وتنطلق من بعض الافتراضات الخاصة حول الماضي والحاضر، ولاستكشاف أثر دخول عناصر مستقبلية على المجتمع
بهذا الشكل فإن استشراف المستقبل لا يستبعد أيضا إمكانية استكشاف نوعية وحجم التغيرات الأساسية الواجب حدوثها في مجتمع ما، حتى يتشكل مستقبله على نحو معين منشود.
اذن لابد هناك فرق بين التوأمين الاستراتيجية والاستشراف وبالرغم من ارتباطهم المحوري الا انهما مختلفين ويجدر الفصل بينهما فيما يلي
فترة الاستباق : أي استشراف التغيرات الممكنة والمؤملة
بلورة وتقييم الخيارات الاستراتيجية الممكنة من اجل الاستعداد للتغيرات المرتقبة واحداث التغيرات المؤملة .
مفاتيح الاستشراف
تعتمد العلوم المستقبلية عدد من القواعد التي وضعتها المدرسة الانكليزية – الامريكية والمدرسة الفرنسية وهما المدراس الاكثر استخداما في الاستشراف دون الاخذ بنظر الاعتبار المدارس الحضارية السابقة التي تمكنت من رسم سياسات استشرافية مكنتها من ديمومة امبراطوريات لقرون عديدة الا ان فلسفة البقاء امرا غير مستدام نظرا لطبيعة الخليقة وارادة الله عز وجل كون الخلود مفقود والعالم يتغيير والمشاكل مستمرة , ولاجل ذلك لابد ان نطلع على مفاتيح الاستشرافلا وفقا للمدرسة الفرنسية وهي :
لعالم يتغير ولكن المشاكل تبقى: بلا شكل العالم بطبيعته الديناميكية متغيير ولم يقف في حد زمني وبقعة جغرافية وسلوك مجتمعي وهذا يتطلب التحليل والاستشراف الدقيق الذي يتخطى التخمين والتنبوء والاحتمال وبالرغم من دقة الاستشراف الا ان المشاكل باقية وتكثر احيانا في بيئة العمل والمجتمع والبيئة العالمية برمتها مما كما في الطاقة والفكر والنقل الجوي والبري والاستخدام والبضائع .. الخ
التفرع والخيار والاستقرار هنا تبرز التفرعات كمفاتيح للاستشراف ويندرج ضمن مخطط بياني يعتمد المؤشرات الكمية والنوعية حول المتغيرات والحداثة والاحدث واي مناطق الخيار الافضل واين مناطق الاستقرار .
البساطة وتخطي التعقيد
طرح الاسئلة الجيدة والاحتراس من الافكار المسبقة
التفكير الاستشرافي الجماعي
يعد الاجتهاد في العلوم المستقبلية امرا مقبول ولكن الحزم والجزم مفقود كون التحكم بالمستقبل القريب ممكن ولكن عندما يتخطى الاستشراف الى الصنف المتوسط فانه صعب للغاية كون العالم يمر بمتغيرات سيالة تفوق التقدير , خصوصا ان الاحتمال لايحقق اليقين او يدحض الارتياب كونه يؤمن 50% ان اجاد الفريق التحليل والتقدير والتقييم , انها علوم المتسقبل التيؤ يعول عليها الطامحون ويهرب منها الفاشلون .
*خبير استراتيجي
الأحد، 15/تشرين الثاني/2015
[1] . محمد عبد الغني حسين, مهارات التفكير الابتكاري, كتاب الكتروني , مكتبة مهارات النجاح الالكتروني للتنمية البشرية
[2] مهند العزاوي مهارات اعداد البحث , كتاب الكتروني , 2013
3585 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع