ياسين الحديدي
يحلوا الزمن عندما تستعرض رجالاتة الافذاذ الذين صنعوا تاريخهم وخلدوا انفسهم بقوة وعزيمة متجاوزين الانتماء القومي والطائفي والاصرار علي الانتماء للوطن فقط ومن ضمن الشخصيات التي سجلت حضورا زاهيا في التاريخ المرحوم سعيد قزاز القادم من جبال كردستان ليحتل موقعا مهما في الدولة العراقية وزيرا لداخلية متدرجا وظيفيا وكسب الخبرة لتؤهلة لهذا المنصب الكفائة وحدها لاغيرها ولد المرحوم في السليمانيةعام 1904من عائلة كردية كريمة معروفة ولقب القزاز جاء من مهنة والده الذي كان يمارس حرفة صنع وبيع الاقمشة المنسوجة من خيوط القز تعلم ودرس في الكتاتيب (الملا) والمدرسة الرشيدية وتخرج من الاعدادية في السليمانية وعرف عنه الاهتمام بالدراسة والمطالعة معتمدا علي نفسه وتعلم الانكلزية وقام بتدريسها في السليمانية وقد شغل مناصب ادارية متعددة في الحكومة العراقية
1- مدير ناحية طوز خورماتو
2- مدير ناحية بازيان
3- مدير ناحية شقلاوة
4- قائمقام قضاء حلبجة في 7 ايلول 1937
5- قائمقام قضاء زاخو في 4تموز 1939
6- قائمقام قضاء كفري عام 1941
7- معاون مدير الداخلية العام 1941 لمدة ثلاث سنوات
8- متصرف لواء اربيل 1944
9- متصرف لواء الكوت 1946
10- 25كانون الثاني 1948 متصرف لواء كركوك
11- 13حزيران عين متصرف لواء الموصل
ماورد اعلاة تتخلله اشغاله لوظائف ادارية اخري وخاصة التفتيش الاداري في وزارة الداخلية وكان هذا المنصب من المناصب المهمة في الدولة العراقية حيث يتمتع صاحبها بصلاحيات كبيرة وكثيرة بالاظافة الي مراقبة اعمال المحافظات ولكن المهم في حياة الرجل هوحدثين مهمين وهو هدف وغاية المقالة لكي يكون علي بينة في سيرة هذا الرجل وهي
اولا-انه اول مدير عراقي يتسلم منصب مدير الموانئ العراقية من الانكليزالتي كانو يديرونها منذعام 1922 لحد توليه المنصب بتاريخ 9شباط 1953بقرار من مجلس الوزراء وبموافقة البرلمان وتم اختياره بالاجماع من ضمن اشخاص اخرين معه
ثانيا – اسناد منصب وزير الداخلية له في حكومة فاضل الجمالي بتاريخ 17 ايلول 1953 خلفا لوزارة جميل المدفعي وقد ذكر السفير البريطاني في برقية سرية الي وزارة الخارجية البريطانية ان تشكيل الوزارة يشكل مرحلة جديدة في تاريخ العراق فهم وزراء شباب ويتسمون بالحزم وهم اكثر ميلا للعمل الجاد واشدهم قوة في محاربة الفساد والاهتمام بالاصلاح ومن ذوي الكفائات ومنهم خريجي الجامعة الامريكية المهم في تكليف هذا الرجل القدير المتواضع النزية هو اعتذاره عن قبول المنصب تصور هذه الحالة واربطها بالواقع الحالي التي يتراكض وراء الوظيفة كل من هب ودب من النطيحة والمتردية بالاضافة الي الطرق الملتوية منها شراء المنصب بصكوك مفتوحة يرفضها ويتوسط لعدم توزيره ونحن نركض وراء منصب مهما يكن اقراء معي الاسباب رغم التوسل والتوسط من اصدقائه واقربائه وعلي رأس المتوسطين الباشا نوري سعيد والوصي عبد الاله وذكر ذلك السيد جوهر عزيز ده زيي القاضي في كويسنجق سابقا واحد اصدقائه ولو عرف السبب لبطل العجب هو قوله لهم بعد الحاح دام اكثر من شهر ان منصبه مدير للموانئ قد وفر له سكن وراتب جيد لايتجاوز مائة دينار وسيارة تعود للمواني للمدير العام وان هذه الامتيازات لايمكنه توفيرها لعدم وجود له دار سكن في العراق كله ولايملك سيارة خاصة تصور علو وشموخ ونزاهة هذا الرجل رغم تقلده مناصب مهمة في الدولة متصرفا في الحد الدني في اربيل والسليمانية وكركوك والكوت كم كان يستطيع ان يجني ويكتنز من هذه الوظائف لو باع ضميره وقيمه ومبادئه ولك اراد لنفسه واهله العز والشرف والخلود بكبرياء الرجال العظام ولم يختار طريق الذل والهوان والنفس الامارة بالسوء من اجل ان يبقي التاريخ يذكره ويتحدث عنه من اجل هذا تم اخبار الباشا باسباب الاعتذار وعمل جاهدا باستحصال الموافقات الاصولية وتخصيص دار حكومية له في دور ضباط شرطة السكك وتخصيص سيارة من سيارات الشرطة بتنقله من البيت الي الوزارة ايها الزمن كيف تستطيع نسيان الرجال التي غادرت المرافئ في هزيع الليل وخرجت من باب العجب ودخلت في باب التعجب ولي عودة في قرار اعدامه وقولته الشهيرة..
1702 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع