طارق رؤوف محمود
سبق ان دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1981 بالقرار 36/ 67 تعزيز وتكرّيس مُثل السلام في أوساط الأمم والشعوب، وفي عام 2001 صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار المرقم 55- 8282 الذي دعا شعوب العالم إلى الالتزام بوقف الإعمال العدائية ونشر الوعي لدى الجمهور بالمسائل المتصلة بالسلام.
لكن عالمنا اليوم يشهد إحداث مهمة في كل مكان يذهب ضحيتها الملايين نتيجة اشتعال الحروب بين الدول والنزاعات الداخلية المسلحة ، والإرهاب الذي انتشر في العالم والعصابات المنظمة.
وبنفس الوقت هناك حراك مقابل حيث تناضل شعوب الأرض من اجل العيش بسلام والشباب طليعة في هذا المجال حيث يبدون قوة في روح التضامن عبر التواصل وتعبئة الصفوف لبلوغ الهدف وتحقيق أحلامهم، ساعدهم التطور العلمي والثقافي والتكنولوجي في التواصل من اجل توحيد خطابهم وهم ألان قوة ضاغطة لتحقيق السلام والديمقراطية في العالم.
ومن جانب أخر نجد الانتشار الواسع في العالم لحركا ت ومنظمات اجتماعية داعمة للسلام وتعارض الحروب وتناهض العنف، من خلال الاحتجاجات الشعبية الضاغطة على الأنظمة، والداعمة لمطلب الشعوب بالاستقرار والأمان.
وينشط الكثير من المفكرين والعلماء بدعم الأنشطة الراعية للسلام وحقوق الإنسان، ومعاونتهم بتنفيذ الكثير من البرامج التي تقوم بها منظمات عديدة مثل (نشطاء السلام الأخضر) ونشطاء القارات الإفريقية – والأوربية - واسيا. - وأمريكا.
وهناك أمثلة عديدة على تعرض النشطاء إلى مخاطر كما حدث لأسطول السلام التركي من قتل واحتجاز قبل أعوام.. ولا يمكن إن ننسى الناشطة الأمريكية ( راشيل كوري) التي دهستها الجرافة الإسرائيلية في غزة بوحشية وهمجية في حينه ،.واعتداء الجيش الإسرائيلي على الناشطات التي شاهدها العالم على شاشات التلفاز ، وأخر نموذج منع سلطات الاحتلال نشطاء السلام القادمين من فرنسا من دخول الأراضي الفلسطينية في شهر أب – عام 2012 ، وكذلك تم قتل الكثير من النشطاء الاعلامين في العالم وفي العراق أيضا والحجز والسجن لعدد منهم ،وكذلك اختطاف الناشطين في العديد من الدول ومنها العراق .
المعروف إن السلام والديمقراطية تجمعهما روابط عضوية. فهما معا يؤسسان شراكة تعود بالخير على الجميع. والديمقراطية، المستندة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تهيئ بيئة مواتية لممارسة طائفة من الحقوق السياسية والحريات المدنية. . وتحمل هذه القوة في طياتها احتمالات صنع مستقبل ملؤه السلام والديمقراطية.
ومن اجل ضحايا الحروب، ومن اجل الإنسان وكرامته والحفاظ على التراث، دعت تلك المنظمات وغيرها من المنظمات المدنية تحقيق السلام في العالم من خلال مشاركتها الفاعلة في عدد من المجالات منها المهرجانات والمؤتمرات والندوات والاحتفالات الساعية لنشر ثقافة السلام، وتوعية المواطنين بإخطار الحروب وتنشيط منظمات المجتمع المدني والمنظمات المهنية وخلق صلة مع المنظمات الدولية المشابهة في مجال الثقافة – والتعليم- والعلوم.. والتواصل المستمر مع كل الجهات الإعلامية لنشر ثقافة السلام.
إن هول الحربين الكونيتين التي شملت معظم دول العالم وهلك من جرائها ملايين البشر معظمهم من الشباب، والحروب التي افتعلتها الدول الكبرى ودول الاستعمار بعد ذلك.. وانتشار جرائم الارهاب، كلها كانت وبالا على شعوب العالم جميعا ،في حين إن بذرة السلام التي زرعها صناع السلام أينعت في كثير من بلدان العالم من خلال الفهم الحقيقي لثقافات الشعوب وحقها في العيش بأمان وسلام دائم . ويهمنا جميعا أن نرى شاباتنا وشبابنا يسارعون الى توسيع نشاطهم الساعي لتحقيق السلام في بلادنا التي انهكتها الحروب لسنين وذهب ضحيتها الكثير من شبابنا والان ومذ عشر سنوات يقدم بلدنا الضحايا يوميا واخر المجازر مذبحة الكرادة المهولة من صنع داعش المجرمة .
لهذا نحن كشعب يجب ان نتماسك ونوحد اهدافنا بوجه الإرهاب والطائفية المقيتة والفساد ومليشيات القتل المأجورة من الجوار التي عاثت بارضنا فسادا ، علينا اشاعة الحب والسلام الذي افتقدناه منذ زمن طويل.
نعم نحن فعلا بأمس الحاجة للسلام لتهيئة ظروف الحوار على كل ما اختلفنا عليه، ورفض العنف فيما بيننا الذي تسبب موت ودمار في كل مكان، وعذاب وتشرد وحرمان.. ينبغي إن نتعاون من اجل إيقاف زحف العنف والإرهاب والطائفية والعنصرية ؟ وإحلال السلام لننعم جميعا بالأمان والسلام في ظل الحوار الجاد بدلا من إن نسوى خلافاتنا بالعنف والحروب.. المجد لرواد ونشطاء السلام
928 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع