لماذ لايعمل مكوننا المسيحي لخلق مرجعية سياسية موحدة مسيحية في العراق / ج٤

                                                 

                     أ.د غازي ابراهيم رحو

تحدثنا في الجزء الثالث من هذا المسلسل عن دور المرجعيات الدينية والسياسية وتاثير خلافتها على مجتمعنا  ومكوننا  المسيحي في العراق وفي حلقتنا هذه سنركز على نوع الخلافات والاختلاف والتي  تعددت  بين المرجعيات الدينية المختلفة وقد أخذ ذلك برايي  الشخصي  ثلاثة أشكال وهي :-

الاختلاف بين المرجعيات الدينية لاسباب قيادية؟؟
الاختلاف بين المرجعيات الدينية  لاسباب يتعلق بالدور  والنشاط ؟؟
اختلاف المرجعيات الدينية  من البعض  القانطين  وينتظرون النتائج وبين من هم يحملون هم المكون وينشطون ؟؟؟؟
حيث ان هنالك من ينشطون  ليل نهار ويعملون من اجل الجميع... وهنالك من ينشطون ببطيء  ويعملون من اجل الطائفة المحددة التي يمثلونها وهذا  كان له نتائج خطيرة على المستوى الذي يعمل  على صعوبة  تشكيل قوى وطنية  واحدة بصوت واحد تعمل على رفض المحاصصة السياسية والطائفية بين المكون المسيحي ..  لكونها تدافع عن مذهب محدد  ؟؟وليس عن الجميع وهذا ما رايناه وتابعناه من خلال  الكثير من البراهين من خلال  ما هو معلن اعلاميا على القنوات التلفزيونية ومنه ما هو غير معلن يتم من خلال قنوات اخرى واكبر دليل على ذلك موافقات بيع عقارات المسيحيين في العراق  وما جرى لها من اختلاف بحيث وصل الامر بالبعض بمراجعة  كبار مسؤلي الدولة لغرض الطلب بان يكون لهم اولطائفتهم الفلانية وليس الطائفة الفلانية دورا  (وهذا ما اعطى صورة  غير محببة عن مكوننا المسيحي ) كما ان عدم توحيد الكلمة في مثلا الفقرة 26  ايضا كان لها اثر كبير في الفرقة حيث ذهب كل من المرجعيات  لتطالب بالغائها بشكل منفرد  والذي  كان الاحرى بالمرجعيات الدينية  ان  تكون موحدة  وتختار  من يتكلم عنها بعيدا عن الحساسية الطائفية  وبعيدا عن اتهام الاخر بانه يتحرك وينشط  وووووو الى اخره  كما كان من  الافضل بين رؤساء الطوائف والمرجعيات الدينية المسيحية  ان تعمل لايجاد ووضع اهداف لمكوننا المسيحي بعيدا عن التسميات و البحث عن نقاط مشتركة تجمعها وهي كثيرة لكي يكون هذا التوحد عبارة عن غاية سامية تسعى من أجلها جميع المرجعيات لتعود  بالنفع الكبير عليها جميعا  وعلى عموم مكوننا المسيحي  الذي لاتعنيه هذه الخلافات بقدر ما يبحث عن هوية وانتماء جامع ومظلة كبيرة يركن إليها لتحميه من الدمار والانهيار ,لهذا فان  المطلوب من هذه المرجعيات الان  ومن اجل مكوننا المسيحي  الذي يمر بمرحلة تغيرات كبيرة بعد تحرير مناطقه في سهل نينوى والموصل  ان يتم الاتفاق  على  مبادئ عامة  اساسية تجمع  ولا تفرق والبحث عن أسباب تزيد من فرص استكمال البناء المستقبلي لمكوننا  بدلا من الرجوع القهقرى، والبحث في الأسباب الخلافية التي أثبت الواقع قبل التاريخ أنّ بحثها يأتي في إطار المنطق السفسطائي الجدلي.
وهذا المنطق يمكن أن تفيد مناقشته وبحثه في أوقات قوة المكون ومنعته ، لا في أوقات تتعرض فيه مكوناتنا وديننا  إلى خطر كبير وأعداء كثر يتربصون لنا جميعا  وهؤلاء الاعداء الذين إذا ما انتصروا - لاقدر الله- فقد لا يستطيع مكوننا ّ النهوض من جديد لعشرات السنين وربما أكثر.
لذا ارى ما يلي :-
اولا- التوافق على انشاء مراكز رئيسية للمرجعيات الدينية  المسيحية  الجديدة بعقليتها واسسها  في المركز وفي  كل مدينة ومنطقة يوجد فيها مكوننا المسيحي بجميع طوائفه.
ثانيا- تقوم كل مرجعية في المناطق المتواجد فيها مكوننا المسيحي بالاشراف الفكري  والعقائدي وتجميع السياسيين - من مكوننا لتوحيدهم ودعم تصوراتهم وتقريب وجهات النظر بينهم .
ثالثا- عدم اقصاء أي طرف من الاطراف .
رابعا- ان يسعى الجميع الى اقامة علاقات داخلية وخارجية تصب لمصلحة المكون  والابتعاد عن المصالح الضيقة  الطائفية وان يتم توظيف هذه العلاقات للجميع,,
خامسا- الاخذ بنظر الاعتبار احترام المرجعيات  والقامات الكبيرة والمعروفة على مستوى الدولة داخليا وخارجيا وموقعها الريادي في الدفاع عن المكون .
سادسا -  العمل من قبل الجميع على الاتفاق وعدم  التصلب  للبعض برأيه ومذهبه ضد الآخر على حساب مصلحة المكون حيث نجد ان الجميع  يدعي أنّه هو  الصواب وأنّه الحارس الأمثل للمكون، فليس من أحد معصوم من الخطأ  مهما علا شأنّه  لذلك فإننا اليوم بحاجة إلى مؤسسة دينية ومرجعية موحدة واحدة   يخرج من خلالها مرجعية سياسية موحدة ومتحدة ، تكون كمجلس للمكون  ليس كالمجلس السابق الذي كانت الصراعات فيما بينه  بسبب ضعف البعض وقوة البعض الاخر على الساحة  وعمل البعض ونشاطه وضعف نشاط البعض الاخر.. حتى نستطيع ان نصل الى تكوين  مؤسسة تضم في داخلها  تيارات وأحزاب سياسية للمكون المسيحي ، بحيث يتمّ حصر الاختلاف والتناحر تحت قبة هذا التجمع  ليثمر  خدمات لابناء المكون  وصوناً لكرامة اهلنا وشعبنا وهويتهم الجامعة الضاربة في جذور تاريخ شعبنا المظلوم والمهجر  , وتأتي هذه المعطيات لتزيد بدورها من حجم المسؤولية الملقاة على كاهل المرجعية الدينية بالدرجة الأولى وتضعها أمام اختبار جدي لتجاوز خلافاتها البينية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق  والارتقاء إلى مستوى يعطي لمكوننا حقوقه المشروعة  وتضحياته؟؟؟لهذا نحتاج اليوم  وبعد طرح ورقة السيد عمار الحكيم رئيس الاثتلاف الوطني ورقته المتعلقة بالعراق الجديد والذي طلب بنص رسالته وجود مرجعيات موحدة للمكونات لتعلب دورها في المستقبل القريب بعد تحرير العراق من داعش .والى لقاء في حلقة قادمة

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

962 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع