عامر السلطاني
من المؤكد ان المواطن الحقيقي يتمنى ان يكون بلده ارضاً وسماء وماء تحت سيطره ابناءه وبعيداً عن كل ايادي الغدر والاحتلال ومن أجل ذلك يدفع كل غالي ونفيس لتحقيق هذه الغايه ، ويستشهد ابناءه دفاعاً عن تراب الوطن ، في الماضي القريب عندما أحتلت الفاو من قبل العدو الايراني آبان الحرب العراقيه الايرانيه
خُرز خنجر في قلب كل مواطن عراقي فهذه اول مره في التاريخ الحديث تُحتل مدينه عراقيه ويُدنس ترابها وبغض النظر عن الاهميه التعبويه والاستراتيجيه لمدينه الفاو الا أن هذا الامر كان له التأثير النفسي الكبير على المستوى الشعبي والرسمي ، فكان لابد ان تعد العده وتُستنفر كل الطاقات والموارد من اجل تحرير واسترداد كل شبر من مدينه الفاو ، وكان من الطبيعي ان مثل هذه العمليه وفي ظل ظروف غايه في الصعوبه والتعقيد من الناحيه العسكريه وطبيعه الارض وقساوه المناخ ان يتم استحضارات للمعركه وبدرجه عاليه من الكتمان لغرض تحقيق المباغته ،فكانت الاستعدادات وتحركات ارتال الجيش وحركه القاده تشير ان هنالك عمليه عسكريه قد يقوم بها الجيش العراقي في القاطع الشمالي ، وفي يوم ١٧ ابريل عام ١٩٨٨ انطلقت عمليه تحرير الفاو واطلق عليها عمليات رمضان مبارك لانها صادفت في اول ايام رمضان واستمرت المعركه ٣٥ ساعه تمكن فيها الجيش العراقي من تحرير مدينه الفاو وكانت الضربه القاضيه التي ارغمت العدو الايراني فيما بعد بالقبول بوقف اطلاق النار.
ثم احتلت مدينه الموصل ثاني اكبر مدن العراق من قبل تنظيم داعش الارهابي قبل سنتين وتم تدمير المعالم الاثريه والحضاريه
وكنوزاً تاريخية وآثاراً في متحف الموصل وغيرمستغرب على من يقطع رؤوس البشر بدم بارد، أن يتوانى عن تدمير تماثيل من الحجارة حتى لو كان عمرها آلاف السنين. تمثال الثور الآشورى المجنح الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع ما قبل الميلاد، دمّر على يد "داعش" وهو رمز الحضارة الآشورية التي ازدهرت في العراق وامتدت سيطرتها حتى وادي النيل ، ثم فرض الجزيه وسبي العوائل واغتصاب النساء وافعال لاتمد للاسلام بأي صله سوى الجهل والكفر الذي اصاب هؤلاء الدواعش .
في ١٧ اكتوبر من هذا العام بدأت عمليات تحرير الموصل وانطلقت العمليات العسكريه ، والبعض من الناس للأسف لايفرح اذا تحررت الموصل ولايهتم بأنتصارات الجيش العراقي ولاعينه ترف بدمعه على ارواح الشهداء ، ولايعنيه مافعل داعش بأهلنا وشعبنا ، ولكن تجده اول المطبلين والمبوقين اذا شاهد تصرف خاطئ لبعض الجنود او ممارسه عفويه ثم يبدأ ببث سموم الفتنه وكأنه اداه من ادوات بعض القنوات التلفزيونيه التي تُثير الفتن في اقطار الوطن العربي ، هؤلاء فقدوا الانتماء للعراق . واجنداتهم اصبحت مكشوفه حالهم حال الكثير من السياسين .
غايتي الاساسيه في هذه المقاله ليس المقارنه بين تحرير الفاو والموصل ، ولكن الثمن والتضحيات التي دفعها ابناء المدينتين والعراق عند الاحتلال والتحرير ودماء الشهداء ،،،، من هو المتسبب بها هل الحكومه ،،،، هل المواطن ،،،،، هل حظنا العاثر الذي سلط علينا من لا يرحمنا وجعلنا العوبه يتلاعب بنا كيفمايشاء ولاثمن للبشر عندهم ام ان لعبه السياسين اللذين ارادوا بناء مجدهم واسمهم على حساب دماء الشهداء وسيناريوهات تحاك خلف الكواليس وتحت الطاوله ، ماذا جنى اهل الفاو بعد تحريرها وماذا سيجني اهل الموصل ، الى متى سنظل بين المطرقه والسندان لاخيار لنا الاالطريق الذي يرسم خطوطه حكامنا وعلينا السير عليه مهما بلغت التضحيات من دماء وشهداء ورجال وتهجير ونهب وسلب وناس غرباء يفرضون علينا تقاليد واعراف لانعرفها وتصرفات لن نعهدها في الدين ، ولكن هل تم محاسبه من تسبب في كل هذا ليكون عبره ، ام علينا دائماً كشعب ان ندفع ثمن اخطاء حكامنا والثمن هو شباب بعمر الزهور واطفال بعطر الورود ، ومدن يتم تدميرها .
نعم ندافع عن ارضنا وترابها بأرواحنا ولكن علينا ان نقف وقفه الرجال لنحاسب من تسبب في ذلك وفاءً منا لارواح الشهداء ولكل قطره روت تراب الوطن ليتم تحريرها وحتى لاتتكرر مأساه جديده وتحتل مدن اوتباع ارض او يهتك عرض ، ثم نعود لندفع دماء تكون رخيصه اذا مرت كل هذه الجرائم دون عقاب وحتى لايبقى شباب العراق كبش فداء دائماً فبلأمس القريب كنا نُدافع نيابه عن العرب للدفاع عن البوابه الشرقيه للوطن العربي ثم خذلنا العرب وتأمروا علينا مع المحتل !!!!؟؟؟؟
واليوم ندافع نيابه عن العالم ضد الارهاب الى متى سنظل نُدافع بالنيابه عن غيرنا والثمن شباب العراق اللذين يدفعون دماءهم الزكيه مع استمرار الدمار والخراب في تلك المدن وفي بلدنا الذي نضحي من اجله ،،، ثم يأتي ابطال الكراسي ليجنوا الثمار ، لك الله ياوطن ابتلاك الله بمن لايرحمك .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
873 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع