د.نوف علي المطيري
حينما يقع أبغض الحلال بين الزوجين تتحمّل المرأة –غالبا- مسؤولية الانفصال وتدفع فاتورة الطلاق من صحتها وأعصابها،
فبعد أن كانت الآمرة الناهية في منزلها تتحوّل إلى ضيفة غير مرغوب فيها في منزل والدها أو أحد أقربائها وتحسب أنفاسها قبل خطواتها، فالمجتمع العربي الملائكي يرفض أن تعيش المرأة مع أطفالها بمنزل مستقل وعلى قريبها حتى لو كان غير راغب بوجودها في منزله أن يؤويها فهي «شعرة الوجه كما يقال في البادية» و"شرف العائلة" وعلى الرجل أن يهتم بها حتى وإن كان غير مناسب لتحمّل المسؤولية.
قبل فترة ليست بالبعيدة أخبرتني إحدى المطلقات كيف انتقلت للعيش بالقرب من عائلتها بعد انفصالها عن زوجها، وكيف اضطرت لدفع المال لشقيقها لتسكن بمنزل مستقل مع أطفالها وبعيداً عن زوجته التي لا ترغب باستقبالهم، فالأخ كان يبدي الامتعاض لسكنها خارج منزله بين أقربائهم بينما يأخذ المال منها في الخفاء مقابل السكوت عن عيشها بمنزل مستقل!.
هذه القصّة غيض من فيض ولمحة بسيطة للواقع المرير تعيشه أغلب المطلقات وهذا الواقع يزداد سوءاً حينما تكون المرأة بلا مال أو وظيفة، فعليها العيش على راتب الضمان الاجتماعي أو حسنات أقربائها، فمتى يتم الاهتمام بتأهيل المطلقات بعد الانفصال نفسيا واجتماعيا ومادياً وقانونياً ودمجهم داخل المجتمع وتوفير مساكن لهن وأطفالهن رحمة بهن وحفظاً لكرامتهن؟
د.نوف علي المطيري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
821 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع