اوراق امريكية

                                                           

                                  صباح وزير

الورقة الاولى  

معالم جديدة في الحياة السياسية الامريكية

افرزت الانتخابات الامريكية التي جرت يوم الثامن من تشرين ثاني عام 2016 عن بروز ضواهر جديدة في الحياة السياسية الامريكية تمثلت في نوعية والمستويات الفكرية والادائية عند  الاطراف التي خاضت صراعات الترشيح ومدى تقبل الشعب الامريكي لافكارجديدة ومستحدثة وتطلعات كانت بمثابة خطوط حمراء في مرتسمات الانتخابات الرئاسية الامريكية ومبادئها السياسية عادة والطروحات التي تتصارع عليها النخب السياسية الامريكية ومدى التزامها بالخط الفكري المتبع في جميع الانتخابات التي جرت منذ بدايات الحركة السياسية في الدولة الامريكية ونوعية الطروحات التي تدور حولها مجمل الافكار التي لم يكن ليحيد عنها اي من المتصارعين على المركز السيادي الاول في الولايات المتحدة الامريكية والتي تمثلت في غالبيتها على تذكير المواطن واقناعه بان سياسة المرشح الفلاني وفكره الاقتصادي الذي يدور دائما في فلك استراتيجي ثابت لايحيد عنه احدا وهو المسار الذي يوكد على نوعية العمل الاقتصادي الحر النابع من فكر الراسمالية والرغبة في الرفاه وتحقيق الحلم الامريكي في اشباع نزعات البشر والاستمتاع بكل مبتكرات العقل الخلاق والمبدع الامريكي المبنى على تحقيق طموحات الانسان المواطن العادي الذي يعتبر العمل اليومي المستمر ومشروعه الغذائي المشبع له ولعائلته وسيارته الممتلئة بالوقود ووجود مكان له سقف يحميه ويصل الامريكي بهذه الثوابت ويسعى من اجلها للوصول الى قمة مراميه وبها تكتمل احلامه وتحقق كل ورغباته المشروعة التي ستوكد له استمرارية مشروعه الحياتي اليومي. وفي تأمين سعيه الحثيث لتحقيق طموحاته الاقتصادية والاجتماعية ورغبته في اشباع نهمه من المنافع والحاجيات الراسمالية التي تيسر حياة الفرد وتديم رغبته في قبول الارادة الراسمالية على مقدرات يومه وتوكد مباركته وقبوله لكل هذا الطرح الراسمالي والذي يسعى دائما لتامين خطط التوسع الصناعي والزراعي والتقني والعلمي والاستمرار في ادامة المرتكز الاساس الذي تعتمد عليه الدولة الامريكية في تاكيد هيمنتها العسكرية وفرض احترامها وتاكيد قدراتها على صيانة امن امريكا والعالم وفرض نوع من الاستقرار والامان للعالم باسره .وكذلك تشجيع رغبات الانسان الامريكي العادي في الحصول على المتطور والانفع والاشد ملائمة لروح العصر بحيث اصبحت السلع الراسمالية هي الاساس في خدمة الانسان الامريكي وهي التي تسهل له سبل العيش الذي تتسارع وتائره وتؤمن للمواطن الفرص في تامين الاسراع نحو الهدف الامريكي للمواطن وفي الحصول على احسن السبل في الوصول الى تاكيد مجتمع الاستهلاك والتطوير المادي المستمر  والمؤدي لديمومة اسباب القوة والمنعة للاقتصاد الريعي للسوق الراسمالية والتي هي الحاكمية الفكرية والاقتصادية التي بني عليها فكر الحلم الامريكي وثبتت عليها اسس الرسمالية التي بدت الى الامس القريب راسخة في الضمير والوجدان الامريكي حتى وقع الاعصار الكبير في السياسة الامريكية بضهور الاعبين الكبار الذي غيروا قواعد اللعبة السياسية بكل معانيها وثوابتها المعلومة واقصد بهم المرشح الجمهوري اسما دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي رغما عنه  السناتور برني ساندرز. وفي نهاية كل اربع سنين من حكم الرئيس المقاربه ولايته على الانتهاء بعد قضائه مدته الرئاسية في البيت الابيض تتهيا القوى السياسية لخوض مبارات هي الاكبر على ملعب الامة الامريكية والكل يحضر ويسعى لطرح حاصل ماجناه من سنوات اربع من حكم معين وفكر معين وشخص معين وتبداء عملية اعادة تقييم وكشف الاوراق وتقديم العروض الانتخابية  كل يطرح منتجاته على ساحة العرض السياسي ويقدمها غالبا معلبة جاهزة للقبول والاستعمال وهي سمة مميزة للمواطن الامريكي الذي يتقبل السياسات المعلبة والجاهزة والمحضرة والمعدة سلفا فن ستوديوهات البث التلفزيوني ودوائر الاعلام المعتمدة على الاحصاء الذي هو في مجمله عملية التفاف وتزوير للحقيقة والتلاعب على المعطيات وتحويلها الى الوجهة التي تدفع لهم الاكثر لضخها الى العقل المتلقي الامريكي والذي يصدق الاعلام بحرفيته لانه انسان لم يعتد في حياته الخداع والتدجيل الاعلامي فهي من المعالم المستحدثة والمستوردة من مصادر اجنبية اعتادت خداع شعوبها وشراء الذمم ووسائل الاعلام وكتاب النشرات والدعايات الاعلامية كما هي الحال مع شعوبنا العربية المسكينة التي لم تسمع في حياتها المعاصرة الاالتهريج والنفاق المدفوع الثمن والكذب المبرمج  الممتزج بالرشوة وهي عدوى مرضية اصابت المجتمع الامريكي بفضل بعض السياسيين المتهالكين على السلطة من اصحاب الطموح الذي لايقبل الا بالكل كما يفعل معلميهم واصحاب اجندات السلطة والقوة والمال الاجانب وهم الذين اصبحوا وبفعل المال الذي تلقوه ليكونوا ابواق مسخرة ومحامي الشيطان وتحولوا من ولائهم الى الوطن والقيم الخيرة للديمقراطية الى القبول برشواة المال النفطي من اجل ان يصبحوا ادواة دعائية يتلاعبون بالقيم الاصيلة والاخلاق الفاضلة ويؤدلجوا لفكر التسيب والانفتاح المدمر والااخلاقي الغير المسؤول ويبيحوا المحرمات باسم الحريات ويعملوا الفعل القبيح في تشكيل قيم بعيدة كل البعد عن القيم الاخلاقية الامريكية الاصيلة وتشجيع المثلية والانفتاح الجنسي الغير المنضبط للشباب الصغار وتسهيل تعاطي المخدرات  والسماح لقوى الارهاب في تجاوز الحدود الامريكية التي حاولوا فتحها على مصراعيها لكل من هب ودب  واستعانوا بالمنحرفين من ادوات الاعلام في تثبيت اجندات اعتبروها من صلب الايمان بالحريات وعززوها لدى الاحداث من الشبيبة الامريكية لكي يوقعوا بها في اتون عملية تدمير الاساس الذي بنيت عليه قواعد الحرية والديمقراطية والتي عززت فكر الديمقراطية والحريات وصانت قواعد الدستور الامريكي  لقد كانت هذه الممارسات هي القشة التي قصمت ضهر البعيرفي الفكر اليبرالي كما يزعمون فقد استفزت هذه الممارسات الامريكي البسيط رجالا ونساء الذين يمثلون الاغلبية الصامتة والتي لاشان لها عادة في السياسة واندفعوا مسرعين الى صناديق الاقتراع ليؤئدوا الحلم الذي كان وسيبقى حلما صعب المنال على هولاء الذين عملوا على شحن العقل الامريكي البسيط  بما يريدة صناع الاستطلاعات المفبركة وجعلوا منها لقمة سائغة يتقبلها المستمع والمتلقي الامريكي كما يتقبل وجبته المفضلة من اكلة الهمبركر والكنتاكي وغيرها من الوجبات السريعة والمعدة سلفا   واصبح الكل  يضارب في سوق الخبر والمعلومة لايهم ان كانت صحيحة او مفبركة ولكنها  جاهزة للبيع  اكانت حقيقية او جملة اكاذيب  فالكل يعرض على وسائل الاعلام المقروئة والمرئية  افكارا  ليستهلكها المتلقي والكل يلجاء الى الاستطلاعات التي قد تكون للمواطن بمثابة منار يهديه الى الطريق الذي سيسلكه للوصول الى تامين نهج  سياسي في مسيرته او تلك التي يبحث عنها لتغير ما يعتبره عقبات او موانع تحول دون تحقيق الاهداف التي وضعها لنفسه ولمصلحته العائلية مستندا على المعلومة التي يتلقاها دون التفكير بمدى صدقيتها من كذبها, فالمواطن الامريكي يفترض فيمن يقدم نفسه للخدمة العامة ان يكون مثالا للامانة والصدقية والخلق العالي  وليس في اجندة المواطن الامريكي غير وسيلة الاقتراع والانتخاب لتغير واقع لايرضاه ولا ينفعه في مسيرة الحياة الامريكية المتسارعة فالكل يؤمن بان الانتخابات هي الوسيلة العملية والتي نسميها اللعبة الديمقراطية لتحقيق  طموحات المواطن في التغيير او الابقاء على نهج معين تحقق وتوكد للمواطن على مدى نجاح وصحة وصوابية السنوات الاربع المنصرمة من السلوكيات والنهج والممارسة عند التطبيق اوعدم القبول والرفض لتلك الممارسات التي لم تخدم طموحاته الخاصه والعامة او تلك التي لم تحقق الاهداف الامريكية على الصعيد الشعبي والوطني العام والتي تفرزها عادة نتائج سنوات اربع من الممارسة  السياسية والعملية للرئيس وحكومته ولتاتي الانتخابات الجديدة وتكشف للملاء عما حققته السياسة الامريكية العامة التي استمرت لتلك السنوات  ونتائجها على مستوى العلاقات الدولية من فشل اونجاح يؤثر سلبا او ايجابا على سمعة وهيبة الحكومة الامريكية . وتاتي دائما على راس تلك التساؤلات قدرة التحقق والتاكد من مستوى الاداء الاقتصادي ومدى قابليته على التطور والاستمرار في الزخم والاندفاع لتحقيق الاهداف التي تصب في المحصلة النهائية في سلة العمل الراسمالي الريعي وقد تكون سلبية النتائج او ايجابية في محصلتها  ولكنها بالتاكيد تحقق للمواطن شيئا كبيرا من طموحاته ورغباته في التعبير عن الاقتناع من عدمه وفي اعادة بناء القمة الحاكمة في الهيكلية السياسية والعملية والاقتصادية ورسم السياسات الخارجية للدولة الامريكية وقد يتم التغير في  اهم مفاصل السياسة الامريكية عند الاقتناع الشعبي مبدئيا بخطل وفشل تلك السياسات او يتم الابقاء عليها كنهج يستمر لاربع سنوات قادمة فمع تغير الرئاسة الاولى او الابقاء عليها يتم اجراء انتخابات القيادة المؤثرة الحقيقية والتي بها يتم اجراء انتخابات لنصف اعضاء الكونغرس الامريكي من النواب والشيوخ اصحاب القوة الفعلية والمؤثرين الاساس في صنع السياسات واتخاذ القرارات على اختلاقها في الولايات المتحدة الامريكــــية
الورقة الثانية
ماهي ابرز الملامح التي سادت الانتخابات الرئاسية الامريكية من ناحية الفكر  والتطبيق والممارسة  ونوعية الحملة الانتخابية وطروحات المرشحين وما رافقها من بروز شخوص ومعالم فكرية وعملية لم تكن من صلب العملية السياسية التقليدية ولا حتى في حلم اكثر المراقبين او المطلعين تفاولا او تشائما  وما هي الدائرة الانتخابية والكلية الانتخابية والتي تحدد اعدادها الرابح والخاسر في الانتخابات؟  نبحثها في العدد القادم   

صباح وزير

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

799 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع