الحراك السني العراقي الشعبي /ح1

                                              

                                                الدكتور/ محمد البرزنجي

الحراك السني العراقي الشعبي / الحلقة الاولى
رهانات المالكي وواقع البيت الداخلي

مما لا شك فيه ان الجموع الحاشدة خرجت في المحافظات الخمس، وشطر بغداد، خروجا عفوياً شعبياً فطرياً ، دون توجيه من تنظيم او حزب او جهة معينة.
رهانات المالكي:
يبدو أن السيد نوري المالكي رئيس الوزراء الذّي يصرّ على انهاء المظاهرات وقمعها، يعتمد على أمور عدة:
اولها الدعم الإيراني الكامل وخاصة ان الحليفة ايران لها خبرة طويلة في احتواء المعارضة وقمع مظاهراتها،
الامر الثاني الذي يعتمد عليه المالكي انه القائد الفعلي لقوات الأمن والمخابرات والجيش والشرطة والقائد العام لعمليات المحافظات التي استحدثها بغير حق دستوري، وبها يحاول قمع المظاهرات.
الامر الثالث الذي يعول عليه المالكي انقسام القيادات السنية في رؤاها واختلافها فيما بينها..


الحراك السني يتجاوز خلافات السياسيين:
وبالمقابل فان الجماهير الغاضبة المظلومة التي خرجت الى ميادين المحافظات السنية موحدة في الشعور بمظلوميتها ومعتزة بانتمائها الى أهل السنة والجماعة، ولكن قياداتها المعروفة لا تكاد تكون مجتمعة بل متباينة الرؤى والتوجهات حتى في الخطاب اليومي المعتاد، وعلى سبيل المثال فان الشارع السني منقسم في تقييمه لدور الشخصيات الشيعية التي تسعى للصلح وتعلن دعمها الجزئي المشروط للمظاهرات، فمن السنة العرب من يرى أن هذا التأييد دليل على وجود جهات في الشارع الشيعي تقرّ بوجود مظلومية للسنة، وان الدافع الوطني العراقي هو الذي يدفعهم الى التضامن ولو شكلياً مع إخوانهم في الوسط والشمال.
أما القسم الاخر من القيادات السنية فإنها ترى ان القيادات الشيعية السياسية تجيد لعب تقسيم الأدوار وكسب الوقت بهدف تمييع المظاهرات وتفريغها من فحواها، ولعل خروج  أو إخراج، عشرات الآلاف من المؤيدين لحكومة المالكي في النجف وكربلاء والديوانية وبغداد ترجح كفة الطرف الثاني ممن فقد الثقة تماماً في قادة الشيعة الذين لم يكفوا عن المراوغة والتسويف بينما التصفية والقمع والإقصاء والاعتقال والملاحقة مستمرة على قدم وساق بحق اهل السنة والجماعة.
وعلى ما يبدو فان القيادات الشابة التي تـُنظم ما يعرف بـ (التنسيقيات) واعية بما يجري في الساحة وبما يفعله المالكي ويديره من تسويف ومماطلة كسبا للوقت، ريثما تتعب الجموع المحتشدة، حسبما يُعتقد وأخيراً فان سياسات الحكومة الحالية بمختلف رموزها لهي سياسات استبدادية خاطئة ستدفع بالبلاد الى الهاوية - لا سمح الله - وستدفع بالعراق نحو التقسيم قسراً، وستدفع بالمحافظات السنية بالتفكير جديّا في مسألة الاقليم السني بعد ان كان من المُحرّمات عندهم قبل بضع سنين، وكل ذلك نتيجة طبيعية للاستبداد والقمع وإرهاب الدولة المنظم.
وللحديث صلة في الحلقة القادمة ان شاء الله
د محمد البرزنجي
 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

                          

الگاردينيا: نرحب بسماحة الشيخ الدكتور/ محمد البرزنجي في حدائقنا...

زارتنا البركة سماحة الشيخ.. ننتظر جديدكم.. رعاكم الباري..

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

639 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع