فلاح ميرزا
الدول الكبرى لا تشتغل في الفراغ ولا تتخبط عشوائيا ولا تنتظر ان تحصل الاحداث حتى تقرر ماتفعل ولكنها احيانا تقود نفسها الى مواقف من الصعب عليها التخلص منها حتى وان كانت قد خططت مسبقا لما سيحدث
وهناك امثله كالذى حصل للاتحاد السوفيتى السابق وصين ماوتسى تونك بخلاف الولايات المتحدة الامريكية التى اعتادت الى وضع خططها لعقود من الزمن وتسعى الى برجمة نشاطاتها وفق ماجاء فيها بالرغم من حصول تغيرات سياسية فى اداراتها بين الحزبين الرئسيين الجمهورى والديمقراطى كل اربع سنوات ولكن مع ذلك فهناك احيانا مفاجئات تاتى بها الانتخابات لم تكن بالحسبان كالذى حصل بالانتخابات الاخيرة وترشح دونلد ترامب لرئاسة البيت الابيض خارج توقعات مراكز النفوذ التى اعتبرت بمثابة صدمة قد يكون ورائها مفاجئات ليس من السهل االتعرف عليها خصوصا بالنسبة للبرامج التى وضعتها الادارات السابفة لقيادة العالم خلال السنوات القادمة وبالتاكيد فان احتمالات كهذه قد يضعها فى مواقف محرجة امام البرامج المعدة سلفا لموضوعات السياسة الامريكية امام الاحداث الدولية وخاصة موضوع الشرق الذى يشكل حجر الزاوية فى سد حاجات الكارتلات الاقتصادية والمالية للبرنامج الامريكي الذى وضعته فى اولوليات سياستها الخارجية, لاستمرار هيمنتها وخصوصا بالنسبة للمناطق القابلة للانفجار او للتغيرات السياسية. لذلك فان استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة وما ينتج عنها من توقعات مستقبلية تضعها نصب عينيها وتقوم اجهزتها المخابراتية باستثمار خصائص ما تتوصل اليه قنوات العمل فى المجال الاقتصادى والتجارى سعيا للحصول قدرا واسعا فى السيطرة على الاسواق الدولية وبالرغم من الاحتمالات الايجابية الموضوعة للهيمنة الامريكية فى استخدامها لوسائل تطبيع المبادلات التجارية بنظرية العولمة الا ان خشيتها ايضا تزداد من النمو السكانى لدول اسيا الصين والهند بحيث النمو هذا قد يحولها الى قوة اقتصادية ضاربة لكنها بذات الوقت سوف لن تتحول الى قوة عسكرية تسبب لها حروب كالتى تحدث فى كل قرن اى ان خشية الولايات المتحدة ان همنتها قد تتعرض لبعض الزعزعة من قبل القوى العظمى الاسيوية يضاف الى ذلك موضوع الجماعات الارهابية واحتمال ان تتحول الى خلايا صغيرة منفصلة لاتجمعها البنية الجغرافية بفدر مايجمعها وحدة العقيدة والايدلوجية ولا تنحصر فى منطقة الشرق الاوسط وانما تمتد الى اوروبا وهناك من يقول ان هناك اسباب اخرى غير الفقر والجوع والتكاثر وانعدام افق العيش وهجرة الشباب من الريف الى المدينة قد يساعد على تقودية الحركات الراديكالية لوجود قناعة ليس بسبب الجوع وانما هناك اسباب عقائدية واسباب اقتصادية يتحولون بموجبها الى اصولين وبلاشك هذا لايعنى تجفيف ينابيع الفقر فى العالم العربي خاصة لانه سوف لايودى الى تجفيف ينابيع التطرف بل ان المشكلة اعقد من ذلك ولها عواملها المختلفة منها العامل اللاهوتى والفقهى الطائفي شديد الاهمية لذلك يستوجب الانتباه الى تغير مناهج التربية الى جانب اهمية تغير الاوضاع الاقتصادية والعيشية كما وان موضوع النفط الذى يهم العرب سيتحول الى عامل مساعد فى نمو الاقتصاد الاسيوى الصينى والهندى وهذا يعنى ان الحاجة اليه سوف تزداد وربما سيحصل صراع او تنافس شديد على مناطق النفط الاساسية وخاصة فى منطقة بحر قزوين وفنزويلا وغرب افريقيا واكيد ان الوصول الى البترول لن يكون سهلا بسبب عدم استقرار تلك المناطق وهذا يعنى ان الصورة ستكون قاتمة للعالم العربي وعلى الرغم من منظور الولايات المتحدة المتفائل لمستقبل العراق الا ان بعض الدوائر تشير الى احد السيناريوهات فى العراق الى تجنب الحرب الاهلية لان بوقوعها ستكون نتائجها كارثية بالنسبة لمصالحها قد تتحول الى دول الجوار لتتحول الى حرب اقليمية فى حين نجد انها لا زالت تتفرج على مايحدث من تعامل المجموعات المسلحة تجاه محافظات التى يسكنها عراقيين لاتتفق ارائهم والحكومة ولا يخفى عليهم بان الصورة التى فكر بوضعها اعداء العراق لنسيجه الاجتماعي ولكيانه هى ليست فوتوغرافية كالتى تظهرها عدسات كاميرات
والات التقاط الصور فتلك تظهر العراق على حقيقته فى حين المقصود بالصورة التى خططوا لرسمها هى التى اراد بها اعداء العراق اظهاره بغير حقيقته وارادوا ان يضعوا الاشياء كيفما شاوؤا بالالوان والمقاطع والاجناس والمساحات وخطوط الطول والعرض فتلك هى الصورة التى يبحث عنها هؤلاء الذين لم يتمكنوا من معايشة الايام التى مرت على حقيقة العراق حتى فى احلامهم الخيالية ولكنهم وبسبب فقدانهم للرؤيا الواقعية والتاريخ الذى تحدث عنه بصدق , تمكنوا ان يضعوا بعض الذى شاهدوه او تلقت اسماعهم نقلا او بالواسطة عن وطن له من العلم والدين جذورتاريخية وخزائن من الموروثات التى تحدثت عنها الكتب السماوية والانبياء والاولياء والعظماء تدور فوق سماءه وارضه , اشارت اليها متاحف العالم بصورة واضحة من خلال الوثائق والمصادر المادية التى وجدوها والاثار والمصادر التى احتفظوا بها والتى اغاضتهم واعمت بصيرتهم ولانهم بلا بصيرة حاولوا ومن خلال حقدهم وخوفهم من المستقبل الذى ينتظره ان يطؤا ارضه وان يدمروه وليس ان يحتلوه لان مفهوم الاحتلال لايعنى التدمير وانما الاصلاح والتعمير وهناك عشرات من الدول احتلت من قبل دول ولكنها عملت على تعميرها وتثقيف شعوبها وتطوير كل ماهو بحاجة للتطوير وهذا حصل فى عصورتحدث عنها التاريخ كان القوى ياكل الضعيف بخلاف العصور الحديثة التى تعلمت حقوق المجتمعات ورعاية الضعفاء ومساعدة الفقراء من الدول التى ليس لها موارد وتعينها فى حين حصل العكس بالنسبة لاحتلال العراق احتلال يتمير بالكراهية وحقد ليس على راس النظام وانما على شعب باكمله وهذا كان واضحا من اليوم الاول لدخوله العاصمة فبدلا ان يتولى المحتل امر المحافظة على ممتلكات البلد المحتل عمل على نهبه والتشجيع على تدميره وهو سلوك لا يمارسه سوى اللصوص وعدمى الاخلاق والشرف وقطاع الطرق والقراصنة وقد اظهر كبار مسؤولى الاحتلال علنا السلوك هذا ولعل مااشار اليه الرئيس دونالد ترامب عندما تحدث عن العراق قائلا بان الجنود الامريكان قد مارسوا السرقة وتلاعبوا بممتلكات القصور الرئاسية للرئيس العراقى عندما اكتشفوا ان هناك مقتنيات ذهبية وهو اعتراف من رئيس امريكى بالسرقة الى جانب ان القرارات التى تولى الحاكم الامريكى بول بريمير اصدارها هى من شجع على ذلك فقرار حل اجهزة الامن والشرطة والمخابرات والجيش فسح المجال للفلتان وهجوم اللصوص على منشات الدولة والبنوك ناهيك عن ابطال عمل المحاكم والعمل بقوانين الدولة التى تراعى الحفاظ على ممتلكات الناس والدولة, الذى حصل على يد اكبر واقوى دولة فى العالم الذى تشير المادة الاولى من دستورها الى ( الانسان) هو العكس تماما لانها اول من مارس قتل الناس بدون سبب واحيانا رغبة بالانتقام اول التدريب على اصابة الهدف وهناك افلام توضح ذلك نشرتها القنوات الفضائية بالتاكيد فان تلك المواصفات هى ليست مواصفات الشعب الامريكى الذى نحبه وتجمعنا معه علاقات وصلات اجتماعية وثقافية وتاريخية ايضا انهم ارادوا ازالة هذا الموروث التاريخي ولكونه يتميز بعمقهه واصالته فانهم لن يتمكنوا من ذلك ايضا مهما استخدموا من وسائل المكر والخداع امام شعبهم اولا وشعوب العالم ثانيا , لذلك فانهم مطالبين بالتراجع عن حقيقة مافعلوة فى احتلالهم للعراق حتى لويسبب لهم ذلك مسؤلية دولية واخلاقية امام العالم ويحملهم اضرار مادية ومعنوية بدلا من التعامل مع الموضوع بطريقة رمي الكره فى ملعب القوى السياسية والدنيية من خلال زرع النعرات الطائفية ومحاولة اشراك دولة اخرى لها من الاسباب التى تدفعها الى هذ الاتجاه تلك هى ايران بحجة الدفاع عن اتباعهم من المذهب الشيعى واحيانا تركيا والاكراد بحجة حقوق الاقليات ولاشك فان هذا التخطيط هو ليس امريكى بحت وانما تشترك معها بريطانيا التى لها باع طويل فى كيفية التنصل من مواقف كهذه ولديها من الاسباب التى تبحث وراء ذلك . ان ظاهرة تسليط الاضواء على الاحتفالات والمناسبات الدينية بشكل غريب جدا فاق ما تمارسه بقية الدول فى مناسبات دينية ووطنية وتغطيتها فى القنوات الفضائية بصورة واسعة امر يثير الشك والريبة وقد يساعد الامريكان على العودة الى العراق بطلب من العراقيين وهذا يعنى بصورة او باخرى التخلى عن المطالبة بتحميلها مسؤلية ماوقع من اضرار عليها تعويضها للعراقيين لذلك فان الادارة الامريكية تعاملت مع ثلاثة مجموعات لادارة الدولة خلال الفترة من عام 2003 ولغاية 2016 لكنها لم تصل الى مبتغاها لذلك فانها ستعمل على تغير فى طريقة الادارة عن طريق تهيئة طاقم جديد يتولى مهمة اصلاح الامور وهذا ماسوف يعمل على تحقيقة الرئيس الجديد ترامب من خلال تشكيليته الجديدة التى ستكون اكثر تشددا مع عملائها فى العراق وايران . ان عام 2017 سيكون فرصة كبيرة للعراقيين ان يعيدوا النظر بخلافاتهم التى يحاول الاخرون من تشويهه وتوسيعه بين المذاهب التي لم يعرفها من قبل والتى وفى احسن احوالها لاترقى الى الكراهية ونبذ الواحد للاخرولانهم ذو انتماء واحد وتحت خيمته فلا فائدة اذن الى مايرسمه الاخرون له لانه رسم ليس له جذور ولا طعم ولان العراق عظيم فانه عظيم بمكوناته وجذوره وحضارته التى يحتفظ بها ابناءه فى عقولهم وجيناتهم الموروثة لديهم منذ الاف السنين , ولو تركت الشعوب لخيار العيش لفضلوا العيش فوق ارضة وبين ابناءه حتى وانه بهذا الحال , فتلك ليست المرة الاولى تكون حالته بهذا الشكل ففى السابق هبت علية رياح الشهر وفعلت مافعلت من قتل ودمار وحرق واستهدفت غزوات الروم والفرس والعثمانيين والانكليز واخيرا الامريكان الاخضر واليابس فوق الارض وتحتها ولكنهم وجدوا ان هناك اصرار من ابناء للبقاء واعادة مادمر وهو بلا شك اصرار موروث من انفاس الانبياء والاولياء التى شربوا من ماءه ووطأة اقدامهم ارضة وروت دمائهم نباتاته واشجاره وخزنت فى عقولهم علوم الخير والعدل والمحبة هكذا تقول التنبؤات والروايات والاساطير وياويل من دعائه المستجاب له من رب السموات والارض
299 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع