مواسم الأمهات

                                                     

                  كتابة - الناقد السينمائي سعد ناجي علوان

             

               

ﻻتنتهي  الحرب أبداً. . . . كاذب من يدعي ذلك فرمادها يظل يحتضن جذوة النار موازيا للألم المحيط بنا كالظلال الداكنة محي ﻻ حياتنا الى أسئلة تتكرر بوجع دون أجابات مطمأنة ضمن مدارات الخوف وأضطراب الروح،،،،والكذب، ،،،القلق،،،الغيرة،،،الأنانية ،،،،الخيانة، ،يستعرضها فيلم /ميم مثل الأم/الأيراني/تأليف وأخراج رسول مﻻقلي/ ونقرأ مايطرأ على خيارات شخصياته لتصل الى اقدارها التي ساهمت بالتأكيد في كتابة بعض فصولها مهما فرضت سلطة المؤسسة أو اية قوى أخرى قيودها على الفرد، ،،
سهيل /حسين باري/موظف  دبلوماسي ﻻ يوفر شيئا من محبته وأهتمامه بزوجته سبيدة/كليشفته فرهاتي/المحاطة بالخفر والجمال والموسيقى التي ترافقها بكل ماتقوم به من أعمال، ،وهي تنتظر وليدها البكر بشوق يماثل نتيجة مسابقة الموسيقى الكلاسيكية  للفوز بفرصة دراسية في فينا،،قبل أن يفسد زوجها سهيل الأمر ويقوم بمسح الرسائل  الواردة على هاتف البيت  ويكذب كي ﻻيخبرها بفوزها بالمسابقة ,,. وتلك أول خطوة في مسار الأنانية والتسلط والذي سيحيل المحبة والمودة الى ركام من الكوابيس ستزداد بعد معرفة نتيجة فحص السونار وضرورة قيام سبيدة بالأجهاض فلم تنفع معها المعالجات  الطبية للتخلص من تأثيرات السلاح الكيمياوي في الحرب،،،وهنا يطرح الفيلم أولى الأسئلة ،،،،هل من حقنا الأجهاض،،،يجب التقيد بالأستخارة،،،هل جهزنا مبلغ دية الطفل،،،، وخﻻل رفض سبيدة للأجهاض ومواصلتها مقاومة المرض والاهتمام بأبنها سعيد،، يقدم لنا الفيلم أشارته الى الأجهاض المتكرر في أيران حيث تتشاجر سبيدة مع الدكتورة المعتادة على أستقبال النساء في عيادتها /الغير مرخصة/حين تتعامل معها كأي أمرأة تتخلص من فعل أثم وتهزأ بكﻻمها  نحن زوجين،،،ثم حين تتعرض سبيدة لمحاولة  أغتصاب في أحد محﻻت بيع الأدوية غير المرخصة، ،، ولأن الفيلم صنع تكريماً للأم ،،،،للمرأة..تسامح سبيدة صديقتها على سبب تهاونها وعدم تعاملها بشكل صحيح مع أقنعة الوقاية وتسببت بأصابتها،،،،، وستكون فتاة الليل بصورة جميلة،،،تبعد الاوﻻد المشاكسين عن سعيد،،،،،تقدم له الشيكولاتة، ،وتعيده للبيت فيسميها فرشتة/مﻻك/ إﻻ أن أجمل دﻻﻻت الفيلم عﻻقة  سعيد بجاره روبيك النجار المسيحي ،،الاسير العائد بعد سنتين من أنتهاء الحرب ليخسر أمرأته /تزوجت بعد طول غيبته/وأبنته مريم،،،،،وروبيك يشكل بعض البلسم للصغير سعيد ويذكره دوما بأن السيد المسيح عليه السلام  ولد من دون اب  مع ضرورة العمل على المساهمة في صنع أقدارنا،، بعدما نجى هو اﻵخر من محاولة أنتحار،،،،ليجتهد سعيد  في التدريب كي يقود فرقة معهد الأحتياجات  الخاصة بدﻻ عن أمه التي دخلت ظلمة مرضها وأصبحت بيضاء كالثلج،،،،،نفس الأمل  يقود روبيك وهو يحضر  حفلة سعيد  الموسيقية في معهد الأحتياجات الخاصة عله يجد حلمه،،،،ابنته مع ماترك اﻵباء من ابنائهم الذين شوهتهم الحرب ،،،تناديه فتاة بعمر ابنته،، من انت، ،وما تفعل هنا،،،يذهل وهو يقرأ  اسمه واسم ابنته مريم على حائط سريرها ويصغي لكﻻمها بكل فرح ،،،لكن عودة الاب سهيل ﻻتشكل شيئاً
فسعيد يقود  الفرقة الموسيقية بينما امه سبيدة تدخل عالمها الاوسع، ،وبالرغم من موت الأمهات إﻻ أن الحياة أجمل بهن،،برائحتهن التي تبقى في الجوار،،،على المﻻبس ،،،على حائط الحديقة المنخفض، وعلى الورقة التي نكتب عليها أسمائهن

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

571 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع