كتابة - الناقد السينمائي سعد ناجي علوان
أدى التدخل الأمريكي العسكري في شؤون العديد من الدول الى إنكسار وبيان زيف صورة الأمريكي المتفوق دائماً على الآخرين بعد الهزائم المتتالية التي اربكت الواقع الذي لم يعتد منذ هزيمة فيتنام على هوان ومهانة كما حدث في مستنقع الصومال وأفغانستان والعراق .........
وهكذا صار لزاماً على المؤسسات الرسمية ووسائل الميديا المختلفة التحرك لأعادة التوازن لما سقط من صورة البطل الأمريكي لأنها جزء من مجموعة نظريات ومفاهيم متداولة في المجتمع كأحد مفاصل تربية الوعي الأجتماعي والفكري لحياة الفرد اليومية، وليس هناك أهم من السينما في كل أنواع الميديا تأثيرا على الفرد بعدما تم الرهان عليها في رسم صورة للمستقبل أو إعادة أمر ما الى نصابه في أكثر من مناسبة.........وهنا لن يتم تجاوز رجﻻ مثل المخرج الكبير كلينت أيستوود ،،،الدؤوب على تقديم موضوع التفوق الأمريكي وتكريسه كنموذج يحتذى به في العديد من أفلامه وعمله اﻷخير/سولي/ أنتاج كلينت أيستوود 2016/مقالنا/، أستمرار في نمطية صورة البطل تلك وهو يعالح هنا قصة الهبوط الأعجازي للطيار المدني /تشيزلي سولنيبرجر/والمعروف ب/سولي/فوق نهر هدسون المتجمد أثر تعرض الطائرة لهجوم مجموعة من الطيور وتعطل محركيها بعد وقت قليل من أقﻻعها أثناء رحلة داخلية، ،وبقراره هذا حافظ على حياة ركاب الطائرة /155/فرد مع الطاقم.....البطل القومي حتى لدى الرئيس المغادر/بوش /والرئيس القادم /أوباما/سيخضع مع مساعده الى مسائلات وتحقيقات لبعض الوقت المزعج من قبل هيئة سﻻمة النقل المدني وشركات التأمين المرتبطة بها تجاريا للضغط عليه في عدم صواب قراره والتشكيك فيما يقدمه من مبررات تثبت للجميع صواب خطوته في الهبوط اﻷضطراري فوق النهر
إﻻ أن سولي/توم هانكس/المعتد بنفسه والواثق بما فعل مع طاقمه ،،يصر بهدوء وطمأنينة وحرفية عالية كي يسقط حتى مايقدموه من محاكاة للحدث وفق قياسات الكمبيوتر ليعترفوا مضطرين بهزيمتهم وشجاعته وينتصر /سولي / أيضاً على كوابيسه حول تعدد سيناريو سقوط الطائرة الى حد تماثل أحدها مع ماحدث في /11سبتمبر/وهلعه من ذلك وإن عمد المخرج أيستوود التركيز على أبراز دور وصورة /سولي/البطل،،ومفضﻻ أيضا عدم التقيد بالتسلسل الزمني في سرد حيثيات الحكاية ليضل متنقﻻ طوال مفاصل الفيلم /مسار الطائرة قبل الحدث وما بعده..... التحقيق.....كوابيس سولي..... فضول الصحافة .......خوف زوجته.....وأتصالاته الهاتفية المتكررة......ضغط اللجان عليهما .....نقاشه مع مساعده /آرون أيكهارت/.....حول ماحدث وماتأتي به النتائج/يبقى الفيلم محافظاً على تماسك وحيوية حكايته ضمن سيناريو محكم/كتبه تود كامارينكي استنادا على كتاب الطيار سولي/....مع دوام لمسات المبهر كلينت أستوود الشيقة والمشبعة بالحميمية وقربه من التفاصيل الصغيرة والتي تؤكد أنها اﻷكثر قرباً وصدقا للروح ولما جرى من أحداث.....وبها ومعها يجدد أيستوود حضوره ومكانته المعتادة كمخرج كبير وأن تم ذلك من خلال فيلم يحتمل الدعاية الرسمية للمؤسسات الحاكمة
573 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع