عبدالله عباس
دائماً اتوقف على ظاهرة كثرت في القنوات الفضائية ذو التوجهات الدينية وارى كما يرى معي اكيد الكثير من المواطنين ان ما يبثونه لايتفق مع الدعوة الاسلامية في حقيقتها بقدر انها ظاهرة منظمة باتجاه مزيد من التفرقة والتناحر في المجتمع الاسلامي واستغلال ظاهرة الفوضى الاجتماعيه من كل جوانبها الحياتيه في كل توجهات تلك الفضائيات واضح ايضاً للعيان ‘ وعندما تدرس وضع تلك القنوات و اتصالات الناس بشكل مباشر مع كثير من برامجهم تشعر بوضوح ان توجه تلك القنوات يقصد اكثرية الناس البسطاء والسطحيين من الناحية الثقافية ويظهرذلك من خلال اهتمام وتركيز غير اعتيادي للامور البسيطة في مسائل متعلقة بالعبادة من المفروض ان من يعرف الحد الادنى من الثقافة العامة يعرفها دون توجه سؤال لاي مصدر او ليس للدين علاقة بتلك المسائل لانه من الامور الحياتيه العادية التي لاتؤثر على نهج او برنامج العباده ضمن الدين .
ومن خلال هذه الملاحظات التي كونتها عن طريق المتابعة عرفت ان تلك القنوات تستغل جهل اكثرية الناس لتحقيق اهدافها ‘ واخطر ما في هذه الظاهرة هو تقسيم تلك القنوات طائفيا وبعضهم وبشكل منظم وخطير ومعلن يشجع على تعميق التفرقة في حين ان ابسط مؤمن يعرف ان الدين يعني وحدة الموقف و النهج الديني‘ ولاشك ان نسبة الامية في بلدان منطقتنا وحسب التقارير الموثوقة يتجاوز 35 % بالاضافة الى اكثرمن هذه النسبة في البلدان الاسلامية اخرى ( باكستان وافغانستان ) على سبيل المثال ‘ وفي العراق الذي دخل ضمن البرنامج المنظم لادارة الشر الامريكية بهدف ان يكون نموذج لنجاح مخطط تخريب الاسلام من خلال تنفيذ دقيق لسياسة الفوضى الخلاق ‘ ان نسبة الامية الان قريبه من 30% اضافة الى ترك نسبة 4"22% مقاعد الدراسة بسبب الحروب المتنوعة : طائفية وعرقية والى اخره ....! اذن ان الارضية التي تنطلق منها تلك القنوات هو استغلال جهل الناس .
في وثيقة تأريخية من وثائق المتعلقة بالحركة الكُردية في كوردستان العراق ‘ هناك وثيقة (وصية ضباط الكُرد ألأربعة أعدمتهم حكومة نوري سعيد في 9حزيران 1946) أتوقف دائماً على فقرة أعتبرها أهم ما موجود في تلكَ الوصية الموجه للشعب الكُردي وتقول ( كونوا ضد الجهل ! ) ‘ وكلما ارى او أسمع اي حدث مؤسف وسلبي ‘ يؤدي بالضرر على المجتمع ‘ ليس متعلق بالشعب الكُردي فقط ‘ بل ضمن البيئة التي نعيشها نحن ( أهل الشرق ذي ألأكثرية إلأسلامية ! ) أتذكر هذه الفقرة في تلك الوصية ‘ وهي الدعوه لمحاربة (الجهل ) ‘ أليس ما حدثَ في بلد إسلامي (تركيا) ويحكمها حكومة ذي توجهات دينية حول بيع أرض في الجنة ! من إفرازات الجهل الإجتماعي ؟ ونحن نعرف أن معظم الديانات السماوية ، تدعو إلى مكافحة الجهل ونشر علوم المعرفة لترتقي منظومة الإنسان العقلية لمراتب أعلى ويكون لها القدرة على التميز بين قيم الخير والشر، وبالتالي التعرف بشكل أكبر على ماهية القيم الروحية والالتزام بها بما يخدم التوجهات الإنسانية ‘ وأكيد ولأن الرسالة الإسلامية تنزل أصلاً لمعالجة التحريفات التي حصلت في الحياة الإنسانية بعد تحريف نهج الرسالتين السماويتين قبلها ‘ من قبل محرفين طامعين بدنيوية الحياة ‘ فكانت ودائماً ‘ أن محاربة الجهل في مقدمة ألأداء الإسلامي بين البشر‘ وعندما يتراجع العمل من أجل القضاء على الجهل تظهر نتائج سلبية في الحياة الإجتماعية ‘ ولأن عند الإسلام وكما يؤكد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) ويقول : أن الجهل نقص في الدين والخلق ومعاملة الناس ‘‘ لآن الجهل يعمل على نخر الذات وتعطيل مكامن الخير في الكينونة وتحفيز مكامن الشر وإطلاق العنان لنوازع الشر لتكون السبيل الوحيد لتحقيق الرغبات المنفلتة من عقالها وعلى حساب بقية أفراد المجتمع
جاءت في الأخبار ( ألقت أجهزة الأمن التركية القبض على نصابين احترفا الاحتيال على المواطنين من كبار السن بإيهامهم ببيع أرض في الجنة لهم يبنون فيها بيوتاً لهم بعد الممات وأستطاع النصابين ألياس و خضر خلال أيام قليلة من جمع 20 ألف ليرة تركية من أربعة أشخاص مقابل بيعهم شَفهياً أرض بالجنة ..) .. هل ترون غير ظاهرة الجهل طريقاً أخرمن الممكن أن يمرر هكذا خداع (الروحي) على الإنسان المؤمن بالدين وتركناه دون أن يفهم تفاصيل تنير طريق فهمه الروحي ؟ لوتوجهت الدول المنتمية الى النهج الإسلامي إلى صرف (تلكَ المبالغ الكبيرة) التي تصرفونها على (تدخلات لاممبرلها) في شؤون بعضهم البعض وصرفها على كل متطلبات الوعي من خلال إيصال رسالة الإسلام الحقيقي منزل رسالته من الله ومفصل كل تفاصليه الإيمانية من خلال السنة النبوية الشريفة نوراً للبشريه ‘ ومع القضاء على الجهل يتم القضاء على الفقر أيضاً لانه هناك علاقة تلازم بين الفقر والجهل، فأينما حل الفقر يفشى الجهل وحيثما زال الفقر انحسر الجهل وحينما تنغلق في وجهه سُبل تأمين قوت يومه، يتعطل تفكيره وتصاب منظومة قيمه الذاتية بالعطب....
وأخيراً ‘ أليس إهمال قلع جذور الجهل في العراق ‘ أهم أسباب إدامة التعصب والعقدة العرقية والمذهبية والفئوية ؟ رحمكَ الله ( الدكتور علي الوردي ) كم دق ناقوس الخطر لهذه العقدة ولكن السلاطين يصرون للأن أن يبقى الرعية يعرف ( أن سويسرا تعني رأس الخس) (1) وليس بلد يتطور ويتقدم مع تطور العصر والحياة .....
................................
(1) د. الوردي – وعاظ السلاطين
545 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع